منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الرابع:)البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى:(62)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الرابع:)البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى:(62) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الرابع:)البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى:(62)   في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الرابع:)البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى:(62) Icon_minitimeالسبت ديسمبر 31, 2011 6:57 am

في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الرابع:)البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى:(62) 552657368
في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الرابع:)البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى:(62) 927403809.
في سبيل البعث-الجزء الثاني:
الباب الرابع:

البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى (62)
إن بعض الأجواء النقدية السلبية التي تمر خلال الندوات الحزبية ظاهرة مألوفة دائما في هذا الحزب فهي من طبيعة الأحزاب الثورية وهي من طبيعة الأحزاب الأصلية التي تؤمن بحرية الرأي وتؤمن بأن النضال هو وليد الحرية، وليد الشعور بالمسؤولية، فإذا انتفت الحرية ضعف النضال وتلاشى.
أيها الرفاق
في حزبنا كما في مجتمعنا وأجزاء وطننا أمور سلبية كثيرة، عوائق مصطنعة رواسب من الماضي. مهمة الحزب أن يناضل لينقذ ويخلص نفسه والمجتمع العربي منها. وأكبر العوائق وآفة الآفات هي التجزئة في وطننا العربي ثم الأوضاع الجائرة المفروضة على كثير من أقطاره نتيجة النفوذ الاستعماري الذي هو نتيجة لضعف المجتمع وتخلفه، لوجود طبقات مستغلة متحكمة بحرية الشعب وبثروات البلاد ومقدراتها. ولئن كان حزبنا قد برهن على ثورية أصيلة عندما شق طريقا غير معبدة وغير مألوفة، طريق التنظيم القومي الواحد، ولئن كان قد حقق شيئا لا يستهان به، في ربع القرن الأخير من حياة الأمة العربية وخاصة على هذا الصعيد أي صعيد توحيد النضال، فان مسافات كبيرة ما تزال تفصله عن الهدف الذي يسعى إليه في أن تتحقق الوحدة فعلا، ليس في التنظيم فحسب وإنما في العقول والأفكار والمشاعر والعادات حتى يغدو المجتمع العربي مجتمعا موحدا متجانسا متآخيا متجاوبا. فإذا ألقينا أيها الرفاق نظرة هادئة على ما يطرح أحيانا في اجتماعاتنا وما يتخللها من آراء ومواقف غير متجانسة أدركنا أن مردها إلى التجزئة، إلى العوائق التي تحول دون التواصل، دون الإندماج، دون التفاعل بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد والحزب الواحد.
لقد لاحظت أن بعض الرفاق كان يركز على تجربة من تجارب الحزب والنصف الآخر يركز على تجربة أخرى من تجارب الحزب أي أن كل نصف كان معنيا بالدرجة الأولى بالتجربة القريبة منه التي عاشها وعاناها وذاق مرارتها وبالتالي نشأ عنده التصميم على ألا يقع مرة ثانية فيها.
حزبنا في العراق الذي كان دوما الحصن المنيع لفكرة البعث ولنضاله، هذا الحزب نشأ ونما وكبر في قطر من أهم أقطار العروبة، هو القطر الذي تدافع فيه العروبة منذ مئات السنين دفاعا يوميا عن وجودها، وقد ورث حزبنا هذه المهمة وحمل بالإضافة إلى دعوته الثورية والنضال من أجلها، حمل أيضا بالنسبة إلى ظروف هذا القطر مهمة الدفاع عن الوجود العربي المهدد بأبسط أشكاله وصوره.
لقد مرت على الحزب في العراق تجربة 18 تشرين وهي تجربة قاسية، وبالرغم من قسوتها ومن الإضطهاد والتنكيل اللذين تعرض لهما رفاقنا في هذا القطر فقد استطاعوا أن يصمدوا وأن يعودوا ليستلموا المسؤوليات القومية في أحرج الظروف فكان طبيعيا أن تنطبع ذكريات تلك التجربة في أذهانهم وذاكرتهم وأن يخرجوا منها بالدرس البليغ، وان يحاكموا الأمور بجدية ورصانة لأن النضال في هذا القطر بصورة خاصة نضال حياة أو موت، لذلك تطلب الروية والحكمة والواقعية عندما تعالج أمور الحزب.
وثمة تجربة أخرى عاشها حزبنا في سوريا هي التي أدت إلى نكسة 23 شباط وهي تجربة لا تقل عن الأولى في قسوتها وفي عنفها. أهم ما يميز التجربة التي انتهت إلى نكسة 18 تشرين في العراق هو تلك الطفولة السياسية الثورية التي ظهرت بين أفراد قيادة الحزب بعد 14 رمضان فجعلتهم يختلفون منذ الأسابيع الأولى، يختلفون على شيء لم يبدأوا بعد بتحقيقه، نسوا الحزب وانشغلوا بأنفسهم وأشخاصهم فعرضوا الحزب والحكم للضرب في 18 تشرين، في حين أن الذي يميز تجربة الحزب في سوريا، تلك التجربة التي انتهت بنكسة 23 شباط هو ان فئة متآمرة على الحزب كانت قد بيتت التآمر منذ الوقت الذي كان الحزب فيه منحل التنظيم واستغلت تلك الحالة وبيتت ان تستولي على الحزب وان تستفيد من حالة ضعفه. وأقول لكم بالمناسبة لأن احد الرفاق تعرض لهذه الناحية، ان الحزب ما كان ليتبنى انقلاب 8 آذار العسكري لولا سبقته 14 رمضان ولولا أنه كان يضع الأمل في تلك الحركة ويعتبرها الحركة الشعبية الأصيلة. ولم ينفرد الحزب في سوريا، ولا القيادة القومية في هذه النظرة بل شارك في ذلك الحزب في العراق وكان مستعجلا لتبني انقلاب آذار لكي يحمي الحكم نفسه في العراق. وكان رفاقنا في العراق يلحون في أن يتبنى الحزب ذلك الانقلاب وقد شاركوا منذ الأيام الأولى للانقلاب في الاجتماعات والمداولات أي أن الانقلاب وقع في الثامن من آذار والرفاق العراقيون وصلوا دمشق في الحادي عشر منه.
العظة من تجربة سوريا هي أن عددا من الأفراد العسكريين عرفت فيما بعد باللجنة العسكرية، وكان تشكيل هذه اللجنة يحمل طابعا خاصا وكانوا يعتمدون على تكتلات في الجيش وهكذا بدأوا ينفذون خطتهم في الاستيلاء على الحزب بتزييفه وبتصديع وبتحطيم قيمه ونضاله وكل مقوماته النضالية بينما لا يزال في بدء نشأته التنظيمية بعد أربع سنوات من حل التنظيم والضياع بنتيجة ذلك نشاهد الحزب قد تعرض الى ألوان من التآمر والتزييف والتسلط إلى أن أوصله كل ذلك إلى النكسة.
ثمة شيء آخر أيها الرفاق، ثمة ملاحظة يجدر بكم أن تراعوها. الحزب يتحمل مسؤولية الحكم في العراق وللمرة الثانية، والحزب تحمل ولو في ظروف وشروط مختلفة مسؤولية الحكم في سوريا ولو ظاهريا وأمام الرأي العام. وان تحمل مسؤولية الحكم توجب نوعا من الجدية والواقعية قد لا يقدرها الرفاق الذين يناضلون في منظمات لا تزال ظروفها بعيدة عن إمكانية استلام الحزب للحكم وأنا أقول بأن واجب الرفاق أن يعتبروا بان الحزب كله وليس فرعا له في قطر من الأقطار او في قطرين اثنين، حزب البعث كله أصبح في نظر الرأي العام العربي والعالمي منذ عشر سنوات على الأقل، أصبح حزبا حاكما أو مؤهلا لاستلام مسؤوليات الحكم، وهذه الملاحظة توحي بأن يتحرر الحزب والرفاق في المنظمات التي لا تزال تناضل نضالا سلبيا، أن يتحرروا من بقايا عقلية طفولية قد تمنعهم أحيانا من تقدير الأمور بالموازين الواقعية الدقيقة، كما ان الرفاق الذين يحملون مسؤولية الحكم يجب أن يرحبوا بالنفحة الثورية التي يحملها الرفاق من المنظمات الأخرى، النفحة المبدأية التي ليس لها إلا تفسير واحد هو الحرص والإخلاص للحزب بكل فروعه وخاصة في القطر الذي يتحمل مسؤوليات أكبر وأضخم. وكنت في كل الاجتماعات اشعر هذا الشعور بأن ليس وراء تلك الملاحظات إلا المحبة والحرص والتضامن.
إني متأكد أيها الرفاق بأنه ليس بين أعضاء حزبنا إلا من يريد لتجربة الحزب في العراق أن تنجح وان تقوى وان يقدم لها قسطه من الدعم والمعونة، ولكني اعرف أيضا بأن حزبنا الثوري الأصيل يزداد نموا ونضجا في نضاله وفي فكره ووعيه وفي تجربته القومية الإنسانية وانه يعرف ما هي طبيعة العمل الثوري ويحرص عليها وعلى شروطها ويعرف أن التعاون المجدي هو التعاون الذي يتم نتيجة التفاعل في لرأي والنضال والتجارب وهو الذي يتم من خلال نظام الحزب وقيمه وبمطلق الشعور بالمسؤولية والحرية. وان اي نوع آخر من التعاون يكون اقل جدوى واقل بكثير مما تطلبه الحاجات الراهنة في حزبنا وامتنا.
لاشك أن عملية التفاعل هي أصعب عملية ممكنة نظرا لواقع المجتمع العربي المتميز بالتجزئة المصطنعة ونظرا لواقع الحزب أيضا، لأن في الحزب فترات انقطاع وثغرات ونواقص أخرت إندماج مختلف الفروع بعضها ببعض وأخرت تجانس العقليات وتماثل المستويات الفكرية والنضالية. وأهم شيء في الحياة الحزبية هي الثقة بين المناضلين. ولكني أحرص على القول بأن الثقة -لأنها أثمن شيء في نظر المناضل ولأنها يمكن أن تثير فيه أعلى مواهبه وإمكانياته ليقدمها للنضال- هذه الثقة تأتي في الانفتاح، بأن ينفتح بعضنا على بعض، وان نعتبر بحقيقة نفسية أن الذي يبدأ الآخر بالثقة كثيرا ما يجعله بمجرد هذا الموقف جديرا بتلك الثقة. الثقة والكرامة أعز ما يتمسك به المناضل لأن المناضل قد قبل أن يتعرض لشتى الأخطار وان يعيش عيشة المناضلين فلا يبقى له عزاء في الحياة ودافع ومحرك إلا القيم المعنوية. وأكبر بلية تصيب حركة الثورة وتقضي عليها هي عندما يفقد هذا الجو، جو القيم المعنوية والثقة والمحبة والكرامة.
أيها الرفاق :
جدير بنا أن لا نكتفي بالنظرات السلبية وبرؤية الجوانب السلبية في حزبنا وفي مسيرته، صحيح أن هذا معبر عن المثالية والطموح إلى الكمال، ولكن النفس بحاجة أيضا إلى الاعتزاز والحماس والأمل والثقة بالنفس. واعتقد أن حزبا ثوريا في مجتمع متخلف صمد ثلاثين عاما وما زال يتابع سيره ونضاله وما يزال محط آمال قسم كبير من الجماهير العربية التي وصلت إليها دعوته وأخبار نضاله، هذا الحزب الذي صمد في فترة يصح أن تسمى تاريخية جدير أن يحرك في نفوسنا مشاعر الإعتزاز والأمل والثقة بالنفس.
أيها الرفاق :
أن حزبنا في العراق الذي هو حزب أصيل كما نعرف وبالتالي يتحرك ويتصرف بفكر الحزب القومي وبمنطقه وشموله يعرف مثل الرفاق الآخرين أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وأن فيها تتقرر المعركة المصيرية بالنسبة لأمتنا.
وأعتقد أن قسما من الرفاق أتوا متأثرين بجو أقطار قريبة جدا من مواجهة العدو وتتعرض للاعتداءات وتعيش بجو المعركة والعمل الفدائي فكان يبدو على ملاحظتهم النزق والاستعجال وهو امر طبيعي، لا أعتقد ان أحدا يلومهم عليه. فنحن مطالبون بأن نقود حزبنا ونرفعه الى أعلى مستوى من الوحدة وحشد الجهود والكفاءات والتضامن والتلاحم حتى يصمد في وجه المؤامرات.
أيها الرفاق :
ان ما يحتاجه حزبنا في هذه المرحلة وهي مرحلة مصيرية ألخصه للتبسيط ولتحاشي الإطالة بشيئين، هو بحاجة الى قيادة مناضلة تجمع أعلى مستويات الفكر والكفاءة لكي تخطط لأكبر وأخطر معركة في تاريخنا القومي، عليها يتوقف مصيرنا، مطلوب حشد الأدمغة والعقول النيرة المطلعة التي تعيش في هذا العصر وتستطيع ان تخطط للمستقبل، والشيء الثاني الذي يحتاجه الحزب هو عمل في أوساط الجماهير الكادحة، واسع عميق، بالتوعية ومشاركة الشعب في أعماله ومشاكله وفي تعبئته وتجنيده للمعركة التي هي قريبة وقادمة لا ريب فيها.
علينا ان نخرج الحزب من الغرف والقاعات، نخرج مبادئه وأفكاره وتنظيماته ودراساته وخططه ومشروعاته ونخرج حماسته وإيمانه واندفاعاته من هذا الإطار الضيق الذي يضم العشرات في قيادات ومؤتمرات ونبذره على الأرض العربية الواسعة وبين الجماهير الكادحة. نلقي البذور ونتعهدها يوميا.
آذار 1970.
(1) كلمة ألقيت في إحدى ندوات حزب البعث العربي الاشتراكي في آذار 1970.
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي – سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث -الجزء الثاني:(الباب الرابع:)البعث أمام تجاربه ومهامه الكبرى:(62)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث-الجزء الثاني:(الباب الرابع:)المؤامرة الكبرى:(66)
» في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثاني:)الموقف المسئول أمام التاريخ(31)
» في سبيل البعث-الجزء الثاني:(الباب الرابع:) البعث والكفاح المسلح:(61)
» في سبيل البعث-الجزء الثاني:(الباب الرابع:) المؤامرة التاريخية على حزب البعث: (63)
» في سبيل البعث-الجزء الثاني:(الباب الرابع:)الجماهير هي الضمانة:(67)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: