في سبيل البعث -الجزءالثاني:(الباب الثالث) إتحاد سورية ومصرثمرة النضال العربي التحرري وضمانة استمراره :(43)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث -الجزءالثاني:(الباب الثالث) إتحاد سورية ومصرثمرة النضال العربي التحرري وضمانة استمراره :(43) السبت ديسمبر 31, 2011 5:22 am
. في سبيل البعث -الجزءالثاني: الباب الثالث: إتحاد سورية ومصر ثمرة النضال العربي التحرري وضمانة استمراره (43) نحن الآن في قلب معركة قومية جليلة تصغر امامها المعارك وتهون. ان معركة الوحدة تتطلب من شعبنا العربي وقادته من فضائل الوعي والتجرد والاقدام اكثر مما تطلبته منهم في اي وقت مضى. فمعارك التحرر والانعتاق المتلاحقة التي يخوضها شعبنا منذ نصف قرن والتي اعطى فيها براهين رائعة على حيويته وبطولته ونزوعه الاصيل الى الحرية وقدرته على التضحية والفداء لم تكن الا مقدمة وتمهيداً للمعركة الجديدة التي تنتظره والتي تُمتَحَن فيها قابليته للخلق والبناء. واكبر امتحان يتعرض له قادة الشعب في هذا الظرف هو ان يعطوا الجواب العملي الناصع، بمواقفهم وتصرفاتهم، على السؤال التالي: هل تتعين السياسة كلها بالمصالح الطبقية والمنافسات الحزبية والانانيات الشخصية، أم ان للسياسة صعيداً آخر أعلى يمكن ان ترتفع اليه في بعض الحالات هو الصعيد القومي الذي يتلاقى عليه الجميع، من اجل تحقيق هدف يعود بالخير على الجميع وعلى الامة واجيالها؟ وبتعبير آخر: هل القومية لفظة شكلية أم ان لها محتوى حياً يجب ان يفصح عن نفسه وان يفرض نفسه في مثل الظرف الذي نحن فيه والذي تتهيأ فيه الشروط لأول مرة منذ قرون لتحقيق خطوة اتحادية تكون الضمانة لعدم ضياع ما حققه شعبنا حتى الآن من انتصارات على الاستعمار، وتفتح الطريق عريضة واسعة امام استكمال تحرره ووحدته ونهضته؟. بهذه الروح وهذه النظرة نادينا بالحكم القومي الائتلافي وتقدمنا للاشتراك فيه لنساهم مع غيرنا في تحقيق هدف قومي عزيز على العرب في كل قطر، هو اتحاد مصر وسورية، ولم نكن نجهل ما يمكن ان ينشأ في طريق هذا الهدف من عقبات، في الخارج والداخل، وان الخطوة الاولى هي صعبة دوماً. ولكن الفرق كبير بين ان نجمع على اقرار المبدأ لنتعاون فيما بعد على معالجة العقبات وتذليلها، وبين ان نمتنع عن ولوج الطريق لان فيه عقبات. وأول عقبة نذللها هي عندما نتبنى الاتحاد بصراحة لا غموض فيها ولا تردد، وبروح ايجابية مؤمنة متفائلة تجعل الحكم القومي الائتلافي يتجاوب مع وعي الشعب وإرادته. ويقوي في الشعب هذا الوعي وهذه الارادة، لان الشعب هو الضمانة آخر الأمر. لأول مرة تتوافر شروط الاتحاد لقطرين عربيين لا تشوب استقلالهما شائبة، ويصبح مصير الوحدة العربية بأيدي العرب أنفسهم. ولأول مرة ايضاً يظهر ان العقبات التي تعترض سبيل الوحدة هي نفسها التي تعترض سبيل التحرر، وانها في الدرجة الاولى عقبات عربية ناتجة عن فساد الوضع الاجتماعي الداخلي: ولقد ادت الخطوات التحررية التي حققتها مصر وسورية في العام الأخير الى طرح شعار الاتحاد بين هذين القطرين كشيء واجب التحقيق العاجل. ولكن التلكؤ في الاستجابة لهذا المطلب القومي الواقعي لن ينتج عنه مجرد تأجيل للاتحاد بل تعريض لخطوات التحرر نفسها ان تتراجع وتنتكس. فالنضال العربي غدا ذا منطق قاهر. وعليه ان يتقدم دوماً لكيلا يضطر الى التراجع. ومن هنا كان اشتراطنا لدخول الحكومة القومية الائتلافية ان تتعهد بتحقيق الاتحاد بين مصر وسورية، لعلمنا بأن الحكم القومي الذي يعني فيما يعنيه تأجيلا أو تضييقاً للمعركة الداخلية، يفقد مبرراته ويتحول الى تخدير للشعب اذا لم يكن ثمنه ذلك الكسب في المجال القومي العربي الذي هو الاتحاد. في حين ان تأجيل المعركة الداخلية بلا مقابل ولا مبرر، ان هو الا تمهيد لضرب السياسة التحررية والعودة الى التبعية الاستعمارية. هذا ما يرتب على حكومة الشقيقة الكبرى مصر ان تتفادى خطر الردة الاستعمارية باقدامها اقداماً واعياً جريئاً على تحقيق النتيجة المنطقية للسياسة الناجحة التي سارت عليها حتى الآن، وهذا ما يرتب على الاحزاب في سورية ان تقبل بهذه الخطوة وتقبل عليها بثقة وتفاؤل اذا كانت تريد فعلاً ان يسود الوئام في هذه الفترة داخل سورية، وان تحاول تجربة مخلصة للتعاون والتطور السلمي. 22 حزيران 1956 منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي – سياسي
في سبيل البعث -الجزءالثاني:(الباب الثالث) إتحاد سورية ومصرثمرة النضال العربي التحرري وضمانة استمراره :(43)