في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الاول:)المسألة الكردية والثورة العربية(6)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الاول:)المسألة الكردية والثورة العربية(6) الأربعاء يناير 11, 2012 4:18 am
في سبيل البعث الجزء الخامس : الباب الاول: المسألة الكردية والثورة العربية(6) موضوع الاكراد ذو شقين(1)
: شق مبدأي وآخر سياسي والحزب لا يعترض على حق الاكراد في ان يكون لهم نوع من الحكم الذاتي، أما الشق السياسي فيختلف: إن حركة العصيان الكردي في العراق كانت موضع استغلال من القوى الاستعمارية والرجعية رغم ان الحركة الكردية تعتمد على شعور وطني عند المواطنين الاكراد. شعور مشروع وغير مشبوه لكن القوى الاستعمارية والرجعية تستغله وتشوه مقاصده وهذا للاسباب التالية: ان اكثرية الاكراد موجودة في بلدان غير عربية والقسم الموجود في العراق هم أقلية صغيرة نسبياً، ثانياً واقع الاكراد في البلاد العربية يختلف كل الاختلاف عن واقعهم في البلدان التي هم فيها كثرة: تركيا وايران. فالاكراد عاشوا قرونا طويلة مع العرب وحتى الآن ما عرف في طول هذا التاريخ أي تمييز بينهم وبين العرب، وبالتالي أي اضطهاد أو ضغط، كانوا كشعب واحد وابطالهم السياسيون والعسكريون في هذا التاريخ المشترك كانوا هم ايضا ابطال العرب. وهذان الشيئان يُظهران بوضوح كبير ان الحركة الكردية في البلاد العربية والعراق خاصة كانت موضع الاستغلال الاستعماري لأن البلاد العربية هي اقل البلاد ملاءمة لظهور الحركات التمردية او الثورة الوطنية الكردية. فإذن كان اختيار العراق للبدء بالتمرد بداية مفتعلة ومقصودة من الاستعمار زمن الحكومات الرجعية والعميلة لخلق مبررات لنزاع مفتعل. فعندما تقوم حركات تمردية تضطر الحكومات الى مواجهتها او مجابهتها بالقمع وتتكرر هذه العمليات، تنشأ مع الزمن احقاد وثارات تتخذ فيما بعد أساساً ومنطلقاً للمطالبة بالإنفصال الذي لم يكن له في البدء مبرر. فواجب الحكم الثوري في العراق ان يدرك هذه الحقيقة ويفشل المخطط الاستعماري بان يمنع استمرار وتراكم هذه الأحقاد والمبررات المفتعلة. الحركة الوطنية الكردية لا يمكن ان تتناقض مع الثورة العربية، اذا تناقضت فيكون الاستعمار وراء هذا التناقض سواء في خلقه لقيادات عميلة لهذه الحركة أو بدفعه وتوريطه لحكومات عربية رجعية أو إنفصالية للتصدي لتلك الحركة بالأساليب التي تساعدها على التفاقم طوال قرون عديدة. الاكراد هم مواطنون عرب مسلمون كغيرهم من العرب المسلمين لا يوجد اي فرق بينهم، عندما كانت البلاد العربية تشكل دولة أو دولاً عربية إسلامية. وفي العصر الحديث كانت الدول الغربية الإستعمارية هي البادئة بإيجاد الفروق وعوامل التمييز بين العرب والاكراد سواء باضطلاعها بمهمة التنقيب عن المميزات التاريخية واللغوية والعرقية للاكراد لتكوّن من ذلك منطلقاً للانقسام في بلدان المنطقة التي كانت هذه الدول تخطط لاستعمارها منذ القرن الماضي، وسواء بتوجيهها للحكومات والقيادات العربية، بعد دخولها هذه البلاد، كما فعلت في مناطق اخرى من المعالم وفي البلاد العربية بالذات حيث حاولت نفس المحاولة مع البربر في شمال افريقيا وقبائل جنوب السودان. ولكن هذا لا يعني ان الاستعمار يستطيع ان يخلق ظاهرة تاريخية فالظاهرة القومية هي من ظواهر العصور الحديثة ودور الاستعمار يقتصرعلى استغلالها ومحاولة الانحراف بها عن طريقها السوي وتسخيرها لمصلحته. وهذا يظهر الفرق بين الاستغلال الاستعماري لمسألة الأقليات القومية وبين الحل الإشتراكي الذي تفادى التصادم بين القوميات المختلفة في دولة واحدة عندما طرح الموضوع على اساس الإشتراك في المصير الواحد بين مختلف القوميات في ظل الدولة الإشتراكية وانتفاء الاستغلال الطبقي والتسلط القومي في آن واحد. لذلك نعود لنكرر الحقيقة الأساسية التي يجب ان تكون الاساس والمحور للوصول الى حل لمشكلة الاكراد وهي أنه لا يجوز ان يوجد تناقض بين الثورة العربية والحركة الوطنية الكردية فالشعب العربي في مختلف اقطاره هو منذ اكثر من قرن هدف لهجوم استعماري فريد في عنفه وبطشه وفي هذا الوقت بالذات يبلغ هذا الهجوم على الشعب العربي وأرضه وخيراته ذروة التآمر والعنف مما يجعل طريق الثورة العربية هو الطريق الطبيعي والأساسي لكل ثورة تحررية وتقدمية في العالم الثالث والمعيار والكاشف لكل ثورات وحركات التحرر والتقدم في العالم كله. فالحركة الوطنية الكردية هي جزء مشروع وأصيل من الثورة العربية ضد الاستعمار والصهيونية والاستغلال الطبقي والتخلف والتجزئة. وكل ما ينحرف بالحركة الوطنية الكردية نحو الإلتقاء والتواطؤ مع الامبريالية والصهيونية ويضعها في صف الطبقة الإقطاعية وفي صف الانفصال، يجب ان يكشف ويفضح كتآمرعلى الثورة العربية والحركة الوطنية الكردية في آن واحد وان تكون تلبية مطالب الحركة الوطنية الكردية في اطار هذا الانسجام بينها وبين مسيرة الثورة العربية. 11 حزيران 1969 (1) جزء من حديث ألقي في 10/06/1969.
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الاول:)المسألة الكردية والثورة العربية(6)