تحريرالفاو :أعظم معارك العرب ( الجزء السادس ) الإجراءات التي أتخذها العراق بعد احتلال ايران للفاو
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: تحريرالفاو :أعظم معارك العرب ( الجزء السادس ) الإجراءات التي أتخذها العراق بعد احتلال ايران للفاو الجمعة مايو 06, 2011 4:25 am
تحريرالفاو :أعظم معارك العرب ( الجزء السادس ) الإجراءات التي أتخذها العراق بعد احتلال ايران للفاو الأحد, 01 مايو 2011 منتدى"ملاك صدام حسين درست القيادة العراقية الموقف بعد احتلال الفاو وكان أمامها عاملين أساسيين(1) هما : 1. الاستمرار بشن الهجمات لاستعلدة المواقع التي احتلتها ايران بعد مرور (42) يوم على احتلال الفاو بهذا المستوى الفعلي للعمليات وذلك يعني الوقوع في الفخ الإيراني، لاسيما بعد أن كان تحرير الأرض يقاس بالأمتار. وسيؤدي لنجاح إيران في تحقيق هدفها بتحويل منطقة الفاو إلى مصيدة للقوات العراقية واستنزافها تماماً بصورة مستمرة، مستغلين رغبة العراقيين بضرورة تحرير الفاو، نفسياً ومعنوياً وتعبوياً، 2- ضرورة التريث ، واختيار الظروف المناسبة لتحرير الفاو لأن تحرير الفاو يتطلب الإعداد لمعركة تحرير تتضمن توقيت وأسلوب ملائمين ومحددين باختيار ذاتي وليس فرضاً. وعلى هذا الأساس تم اختيار العامل الثاني وبدأ الرئيس صدام حسين سلسلة اجتماعات متواصلة مع كبار القادة العسكريين كان هدفها الأعداد الجيد للأسلوب الملائم والتوقيت لتحرير الفاو وبدأت هذه الاجتماعات في 16/3/1986 ولحين وضع اللمسات الأخيرة لحظة تحرير الفاو والتي أتفق على تسميها (رمضان مبارك). ملاحظه: أينما وردت الحروف (ق ع ق م) في صفحات البحث ، تعني ..القائد العام للقوات المسلحة الرئيس صدام حسين ، الفريق أول الركن عدنان خير الله وزير الدفاع نائب القائد العام للقوات المسلحة ،الفريق أول عبد الجبار خليل شنشل رئيس أركان الجيش ، ضباط هيئة الأركان للقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية. التعبئة السياسية :- أدركت القيادة السياسية بوعي وتحسب أن احتلال أيران للفاو يمثل خطوة أولى من مسلسل الاختراق للحدود العراقية وأن المطمح الايراني في أحتلال العراق قد وضع موضع التطبيق ومن هنا يتوجب على القيادة السياسية بناء موقف استعداد وتعبئة وتحسب وأقدمت على أتخاذ العديد من الاجراءات من خلال الآتي : أ- تأكيد صيانة التلاحم والتماسك في البناء القيادي السياسي والعسكري. ب- تأكيد قدرة القيادة السياسية والعسكرية على المجابهة والتصدي والمناورة. ج- تعظيم القدرة الاستيعابية للشعب العراقي لأمتصاص دواعي الماكنة الاعلامية الايرانية التي جعلت من احتلال الفاو برهاناً على قدرة ايران، وذلك من خلال أدامة المعنويات، لتعزيز الثقة بالنفس، أيقاظ الشعور بالمواطنة. د- السعي لتعميق الوحدة الوطنية، كبناء الثقة مع الاكراد وأفهامهم أن الحرب المفروضة تستهدف العراق بأكمله. هـ- تنشيط مبادرات التطوع(2) والتبرع(3) لكي تثبت القيادة أن شرف الدفاع عن الوطن حصة لكل مواطن. و- أعتماد أسلوب التكثيف السياسي والاعلامي. التعبئة الاعلامية :- أ- نشط الاعلام العراقي بأبراز الاحباط السائد في إيران في أعقاب الضائقة الاقتصادية والتي سببها تدمير جزيرة خرج وفرض حصار على صادرات البترول الايرانية وجلب النشاط الاعلامي الانتباه الى انه على الرغم من احتلال ايران للفاو إلا أنها بدأت بالانهيار وأشتدت المعارضة في الداخل وأرتفعت أصوات المطالبة بأنهاء الحرب. ب- أبراز حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها أيران من جراء السلاح الجوي العراقي حيث قام بـ 2519 مهمة قتالية في 38 يوماً من 1/ 1/ 1986 لغايـة 7/ 2/ 1986. ج- كشف الأعلام العراق زيف الادعاءات الإيرانية بالسلام، بفضح ادعاءات وتصريحات المسؤولين الايرانيين التي أتسمت بالعنصرية والاحلام التوسعية مما كان له الأثر بتحرك بعض الأقطار العربية للوقوف الى جانبه. د- نجح الاعلام العراقي في ربط الاحلام الصهيونية بالاحلام الفارسية من خلال كشف العلاقة التسليحية وتصريحات مسؤوليهم وحقدهم ضد العرب والوحده العربية والقومية العربية. هـ- كشفت أجهزة الأعلام أثار الاحتلال مع التصريحات التي رافقته بوصفه طعنه للمشاعر العربية وأهمالاً واستخفافا بقيمة العمق العربي للعراق. و- نجح الإعلام العراقي بفضح الإعلام الإيراني الذي أعتمد على الكذب و مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) وحصلت تلك القناعة لدى المواطن العراقي والايراني على حد سواء ما كان له أثر بالغ في التعبئة النفسية لدى العراقيين والإحباط وضياع الحقائق والشك لدى الإيرانيين. ز- لعب الاعلام دوراً كبيراً في تصعيد وتائر التعبئة الجماهيرية من خلال البرامج الموجهة وزيادة معنويات الشعب العراقي بعد حرب المدن . ح- استغلال الخسائر التي تلحق بالقدرة العسكرية الايرانية وتزامنها مع الهزائم السياسية الاقتصادية في هز اليقين الاصطناعي وأسلوب التخدير للمواطن الإيراني وقد ولد ذلك تناقضات حادة جعلت من الصعب على النظام الإيراني لملمة جهده وتفعيل نشاطه وصولاً الى شل قدرته على الاستمرار بغسيل الدماغ وكانت النتيجة ما كشفه فشل دعوة رفسنجاني للتطوع. دور القيادة العراقية في التعبئة الإعلامية استمدت الأجهزة الإعلامية نشاطها المكثف من خلال المبادرات التي قام بها الرئيس صدام حسين القائد العام للقوات المسلحة سواء على الصعيد الإعلامي حيث الخطب والأحاديث أوعلى الصعيد العسكري حيث زياراته المتكررة لجبهات القتال وأشرافه المباشر على الخطط والمعارك التي تدور على طول جبهة القتال وقد نجحت الأجهزة الإعلامية العراقية في ترجمة تلك النشاطات بكثافة الى واقع ملموس الأمر الذي آثار في القوات المسلحة روحاً جديدة للمعنويات التي كان لها الأثر المباشر في تعزيز الإرادة القتالية للجيش العراقي ففي 23 / 6/ 1986 قال القائد العام: (اليوم وفي هذه اللحظة ، ازدادت قدراتنا القتالية كثيراً عما كنا عليه في9 شباط من هذه السنة (1986) في الفاو، كان اقتدارنا عالياً ولكن اقتدارنا اليوم أعلى وكل يوم يمر نزداد فيه اقتدارا أكثر وأكثر بعون الله). (أن جيشنا بعد معركة الفاو قد تطورت نوعيته وأزداد حجمه وأصبحت لدينا القدرة الآن على أن نقاتل على جبهة فيلقين وثلاثة وأربعة بنفس القوة)(4) . ( في السنة الثامنة للحرب يشعر الإيرانيون المعتدون الغزاة بأن وضعهم في غاية الحرج والصعوبة ويتجرعون علقم الهزيمة) وسوف يتضح لهم (بأنهم كانوا على وهم عندما يتصورون أن بأمكانهم أن يقاتلوا العراق)(5) التعبئة العسكرية برغم المثبطات التي مارستها الأجهزة المعادية المختلفة، ظلّت القيادة العراقية السياسية والعسكرية ممسكة بطرفي المبادرة والشروع من خلال إصرارها على الاستمرار في مشاريع التعبئة العسكرية المستندة الى ثمانية أسس عراقية خالصة تتضمن: أولاً: كفاءة التخطيط والتدريب. ثانياً: دقة أنضباط أدارة المعركة ثالثاً: تأمين عنصر المباغتة رابعاً: القدرة النارية في مواجهة الكثافة البشرية خامساً: التسليح الحديث سادساً: الفرد المتدرب تدريباً عالياً سابعاً: مشروعية الحرب والقتال لتحرير الأرض ثامناً: الدفاع عن الوطن طريقاً للسلام لقد وضعت النقاط أعلاه في مشروعها العملي منذ أجتماع (ق ع ق م) في 14/ 5/ 1986 حيث نوقشت أول مرة عملية تحرير الفاو وتم حساب مفردات الاحتلال بدقه، عبر حسابها لموازين القوى لتصل الى حقيقة مهمة هي أن الفعل العراقي، برغم الاحتلال، مازال فعالاً وأن القوات البحرية مازالت فعالة للغاية وأن القوة الجوية مسيطرة على سماء المعركة وإيران كلها، الأمر الذي أفقد الاحتلال قيمته الستراتيجية وكان ذلك جزءاً من أدراك شامل بأن الفعل العدواني الإيراني في الفاو ينبغي أن لا يجابه بتسرع وبغياب البصيرة وقد عمل العراق على : أولاً: زيادة حجم القوات المسلحة بتجنيد أعداد جديدة. ثانياً: توفير الأسلحة والمعدات اللازمة. ثالثاً:تدريب وحدات خاصة لعملية التحرير . رابعاً: ترصين الجبهة الداخلية خامساً: العمل باقصى درجات السرية والكتمان. سادساً: وضعت خطة للمشاغلة والتي اعتمدت على الصبر والمباغتة وتتميز بالذكاء وتهدف الى : 1. استنزاف قوات العدو وتدميرها وإلحاق أفدح الخسائر بها. 2. أضعاف معنويات العدو. 3. أشعاره بعدم الاستقرار في المناطق التي أحتلها وتمركز عليها. 4. أدامة الاشتباك بقوات العدو. 5. دعم العمل السياسي للعمل المسلح. 6. جعل العدو الإيراني في وضع سيئ بسبب خسائره البشرية التي فرضت عليه، وصولاً الى جعله أعزل ضعيف الثقة والايمان بقيادته . وهذا ما حدث فعلاً يوم 17 نيسان 1988 عندما تقدمت القوات العراقية لتحرير الفاو، فقد أنهارت القوات الايرانية واستسلمت بعد مقاومة ضعيفة لا تذكر(6). سابعاً: على الصعيد العملي فقد أتخذت القيادة العسكرية العراقية جملة من الإجراءات: 1. تعزيز القوات البحرية والبرية حول ميناء البصرة. 2. البدء بتنفيذ القرارات المتعلقة بزيادة القوات المسلحة. 3. العمل على إبراز إنتاج التصنيع العسكري الى حيز التنفيذ. 4. زيادة الضربات الجوية في العمق الايراني وضرب المنشآت النفطية والسفن الناقلة للبترول الايراني ، وكذلك تكرارضرب جزيرة خرج ، وحرمان ايران من مصادر تمويل الحرب . لقد أصبحت معركة تحرير الفاو كما خطط لها ، معركة تحرير سياسية قبل التحرير العسكري، وأصبحت صراعاً بين اتجاهين، الأول: اتجاه إيراني قائم على التوسع غافل عن الزمن المعاصر غارق بأحلام الاباطرة الفرس الثاني: اتجاه عراقي، تحريري ، عينه على الحاضر والمستقبل وهذا أول مكسب وظفه العراق لتحرير شبه جزيرة الفاو. في الجزء السابع: تفاصيل الخطة التي وضعت لتحرير الفاو، حجم القوات المشاركة من الطرفين ، الاستحضارات النهائية ، توقيتات بدء الهجوم.
تحريرالفاو :أعظم معارك العرب ( الجزء السادس ) الإجراءات التي أتخذها العراق بعد احتلال ايران للفاو