في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الاول:)وثائق اساسية نفدي العراق (1)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الاول:)وثائق اساسية نفدي العراق (1) الثلاثاء يناير 10, 2012 10:52 pm
في سبيل البعث الجزء الخامس : الباب الاول: وثائق اساسية نفدي العراق (1) في عام 1941 كان البعثيون لايزالون في بدء مرحلتهم التأسيسية، ولكن ذلك لم يمنعهم من النضال العملي، قطريا وقوميا. قطريا تمكنوا من المساهمة في حمل الشعب في سورية على اعلان الاضراب العام ضد الاستعمار الغربي. اما على الصعيد القومي فقد كانت الحرب العراقية-البريطانية (المعروفة باسم ثورة رشيد عالي الكيلاني) في ايار (مايس ) 1941 دافعا للبعثيين الاوائل للتحرك والنشاط، فلم يقفوا عند حدود توزيع بيانات التاييد والحث على دعم تلك الثورة، بل عملوا على تشكيل حركة «نصرة العراق »، التي كتب وثائقها الرفيق ميشيل عفلق وفيما يلي النص الكامل لوثيقتين من الوثائق الصادرة عن "نصرة العراق". تعاليم نصرة العراق ايها العربي اعلم ان العراق في هذه الساعة يناضل من اجل امنية كل العرب: (الوحدة العربية ). واعلم ان انتصار العراق منوط بك وحدك فاعرف واجبك وقم به ايها العربي، حيثما كنت ضح برفاهك اياما، تضمن لامتك السعادة اجيالا. امتنع عن الملاهي جميعها وساعد العراق المجاهد اذ لا يليق بك اذ تلهو بينما العراقي يريق دمه في سبيلك. الغي الضيافات ولا تقبلها من الاخرين، وبقيمتها قدم لجرحى العراق العربي اضمدة وادوية. في كل اثنين وخميس اقتصر مع اسرتك على اكل لون واحد بسيط، وارسل بما توفره الى العراق ليشتري اسلحة ومعدات. تعود الخشونة في عيشك والبساطة في ملبسك واعلم ان كل عربي قد اصبح اليوم جنديا. ايتها الفتاة العربية لاتنسي انك ستكونين ام الجنود والابطال العرب فانتبهي لرسالتك وما تفرض من مسؤولية. ايها العرب حيثما كنتم في كل ساعة لترتفع قلوبكم الى الله تسأله ان ينصر العراق، ولتكن تحيتكم فيما بيكم بعد الان: نفدي العراق! بيان اللجنة المدرسية لنصرة العراق يجتاز العرب اليوم مرحلة دقيقة خطيرة من مراحل حياتهم، تتجسم دقتها وخطورتها في الثقل الذي تتخذه حرب العراق. ان لحرب العراق ثلاث فوائد اذا قدرها العرب خطوا بنهضتهم الحديثة خطوات واسعة: الفائدة الروحية : كاد العرب في الحرب العالمية الحاضرة ييأسون من مصيرهم لما رأوا بينهم وبين الامم الاخرى من فارق كبير في القوة والاستعداد، فسلموا امرهم للصدفة والقدر، راجين ان يأتيهم الفرج من انتصار هذه الدولة او تلك دونما تعب او جهد يبذلونه. وبلغ بهم تناسي الشخصية وفقدان الثقة بالنفس ان صاروا يهتمون باخبار الامم الاجنبية اكثر من اهتمامهم بانفسهم ويعتدون بانتصارات الاجانب ويعتزون، كأن لم يبق لهم امل بان تعود اليهم البطولة يوما او يكون لهم في الحياة شأن. فلما قام العراق العربي بهذه الحرب الجريئة المشرفة اعاد الى العرب ثقتهم بانفسهم وشعورهم بشخصيتهم، فرجعوا يتأملون المستقبل بعين مستبشرة ويعالجون الحاضر بروح جدية نشيطة وقد استرجعوا الشعور بكرامتهم واخذوا يهتمون منذ الآن بشؤونهم القومية ويعتدون بانتصارات ابطالهم مهملين اخبار الاجانب واعمالهم. الفائدة السياسية: ان حرب العراق تخرج العرب من وضع الشعب المهمل المنسي وترفعهم الى مستوى الشعوب الحية الفعالة التي تتبوء وجودها وتحقق ارادتها بدمها ونشاطها. فهذه الحرب ستعطي العراق - والامة العربية كلها- اذا هي ايدت العراق تأييدا كاملا فعالا - الحق الاكيد بان يكون لها في نهاية الحرب كلمة مسموعة في مؤتمر السلام تضمن لها تحقيق الوحده المنشودة. الفائدة القومية : ان حرب العراق غاية ووسيلة في آن واحد. هي غاية لان جهود الامة العربية كلها يجب ان تنصرف الى تأمين نصر العراق حتى يكون انتصاره اول تحقيق لوحدتها القومية. وهي وسيلة لان على الامة العربية ان تستغل هذا العمل الجريء الذي يقوم به جزء من اجزائها لتوثق الروابط القومية فيما بينها ولتجعل الفكرة العربية القومية تظهر في شكلها العملي، اي في نصرة العراق المناضل عن حرية العرب ووحدتهم. من اجل هذه الاهداف الثلاثة التي تتلخص كلها بضمان ظفر العراق قام بعض الاساتذة مع طلابهم بمشروع تنظيم قومي لحياة الامة وبخاصة الشباب المثقف منها، مقتصر على هدف نصرة العراق في حربه التحريرية، وليس له اي لون حزبي او سياسي، يتلخص فيما يلي : اسم التنظيم : «نصرة العراق » القائمون به : جماعة من اساتذة المدارس وطلابهم. غايته : امداد العراق في حربه التحريرية العربية بمساعدة فعالة من كل بلاد العرب تضمن له النصر الاكيد وامداد البلاد العربية بروح جديدة من حرب العراق تعمم فكرة التضامن ووحدة المصير العربي وتعجل سير الوحدة العربية. اساليبه : تجنيد الامة العربية بواسطة طلابها وشبابها تجنيدا عاما يشمل كل شؤون الحياة ويتجه نحو هدف واحد: نصر العراق لان فيه نصر الوحدة العربية. وذلك بان يضع العرب لانفسهم دستورا جديدا في الحياة : فينظموا معيشتهم المادية وسلوكهم الاجتماعي وحياتهم الروحية والفكرية واعمال كسبهم وانتاجهم بصورة موافقة لوثبتهم الحديثة ومعجلة لها، تفرض عليهم الخشونة والتقتير والحرمان في سبيل الهدف القومي، والتضامن والانسجام الاجتماعي والوحدة في الروح والعاطفة، وتوجيه كل الافكار والاعمال نحو الهدف القومي السائر في طريق التحقيق. يبدأ الطلاب والشباب بتطبيق هذا النظام على انفسهم فيشتركون في منظمة «نصرة العراق » ويحملون اسمها ويتقاسمون الاعمال بتأليف لجان تقوم : أ - بالدعاية، عن طريق الكتابة والخطابة والحديث، وتوزيع النشرات والشعارات. ب - بمراقبة تطبيق النظام من قبل فتيان المنظمة، ثم من قبل الشعب بردعه عن مخالفة النظام القومي الذي تستدعيه حالة حرب العراق. ج - بجمع الاعانات اسبوعيا من الفتيان انفسهم اولا، ثم من الاساتذة والطلاب والشباب. د- بتنظيم التطوع للطبابة والتمريض في جيش العراق. وفتيان نصرة العراق يؤلفون جسما حيا فعالا متضامنا ينصر بعضهم بعضا ويتكلمون ويعملون بلهجة جدية آمرة وبصورة صلبة لانهم يتكلمون ويعملون باسم مصلحة العروبة المهددة بالخطر. للفتيان تحية خاصة يتعارفون بها ويعرفون انفسهم بها الى الاخرين، هي: نفدي العراق. ولهم دعاء خاص يتلونه، هو: "اللهم انت الذي اردت ان يكون العرب امة موحدة قوية هادية تحمل الى العالم رسالتك، تريد اليوم ان تعود اليهم وحدتهم وقوتهم ليؤدوا هذه الرسالة من جديد. اللهم هب لي قوة الايمان وصفاء الفكر وصلابة الارادة لأكون جنديا نافعا فعالا في الجهاد الذي يقوم به العراق من اجل وحدة العرب." ولهم عهد يقطعونه على انفسهم للتقيد بالنظام القومي الذي تفرضه حرب العراق، هو: "اقسم بالله العظيم والعروبة الخالدة ان ابذل لنصر العراق كل جهودي المادية والمعنوية. وان اطبق على نفسي نظام الحرمان والتضحية في حياتي اليومية، وان اعمم هذا النظام بقدر استطاعتي وان ابشر بالفكر والعمل لتحقيق الوحدة العربية التي احيا من اجلها وارضى الموت في سبيلها." التنظيم القومي للحياة تنظيم الحياة الخاصة : في داخل كل بيت يوضح العلم العربي وخريطة الوطن العربي. تعمم تحية «نصرة العراق » ودعاؤها. يوضع صندوق لنصرة العراق ملون بالالوان العربية يضع فيه افراد الاسرة يوميا ما اقتصدوه من مصروفهم وقيمة ما حرموا انفسهم منه في سبيل نصر العراق وذلك من: قيمة الضيافات التي تحرم تحريما قوميا مادام العراق يناضل، والملاهي التي تحرم بصورة قطعية لانه لا يليق بالعربي ان يلهو بينما اخوانه العرب يستشهدون في العراق لتحقيق الوحد ة العربية، وكل اسباب الرفاه لانها لا تتفق مع حالة الحرب التي تخوضها الامة العربية. وفي يومين من كل اسبوع (الاثنين والخميس ) تقتصر الاسرة على اكل لون واحد بسيط وتوضع القيمة المقتصدة في الصندوق العربي، وذلك لمشاركة الجيش العراقي الباسل في جزء من المشقة والحرمان الذي يعانيهما في سبيل كل العرب. تنظيم الحياة الاجتماعية : تعمل فرق الفتيان في الوسط الاجتماعي العام: المدرسة، المسجد، الشارع، المقهى، المتجر، وعلى ابواب الملاهي، لكي ينبهوا الشعب باسلوب حماسي صادق مهذب الى مخالفته للتنظيم القومي والى وجوب التقيد به، ويوزعوا عليه نشرات وشعارات تذكره بواجبه العربي وتعين له الاساليب لحسن ادائه. فتيان نصرة العراق يمتنعون في زياراتهم عن قبول اية ضيافة ويشرحون لأهل البيت سبب هذا الامتناع والغاية المقصودة منه، وينبهونهم الى وجوب وضع العلم العربي وخريطة الوطن العربي، والى استعمال تحيتهم المذكرة بضرورة التضامن القومي الفعال. تنظيم الحياة الروحية : يجعل الائمة والمدرسون خطبهم في المساجد تدور حول نصرة العراق وعلاقته بالقضية العربية ليوجهوا قلوب المسلمين وارواحهم نحو هذه الغاية. تنظيم الحياة الفكرية : توجه الصحف والمجلات لتكون كل ابحاثها مقتصرة على قضية العرب الخطيرة المستعجلة، قضية نصرالعراق. وتساعد نشراتنا المتتابعة على هذا التوجيه. تنظيم الحياة الاقتصادية : يطلب من الصناع والتجار ان يمددوا عملهم اليومي ساعة. وان يخصصوا ربحها لنصرة العراق. ويطلب من العمال والمستخدمين والموظفين ان يتنازلوا عن جزء من اجورهم اسبوعيا لهذه الغاية التي تخلق اساليب فعالة حيوية من التضامن القومي. تلك هي خلاصة التنظيم الذي وضعناه وبدأنا بالسير على نهجه. ونحن واثقون انه كفيل بتوجيهنا نحو اهدافنا الروحية والسياسية والقومية وتحقيقها. لسنا حزبيين ولا سياسيين محترفين، ولا نطلب للعراق اموالا فحسب ولكننا نريد ان نبعث في الامة روحا وثابة جديدة تخلقها فيها اساليب جديدة تعودها على الجهد والمشقة في سبيل النصر. ونطلب الى الشباب ان يؤازرونا في تحقيق هذه الغاية. نفدي العراق عام 1941
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الاول:)وثائق اساسية نفدي العراق (1)