موضوع: باكستان: القبائل تطالب بمنع عمليات عسكرية جديدة الجمعة يونيو 10, 2011 7:25 am
باكستان: القبائل تطالب بمنع عمليات عسكرية جديدة بيشاور, يونيو - أثار إعلان مايك مولن، رئيس هيئة أركان الحرب الأمريكية السابق، بأن الحكومة الباكستانية ستشن قريبا هجوما واسعا في منطقة وزيرستان شمال غربي البلاد، لإعتبارها قاعدة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان، موجة واسعة من المخاوف حول مصير الأهالي المدنيين الذي يقعون ضحية العمليات العسكرية. وعلي الرغم من إعتبار بعض الأوساط أن شن عملية عسكرية مكثفة في شمال وزيرستان هو السبيل الوحيد للقضاء على المسلحين واستعادة السلام في باكستان، إلا أن غالبية الأهالي والقبائل تعارض تكثيف الهجمات العسكرية في المنطقة. وذكٌر وكيل شاه، المعلم من جنوب وزيرستان أن هناك "نحو مليون شخصا من المنطقة القبلية ما زالوا مشردين بسبب العمليات العسكرية، ومن شأن عملية جديدة وشيكة في شمال وزيرستان أن يضاعف مشاكلهم، عوضا عن مساعدتهم وإفادتهم". كما ذكّر غيره من الأهالي بما حدث في عام 2004 عندما شن الجيش الباكستاني أول عمليه عسكرية من نوعها في منطقة جنوب وزيرستان لطرد المتطرفين، ما أسفر عن عملية نزوح جماعي أجبرت حوالي 300،000 مشردا علي الهجرة إلى المناطق المجاورة مثل تانك وديرا اسماعيل خان، في مقاطعة خيبير باختونخوا القريبة. فقال شوكت الله، من داتا خيل شمال وزيرستان، لوكالة انتر بريس سيرفس "نخشى عملية قد تؤدي الى نزوح جماعي ونريد من الحكومة لتجنب العمل العسكري، لأن الآلاف سيعانون من المجاعة والأمراض في المخيمات". وأضاف ان التقارير الرائجة بشأن وشوك شن عمليات عسكرية في وزيرستان، قد أثارت مخاوفا عميقة بين أهالي القبائل، والذين يعارض غالبيتهم الإرهاب وعلى استعداد للتعاون مع الحكومة، لكن العمليات العسكرية لن تحل المشكلة. وتساءل "هل أدت أي عملية عسكرية في أي منطقة قبلية إلي إحلال السلام؟... يجب علي الحكومة أن تثق في الأهالي المحليين للقضاء على التشدد". وقال ان عملية عسكرية من شأنها أن تخلق مشاعر الاستياء ضد الحكومة. والمعروف أن وزيرستان الجنوبية والشمالية، الواقعة على حدود أفغانستان والتي تديرها القبائل البشتونية، هي واحدة من سبع "وحدات قبلية" أو "وكالات" تشكل "منطقة القبائل الباكستانية المدارة فيدراليا". وتنتشر هذه المناطق القبلية علي مساحة 47،000 كيلو مترا مربعا ويبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة. ووقعت المنطقة فريسة موجة من التشدد المسلح منذ عام 2001 عندما شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها هجمات عسكرية للاطاحة بحركة طالبان من السلطة في أفغانستان. وتردد أن كل من حركة طالبان وتنظيم القاعدة قد عبرا الحدود المليئة بالثغرات بين افغانستان وباكستان للجوء في المناطق القبلية. وقال منصور شاه، المسؤول بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لوكالة انتر بريس سيرفس أن شن عمليات عسكرية جديدة في شمال وزيرستان، سوف لا يختلف عن نتائج تلك التي شنت سابقا في المناطق القبلية، حيث تم طرد الأهالي المدنيين منها، لكن المتشددين بقوا فيها. وبدوره قال القائد العسكري المتقاعد همايون خان، لوكالة انتر بريس سيرفس أن الجيش الباكستاني شن على مدى العامين الماضيين عمليات عسكرية في كوروم، خيبر، اوراكزاي، مهمند، باجور، و"وكالات" جنوب وزيرستان، لكنه لم يتمكن من تحرير هذه الأماكن من المتطرفين المسلحين، والضحية في النهاية هم الأهالي الفقراء الذين يعيشون في مخيمات وسط الجوع والأمراض والشمس الحارقة". وأفاد خان أن الولايات المتحدة تطالب منذ فترة طويلة بشن عملية واسعة النطاق في شمال وزيرستان، لكن باكستان لم تنزل علي هذا الطلب "وفي الآونة الأخيرة ، وضع اغتيال مؤسس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في مدينة أبوت اباد باكستان في موقف حرج، والحكومة تبدو الآن علي إستعداد للسير على خط الولايات المتحدة". ويذكر أن المجلس القبلي الأعلي في شمال وزيرستان نادي الحكومة في 31 مايو بالإمتناع عن شن عمليات مسلحة، قائلا ان السلام قد عاد الى المنطقة وأن مثل هذه العمليات من شأنها أن تتسبب في توترات في المنطقة. وأعلن المجلس القبلي الأعلي عن موقفه نفس يوم تصريح رئيس هيئة أركان الحرب الأمريكي السابق مولن عن على الحاجة لأن يشن الجيش الباكستاني هجوما على شمال وزيرستان. وشدد خان علي أن عملية عسكرية في شمال وزيرستان سوف تسدد ضربة قوية للأهالي، في حين سيبقى المتطرفون المسلحون دون أن يمسهم سوء.( 2011)