في سبيل البعث- الجزء الثالث(الباب الثاني)البعث حركة حية نامية متطورة(19)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث- الجزء الثالث(الباب الثاني)البعث حركة حية نامية متطورة(19) الثلاثاء يناير 03, 2012 4:59 am
في سبيل البعث- الجزء الثالث الباب الثاني البعث حركة حية نامية متطورة(19) يا أبناء امتنا العربية المجيدة(1) إن هذه المناسبة التي تتكرر كل عام، ذكرى تأسيس الحزب تأتي في ظل هذا الانتصار العظيم الذي حققه العراق على العدوان لتزيد البعث قناعة وإيمانا بأنه منسجم مع نفسه، وفيَ لمبادئه التي عاهد الأمة عليها منذ ولادته، وانه حاضر دوما في صف الشعب وفي قلب معاركه المصيرية،وفي موقع المدافع عن عروبة هذا الشعب، وقيمه الوطنية والإنسانية. إن هذا الانتصار يولد النشوة والاطمئنان، لأنه يؤكد بان الحزب استطاع في الظروف القومية البالغة الصعوبة والتعقيد خلال عشرات السنين من مسيرته أن يحافظ على إرادته ويحميها من التزييف والتعطيل والانحراف، ويحافظ على دوافعه الأصيلة الخيرة فتزداد هذه المسيرة ثقة بالنفس واندفاعا نحو المستقبل. وفي كل عام تتجدد في ضمير الحزب ثقته بانسجام حاضره، مع ماضيه، وبأن ما يمثله العراق في السلم وفي الحرب من اتصال عميق بروح الأمة وتراثها الخالد، وانفتاح على العصر والإنسانية والتقدم، ومن صيغة حية نموذجية في الوحدة العضوية بين العروبة والإسلام، ومن إيمان راسخ بالوحدة العربية، وكونها بالنسبة للعرب مساوية لوجودهم.. هو نفس ما انطلق منه الحزب عند نشوئه، وهو نفس ما أراد تجسيده وتحقيقه. هذا هو الفكر القومي بصيغته البعثية، ولد ونشأ في جو الحب للعروبة والقومية العربية وللإسلام كأثمن وأغلى ما في العروبة والقومية العربية. وقد شكلت انتصارات العراق في حربه العادلة المظفرة ضمانة كبرى بالنسبة إلى مستقبل هذا الفكر والى مستقبل النهضة العربية وسلامة اتجاهها. لقد كانت رؤية الحزب واضحة منذ البداية بأنه لا يمكن الاتصال بتاريخنا المجيد عن طريق العقل الرجعي المتخلف، بل ببتر الانقطاع الذي أوجدته عصور الانحطاط لإعادة الاتصال بالتاريخ العربي الحي عن طريق الثورة والنضال، كما كانت الرؤية أيضا واضحة بان التقدم الذي لا يستند إلى التراث الروحي والحضاري للأمة، لا يمكن أن يكون تقدما صادقا وناجعا، لأنه يعجز عن ملامسة روح الشعب وكسب ثقته وتفجير طاقاته، فكان على الحزب أن يشق لنفسه طريقه الخاص الذي استلهم ثورية التراث الخالد من خلال الاستيعاب العلمي الواقعي لروح العصر ومتطلبات ثورة الأمة ونهضتها الحديثة. هذا الدرب الصعب الصاعد هو الذي اختاره، وسار عليه نضال الحزب في العراق، وهو الذي استطاع بصدقه وعمقه أن يجعل من العراق في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ النهضة العربية مجسدا لخلاصة الوعي القومي الثوري، عندما حسم بانتصاراته الفذة خيار هذه النهضة التاريخي، فحفظ للامة العربية شخصيتها القومية وكيانها الموحد وطريقها المستقل. أيها المناضلون العرب إن العراق كان مستهدفا لهذا الغرض، أي لنسف أسس النهضة العربية الحديثة، بالإضافة إلى النيل من استقلاله، وهو لذلك كان في تصديه لخطر التوسع الشعوبي الخميني، ينوب بحق عن الأمة كلها وعن اتجاه نهضتها الأصيل، بالإضافة إلى ما يعنيه فيما يتعلق باستقلال البلاد والدفاع عن حياة الشعب. وعلى هذا الأساس كانت الحرب مناسبة لانكشاف وافتضاح، ما لم يكن قد انكشف بعد من أمراض الواقع العربي، ومن جيوب التآمر و الخيانة التي عمل الأعداء طويلا على زرعها في أجزاء الوطن العربي كعوامل تعويق وتمزيق وتناحر، والتي كان بعضها يرتدي أثوابا وأقنعة مضللة ترفع شعارات القومية والتقدمية، فالنظام السوري يدعي محاربة التسوية وهو نفسه الذي يعطل طاقات عربية على الساحة الفلسطينية، وفي العراق وفي مصر، ويعطل طاقات سورية الجماهيرية ويسحقها، وينحاز إلى إيران ويترك قوة بوزن قوة العراق تواجه وحدها الاعتداءات الإيرانية المتكررة طوال خمس سنوات، مبعدة عن موقعها في التصدي لمؤامرات العدو الصهيوني واعتداءاته، فالذي يقف هذا الموقف من قطر ضخم ناهض ومقاتل وجيشه من أقوى الجيوش العربية، لا يستطيع أن يدعي انه صادق وجاد في مقاومة التسويات الاستسلامية على نهج كمب ديفيد، فوقوف النظام السوري مع النظام الليبي في صف إيران هو خدمة مباشرة للعدو الصهيوني، و إضعاف للموقف العربي، وخيانة للرابطة القومية، وما المزايدات التي يلجا إليها هذا النظام السوري سوى حيل مضللة للتآمر على وعي الجماهير العربية و إلقاء الغبار وإشاعة الضباب لتمرير المؤامرات الأجنبية، وهم يحاربون التضامن العربي، حسب ادعائهم خوفا من أن يكون المقصود به تحقيق الإجماع على التسوية التي بدأها السادات، والتي مازالت مصر مكبلة بقيودها، والمنطق البسيط البديهي هنا أيضا يؤكد بان حدا أدنى من التضامن يتيح لمصر أن تصلب موقفها وان تصمد للضغوط الأمريكية و الإسرائيلية إذا لم نقل بأنه يتيح لها أن تحطم قيود المعاهدة المشؤومة، فالعرب بوضعهم الراهن، بكل ما فيه من عيوب وضعف، هم أقوى متضامنين مما هم في حالة تفرقة وتناحر، وتناقض وتعطيل متبادل لقوتهم، بينما العدو يشاهد هذه الحالة ويتفنن في استغلالها. هذه الحقيقة قد أدركها الشعب العربي الفلسطيني وعبر عنها برفضه لانقسام منظمة التحرير، وانقسام فتح، وبتأييده لوحدة المنظمة، يقينا منه بان حالة الوحدة هي دوما افضل و أقوى. صحيح إن وضع مصر، مادامت متورطة ومقيدة بقيود معاهدة الصلح، ليس بالوضع السليم، ولكن مصر قد عبرت بالعديد من المواقف، منذ زوال السادات عن إرادتها في التحرر، وعن معاناتها النضالية للخروج من المأزق الذي وضعت فيه، ولاستعادة دورها القومي، فالموقف الإيجابي من لبنان ومن منظمة التحرير الفلسطينية ومن العراق وكذلك المواقف الشعبية من التطبيع وتمزيق العلم الإسرائيلي وضد مشاركة،إسرائيل، في معرض الكتاب،ومظاهرة المحامين المصريين في اتحاد المحامين العرب ضد معاهدة كمب ديفيد، والبرامج الانتخابية للأحزاب السياسية التي اجتمعت على الموقف الوطني التحرري، وكتابات المفكرين داخل مصر وخارجها، والمظاهرات الجماهيرية ضد ضرب المفاعل النووي في العراق وفي أسبوع تأييد العراق مؤخرا، والموقف من المقاومة الفلسطينية إبان محنتها في طرابلس، كل ذلك يؤكد إن مصر بقواها الوطنية و جماهير شعبها العظيم قد أكدت إرادة التيار الوطني الشعبي في ممارسة دوره، النضالي، الذي لا يقبل التراجع عن هدف التحرير، والذي يجب أن ترفده القوى العربية المناضلة، ليؤدي في اقرب وقت ممكن إلى إسقاط المعاهدة المشؤومة وتحرير مصر من قيودها، وتحرير القضية الفلسطينية بخاصة والقضية العربية بعامة، من خطرها المهدد. هذا هو الموقف العربي الصحيح تجاه مصر، الموقف المسؤول الذي لا يتجاهل المخاض الإيجابي الجديد، ولا يترك مصر تواجه وحدها الضغوط الإمبريالية والصهيونية التي تعمل على إجهاض ولادة هذا التيار الإيجابي المعبر عن إرادتها الوطنية في التخلص من القيود، وعن إرادتها القومية في المشاركة في الدفاع عن المصير العربي. كما إن الموقف العربي السليم يقتضي اعتبار صمود منظمة التحرير الفلسطينية بوجه النظام السوري الذي عمل مع النظام الليبي، على ضرب وحدة المنظمة بقصد الإجهاز عليها كما كان واضحا في معارك البقاع وطرابلس ضد فتح، أن نعتبر هذا الصمود انتصارا لإرادة الشعب ضد المزيفين ورمزا يضاف إلى الرموز الإيجابية التي تعبَر الأمة من خلالها عن مقاومتها للتدهور القائم في واقعها الراهن، فهو جدير بان يحرص عليه وان يقوَى وينمَى لأنه يعبر عن إرادة شعب فلسطين هذا الشعب العربي الأبي الصامد، الذي قدم للعالم كله، أروع صور الصمود، في وجه المؤامرات على مصيره وعلى قضيته التحررية القومية، فصمود المقاومة نصر لقضية فلسطين وهو قوة لابد ان تتحطم على صخرتها الضغوط الإمبريالية، الهادفة إلى تشويه المعنى التحرري العميق لهذا الصمود. يا أبناء امتنا العربية المناضلة نحن ننطلق من تقرير حقيقة هي في مستوى البديهيات بان الإمكانات العربية الشعبية النضالية، والإمكانات الاقتصادية وكل ما يتمتع به الوطن العربي من امتيازات في الموقع وثروات في الأرض والعمق الحضاري، كل هذا يؤهله، ليس للصمود بوجه المؤامرات والهجمات الإمبريالية والصهيونية وعملائها حسب، بل أيضا لبناء نهضة يدخل بها الشعب العربي دخولا إيجابيا، مبدعا في العصر الحديث، ولكن التجزئة كأكبر آفة تعرض لها هذا الوطن، أعطت لأعداء الأمة العربية وأعداء نهضتها، وسائل و أدوات متناحرة ومتشرذمة، ومكنت القوى المعادية من محاربة محاولات اليقظة والنهضة والوحدة والتحرير بأكثر من أسلوب وعلى اكثر من خط، فثمة العدوان المباشر وثمة التخريب والتعطيل من الداخل بواسطة أدوات تقوم بمهمة التخريب تحت شعارات مناقضة لحقيقة ممارساته،وان هذه الأدوات المنفذة لمخططات التآمر الخارجي والمستغلة لاوضاع التجزئة، تستطيع أن تلعب دورا مزدوجا، فتهم في ضرب القوى العربية الحية وفي تعطيلها، وتستند في الوقت نفسه إلى هذه النتيجة السلبية لتطرح الحلول المتطرفة التي لا يكون لها أي معنى واقعي في حالة تعطيل قسم كبير من القوة العربية. والسنوات العشر الأخيرة تقدم لنا أمثلة واضحة على ذلك، فمساهمة النظام السوري في تأجيج الحرب الأهلية اللبنانية، وضرب القوى الوطنية والمقاومة الفلسطينية في لبنان، تتناغم مع سير السادات في طريق الصلح المنفرد و إخراج مصر بكل وزنها من ساحة الصراع، ومع الموقف التآمري على العراق الناهض، وتحريض نظام خميني للاعتداء عليه وإشعاله في حرب طويلة لمنع قوته الجديدة الناهضة من أن يكون لها دور فعال في القضية القومية وصمودها أمام أعدائها، وفي تقرير المصير العربي. هذه الأدوار التي تقترن باتخاذ الذرائع والمبررات من خيانة السادات لتحجيم دور سورية القومي وتشويهه وتزييفه والتدخل في لبنان بتوجيه من الولايات المتحدة وموافقة علنية من حكومة العدو للمساهمة في مخطط تقسيم لبنان إلى مناطق طائفية متناحرة، ولكي يلتقي هذا المخطط مع سياسة النظام الإيراني الجديد في تصدير الحرب الطائفية إلى الأقطار العربية ولكي يصل الأمر بالنظام السوري إلى حد ضرب منظمة التحرير الفلسطينية، بالسلاح، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تلاحق هذه المنظمة الممثلة لارادة شعب فلسطين للقضاء عليها، وفي الوقت الذي كان فيه القضاء على المنظمة مطلبا أمريكيا صريحا، والإصرار على إبقاء مصر خارج المعادلة العربية حتى بعد أن نفذت مصر الحكم على السادات وانفتح الطريق أمام إمكانية التحرر من آثار سياسته الخيانية، والإصرار على معاداة العراق و إمداد إيران بكل أنواع الدعم والمساعدة،ليبقى العراق بعيدا عن ساحة العمل القومي. فماذا يعني ضمن هذا الواقع، وأمام هذه الوقائع كلها، أن يرفع نظام متسلط على شعب سوريا بالإرهاب والقمع والتنكيل وبكل الأساليب الإجرامية، نظام معزول ومحاصر من قبل هذا الشعب بالكره والريبة، شعارات ضد الإمبريالية والصهيونية ومن اجل تحرير فلسطين، بعد أن قام بمهمته في افراغ الساحة العربية من مضمونها الجدي إلا أن تكون مهمته تنفيذا لمخطط أعداء الأمة. وفي الشطر الغربي من الوطن العربي تمثل مسرحية مشابهة بدأت قبل عشر سنوات بشأن الصحراء الغربية، شغلت أقطارا عربية عديدة، وعطلت قوة خمسين مليون عربي، في بقعة غنية واستراتيجية ولم تجد لها حلا حتى الآن. فأمام ذلك كله، من يستطع أن يقنع الشعب العربي على امتداد وطنه الكبير،بان ما يمثل على مسرح السياسة الرسمية يعبر عن مشاكله الحقيقية ويمكن أن يعد له مستقبلا، مشرقا؟ إن جزءا من إمكانات الأمة الصادقة استطاع في أوقات وأماكن مختلفة غير موحدة وغير منسقة لا في الزمن ولا في المكان، أن يعطي صورة البطولة والاقتدار والعقل الحديث المتسلح بالوعي والروح الوطنية، فما حققه الجيش المصري في حرب تشرين من معجزة عسكرية ووطنية، وما يحققه الجيش العراقي وشعب العراق بكامله (على امتداد خمس سنوات) من الانتصارات الخارقة،الصمود المشحون بالوعي العالي والوطنية العريقة والحس القومي العميق، ثم الملحمة النضالية المعجزة التي حققها سكان جنوب لبنان على اختلاف فئاتهم، في قهر جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي إذلاله، وكذلك صمود الشعب الفلسطيني العربي في المخيمات وفي الأرض المحتلة، وغم كل ما سلط عليه من ويلات الحرب وفظائع التقتيل والمجازر. ان هذه الظواهر الصحية الإيجابية المفعمة بالأمل وروح المستقبل، هي المعبر الحقيقي عن جوهر الشعب العربي في كل مكان من ارض العروبة، مهما تكن المفارقة حادة بينها وبين أوضاع التردي السائدة في الواقع العربي الراهن، لأنها في حقيقة الأمر تمثل الصورة الصادقة لحقيقة هذه الأمة وهي ليست بعيدة في الزمن عن صورة مماثلة مشرقة، صنعها شعبنا العربي قبل اقل من ثلاثين عاما في الجزائر، وفي بور سعيد، وفي دمشق لدى قيام أول وحدة عربية في العصر الحديث وفي اكثر المدن والقرى العربية في المشرق والمغرب من نضال باسل بطولي ضد الاستعمار وحكومات رجعية عميلة، وهذه المظاهر الصحية الراهنة مع تلك التي سبقتها قبل حين، إنما تنبع من مصدر واحد، من التاريخ العربي المجيد، الذي نشر في الماضي أعظم الرسالات وبنى أعظم الحضارات و من معاناة الأمة في هذا العصر، وهي تنهض وتنبعث من جديد. فشعب سورية العريق في وعيه ونضاله، العميق بحسه الوطني والقومي، المؤمن برسالة الأمة لا يمكن أن يكون في صف آخر غير صف العراق والمقاومة الفلسطينية، ومصر، وهو لابد أن يحسم هذا التناقض بين حقيقته كقطر رائد في العمل القومي وبين الدور المتآمر على المصير القومي الذي يقوم به نظام حافظ أسد في سورية، وشعب مصر لا يمكن أن يكون بعيدا عن دوره، الطبيعي التاريخي، الدور النضالي والحضاري الذي يعبر عن قدره وعن قدر الأمة، وشعب الجزائر لابد أن يتمثل من خلال تجربته كشعب عربي مجاهد معنى العدوان على الهوية والمصير والأرض، الذي يتعرض له شعب العراق وارض العراق وتاريخ الأمة كلها، على أيدي النظام الخميني المدفوع بالحقد على العروبة التي هي جسد الإسلام ومهد ثورته،ولغة قرآنه.. ولابد أن يكون هذا الشعب المجاهد مع العراق، القطر الذي كان له دور متميز في الدفاع عن عروبة الجزائر وفي دعم ثورة شعبها أمام المستعمرين على هويته ومصيره وأرضه. فهذه الظواهر الإيجابية تنتظر من جميع القوى الحية في الأمة أن تتفاعل معها تفاعلا يعزز صمودها ويضعها على طريق الصعود الثابت، طريق الصلابة الوطنية والتضامن القومي، والنضال المتمسك بالأهداف المعبرة عن روح الأمة، وعن حاجات نهضتها ووجدتها لذلك فان للمثقفين الواعين المناضلين دورا متميزا في هذه المرحلة، لأنهم مؤهلون لاستيعاب المعان العميقة للتحولات الراهنة في الوطن العربي وبخاصة في المغرب العربي، حيث تزداد معاناة أقطاره اقترابا من التصور القومي أي من تلمس روح النهضة في الأمة، بالرغم من المظاهر السطحية والمحاولات الرامية إلى حجب هذه الحقيقة أو تشويهها، فأحزاب المغرب العربي المناضلة والقوى الوطنية الواعية فيه تدرك بأصالة أبعاد دورها التاريخي في تعزيز هذا الاتجاه نحو تعميق التفاعل والتلاحم بين تجربة المغرب العربي النضالية وبين أهداف النهضة العربية. إن الجماهير العربية على امتداد وطنها الكبير، تزخر بالطاقات الحية النضالية المستعدة للانطلاق ولتحقيق التحولات التي تزيل هذا الزيف الجاثم على السطح وتفجير القوى الكامنة في الأمة. إنها إذن مرحلة الإعداد والتحضير، إنها المرحلة التي تتطلع نحو المسافة الحرة الواسعة للجماهير ونحو الوحدة التي هي سر قوة العرب وبداية النهضة الحقيقية وتحرير فلسطين، فلا بد أن يبقى وعي الجماهير لهذه المرحلة واضحا وسليما وكاملا وان تعرف إن تحقيق الأهداف القومية لا يتم بغير التهيئة الجدية للمواجهة الصريحة الحتمية مع الأعداء الغاصبين للأرض والمرتهنين للإرادة القومية، وان قضية تحرير فلسطين بالتالي، سوف تبقى قضية امتلاك الأمة العربية لوسائل تحقيق أهداف ثورتها ونهضتها وان قضية الوحدة ستبقى قضية حياة أو موت بالنسبة للعرب،وان كل موقف أني وكل سياسة مرحلية ينبغي أن تقوم على أساس الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف، فالعمل الرسمي للأنظمة العربية، العمل الوحيد الذي يمكن أن يعتبر مرحلة انتقالية مشروعة هو ذلك الذي يدخل في حسابه القدرة التي تمتلكها الأمة، هذه القدرة التي تحققت جزئيا في بعض الساحات العربية، كما أشرنا والتي لابد أن تتحقق في المستقبل بشكل شامل. أيها المناضلون العرب أيها البعثيون الأبطال إن أهداف الثورة العربية، ستظل هي هي، لا تتغير ولا يمكن أن يؤثر فيها أي ضعف طارئ كما إن طريق النهضة والانبعاث العربي سيظل طريق النضال والوعي، طريق يقظة الجماهير واستلامها لمقدراتها، طريق الحرية والديمقراطية وتحمل المسؤولية، طريق التحرر الكامل والوحدة الشاملة، والبناء الحضاري الأصيل فلا يمكن إذن، ولا يجوز أن يحجب عن الجماهير العربية شيء من هذه الأهداف التي فرضها ضمير الأمة وتاريخها وضرورات حاضرها ومستقبلها، أي حقها الكامل في تحرير أرضها من كل غاصب، وفي توحيد كيانها المجزأة، وفي بناء النهضة التي تؤهلها لها إمكاناتها وطاقاتها عندما تنطلق دون عوائق مصطنعة ولا تزييف وبوحي تراثها الروحي والحضاري ونزوعها العميق إلى التقدم والإبداع. إن أعداءنا يعرفون أهدافنا، ويعرفون إمكانات المستقبل العربي ويتهيئون لمواجهته، فالعدو لا ينخدع فلماذا نترك الجماهير العربية عرضة للانخداع. إن هذه الجماهير تتطلع الآن إلى الأجزاء الحية من الوجود العربي الراهن تلك الأجزاء التي تجسد الصمود والثبات والمبدئية وروح البطولة، فهي تجد فيها نموذجا لما تستطيع أن تحققه على مستوى الوطن الكبير، مؤكدة بذلك الحقيقة التي أشار إليها تراث البعث قبل ثلاثين سنة، من إن الأمة العربية متحققة في كل مكان يوجد فيه نضال وبشكل خاص إذا كان جديا "يواجه الموت في كل ساعة" فأمتكم -أيها البعثيون المناضلون- موجودة في كل مكان يحمل فيه أفرادها السلاح دفاعا عن الحياة والحق والبقاء والنهضة، وقد جسدت تجربتكم هنا في العراق، حالة فريدة في درجة كمالها في التعبير عن روح الانبعاث في الأمة، فقد انطلقت الحياة بكل عنفها وعنفوانها في جو سادته أسمى القيم الوطنية والقومية والأخلاقية والإنسانية، وتجسد حب الحياة في المواقف البطولية والأعمال النبيلة والتسابق على التضحية.. كل هذا يشترك فيه الشعب بكامله، وبمختلف مستوياته الاجتماعية والثقافية، فهي حالة واحدة وموحدة للشعب، حالة منفتحة على الحياة وعلى الحضارة وعلى المستقبل الصاعد المشرق، كلها نور ووضوح، ووعي يتعمق ويتكامل باستمرار، وبقين تؤكده وتعمقه الانتصارات المتعاقبة المتعاظمة، وهي حالة النهضة التاريخية التي تبنى من خلال المعارك التاريخية، إنها حالة فريدة، ولكنها ليست غريبة على الحياة العربية والتاريخ العربي فهي حالة قائمة في طور الكمون والاستعداد على امتداد الأرض العربية ما دام التاريخ واحدا والقيم واحدة وتحديات الحاضر متماثلة.. وان حبنا لامتنا هو الذي يبعث في نفوسنا الفرح العميق لمثل هذا التحقق البالغ الروعة في العراق.. وهو الذي يشعرنا في الوقت نفسه، واكثر من أي وقت مضى بألم التجزئة المفروضة على العرب وأوضاعها المشوهة المزورة، التي تحول دون اطلاع معظم أجزاء شعبنا العربي الكبير على ما يتحقق اليوم على أيدي أبناء العراق،كما يحول دون مشاركة العرب الواسعة في هذه الملحمة الخالدة، ليعود الجسم العربي صحيحا معافى، تسري فيه دماء واحدة ويستنشق هواء الحرية والبطولة والنهضة. يا أبناء شعبنا البطل في العراق يا أبناء شعبنا العربي لقد جسد البعث في هذه المرحلة من حياة الأمة صورة حركة حية نامية ومتطورة، شقت طريقها الصاعد، بالرغم مما اعترضها من تحديات وعقبات وأزمات وتآمر.. ففي القطر العراقي حقق الحزب بقيادته لجماهير الشعب أعظم نجاح له، وجاء انتصار تجربته الثورية الناضجة فيه تتويجا لمسيرة البعث النضالية كله،ولسوف تبقى تجربة الحزب في العراق هي التجربة الرائدة النموذجية، كما ستبقى علاقة الحزب بها علاقة مميزة، لان الحزب في العراق، بالظروف القطرية والقومية التي شق طريقه من خلالها وبالقيادة التاريخية الفذة التي أوصلت هذا النجاح إلى مستوى تاريخي، وبخاصة في زمن الحرب، قد حسم الظروف وحولها لمصلحة الأمة وخلق حالة انبعاثية عمت كل الشعب، وجعل التحقق الذي تم بقيادة البعث في العراق شيئا متميزا وفريدا بعمقه ونضجه وتكامله وأثره في مستقبل النهضة العربية. وفي (القطر السوري) الذي نشأ فيه الحزب، والذي يتعرض اليوم إلى عملية تشويه وتزوير عامة، ويتعرض شعبه إلى القمع الذي بلغ ذروته وتصطنع فيه بتخطيط أجنبي، صورة معكوسة للحزب باسم البعث في سورية، في هذا القطر كان تفاعل الحزب مع النضال الجماهيري خلال الأربعينات والخمسينات قد أوصل إلى تحقيق إنجاز قومي تاريخي بقيام وحدة سورية ومصر، وكان نضال الحزب نضالا متميزا بأفقه القومي، الشامل لمعاناة الأمة، ونضالا تحرريا وتقدميا ضد القوى الاستعمارية والحكومات الإقطاعية الفاسدة المعيقة لتقدم الشعب ونهوضه، وهو الذي قاد النضال ضد الدكتاتوريات العسكرية وفي سبيل ترسيخ القيم الديمقراطية، وبنضاله المتعدد الأبعاد، استطاع الحزب أن يحول القطر السوري إلى قاعدة قومية ترهب أعداء الأمة. وما دام حزبنا يشكل وحدة نضالية أخلاقية ومسيرة قومية متكاملة على اختلاف الفترات الزمنية وساحات الأقطار، فمن الحق والعدل والوفاء أن نذكر لمناضلي هذا القطر وشهدائهم فضلهم في تغذية مسيرة النضال الوطني والقومي، وان نخص بالذكر والتقدير مناضلي حزبنا، الذين قدموا حياتهم ثمنا لانتمائهم إلى البعث وعقيدته، والذين تحملوا عذاب السجون، والذين مازالوا يتحملون حتى الآن ضريبة الإخلاص لهذا الانتماء. أما مسيرة الحزب في (لبنان) فقد استطاعت على امتداد اكثر من ربع قرن أن توجه، وان تقود نضال الجماهير لمقاومة المشاريع الاستعمارية، والتصدي الدائم للتوسع الصهيوني واعتداءات،إسرائيل، والاحتضان الكامل المستمر للمقاومة الفلسطينية والمشاركة الجدية في كل معاركها، حتى المرحلة الأخيرة التي كان لمناضلي الحزب فيها دورهم في مقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب،والتصدي لمؤامرات نظام حافظ أسد، وتدخله في لبنان وفضح الحزب لهذا الدور المشبوه، وما كلف ذلك كله من تضحيات بالدم وشهداء من ابرز شباب الحزب و قيادييه الذين دفعوا حياتهم ثمنا للعقيدة القومية التي يمثلها البعث، والتي لا تقبل المساومة مع العقلية الطائفية والانعزالية والانتهازية. كل هذا خلق للبعث في لبنان رصيدا قوميا شعبيا محفوظا في ضمير الجماهير كما انه سيبقى لتصدي الحزب في لبنان لردة 23 شباط وحمله أعباء الاتصال القومي ومسؤولية الولاء لخط الحزب التاريخي الأصيل اثر باق في مسيرة حزبنا التاريخية كما سيبقى للرفاق اللبنانيين الذين جسدوا في تلك الفترة الصعبة الفضائل البعثية والرجولة الحقة مكانة خاصة في قلوبنا. وهي أيضا، المكانة التي نحفظها لحزبنا المناضل في (السودان) الذي كان بعد لبنان، أول من استنكر الردة الشباطية وفضح مؤامرتها وبصر بعواقبها الوخيمة على القضية العربية. هذا الحزب الذي استطاع منذ بداية الستينات أن يبني تجربة نضالية متينة الأسس، متميزة بالمبدئية العالية والحكمة وهو اليوم قد وصل، بعد نضال صادق طويل توجهه ثقافة نيرة، إلى أن يصبح في نظر الشعب القوة النضالية الأولى المتصفة بالمبدئية والأخلاقية والصلابة في وجه تسلط النظام الدكتاتوري وفساده، وإفقاره، لأكثرية الشعب الساحقة، وافتعاله للانقسامات وارتهانه للنفوذ الإمبريالي، وتصديه الفاشل لمحاولة النيل من فكر الثورة العربية، كما اصبح الحزب الحامل لهموم شعب السودان الوطنية والقومية، والمفصح الأمين عن تطلعات هذا الشعب نحو حياة ديمقراطية تسودها العدالة الاجتماعية والاخوّة والمساواة بين المواطنين على اختلاف فئاتهم ومذاهبهم وأقاليمهم، ضمن آفاق وحدة المصير العربي، والنضال لتحقيق الوحدة العربية. وفي أقطار عربية أخرى، في المشرق كما في المغرب كانت للحزب تجارب نضالية تؤكد إن هذا الحزب الذي مر بامتحانات قاسية، قد حفر مسيرته النضالية بعمق، ولقي التجاوب من جماهير الشعب العربي، بالرغم من سيطرة الأوضاع الشاذة على كثير من أقطاره، والمؤامرات الأجنبية التي تركز على محاربة الحزب بواسطة بعض الأنظمة، محاربة يومية لا هوادة فيها، لمنع وصول فكرته إلى الجماهير والتفاعل معها، فقد استمر الحزب ينمو في الكثير من الأقطار العربية، ووصل في بعضها إلى أن يصبح قوة جماهيرية مناضلة كما في القطرين اليمني والموريتاني. وهو اليوم يضع قطرا بكامله على طريق الانبعاث، ويقف في العراق على ارض الانتصار العظيم. أيها المناضلون العرب يا جماهير امتنا المناضلة لقد جاء انتصار العراق ثمرة لنضال الحزب،ولثورته وتضحيات شعبه، وبطولات جيشه، واخلاص طلائعه وروعة قيادته. وفي هذه الانتصارات الباهرة التي حققها العراق يجد حزبنا كل ماضيه ومستقبله، فهي عنوان لتجربة صادقة أصيلة جديرة بان يحتضنها المناضلون العرب كأثمن إنجاز لحركة النهضة العربية الحديثة وان يدركوا سر نجاحها وعوامل انتصارها وان توضح في موقعها المتميز من مسيرة النضال القومي. لقد كان سر تميز هذه التجربة يكمن في كونها استجابة جديه للمبادئ القومية والوطنية التي أتى بها البعث، فهي التي استحضرت الأفق القومي لتلك المبادئ في النضال اليومي وفي العمل التفصيلي، وهي التي حققت التجاوب العميق مع الإرادة الشعبية ومع ضمير الجماهير، واستلهمت تراث الأمة، وتفاعلت مع روح العصر، فكانت ثمرة دخول هذا المستوى من الوعي إلى أعماق الشعب، ولادة الإنسان الجديد في العراق، هذا الإنسان الذي بشر به البعث منذ تأسيسه. فعلى ارض هذه التجربة النضالية الخصبة وفي مناخها القومي الثوري، حيث توافرت واجتمعت فضائل تنظيمية وخلقية متميزة، برز القائد التاريخي ليجمع إلى تلك الفضائل الموضوعية، الاستعدادات الشخصية النادرة، والتربية العربية الأصيلة والطموح البطولي، والاقتدار العالي، وليجسد قيم البعث الروحية والفكرية والخلقية، تحيدا حي، وبمستوى تاريخي. هذا القائد الفذ، الرفيق المناضل صدام حسين، قد برز خلال المراحل الثلاث لمسيرة الحزب في العراق، مناضلا، بعثيا، وقائدا حزبيا، قبل الثورة. ثم قائدا بعثيا للدولة ولنهضة العراق الحديث، وتألق في مرحلة الحرب، قائدا للحزب وللدولة وللمجتمع، ليدافع عن نهضة قاد بناءها، وعن وطن حقق له الانتصار، فأنقذ العراق، ودفع خطرا (كبيرا) عن المصير العربي كله. وفي المراحل الثلاث من تلك المسيرة، كان الرفيق القائد صدام حسين يجسد المستوى النادر في الاقتدار والإبداع وفي إنضاج نظرية العمل التي استوعبت خصوصيات واقع القطر وخصوصيات كل مرحلة من مراحل مسيرته الثورية، ضمن الأفق العام لحركة الثورة العربية، والتي وضعت السلطة في خدمة المبادئ وسخرتها لخدمة الشعب. كل هذه العوامل والنواحي والسمات الكامنة وراء تميز تجربة العراق، هي التي جعلته قادرا على رد العدوان الخميني، وتحقيق الانتصارات، وعلى تحويل ظروف الحرب بكل قسوتها وويلاتها إلى عامل إضافي مساعد لتعميق نواحي القوة فيه، وتقوية أسباب التميز والتفوق التي طبعت تجربته النموذجية الرائدة، وتأكيد نزوعها الحضاري الإنساني الذي يبرزها أيضا على مستوى التجارب الناجحة المتألقة في العصر الحديث فهي كما قلنا في نيسان الماضي، قد أكدت أصالتها من خلال التصرف الحكيم الذي تميزت به قيادة المعركة ونظرتها المتفائلة إلى المستقبل، وتهيئتها الشروط المساعدة على قيام حوار إيجابي مع شعوب إيران، وتمهيدا لعلاقات جوار سليمة، و لإنهاء صفحة الأحقاد والأطماع وإرساء علاقات صداقة ونضال وطيدة، مع المعارضة الشعبية الإيرانية وذلك انسجاما مع منطلق البعث في النظرة الإنسانية، أي مع طبيعة النظرة القومية للبعث المتحررة من كل اثر للضيق والتعصب والعنصرية وكذلك مع نظرة البعث إلى علاقات الاخوّة والنضال المشترك بين الأمة العربية والشعوب الإسلامية من اجل التحرر والسيادة والتقدم، ومن اجل بناء عالم حضاري جديد. أيها المناضلون العرب إن امتنا هي التي تنهض وتضمد وتبدع من خلال تجربة العراق ومعركته المظفرة، الأمة بكل تاريخها وقيمها وأصالتها وبكل ما اختزنته من تجربة روحية ووعي حضاري، وما عانت وتعاني من آلام التجزئة والفرقة والتخلف، ومن جشع القوى الاستعمارية والصهيونية، وعدوانية العنصريين التوسعيين وتآمر جيوب العمالة والخيانة من عرب الجنسية المارقين وما تتطلع إليه امتنا وتطمح من تحرر وانعتاق، وتقدم وإبداع وصدق ونزاعه، إنها الأمة العربية الخالدة، حاضرة كلها في معركة العراق المقدسة، وما البعث إلا شاهد أشار إلى الطريق، ورسم المستوى اللائق بأمته ونهضتها، وعبر عن ثقته اللا محدودة بالشعب العربي وعطائه اللا محدود. فحالة العراق حالة وطنية وعربية متقدمة، تجمعها بالشعب العربي على اختلاف أقطاره، أواصر قوية وعميقة، وهي الكفيلة بتحريك الضمير العربي والوعي المصيري في هذا الشعب لكي يحصل التجاوب والتضامن والمشاركة الجدية بينه وبين العراق المدافع عن أرضه والأرض العربية، وعن شخصية الأمة ووحدته. ولئن كان من دلائل نضج التجربة العراقية وعمقها إن العراق في معركته المظفرة لا يعتمد إلا على قواه الذاتية، فانه في حقيقية الأمر محمي بقوة استلهامه لإرادة الأمة كلها، ولكل قيم تاريخها وأمجاده، ولكل طموحات مستقبلها وطاقاته. انه اليوم أمة المستقبل، ولن يصعب على أبناء المستقبل في الأمة العربية أن يتعرفوا فيه على أنفسهم فينضموا إليه، ويتوحدوا فيه وفي معركته. عاش شعب العراق العظيم، وجيشه البطل. عاش حزبه المقدام و قائده الفذ. تحية للبعثيين المناضلين في السجون والمعتقلات. المجد والخلود لشهداء العراق وشهداء الأمة العربية. منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي – سياسي sahmod.2012@hotmail.com
في سبيل البعث- الجزء الثالث(الباب الثاني)البعث حركة حية نامية متطورة(19)