في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)الضرورة التاريخية التي أتى البعث لتلبيتها(14)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)الضرورة التاريخية التي أتى البعث لتلبيتها(14) الأحد يناير 08, 2012 12:54 am
في سبيل البعث الجزء الرابع :ميشيل عفلق الباب الاول: الضرورة التاريخية التي أتى البعث لتلبيتها(14) أريد أن أوضح للرفاق(1) نقطة أعتبرها هامة وأقولها بمناسبة انضمام الرفيق إلى الحزب، هذه النقطة هي الضرورة التاريخية التي جاء حزب البعث العربي الاشتراكي ليلبيها، فهي ضرورة تاريخية في هذه المرحلة المصيرية من حياة أمتنا. متى نتثبت من صحة مبادئنا وصحة نظرتنا. ؟... نتثبت من صحة طريقنا عندما تأتي الأحداث والتجارب والانتصارات القومية فتزيد من حاجة الامة الى هذه المبادئ وهذا الطريق، بدلاً من أن تبطل هذه الحاجة أو تضعفها أو تأتي بأشياء أخرى تغني عنها.. فنحن الآن ومنذ تحقيق بداية الوحدة العربية بقيام الجمهورية العربية قد دخلنا طوراً تاريخياً جديداً.. دور تحقيق عملي جدي لمبادئنا.. فنحن وبالرغم من مضي السنة والنصف على حل حزب البعث العربي الاشتراكي في الجمهورية نشعر ونلمس بعقولنا وضمائرنا وتجربتنا أن بقاء الحزب في الوطن العربي ما زال ضرورة قصوى وان زواله يعني كارثة ويعني تردياً وانهياراً للآمال وضياعاً للجهود.. ولكن لماذا؟ اقول هذا وأنا أعرف، ولربما أكثر من أي شخص آخر في الحزب، ما ينتاب حزبنا من نقص وتشويه طارئ.. فالمسألة ليست بسيطة الى هذا الحد.. المسألة مسألة اتجاه وعقيدة وتجربة.. فحتى لو افترضنا المستحيل وافترضنا أن حزب البعث قد تشوه تشوهاً كاملاً في كل شيء إلى النقيض.. رغم كل ذلك فإن الضرورة التاريخية في وجوده تبقى موجودة، في فكرته واتجاهه، لا يستغنى عنها. واذا تشوهت أجهزته فيمكن إصلاح الأجهزة ولكن عندما تفقد الفكرة او الاتجاه فلا شيء يعوض ذلك. فوجود حزب البعث وضرورة استمراره الى نهاية المرحلة التاريخية.. إلى أن يؤدي رسالته ويحقق أهدافه كاملة.. يعني أن الأمة العربية في هذا العصر لا يمكن أن تنهض من كبوتها وان تحقق إمكانيات شعبها الكبيرة، وان تسترد مكانتها التاريخية وتؤدي رسالتها الا عن طريق العمل الشعبي العقائدي الحر المنظم، هذا هو الطريق وكل ابتعاد عنه تعريض للأمة ولما حققته لعشرات السنين من النضال للضياع.. ولست بحاجة الى أن أكرر أشياء يفترض انها معروفة لدى كل البعثيين وأن أعود الى ذكر مميزات العقيدة البعثية.. فاكتفيت بالإشارة الى ناحية فقط وإلى واحدة من هذه المميزات وهي كون حركة البعث حركة شعبية تقوم على العقيدة وتنبعث بحرية من وجود الشعب العربي دون أي اصطناع وبالتالي تمثل إرادة الشعب العربي وتستطيع أن تدفعه وتفهم حاجاته وتوحي إليه بالثقة. فجدير بالشباب العربي المؤمن المصمم على العمل وعلى النضال للاضطلاع بالعبء التاريخي، جدير به ان يدرك هذه الحقيقة وأن لا سبيل للعمل الجدي الا في هذا الطريق، وانه اذا طرأ على حركتنا بعض النقص وبعض التشويه فجدير بالشباب ان يخرجوا من أعماق نفوسهم وإرادتهم، الهمة اللازمة والجهد اللازم للارتفاع ثانية لمستوى حركة البعث كي تكون جديرة بحمل أعباء الأمة في هذه المرحلة. جدير بكل بعثي وكل شاب يدخل حديثاً للحزب أن يعتبر أن حزب البعث يبدأ منذ دخوله إليه، وبالتالي هو مسؤول عن هذه الحركة التاريخية وأن يعطيها من دمه وإخلاصه وشبابه ما يريد أن يعطي لأمته لأنها هي الطريق الوحيد والصلة الوحيدة العملية بينه وبين أمته. 15 حزيران 1959 (1) كلمة في حفل قسم أحد الرفاق من العراق بتاريخ 15 حزيران 1959.
في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)الضرورة التاريخية التي أتى البعث لتلبيتها(14)