موضوع: حلقة النكبة تتحطم على صخرة إيماننا بالعودة الأربعاء مايو 18, 2011 3:58 am
حلقة النكبة تتحطم على صخرة إيماننا بالعودة 17/05/2011 حلقة النكبة تتحطم على صخرة إيماننا بالعودة بقلم : صلاح صبحية ثلاثة وستون عاماً مرت على نكبة الشعب العربي الفلسطيني الأولى ، وبعد أسابيع ثلاثة يمر أربعة وأربعون عاماً على نكبة الشعب العربي الفلسطيني الثانية ، أو لنقل المرحلة الثانية من النكبة ، والنكبة هي احتلال أرض وتشرد ولجوء شعب ، ففي العام 1948 كانت المرحلة الأولى من النكبة وذلك من خلال الاحتلال الصهيوني لجزء من فلسطين حيث تم احتلال الساحل الفلسطيني والجليل والمثلث والنقب وطرد أبناء الشعب الفلسطيني من مدنه وقراه إلى خارج أرض الوطن ليصبح مشرداً لاجئاً في مخيمات اللجوء في الدول العربية المجاورة ، وأما المرحلة الثانية للنكبة فكانت قي حزيران عام 1967 حيث استكمل العدّو الصهيوني احتلاله لفلسطين فاحتل الضفة والقطاع والقدس إضافة إلى سيناء والجولان كما تم طرد مئات الألوف من أبناء الشعب الفلسطيني من سكان الضفة إلى الأردن والذين أطلق عليهم اسم النازحين ، فالنكبة ما زالت قائمة بتعاون صهيوني أوربي أمريكي وذلك لإنجاز المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين التاريخية ، هذا المشروع الذي يعمل الأوربيون والأمريكيون على تكريسه واقعاً معاشاً قـَبـِل به بعض العرب الذين ما زالوا يضغطون على الشعب الفلسطيني ليقبل بهذا المشروع وبهذا الاحتلال لأرضه وبالتنازل عن حقه بالعودة إلى دياره وممتلكاته التي طرد منها عام 1948وذلك تحت عنوان جديد لمنطقتنا العربية بعد نكبة حزيران عام 1967، هذا العنوان الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الخطاب السياسي والثقافي والإعلامي العربي ، حيث أصبحت منطقتنا العربية تسمى منطقة الشرق الأوسط ، وبالتالي استبدل اسم قضيتنا من القضية الفلسطينية إلى ما سمي مشكلة الشرق الأوسط ، بل قبلنا بمصطلح النزاع في الشرق الأوسط ، هذا المصطلح الذي لم يعد يفارقنا جعل نتائج النكبة الفلسطينية أمراً واقعاً نقر به ونقبله ونعترف به حقيقة موجودة غير قابلة للرفض والنكران ، بل أصبح القبول بنتائج النكبة في مرحلتها الأولى والثانية أمراً مفروضاً علينا ومقبولاً في خطابنا اليومي إذا أردنا أن نكون جزءاً من منطقة الشرق الأوسط ، فالنكبة التي جردت الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية كانت خطوة استعمارية لإحلال شعب مكان شعب ولاستبدال دولة بدولة وذلك تحقيقاً لحلم صهيوني ووعد بريطاني بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ، وقد أخذت الولايات المتحدة الأمريكية – وبديلاً عن أوروبا- المهمة الرئيسة بتكريس نكبة الشعب العربي الفلسطيني من خلال حمايتها للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين التاريخية . النكبة كانت ومازالت تعني احتلال أرض فلسطين بكاملها وتشرد ولجوء الشعب العربي الفلسطيني ، ولأنّ النكبة هي كذلك فإنّ صراعنا مع العدّو الصهيوني هو صراع وجود لا صراع حدود ، وفي هذا الإطار ما زالت النكبة ومن وجهة نظر العدّو الصهيوني لم تحقق نتائجها في شطب الوجود الفلسطيني من التاريخ ومن الجغرافيا ، لأنّ هذا الشعب الفلسطيني الذي يعيش موزعاً بين أرض الوطن تحت الاحتلال وبين مخيمات اللجوء في الشتات ما زال يناضل للتخلص من نكبته ، ولذلك كان التصعيد الصهيوني في عدوانه ضد شعبنا ومنذ عامين تقريباً بالمطالبة الصهيونية للقيادة الفلسطينية القبول والاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية ، وهذا الاعتراف الفلسطيني بيهودية الكيان الصهيوني إذا ما تحقق فإنه يعني من وجهة نظر العدّو الصهيوني إقفال حلقة النكبة الفلسطينية بقفل فلسطيني ، وذلك لأنّ القبول الفلسطيني بيهودية الكيان الصهيوني يعني الشطب الفلسطيني لحق العودة والقبول الفلسطيني بترحيل الفلسطينيين الذين ما زالوا مصرين على بقائهم فوق أرضهم المحتلة عام 1948 ، ومن هنا نقول بأنّ ما يسمى بيهودية الدولة ليس شأناً صهيونياً وحسب وإنما هو شأن فلسطيني ما دام المستهدف من يهودية الدولة هو الوجود الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1948 أولاً واللاجئون الفلسطينيون من خلال شطب حقهم في العودة إلى فلسطين المحتلة عام 1948 ثانياً ، ومن هنا يصر العدّو الصهيوني على يهودية كيانه كما أنّ العدّو الأمريكي يسعى وبشكل حثيث إلى شطب حق العودة إذا أراد أن يعطي موافقته على قيام دولة فلسطينية حسب مسودة الخطاب القادم لأوباما ، وهذا يعني أنّ العدّو الصهيوني الأمريكي يريد إقفال حلقة النكبة بإلغاء الوجود الفلسطيني من الخارطة السياسية . وإزاء ما حلّ بفلسطين أرضاً وشعباً تحركت هيئة الأمم المتحدة لتصدر القرار رقم 181 عام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين دولة عربية ودولة يهودية حيث سارع العدّو الصهيوني إلى العمل على تنفيذه وإعلان كيانه كدولة ذات سيادة على حين رفض العرب والفلسطينيون هذا القرار الجائر بحق شعبنا ، حيث أدى هذا الرفض إلى حدوث حرب 1948 التي كان من نتيجتها حدوث النكبة الفلسطينية التي أدت إلى صدور القرار الأممي رقم 194 بتاريخ 11/12/1948 والذي يقضي في بنده الحادي عشر على ما يلي : (- تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقا لمبادئ القانون أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسئولة ) ، ولكنّ هذا القرار لم يخرج إلى حيز التنفيذ وذلك إدراكاً وبشكل خاص من كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بأنّ تنفيذ مثل هذا القرار لا يحقق لهم هدفهم الاستراتيجي في المنطقة العربية وذلك لأنهم يعملون على إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين وليس وطناً مختلطاً يفقد هؤلاء سيطرتهم على هذا الوطن القومي أو مشروعهم الاستعماري الذي يتمكنون من خلاله السيطرة على العالم العربي وإبقائه في حالة من العجز الاقتصادي والسياسي والعسكري حتى لا يكون قادراً على مواجهة كيانهم الوليد وسط العالم العربي ، ورغم ذلك فإن قبول الكيان الصهيوني عضواً كامل العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء مشروطاً بقبول تنفيذه للقرار 194 ، ولكن ما زالت الجمعية العامة للأمم المتحدة تتغاضى عن عدم تنفيذ العدّو الصهيوني شرطها على قبول عضوية الكيان الصهيوني فيها مع أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة قد جددت موافقتها على قرارها رقم 194 - الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم – نحو 135 مرة منذ صدور القرار 194 في عام 1948 وحتى اليوم ، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدّل على مدى سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على هيئة الأمم المتحدة بجميع هيئاتها ومؤسساتها ومجالسها ، وبالتالي فلا يمكن أن يتم تطبيق القرار 194 إلا بقوة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية التي هي اليوم وحدها صاحبة المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني في فلسطين تـُمَارس من قبل الدول العربية عليها ، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وتحسباً لأي موقف عربي ضاغط عليها استطاعت أن تسيطر وتهيمن على القرار العربي وتجعله خاضعاً للمصادقة الأمريكية عليه حماية لمشروعها الاستعماري في فلسطين فأصبح القرار 194 مجرد حبر على ورق وكذلك أصبح إعادة التأكيد على هذا القرار في جلسات الجمعية العامة مجرد روتين إرضاءً للجانب العربي . وفي الذكرى الثالثة والستين للنكبة والتي تأتي هذا العام وسط حراك جماهيري عربي من خلال أسلوب جديد في تغيير الأنظمة العربية الأمنية استطاع الشارع الفلسطيني أن يتناغم مع هذا الحراك الجماهيري العربي ، علماً بأنّ الشارع الفلسطيني لم يتوقف في أية لحظة من اللحظات في مقاومته لعدّوه الصهيوني وتمسكه بحقه في الحرية والاستقلال والعودة إلا أنه وجد في الحراك الجماهيري العربي موقفاً داعماً ومؤيداً وخصوصاً في ظل إعادة استنهاض الوعي القومي العربي وخاصة في مصر الكنانة ، مما حدا بالحراك الجماهيري الفلسطيني وخاصة الشبابي أن يتحرك من أجل جعل إنهاء الاحتلال وحق العودة برنامج عمل يومي يمارسه على الأرض ، فكانت فعالية مسيرة العودة ذات أهمية خاصة ، حيث أذكت هذه الفعالية ومن جديد روح الوطنية الفلسطينية بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني وخاصة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في الشتات ، وأصبحتَ تسمع في الشارع الفلسطيني وفي داخل كل بيت فلسطيني بأننا سنذهب يوم الأحد القادم في 15/5/2011 إلى فلسطين ، إنها مسيرة العودة إلى فلسطين ، إنها مسيرة العودة التي لن تمكـّـن العدّو الصهيوني الأمريكي أن يقفل حلقة النكبة علينا ، بل أنّ هذه المسيرة مسيرة العودة ستجعل حلقة النكبة تتحطم على صخرة إيماننا المطلق بحتمية تحقيق عودتنا إلى فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها ومن رأس الناقورة إلى رفح ، فالنكبة التي أرادوها لنا طوقا يكبلنا سيحولها الشباب الفلسطيني اليوم إلى حلقة من نار تحيط بالمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني وتشعل فيه ناراً تحرق منه الأخضر واليابس ، فكل مكونات هذا المشروع الاستعماري عناصر احتلال لأرضنا يجب التخلص منها وعدم الخضوع لجبروتها وقوتها مهما كانت ، فإرادة شعبنا والمراهنة على جماهير شعبنا سيبقى هو السلاح الأمضى في مواجهة النكبة ونتائجها وفي مواجهة الاحتلال وأدواته ، فالنكبة اليوم وفي ذكراها الثالثة والستين وفي ظل الفعاليات الفلسطينية والعربية ستكون بداية النهاية للمشروع الاستعماري على أرض فلسطين وخصوصاً وقد خطونا الخطوة الأولى على طريق إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني الواحد من أجل مواجهة المخططات الصهيونية الأمريكية ضدنا