منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) نضال الوحدة هو نضال الجماهير:(45)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) نضال الوحدة هو نضال الجماهير:(45) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) نضال الوحدة هو نضال الجماهير:(45)   في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) نضال الوحدة هو نضال الجماهير:(45) Icon_minitimeالسبت ديسمبر 31, 2011 5:32 am

في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) نضال الوحدة هو نضال الجماهير:(45) 552657368
في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) نضال الوحدة هو نضال الجماهير:(45) 927403809.
في سبيل البعث -الجزء الثاني:
الباب الثالث:

نضال الوحدة هو نضال الجماهير(45)
ان النظرة العربية الحديثة [1] نظرة انقلابية تؤمن بضرورة تحقيق تبديل أساسي في حياة الأمة العربية، في مختلف النواحي: في الاوضاع السياسية وفي الاوضاع الاجتماعية، وفي الحالة الفكرية والخلقية، وان أي تصور للسياسة يفصلها عن النواحي الاخرى هو تصور سطحي لا يمكن ان يعطي اية نتيجة جدية في نضالنا من أجل التحرر من الاستعمار، والتحرر من الاوضاع الداخلية الجائرة. فالسياسة في هذا العصر تعبير كامل عن حياة المجتمع كله، ولذلك لم نفهم الوحدة على انها يمكن ان تتم أو يمكن ان تبدأ وان تسجل أي تقدم مهما يكن بسيطاً اذا حصرناها في النطاق السياسي وحده، بل ان واجبنا هو ان نجعلها تعبيراً عن نضال العرب الكامل للتحرر من سائر الاوضاع الرجعية والظالمة والفاسدة التي يرزحون تحتها، أي ان الوحدة تعبير عن النضال ضد الاستعمار وضد الطغيان الداخلي وعن النضال ضد الاستغلال الطبقي وضد التأخر والجمود الفكري، ولذلك انتقلت الوحدة أو بالأصح انتُزٍعت قضية الوحدة من أيدي السياسيين والحكام الذين كانوا ينادون بها دون إيمان، ويتاجرون بها احياناً ويخدرون بها عواطف الشعب ويوهمونه بأنها ممكنة التحقيق في الاجتماعات والمؤتمرات بين السياسيين والحكومات دون أن يحملها الشعب بنضاله اليومي التحرري والاجتماعي، ودون ان يمزجها بنضاله من اجل خبزه اليومي ومن اجل التخلص من الاستعمار الاجنبي، وبظمإه وحاجته القصوى الى بناء حياة تقدمية. فأصبح شعار الوحدة وقضية الوحدة بيد الجماهير المناضلة، واصبحت قضيتها وجهاً من وجوه النضال العربي الشامل واصبح يسري فيها نفس الدم الدافئ الفتي الذي يغذي نضال شعبنا لانتزاع حريته من الحكم الاجنبي، ولاسترداد حريته الداخلية من الطغاة ولاسترداد حياته اللائقة الانسانية من الطبقة المستغلة. وهكذا دخلت الوحدة في هذا الجو الحي الحار ولم تعد تنفصل عن سائر أهداف واماني وحاجات الشعب العربي في كل قطر.
وبهذا الربط الوثيق الحي بين الوحدة وبين الحاجات الحيوية الاخرى لشعبنا، بهذا الربط وهذا التفاعل أخذت تظهر وتتضح ملامح هذه الوحدة بعد ان كانت غامضة ملتبسة مشبوهة، وظهرت الملامح الايجابية لوحدتنا العربية في هذه السنوات الاخيرة بعد ان كان يظن ان الوحدة العربية هي وحدة على شكل امبراطورية يحققها الملوك أو تحققها الجيوش الغازية أو يحققها الاقطاعيون والامراء والاغنياء ليقيموا وحدة قسرية بالإكراه، وليوحدوا في الواقع طبقة من الحكام ضد اكثرية الشعب حتى تتمكن هذه الطبقة من احكام سيطرتها ومن اخفات كل صوت يطالب بالحرية والعدالة، ولكي يسود التعصب والتناحر بين فئات الامة الواحدة واقطار الوطن الواحد وبين اكثرية واقليات عنصرية وغير ذلك. واذن، فالوحدة في السنوات الاخيرة تظهر بوجهها الصحيح الصريح، وجه حر تقدمي انساني، لان جماهير الشعب هي التي تحمل نضال الوحدة وهي التي تغذي هذا النضال بتضحياتها وآلامها وقد تخرج صورة الوحدة من الآلام والتجارب التي ابعدتها نهائياً عن كل تعصب وكل تفرقة، ما دام نضالها قائماً ضد التعصب والاستعمار وضد ادعاء بعض الشعوب بأنها متميزة ومتفوقة وبأن لها الحق في استعباد شعوب اخرى، فلم يعد ثمة خوف على الوحدة العربية ان تتجه اتجاهاً رجعياً أو عنصرياً او انكماشياً عن المجموعة البشرية، ما دامت هذه الوحدة تنبثق من النضال الشعبي وتعبر عن حاجات هذه الجماهير الشعبية المناضلة في سبيل التخلص من الاستعمار والتمييز العنصري وفي سبيل التخلص من الاستغلال الطبقي، والتخلص من كل عوامل التفرقة والضعف التي كانت الثغرة التي دخل منها الاستعمار ودخلت منها التجزئة فضاعت سيادة الامة العربية وضاعت وحدتها مدة طويلة من الزمن.
ولا حاجة لتقديم الامثلة على ذلك، فهي ماثلة أمام الجميع، بل اننا كلنا نحياها يوماً بعد يوم في نضال شعبنا في كل قطر من اقطاره، اذ ان كل خطوة يسجلها شعبنا العربي في طريق التحرر من الإستعمار الاجنبي تقّوي اندفاعه نحو الوحدة وتزيل من طريقه كثيراً من العقبات وكثيراً من الأوهام والالتباسات كانت قائمة من قبل فاذا هي تنهار وتتلاشى. فان ما حدث في الأردن مثلاً هو مثال حي قوي على ان التحرر من السلطة الاجنبية دك الحواجز المصطنعة التي أقاموها حول ذلك القطر الصغير وزعزع المصالح والعقلية والعواطف الاقليمية التي حاولوا زمناً طويلاً ان يخلقوها له، فانهارت مع انحسار سلطان الاجنبي، لان جماهير الشعب هي التي قامت بهذا النضال ولانها تدرك ما أهمية الوحدة وما هو الاتجاه الصحيح لهذه الوحدة.
كذلك وبنفس الدرجة من القوة والحياة نرى نضال شعبنا في الجزائر الذي حمل معه بطبيعة الأمر ودون تعمد، فكرة الوحدة. وكلما سجل خطوة الى الامام قويت فكرة الوحدة العربية بمجرد انفصال الشعب العربي هناك عن الاستعمار وان نضال الجزائر هو المثل والقدوة للنضال العربي في كل مكان، لانه قام على أساس شعبي بكل ما في هذه الكلمة من معنى، لان الاستعمار في قرن وربع القرن ورغم محاولته افناء الشعب العربي في الجزائر لم ينجح إلا في ابعاد العوائق من طريق هذا الشعب. فلقد حقق الاستعمار دون قصد منه مساواة في البؤس وفي الظلم بين جميع أفراد الشعب العربي، فخرجت ثورة الجزائر ثورة شعبية اصيلة، قفز وعيها الى أعلى المستويات، رغم ما كان يجثم على هذا القطر من اثقال الجهل والتجهيل بفعل الإستعمار نفسه، إلا أن النضال هو خير مرّب للوعي لانه ممارسة مباشرة وصحية لمعنى الحرية ولمعنى الحق والعدل ولمعنى التقدم، فانطلقت من ثورة الجزائر المعاني القومية الحديثة التي لم تتوصل إليها أقطار الشعب العربي دفعة واحدة وانما خلال عشرات السنين وبالتجارب المتعددة وبالدراسة والبحث. اما النضال العربي في الجزائر فقد بلغ هذا المستوى السليم لأنه كان نضالاً جماعياً ويقوم على طبقة الشعب دون عائق من المستغلين والمساومين فبرزت صورة المجتمع العربي الجديد من خلال لهب هذه الثورة العميقة الصادقة.
اذن أنتم ترون أن طريقنا يتجه أكثر فأكثر نحو الاستقامة وسلامة الاتجاه، بمقدار ما يدخل الشعب وتدخل جماهيره ساحة النضال وتتحمل أعباءه وتدفع ثمنه وتحيا تجربته بعمق، فان نظرة سريعة الى ما كان عليه التفكير القومي في البلاد العربية قبل عشر سنوات لا أكثر يرينا أيّ فرق كبير وأية قفزة هائلة حققها الشعب العربي عندما انفتحت أمامه سبل النضال واسعة. فلقد كنا قبل عشر سنوات أو اقل، ندعو ونناضل من أجل الوحدة وفي الوقت نفسه نضطر الى التحذير والتنبيه والمقاومة والدفاع لاتقاء مشاريع في الوحدة والاتحاد كان الاستعمار يَنْفُذ من خلالها ليغشها ويزيفها بمساعدة الطبقة الحاكمة والاقطاعية، ليجعل من هذه الوحدة مرتكزاً لسلطانه واستعماره، وسبيلاً لعقد المحالفات والاحلاف وتوسيع استغلاله، وكنا مضطرين إلى أن نحارب ايجابياً في جبهتين لنقوي تيار الوحدة القومية، ونحذر من هذه المشاريع المنحرفة، ولكننا اليوم لم نعد بحاجة الى مثل هذا، ففكرة الوحدة ونضالها في الطريق السليم لان هذا النضال قد اقترن بصورة نهائية وكلية بالنضال في سبيل التحرر من الإستعمار. وفي سبيل بناء مجتمع ديمقراطي اشتراكي عادل.
آذار 1957
-----------------------------------------------------
[1] من حدث ألقي في نادي المغرب بالقاهرة في آذار 1957
. منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي – سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) نضال الوحدة هو نضال الجماهير:(45)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) :ثورية الوحدة العربية:(37)
» في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الثالث) الوحدة العربية .. والإشتراكية [1]:(39)
» في سبيل البعث :الجزء الثاني:(الباب الثالث) معركة الوحدة العرب والوحدة: متى يصبح استقلالنا إيجابياً(36)
» في سبيل البعث-الجزء الثاني:(الباب الثالث )هذه الوحدة ثورة عربية وثورة عالمية وضمانتها في استمرار ثوريتها (1) (50)
» في سبيل البعث-الجزء الثاني:(الباب الرابع:)الجماهير هي الضمانة:(67)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: