المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية 3 صلاح المختار نحن نعزل الملوك لكن لا نغير السلوك الكاتب المصري جلال عامر بعد المقدمات التمهيدية نطرح سؤال جوهري : ما هي اهم واخطر المداخل الخلفية لتحقيق الهيمنة الكونية الامريكية؟ وقبل ان نجيب نوضح للدقة بان المقصود بالمداخل الخلفية هو الطرق او الاساليب او التكتيكات المستخدمة للوصول للهدف خصوصا تلك التي لا تبدو على صلة مباشرة به. ان اهم المداخل هي ما يلي : المدخل الاول : تجريد القيم العليا من قدسيتها : والقيم العليا تتجسد باوضح صورها في العقائد الدينية والقومية والوطنية والتقاليد المتوارثة لدى القبيلة والعشيرة والعائلة والمحلة...الخ، ويشكل تجريدها من قدسيتها، وبدء المس بها وتحويلها الى افكار وقيم نسبية ويمكن التشكيك بها، البوابة الاعظم لممارسة كافة اشكال الانحراف والردة فرديا وجماعيا، فحينما يزول الرادع الذاتي القيمي تصبح كل الاعمال مبررة وممكنة بما في ذلك تلك التي كانت محرمة قطعا. المدخل الثاني : حروب العقائد : هذه الحروب اطلق عليها صموئيل هنتنغتون تسمية (تصادم الحضارات)، وهي تعني عمليا ونظريا اشعال حروب العقائد والاديان والثقافات القومية، وجعلها مصدرا لبؤس الناس وعذاباتهم واعتبار اشعال هذه الحروب ستراتيجية عظمى لامريكا يفضي تطبيقها الى عولمة حروب منضبطة في الاطار العام تبدأ بتدبير فوضى هلاكة لكنها تنتهي بحروب مختلفة منها الحرب الاهلية وحروب الجيران، تحول الثورة الشعبية الشرعية والمنتظرة والتي انطلقت شرارتها بصيغة انتفاضة شعبية الى ردة حقيقية بعد اجهاضها وجعلها تحقق اهداف مناقضة لمصالح الشعب والامة في مقدمتهاالسيطرة التدريجية على العالم بعد تفكيكيه طائفيا واثنيا...الخ. وهنا لابد من الاشارة الى ظاهرة مؤسفة لدينا وهي اننا نقرأ ستراتيجيات الغرب بشغف حالما تظهر ونجعل منها موضة للتباهي بالعلم والمعرفة، لكننا لا نتعامل معها على انها مشروع للتطبيق الفعلي في اطار ستراتيجي بل نظن انها لعبة افكار وترف جدل وحوار سرعان ما ينتهيان مثلما تنتهي اي موضة، متجاهلين ان خبراء الغرب لا يكتبون نظرياتهم مجانا او لاغراض ثرثرات المقاهي او لاهداف اكاديمية صرفة بل هي دراسات ونظريات مدفوعة الثمن مسبقا لمن يعدها او يشارك فيها، وهي لا تكتب او تصاغ الا لتطبق من قبل الدولة. ان اهمال هذه الحقيقة يجعلنا لا نربط ما يجري فيما بعد بما طرح من نظريات ومفاهيم سابقا وقد يكون الامر طرح قبل عقود وليس سنوات فقط، وهذا ينطبق حرفيا على نظرية هنتنغتون التي طرحها في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، مع انها تشكل التكملة الطبيعية لما طرحة بريجنسكي في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات حول ضرورة استخدام الاصولية الدينية في الحاق الهزيمة بالشيوعية، لان هنتنغتون بعد ان صارت ما اسماها بريجنسكي (الاصولية الدينية) في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات سلاحا قطع راس الشيوعية الاوربية الشرقية واضعف التيارات التقدمية غير الشيوعية بجعل صراعات الاديان والطوائف محورا للسياسات الفعلية، وليس صراعات التحرر من الاستعمار والاستغلال التي كانت سائدة، وهو انجاز ستراتيجي خطير عجزت عنه امريكا بفكرها الليبرالي وقواتها المسلحة العظيمة، بعد هذا اتي هنتنغتون ليجعل من الدين اهم واخطر وسائل تفتيت الامم الاخرى وابادة الملايين منها، فهنتنغتون مرحلة لاحقة ومكملة لنظرية بريجنسكي واوسع واخطر منها لانها تفتقت عن خطط تنفيذية كثيرة تحدد كيفية استخدام الاديان لتغيير ثقافات وتقاليد وانماط تفكير شعوب العالم وليس اسقاط الحكومات المستهدفة فقط، طبعا ليس لصالح الاديان، فهؤلاء الذين يخترعون تلك النظريات كلهم ما بين علماني وملحد، بل لصالح الرأسمالية العالمية. والتكتيك المستخدم للوصول الى هذه النتيجة هو التركيز على عناصر الضعف في العقائد الراسخة وتضخيمها وتحويلها الى وسيلة تفكيك وشرذمة العقائد تلك. فمن المعروف ان هناك طوائف في كل دين وان هناك قصصا متناقضة حول كل دين وكتبه ومعتقداته، لذلك فان تحويل هذه التناقضات والقصص المريبة والمشكوك بها من حالة تنوع عادية، بل يمكن ان تكون ايجابية، الى موضوع رئيس وطاغ للصراع والجدل العدائي على نطاق واسع وهو كفيل بجر الانسانية الى مرحلة الانغماس في معارك هامشية مبرمجة كي تطغى على المعارك الحقيقية التي يجب ان تواصل ضد الاستعمار والنهب الاميريالي وضد احتلال اوطان وطرد شعوب من اراضيها. ولرؤية الخطر المميت لتكتيك سرقة الثورات وتحويل زخمها الشعبي الى وسيلة فوضى هلاكة للشعب ذاته نرى الان ان الوطن العربي، بعد ان كان الموضوع الرئيس واحيانا الوحيد الذي يحرك الجماهير فيه لعدة عقود هو القضية الفلسطينية وكانت قدسيتها لا تمس ومن يمسها يحرق فورا، اصبح يشهد تحولات وتناقضات يعجز العقل البسيط عن فهمها بصورة صحيحة، ومن اهمها ما يلي : أ – صراع طائفي بين أبناء القومية الواحدة : وهذا النوع من الصراع اصبح مميتا بين طائفيين سنة وطائفيين شيعة لدرجة انتقال هؤلاء من مرحلة الحوار الى مرحلة الخوار حول من هو اصح دينيا، وفي الخوار لا نجد الا ثيران تتناطح ويتطاير البصاق القذر من افواهها وهي تغوض في مستنقعات نتنة وسامة. ولكن ولكي نعرف حجم مأساة غياب العقل والتعقل لابد من طرح السؤال التالي : حول ماذا يجري الخوار؟ حول من احق بالخلافة علي بن ابي طالب ام الخلفاء ابو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم جميعا! فهل هذا منطق من لديه ذرة عقل ووعي؟ ام انه منطق الجهل المطبق والتجهيل المتعمد؟ هؤلاء يتخاورون وكأن الخلفاء الراشدين موجودون الان ويتصارعون حول السلطة فيقف هذا مع ذاك بينما يختار الاخر منافسه وتسحب السوف وتبدأ عملية قطع الرؤوس وتهجير الملايين كما حصل في العراق، ويتصاعد السب والشتم في ممارسة لا تدل الا على حقارة من يقوم بذلك!!! ب _ صراع داخل الطائفة الواحدة : وهذا الصراع يستمر في شرذمة الشعب فبعد شرذمته ما بين شيعي وسني دخلنا مرحلة الصراع ضمن الطائفة الواحدة ونرى الان معارك طاحنة بين ابناء المذهب الواحد، فهناك شيعة يتصارعون مع شيعة وهناك سنة يتصارعون مع سنة، وامامنا اسماء تتباطح ويعلوا خوارها ليطغى على العقل ومنطق الانسان العادي : وهابية، سلفية، صوفية، ازهرية، اسلام معتدل واسلام متطرف، شيعة امامية وشيعة غير امامية، جيش المهدي وفيلق بدر وصراعهما المتجذر حول الخمس، نواصب وروافض، حكم الشريعة وحكم مدني لكنه يلتزم بالشريعة...الخ، هذه الاسماء تعكس درجة التناقضات وعمقها وتشعبها وكارثيتها غير المسبوقة واستحالة ضبطها والسيطرة على مجراها. وهذا هو بالضبط المطلوب للتهيئة لحروب قادمة اشد هولا مما رايناه حتى الان. ج – صراع اسلامي مسيحي : ومن يظن ان المقصود هو صراع بين العالم الاسلامي والغرب المسيحي واهم فالمقصود هو ما نراه في مصر بشكل خاص، وانتقل الى الوطن العربي والى المنتديات في الانترتيت وفيه تستخدم كافة اسلحة الحرب اللااخلاقية، ووصل الامر الى حد الطعن بشرف الانبياء محمد (ص) وعسيى وموسى عليهما السلام، واستقامتهم والصحابة وزوجات الرسول، ناهيك عن تلفيق اكاذيب وجعلها تبدو كأنها اعادة نظر في قصص الاديان خصوصا الاسلام والمسيحية تهدف الى انتهاك كل مقدس فيها وعدم ترك موضوع مقدس واحد في الاديان كلها. والاخطر هو ان هذه الحملة الخطيرة تخلق جروحا نفسية عميقة وخطيرة قد تكون الشرارة التي تشعل الحروب الاهلية الدموية، وهنا مربط الفرس لان الوصول الى هذه النتيجة هو احد اهم اهداف اسرائيل المعلنة والتي تقوم امريكا بدعم عملية تنفيذها. د - صراعات اقليمية بين المسلمين : بعد الحروب العربية - الايرانية التي فجرها خميني اخذت تظهر صراعات عربية - تركية فجرها الاسلاموي اردوغان، واصبح خطر دول اسلامية على دول اسلامية اخرى (اشد) من خطر اسرائيل لان من يتعرض لعمليات ابادة منظمة وتدمير لمقومات الحياة لديه ومحو هويته وتهجير للملايين منه، كما تفعل ايران في العراق وبدعم امريكي كامل وصريح يضطر رغم كل قناعاته لاعتبار ايران اشد خطرا من اسرائيل في ظرف ما وزمن ما. ومما يساعد على اعتبار ايران اشد خطرا من اسرائيل انها لم تكتفي بالقتل الجماعي للعراقيين والتفتيت المنظم لمجتمعهم وقيمهم الاخلاقية والنهب للثروات والاحتلال للاراضي بل هي تسمم شعبنا عمدا بتسريب مياه ثقيلة لتلويث شط العرب في جنوب العراق وتصدير سلع تسرطن، وتغرق العراق بمخدرات تدمر الشباب، وتنشر زواج المتعة الذي يفسخ العائلة! ولم تكتفي تركيا باحتلال اراض عربية سورية مثل الاسكندرون ولا بمطامعها المعلنة في كركوك والموصل بل هي شرعت منذ الثمانينيات في تنفيذ مشاريع عملاقة لاحتكار الماء والسيطرة على تدفق مياه نهري دجلة والفرات وتقليص الوارد منهما الى العرب المسلمين في سوريا والعراق وتعطيش الشعب وتدمير الزراعة وتلويث البيئة. فهل هذه السياسات التركية والايرانية تسمح لاي عاقل بالحديث عن اسلامية تلك البلدان وجعل ذلك رادعا يمنع اعتبارها خطرا مثل اسرائيل، او اشد خطرا منها في حالات معينة؟ لنسأل انفسنا : بالاصل لم نحارب اسرائيل؟ بالتاكيد ليس السبب دينيا، فقد تعايشنا مع اليهود بسلام ووفاق قرونا طويلة وكانوا مواطنين مثل غيرهم والاسلام يعد اليهود كتابيين يمكن التعايش سلميا معهم، السبب الوحيد لنضالنا ضد اسرائيل هو ان الصهاينة احتلوا فلسطين فوجبت محاربتهم. ه – اعادة تشكيل ديموغرافية : منذ غزو العراق اخذت ظاهرة جديدة تظهر لم تكن مألوفة منذ غزو فلسطين وهي التهجير القسري للمواطنين العرب، ففي العراق هجر السنة والشيعة والمسيحيين والايزيديين والمندائيين (الصابئة) وغيرهم من بيوتهم ومناطقهم واقطارهم بقوة الارهاب الدموي والابادة الجماعية، وتجري عمليات تهجير للمسيحيين في مصر وتشجع امريكا واطراف اوربية تلك العمليات القسرية، لانها تريد اقناع الرأي العام الغربي بان المسلمين والعرب (وحوش عدوانية) يقتل بعضهم البعض الاخر ويتسع نطاق (وحشيتهم وعدوانية دينهم) لتشمل المسيحيين والاقليات الاخرى، لذلك فشن الحروب عليهم اجراء دفاعي وانساني في ان واحد. و – اعادة توظيف البترودولار : بعد ان كان البترودولار العربي يستثمر اساسا في البنوك الغربية وفي المشاريع التجارية نشهد ظاهرة اعادة استثمار (موسعة) جدا وخطيرة جدا لذلك المال في اعادة رسم خارطة وحدود الاقطار العربية وتراكيبها السكانية والاجتماعية والسياسية، والمال القطري يقدم لنا صورة واضحة عن هذه الخطة خصوصا منذ عام 2011. هذا الاستثمار الخطير للمال العربي يتم عبر قيام انظمة عربية بتمويل وتغطية نفقات الغزوات وعمليات نشر الفوضى الهلاكة الامريكية الصهيونية من خلال استغلال وجود مسوغات لاسقاط الانظمة الفاسدة والمستبدة، وتثوير الجماهير والنخب بعد عقود من حماية امريكية - غربية قوية لهذه الانظمة ليس لتحرير الشعب من مستبديه بل لاستبدال ملك بملك اخر العن منه واخطر، كما نرى ذلك في واقع الحال. ان العجز المالي للغرب وازماته البنوية خصوصا ازمة امريكا لا تسمح بتوفير المال اللازم للغزوات ونشر الفوضى الهلاكة الامر الذي يجعل مشاريع الاستعمار والصهيونية غير قابلة للتنفيذ مهما كانت القرارات قوية، لذلك فتسخير المال العربي لتنفيذ تلك الخطط والقرارات يحل هذه الاشكالية ويسمح بغزوات وحروب اهلية عربية وبحروب بين جيوش عربية، وتدمير للدولة وتفكيك للمجتمع وليس لاسقاط النظم فقط. بعد غزو العراق لم يعد نفط العرب يخضع لشعار (نفط العرب للعرب) بل صار نفط العرب السلاح الحاسم بيد امريكا والصهيونية لتدمير الاقطار العربية واحدا بعد الاخر، بدل الهدف القومي وهو جعله سلاحا جبارا بيد العرب يجبر اعداءهم على تلبية مطاليبهم المشروعة، كما فعل العراق في ظل البعث حينما امم النفط وسخر موارده لبناء مركز قومي قوي وجاذب وحرر الانسان العراقي من الفقر والمرض والامية وغير ذلك. ان الخطورة الشديدة في هذه المعارك المصطنعة هو ان من يشعلونها ويديمونها ليسوا اميين او انصاف اميين بل هم يتمعون بدرجة عالية من الثقافة والاعداد الفكري والنفسي، وهذه الفئة تشعل النار وتتركها لانصاف المتعلمين والاميين من رجال الدين واشباههم كي يخوضوا غمارها بقسوة لاحدود لها وصلت حد الدعوة لابادة الطرف الاخر بلا رحمة وتنفيذ تلك الدعوة! وبسبب الثقافة العالية لمن يشعل النيران فان ما ينشرونه يهز متعقدات البعض لانه يظن خطأ ان من ينشر عارف جيدا بما ينشره لانه عميق الثقافة والاطلاع. المدخل الثالث شيطنة العقائد : بعد الحروب والانتهاكات الفظيعة من قبل من يخوضون حروب الداخل الاهلية، او يحكمون باسم الدين ولكنهم يمارسون كافة اشكال التنفير من الدين، تأتي شيطنة من يمثل تلك العقائد سواء بدعم اخطاءه وتشجيعه عليها او بدس عناصر وكتل مخابراتية تعمل تحت غطاء تلك العقائد من اجل شيطنتها، وهذا ما تفعله مخابرات امريكا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا وشريكتهما الاساسية، في هذا المجال بالذات، ايران. ومن اهم اساليب الشيطنة تجريد الانبياء من القدسية والحصانة والتعامل معهم مثل باقي البشر فيشتمون ويتهمون باوسخ التهم الجنسية وغيرها. ان شيطنة الانبياء مقدمة لابد منها لشيطنة الدين ككل لان الانبياء هم رسل الله، والتشكيك بهم يفضي الى التشكيك بالله، ولكن لصالح من؟ لصالح ابليس كما يقول البعض ام لصالح تجريد الانسان من كل قيم ليصبح مستعدا لخدمة ما يريد من يأمرك العالم؟ المدخل الرابع : تغذية الاساطير الدينية والدنيوية : بعد عقود من احياء الاصوليات الدينية وما احدثته من تحولات خطيرة تراجع التفكير العلمي والتقدمي وضعفت الروابط القومية والوطنية وانتشرت الخرافات والاساطير ووجد من يروج لها بل يموت من اجلها وطفى السطحيون على سطح الثقافة والاعلام، واندلعت حروب الاديان والطوائف بعد ان هيأت نفوس الملايين لها. كل ذلك حصل بعد تسييد نظرة الدين الى الحياة والعالم وللكون وللماضي وللمستقبل اضافة للمجتمع طبقا لتفسير امريكا وايران للدين، فبدأت لعبة اخرى خطيرة جدا وهي محاولة تحويل الاساطير، المنسوبة للدين واحيانا لعلماء التاريخ او لنظريات علمية ليست يقينية، الى حقائق علمية لا تناقش! لماذا؟ لانها منسوبة للمقدس والمقدس لايناقش ومن يناقشه يكفّر ويحرق بطريقة (حضارية) وليس بنفس الطريقة التي كانت تحرق بها الساحرات في اوربا في العصور الوسطي. ان عملية حرق الانسان الحر تكتمل مقوماتها عندما يصبح اسير قناعة بان كل ما يقوله رجال الدين حقائق لا يمكن مناقشتها، ومن هذه (الحقائق) التي روجت وتروج على نطاق واسع، بعد ان كان الترويج لها بصورة متقطعة وبلا وجود غطاء ديني محكم لها : عودة المسيح، ظهور المهدي، نهاية العالم وقرب يوم القيامة، والتعظيم المتعمد والمبالغ فيه بشدة لقوة ونفوذ منظمة سرية غامضة هي الماسونية بطريقة توحي بانها تستعد لحكم العالم وانها قادرة على ذلك!!! المدخل الخامس : مدخل الابتزاز الكوني بمصادر الطاقة. بعد سيطرة امريكا على اهم مراكز انطلاق الهيمنة الامريكية على العالم، وهو غزو العراق ووضع اليد على نفطه وغازه والغاء التاميم، تدور الان رحى واحدة من اشرس معارك ما بعد عصر الحرب الباردة التكميلية وهي معركة خطوط امداد الطاقة النفطية والغازية، والصراع يدور بين طرفين رئيسيين هما روسيا والصين من جهة وامريكا وبعض اطراف اوربا معها من جهة ثانية، وهدف الصراع هو السيطرة على خطوط نقل الطاقة، فهناك تنافس مميت بين خطين خط روسيا المدعوم من ايران والصين، وخط امريكا المدعوم من تركيا وقطر والنيتو. وازدادت حدة هذه المعركة بعد الكشف عن احتياطيات غاز هائلة على الساحل الشامي الذي يشمل لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا وقبرص، وهو احتياطي تشير المصادر الدولية الى انه قد يحدث انقلابا عالمية في توازنات قوى الطاقة وهي قوة العصر الاساسية. لذلك لا يجوز اهمال هذا العنصر الحيوي في الصراع الحالي في وطننا العربي والذي امتزجت فيه مصالح امريكا واسرائيل، التي وجدت في حقول الغاز انقاذا ستراتيجيا لها ولمستقبلها من ازمة فقر الطاقة لديها، وتنافست هذه الكتلة وتصارعت مع روسيا والصين وايران من اجل الدولار مع اننا ندفع الثمن الباهض وهو الدم العربي والخراب العربي الشامل. المدخل السادس : أقتراب يوم القيامة : هنا ندخل مرة اخرى قلعة هولي وود، وبما ان امريكا مريضة وشائخة حد الاحتضار بسبب ازمتها البنوية ولا تستطيع مواجهة روسيا والصين والقوى الصاعدة في العالم في لعبة عض الاصابع فانها تلجأ الى لعبة الخديعة وهي التي يمكن تسميتها بلعبة سمكة البالون (balloonfish) وإهم مميزات هذه السمكة التي تشكل نقاط ضعفها القاتلة هي انها بطيئة الحركة وصغيرة الحجم، كما تقول موسوعات المعلومات، وحالة السمكة مثل حالة امريكا تماما كما اثبتت المقاومة العراقية حينما الحقت بها هزيمة تاريخية، مما يجعلها فريسة سهله للكائنات المفترسة التي تتغذى على الأسماك الصغيرة نسبيا، لكن سمكة البالون تملك امكانية خاصة للدفاع عن نفسها فهي لديها معدة بلاستيكية يمكن توسيعها بطريقة تجعلها اكبر من حجمها الحقيقي مرات عديدة عن طريق شرب كميات كبيرة من الماء أو امتصاص الهواء بسرعة مما يجعلها كرة مائية ليس سهلا على الأسماك المفترسة الإمساك بها! وتملك بعض فصائل أسماك البالون أيضا أشواكا على جسمها تبرزها أثناء الإنتفاخ فتصاب المخلوقات المفترسة بالرعب وتتركها وتهرب منها خوفا من حجمها المصطنع، كما انها تملك سما قاتلا تقذفه على من يهاجمها. ومعدة هذه السمكة هي هولي وود التي التي تتولى اظهار امريكا بحالة اقوى بكثير مما هي عليه لكي ترعب العالم وتبتزه وتدفعه للاستسلام دون حرب، او باقل الحروب تكلفة كما تفعل سمكة البالون التي تقذف سمها بوجه من تريد ارعابه وهو سم قاتل لكنه لا يكفي لابادة كل المخلوقات حولها بل يقتل المفترس فقط او يشل حركته مؤقتا لحين هروب السمكة ومع هروب السمكة الكبيرة المفترسة تهرب معها بقية الاسماك خوفا! نعم امريكا تملك وسائل قتل رهيبة بعضها عرف والكثير منها لم تعرف اسراره بعد، ولكن سموم امريكا ليست في يد قوة متماسكة وتستطيع خوض حروب مكلفة ماديا وبشريا وهي حروب حتمية لمن يريد السيطرة على العالم، وهنا تكمن ازمة امريكا المزمنة فهي تملك الموت وتوزعه بانتظام على العالم بكرم مفتوح لكنها عاجزة على الامساك بالعالم مباشرة، فتأتي الطرق الخلفية لتضمن تحقيق هدف امريكا وهو غزو العالم باقل التكاليف والتحديات. انها ذات لعبة سمكة البالون. وبما ان هذه اللعبة هي لعبة خداع في المقام الاول ولكنها مقترنة بامتلاك امريكا والسمكة السم القاتل فان هولي وود تتولى تصنيع صورة تكفي لدفع الكثيرين للاستلام لامريكا دون حروب او باقل الاشتباكات. والان تبدو لعبة هولي وود واضحة، فهي تصدر للعالم، وبمشاركة فعالة من الانترنيت، قصصا خيالية او شبه خيالية او كاذبة كليا عن اسلحة جبارة وخارقة مثل سلاح الكيمتريل الذي يغير الكرة الارضية بالزلازل والكوارث، وسلاح هارب. كما تبتز العالم بالتحذير من انقلاب قطبي قريب سيحدث يوم 21/12/2012، واخيرا وليس اخرا تصدر للعالم قصة نزول المسيح هذا العام والذي يوشك ان ينتهي ولم تتحقق ترويجات امريكا واسرائيل وايران، لان ايران تروج، خصوصا عبر دجالها الساذج احمدي نجاد، لنسخة مستلة مباشرة وبدقة تامة من قصة عودة المسيح لكنها تقدم تحت تسمية ظهور المهدي! نحن الان امام اثبات كذب كل تلك الترويجات التي راينا فيها شيخ نبغ فجأة من العدم وقدم في عام 2003 توقعات عما سيحصل، وحصل بعضها في عامي 2011 و2012 وهو ربيع بني صهيون، اسمه عمران حسين ليتوقع ان هذا العام هو عام عودة المسيح والمهدي المنتظر وان حروبا دامية وكارثية ستقع في صيف عام 2012، فالعام ينتهي ولم تتحق كل تلك القصص التي وقع ضحيتها الكثير من الناس في العالم، مما يؤكد ما قلناه وهو ان عمران حسين هو احد حواري المسيح الدجال والمهدي المنتظر الدجال وانه ضابط مخابرات امريكية او اسرائيلية او ايرانية وزود بمعلومات عما سيجري لكي يصدق العالم ما روجه عن قرب عودة المسيح والمهدي المنتظر. ولكي تكون لعبة هولي وود مقنعة، او للدقة قادرة على خداع الاخرين، فان سمكة البالون المسماة امريكا تريد ممارسة لعبة خداع اخرى جديدة لم نعرف عنها الا مؤخرا وبعد انتهاء دراستنا الطويلة حول ما يجري منذ عامين تقريبا والتي اسميتها ب(اوهام الامس في عصر الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود) والتي اشرت فيها للعبة عودة المسيح والمهدي المنتظر وامكانية ممارسة العاب خداع كاحياء الموتى او احداث كوارث كونية لاثبات اننا نواجه مخلوقا يستطيع صنع المعجزات، ولكنني كنت وقتها لم اكن اعرف بعد بوجود سلاح خطير جديد وهو الهولي جرام وهو عبارة عن جهاز ضوئي يستطيع صنع صورة شبح واضحة المعالم او شخص يبدو حقيقيا في الجو او في مكان ارضي لاقناع الناس انه المسيح العائد او مريم العذراء او مخلوقات من كوكب اخر ستهبط على الارض وهي تملك ذكاء يتجاوز ذكاءنا بملايين المرات وهي توجه الارض والبشر منذ الاف السنين! انكشفت هذه اللعبة مؤخرا اثناء الانتخابات الامريكية الاخيرة عندما قامت شبكة السي ان ان الامريكية باظهار مراسلها كأنه في مقر الشبكة مع انه في مكان اخر بعيدا جدا عنها واخذ يتحدث كانه في الشبكة وبمواجهة مقدم النشرة الاخبارية، لقد نجحت لعبة ايجاد صورة ناطقة ومتحركة افتراضية واصبحت ممكنة التطبيق. والاخطر ان هذا الجهاز استخدم من احدى كنائس مصر لاحداث صورة ضوئية تشبه الصورة التقليدية لمريم العذراء، في جو احتدام الصراع بين الاسلامويين وبعض الاقباط، فحصلت ضجة كانت اهم نتائجها تعزيز موقف المتطرفين من انصار الدولة القبطية في مصر لان الاف المسيحيين رأوا الشبح فعلا ولم يتوهموا انهم يرون شيئا، لكن الموضوع كان ايهاما وليس توهما. لقد تحقق الغرض السياسي الامريكي والصهيوني وهو تعميق الفتنة الطائفية في مصر بفضل هذا الجهاز! اذن نحن امام امكانية صنع شخص، او اشخاض او مخلوقات غريبة الشكل، يتكلم ويتحرك كأنه حقيقي ونعجز عن حسم امر هل هو حقيقي ام خيالي، وقد نرى حروبا رهيبة لا تقع فعلا لكنها تنتج وتعد مسبقا في ستوديوهات هولي وود ثم تعرض من شاشات التلفاز على انها حروب حقيقية تقع فعلا وتحسم الامور! والشخص المفترض انه المسيح المنتظر او نسخته الاسلاموية المهدي المنتظر، قد يمتلك امكانية صنع معجزات خطيرة مثل اشفاء مرضى ميئوس منهم كالمصابين بالايدز مثلا، وهي ليست معجزات حقيقية بل هي عبارة عن مكتشفات ومخترعات سرية طبية او علمية لم تعلن بعد فيظهر كأنه يصنع معجزات كما فعل السيد المسيح عليه السلام حينما احيا ميت، وذلك هو بالضبط ما تريده امريكا. المدخل السابع : اعلان الحكومة العالمية : نصل الى الفكرة المركزية فالهدف الرئيس الذي كان مخفيا بعناية هو تضخيم قدرات المنظمات السرية الغامضة واقناع الناس بانها تملك قدرات جبارة ولا يمكن تخيلها بل ان مخلوقات فضائية متطورة جدا نبدو نحن بالنسبة لها كالنمل بالنسبة لنا تساعد تلك المنظمات وتهيأ لسيطرتها الكونية، ولذلك فان من سيقرر مصير العالم حتما هو تلك المنظمات السرية وانه لا مفر من الاستسلام لها ولخططها وان مقاومتها عبث وانتحار. مع ان الحقيقة غير ذلك فلو كانت تلك المنظمات السرية فعلا تمتلك القوة التي تدعيها لما بقيت تنتظر الاف السنين كما يدعي البعض للسيطرة على العالم. ان من يروج الان واكثر من اي وقت مضى للقوة الخارقة للماسونية وانها تسيطر على العالم اما انه جزء من مؤامرة سمكة البالون او انه وقع ضحية خداعها، بعد ان رأى حجمها الضخم في افلام ومسلسلات هولي وود التي استمرت حوالي نصف قرن لاقناع العالم بان هناك قوة تسيطر على حكومات العالم وتوجهها وتقرر مسارات الكون! سكمة البالون اكتشفنا خداعها الستراتيجي في العراق عندما غزت هذه السمكة العراق في عام 2003 وهي منتفخة جدا وضخمة جدا وجسمها مرعب وهو كرة تحيطها الاشواك السامة، لذلك لم يتردد بوش الابن ووزير حربه رامزفيلد وغيرهما عن القول بان امريكا جاءت الى العراق لتبقى نصف قرن او اكثر معتقدا بان ارعاب سمكة البالون سوف يخيف شعبا اكتشف العاب سحرة المعابد قبل الاف السنين! لقد فقأت المقاومة العراقية بطن سمكة البالون فانكمشت فورا وظهرت قزما مشوها جينيا لا يستطيع حتى السيطرة على جسمه، فظهرت امريكا على حقيقتها وهي انها مريضة وعاجزة على احتلال قطر صغير مثل العراق فكيف تستطيع السيطرة على العالم كله بقواه المتقدمة والتي تملك كل مقومات الحاق الهزيمة بامريكا؟ سمكة البالون الامريكية ارادت بغزو العراق ثم بالسيطرة المطلقة على النفط وامدادات الغاز العالمية ابتزاز العالم واخضاعه بقوة الابتزاز. لقد تكونت لدينا الان فكرة اعمق مما كان لدينا عن عملية الخداع الستراتيجي الشامل الامريكية التي تستخدمها لفرض سيطرة مطلقة على العالم رغم انها لاتملك امكانية تلك السيطرة بالطرق العادية. وهذه الحقيقة تفسر لم تدعم امريكا اطرافا تبدو ظاهريا في خصومة معها مثل ايران من خلال الدعم الكامل للترويج الايراني للفتن الطائفية وقيام امريكا بتسليم العراق الى ايران وتهيئة الظروف لتسليم البحرين لايران ايضا، ان سمكة البالون الامريكية تعتمد مباشرة ورسميا احيانا على اطراف غير حليفة رسميا لكنها تشترك مع امريكا في معاداة الشعوب الاخرى او لها مطامع فتدعم امريكا تلك الدول او تسلمها مفاتيح البلدان مقابل تنفيذها لاهداف عجزت امريكا عن تحقيقها. الخلاصة هل عرفتم الان لم استخدمت مقتطف للكاتب المصري جلال عامر (نحن نعزل الملوك لكن لا نغير السلوك)؟ فما يجري الان ليس عزل او اسقاط الملوك (وهم الرؤوساء والامراء والملوك) بل تدمير منظم للدولة والمجتمع تمهيدا للتخلص من منظومة القيم العليا التي تحكمت في الناس لالاف السنين وجعلهم (احرار) فيما يعتقدون، اي نسف الكامل للروابط القومية والوطنية ولمرجعية الدين الاخلاقية والايمانية. ولذلك فان المطلوب الان ومنذ عامين تقريبا هو عزل الملوك لنشر الفوضى الهلاكة وليس تغيير الاوضاع بل زيادتها سوء وخطورة وتكلفة حتى تصل الشعوب الى حالة اليأس والاضطرار لقبول الحل الامريكي وهو انقاذها من الفوضى الهلاكة التي تنظمها هي وتنشرها هي بمساعدة اطراف عالمية واقليمية. وعند حصول ذلك تنفتح الابواب امام امركة وصهينة كل الوطن العربي، فلا جدار عزل بقي موجودا ولا قيم عليا تردع، ولا وطنية تمنع، ولا قومية تنفع، الذي يراد خلقه عرب بلا قيم ولا هوية ولا مسار واضح تائهون في بحور تتلاطم امواجها بقوة اعاصير تسونامي. اما البحار الوحيد الذي يستطيع الابحار ويقطف ثمرة تسونامي محو الهوية العربية فهو من خطط ومن نفذ : امريكا والصهيونية وايران وتركيا، وترمى الفتات للحثالات من بقايا العرب. نعم مهم جدا تغيير الملوك الذين اهلكونا عقودا طويلة ولكن الاهم في معايير مصالحنا الوطنية والقومية هو تغيير السلوك فما قيمة تغيير الملوك اذا لم يغير السلوك العام للبديل؟ ماقيمة ان نسقط مبارك وبن علي ثم نجد من يواصل التطبيع مع الكيان الصهيوني وينشر الفتن الطائفية ويفتت وحدة الشعب والصلاة في محراب امريكا؟ بتغيير الملوك دون تغيير السلوك فاننا نسهم مباشرة في تأبيد حكم الملوك بكافة الوانهم وليس تبديلهم. والويل لامة لاتعرف نخبها الفرق بين القوة الخداعة لسمكة البالون والقوة الهائلة لبندقية مقاوم في العراق وفلسطين. 1/12/2012 Almukhtar44@gmail.com منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط