منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ليبيا، إشكالية الثورة و"الثوار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

ليبيا، إشكالية الثورة و"الثوار Empty
مُساهمةموضوع: ليبيا، إشكالية الثورة و"الثوار   ليبيا، إشكالية الثورة و"الثوار Icon_minitimeالأربعاء أبريل 20, 2011 11:12 pm

ليبيا، إشكالية الثورة و"الثوار
منتدى"ملاك صدام حسين
يثيرون الحيرة حقاً، أولئك الثائرون على نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، فهم أعلنوا في السابع عشر من فبراير الماضي، عن ثورة سلمية ضد ما اعتبروه ديكتاتورية وظلماً وتعسفاً يمارسها الحاكم وأولاده عليهم، فصفق العالم أجمع لهم، معلناً تعاطفه التام معهم وتضامنه مع قضية آلاف الأسرى والمعتقلين الليبيين الذين جرت تصفيتهم الجسدية في سجون القذافي، وكانت تلك الجريمة، الشرارة التي ألهبت الثورة في ليبيا، على غرار شرارة محمد البوعزيزي في تونس، وخالد سعيد في الإسكندرية.
ولقد كان من الطبيعي أن تتحول تلك الشرارة، إلى ثورة سلمية، تعم أراضي ليبيا بأكملها فتدك أولاً عرين السلطة الحاكمة في طرابلس العاصمة وجوارها، وهذا ما تحقق فعلاً، وكان مقدراً له أن يحصد "سلمياً" بالتالي، ما استطاعت ثورتا الشعب في تونس ومصر أن تحققاه، في غضون أسابيع قليلة، لولا أن جملة عوامل دخلت على خط التحرك الجماهيري الثائر، لترسم فوق كل ما يجري في ليبيا اليوم، الكثير والكثير من علامات الاستفهام، ومن هذه العوامل:
1- دخول أكثر من رمز من رموز السلطة الحاكمة في قلب التحرك الجماهيري وركوب موجته منذ أيامه الأولى، بداعي الانشقاق، وبعض هؤلاء التصق بالقذافي منذ ثورة الفاتح من سبتمبر العام 1969، إضافة إلى رموز أخرى عملت سنوات على تلميع صورة النظام الحاكم، خاصة في العقدين الماضيين، ولا سيما المندوب السابق لليبيا في الأمم المتحدة، الذي كان في الأيام الأولى للتحرك يصف الثائرين بـ«الكلاب»، قبل أن يصفهم القذافي بـ«الجرذان»، ثم انعطف في لحظة ما لجهة «الثوار» بعدما بدأت بوادر التدخل الخارجي لمصلحتهم، فتوج انعطافته بخطاب عاطفي داخل مجلس الأمن قوبل بالعناق والتقبيل والثناء، وكأن المسرحية التراجيدية التي تعيشها ليبيا اليوم، قد بدأت رسمياً ومن أعلى المحافل الدولية، في تلك الساعة بالذات.
2- الظهور المفاجئ والسريع جداً لعلم العهد الملكي الليبي البائد، الذي بدا للعيان أن طبعه وتوزيعه ورفعه داخل ليبيا وخارجها، كان أسرع خطى من خطوات الثوار أنفسهم، الأمر الذي يدفع إلى الجزم، بأن ما يجري في ليبيا، أو ما يراد له أن يحصل، هو مُدبَّر ومنظم وعن سابق تصور وتصميم، وخيوطه ممسوكة من الخارج بأكثر ما للداخل قدرة عليه.
3- ترافق انتشار السلاح الثقيل والمتوسط بأيدي "الثوار"، مع تخلي الجامعة العربية عن دورها في المعالجة السياسية بين الأطراف، لتحيل الأمور برمتها إلى مجلس الأمن الدولي، الذي سارع إلى رسم خطوط طول وعرض وفق سيناريو عسكري "أممي" داخل ليبيا، شبيه بالسيناريو الذي فُرض على العراق الوطني وهو يواجه التحرك الانفصالي شمالاً، في ثمانينات القرن الماضي.
4- السرعة غير المسبوقة التي أبدتها إمارة قطر تجاه الثوار الجدد في ليبيا، مستندة إلى الواقع التقسيمي الذي حققه التدخل العسكري الأطلسي بحجة حماية المدنيين وتحويل ليبيا واقعياً إلى بلدين (شرقي وغربي) وفق "ستاتيكو" عسكري جديد، متوقف عند هذه الحدود الجديدة، حيث يتسنى للإمارة القطرية الصغيرة تولى مهام تصدير وتسويق النفط الليبي إلى الخارج.
في المقابل، لا يمكن لهذه القراءة السريعة، أن تصرف الانتباه عن حقيقة شعور الليبيين تجاه حاكمهم الذي ابتدأ ناصري الهوى في العام 1969 لينتهي استبدادياً أقرب للملكية المطلقة، منه إلى ما سماه "شعبيات الجماهيرية الديمقراطية الاشتراكية"، ولكم كان مفرحاً لليبيين وأشقائهم العرب، لو أن هذا السلاح المدَّمر الذي يواجه فيه مواطنيه، قد وظِّف بالقليل منه لمواجهة الأعداء الصهاينة أو لوضعه في أيدي من يريد أن يقاتلهم حقاً، وفي الخنادق المتقابلة.
إن كل ذلك، ينبغي أن لا يصرف انتباه المجتمع الدولي بأسره، ولا سيما الأشقاء في ليبيا، عن حقيقة ما يُعمل على رسمه من خريطة طريق جديدة سوف تُفرض على الشعب الليبي، بالترافق مع أكثر من "سيناريو"، محتمل غايته وضع اليد على ليبيا ومقدراتها وثرواتها.
فثمة من يرى في كل ما يجري على أرضها اليوم، التفافاً أميركياً وأوروبياً على ثورتي مصر وتونس وجديتهما، باعتبار ليبيا شرقاً وغرباً وما تشكله من أراض شاسعة، تمثل الخاصرتين الاقتصاديتين الأهم لهذين القطرين (أكثر من مليوني عامل مصري يعمل في ليبيا، يقابلهم مئات الآلاف من أبناء تونس).
وثمة من يرى في الأمر، "فوضى خلاقة"، لطالما بشرت بها سيئة الذكر كوندوليزا رايس بتقسيم ما يمكن تقسيمه من الوطن العربي وفق المشروع الشرق أوسطي الجديد،
يُضاف إلى هذين الاستنتاجين، ما يحكى عن تثبيت لأمر واقع جديد تحت مسمى "حل المسألة الليبية بالطرق السياسية" قوامه اقتسام نفط ليبيا بإعطاء حصة الأسد لدول حلف شمالي الأطلسي، التي سترعى الحكم في المناطق التي يسيطر عليها "الثوار"، وترك ما تبقى في عهدة القذافي وعائلته تحت رعاية دول أخرى على رأسها روسيا، كجائزة ترضية لها.
ومع كل ما يصدر من توقعات واستنتاجات، يبقى الشعب الليبي هو الضحية، وهو الذي يدفع الثمن سواء أمام وحدانية الحاكم وجبروته، أم إزاء "عدم براءة" من امتطى زمام الثورة الجديدة، ليخرج الجميع رابحاً في هذه المعركة التي يبدو أن نتائجها قد رسمت، قبل أن تبدأ، باستثناء الخاسر الوحيد، وهو الشعب الليبي الصاحب الشرعي للقضية التي يتاجر الجميع بها: استقلال ليبيا وحريتها.
في 18/4/2011
الثلاثاء 15 جماد الاول 1432 / 19 نيسان 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليبيا، إشكالية الثورة و"الثوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليبيا: ازياد حدة الاشتباكات في محيط بني وليد؟؟؟؟؟
» أنا ليبيا ... وليبيا أنا !
» لا للتدخل الأجنبي في ليبيا، إلا..."
» ليبيا واللعب ع المكشوف
» من وحي الثورة / لا تنتظروا من شثاثة عافية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: مقالات مختارة-
انتقل الى: