موضوع: حكومة المئة يوم / عبد الجبار الجبوري الجمعة يونيو 10, 2011 7:35 am
حكومة المئة يوم / عبد الجبار الجبوري 2011-06-09 في خضم بحر من الأزمات والخلافات والاغتيالات والتفجيرات والصراع على المناصب، وفساد مالي وإداري منقطع النظير في جميع مؤسسات الحكومة، يطلق رئيس الوزراء مهلة حددها (مئة يوم) كحد أقصى، لإجراء إصلاحات شاملة في العملية السياسية، وإدارة الحكومة وتقديم الخدمات الضرورية، وتلبية مطاليب جماهير ساحة التحرير، بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء من سجون الحكومة، والقضاء على الفساد ،وتوفير الخدمات الأساسية للشعب ،والقضاء على البطالة وغيرها ، وهاهي المئة يوم تنتهي، دون أن تنفذ الحكومة أي مطلب وأي وعد قطعته بنفسها للشعب، بل على العكس تماما أضافت الحكومة انجازات كبيرة منها ، فشلها في توفير مفردات البطاقة التموينية ،والكشف عن المزيد من ملفات الفساد لمسئولين كبار في وزارة الدفاع والداخلية ، وتهريب قادة ينتمون إلى القاعدة (جناح إيران) من سجون البصرة إلى إيران، وقمع التظاهرات الشعبية في ساحة التحرير وساحة الأحرار بالموصل وساحة التحرير في الانبار، ومظاهرات الناصرية، واحتلال هذه الساحات وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، واستخدام كواتم الصوت لاغتيال كبار ضباط الأجهزة الأمنية والاستخبارية في الحكومة، وفضيحة تفجير مديرية مكافحة الإرهاب وإعطاء الضوء الأخضر للاستعراضات المدنية، ذات الطابع العسكري وتوفير الحماية لها ، وإرسال إشارات منها إلى خصومها، وإجراء عقود اقتصادية سريعة مع الشركات الكورية ذات ريع قوي جدا وسريع، لتمويل الحزب الحاكم مثل العقود الكورية، وأخيرا فضيحة معتقل الرصافة وإلصاق التهمة مع مقتل منفذي جريمة سيدة النجاة، بأشخاص ليس لهم علاقة بالقضية ،والتي كشفها الدكتور القتيل نمير الجنابي بعد فحصه للحمض النووي لقائد العملية أبو حذيفة البطاوي، العقل المدبر للقضية ،بأن الحمض النووي لا يعود لأبي حذيفة، فقامت جهات معروفة للشارع بتهديد الجنابي وعندما لم يخضع لأوامرهم، تم اغتياله، بعد أن فضح أكذوبة قضية معتقل الرصافة، التي نضمتها وأشرفت عليها جهات متنفذة في الحكومة وأحزابها، خدمة لأجندة خارجية، هذه هي انجازات حكومة المئة يوم، ناهيك عن إصرارها على الإمساك بقضية الوزارات الأمنية ،ومماطلتها مع كتلة العراقية وافتعال أزمات معها ،وصلت حد المواجهة بين الطرفين،فضحتها الرسائل المتبادلة والتهديدات التي أطلقتها العراقية بانسحابها من الحكومة والبرلمان والعملية السياسية ، انتهت مهلة المئة يوم ولم ير المواطن العراقي سوى المزيد من الانفلات الأمني الخطير في تكريت والانبار وبغداد ،وغيرها من المدن الأخرى في ظل تخبط سياسي واضح وتفاقم الخلافات داخل العملية السياسية،بشأن رفض تمديد قوات الاحتلال، المشهد يزداد ضبابية وانحدار نحو نهاية العملية السياسية، وفشل الحكومة في أدائها السياسي والرسمي، هذا ما أكده رئيس مجلس النواب ورئيس القائمة العراقية والكثير من نواب البرلمان، وما استقالة عادل عبد المهدي من منصب نائب رئيس الجمهورية، إلا دليل فشل الأحزاب الحاكمة في بث الروح في حكومة ميتة أو تحتضر، حقيقة لا يوجد نقطة تفاؤل في الأفق المنظور، خاصة وان شباب التحرير قد أعلنوا أن انتهاء مهلة المئة يوم يعني انتهاء وجود الحكومة الناقصة، وانتهاء شرعيتها القانونية، كما قلت المشهد يشي بمفاجآت أكيدة ،عند انتهاء المهلة في السابع من حزيران، وجميع الأحداث على الأرض سياسيا وشعبيا ودوليا، تؤكد إحداث تغيير ما، تتحمل الحكومة نتائجه، وهي التي ورطت نفسها بإطلاق وعود هي غير قادرة على تنفيذها .. وهكذا سمينا هذه الحكومة حكومة المئة يوم، وبعدها الله كريم..