منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الأمة تسير إلى الأمام(45)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الأمة تسير إلى الأمام(45) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الأمة تسير إلى الأمام(45)   في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الأمة تسير إلى الأمام(45) Icon_minitimeالأربعاء يناير 11, 2012 3:01 pm

في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الأمة تسير إلى الأمام(45) 552657368
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الأمة تسير إلى الأمام(45) 806772312
في سبيل البعث الجزء الخامس :
الباب الثالث:

الأمة تسير إلى الأمام(45)
أيها الرفيقات والرفاق(1)
مدرسة الإعداد أمل من آمال حزبنا وعندما نوليها الاهتمام فإنما نتطلع إلى الأجيال البعثية، التي نريدها أن تسجل تقدماً في الوعي والنضال على من سبقها وأن تقترب أكثر من النموذج البعثي الذي نطمح إليه والذي نلمس فعلاً بأنه يرتقي وينضج، وإن كان لا يزال يحتاج الى المزيد من التقدم ومن التعمق ومن الوضوح. فنحن نشعر حتى في أحلك الظروف بالثقة بالنفس وبالتفاؤل بالمستقبل لأننا أوجدنا على الأرض العربية أجيالاً مرتبطة بهذه الأرض، ارتباط حب وإيمان، ومرتبطة بقضاياها المصيرية ومتشوقة إلى المستقبل وإلى الحضارة.
لذلك لا نرتاع ولا نفزع عندما تداهمنا الأحداث، وإنما نتخذ منها وسائل وسبلاً لمزيد من التعمق في فكرنا ومزيد من الالتصاق بقضايانا ومزيد من الجهد والنضال والتضحية في سبيل بلوغ أهدافنا.
أيها الرفاق
هذه الظروف التي نعيشها الآن ظروف يشتاقها المناضل وان تبدو قاسية مؤلمة، ولكن المناضل المؤمن إنما يشعر بارتعاشة الحياة تخفق في قلبه وضميره وتزيل عنه الخدر وأثر العمل العادي لتضعه فجأة في لجة المعركة، في صميم الشعور بالمصير المهدد فيدرك في لحظة خاطفة مقدسة كل معاني القوة كمناضل وكل الدوافع العميقة التي كونته ودفعته إلى طريق النضال والثورة فيلتقي مرة جديدة بنفسه، بمبادئه وقدره.
لا أريد أن أبتعد عن الموضوع الذي يفرض نفسه علينا في هذه الأوقات، الموضوع القومي المصيري، ولكنني أجد علاقة وثيقة بين معالجة هذا الظرف القومي المصيري وبين تسليط الضوء على وجودنا كبعثيين، كحركة تاريخية قطعت أشواطاً من الزمن ومن النضال وأثبتت وجودها وقدرتها على البقاء والاستمرار وصمودها للنكبات والنكسات سواء أكانت من داخلها أو خارجها، فليس لغواً ولا خروجاً عن الموضوع أن نذكر ذلك ونذكر أنفسنا به في مثل هذه الظروف، بأن حركتنا بلغت حدّاً من التكون العضوي الحي السليم الذي يعزز ثقتنا بأنفسنا ويعطينا شعوراً قويا بالواجب والمسؤولية، وأننا أجدر من تتطلع إليه الأمة في الظروف العصيبة وأحق من يتقدم الصفوف للاضطلاع بالواجبات القومية لإعطاء القدوة ولإرضاء الضمير وللتقدم خطوات جديدة على طريق الأهداف البعيدة.
أيها الرفيقات والرفاق
هل هذا الظرف يحمل جديداً لم نكن نعرفه أم أنه نتيجة منطقية لسلسلة طويلة من الظروف ومن الأحداث ومن السياسات والممارسات والمؤامرات التي سبقته وأعدت له؟ نعرف جميعاً بأنه هو نتيجة لكل ما سبقه منذ عشر سنوات إذا أردنا الاختصار ونستطيع أن نرجع بذلك إلى عشرات من السنين، ولكن فيه عنصر جدة. بدليل أنه أحدث من الوعي واليقظة في الجماهير العربية وفئاتها الواعية وأحدث هزة وجدانية وحرك الشعور بالمسؤولية بدرجة وبشكل يختلفان جداً عن السنين السابقة والظروف السابقة، فهو بهذا المعنى حدث جديد وفرصة ثمينة يدرك المناضل الواعي بحسه وبتجربته النضالية أنه يجب أن يستغل ويستثمر إلى أبعد الحدود، وأنه يحمل آمالاً وإمكانات إيجابية كبيرة وأنه بفعل الإرادة الواعية، بفعل الإرادة النضالية، يمكن أن يحول إلى عكس ما قصده الأعداء العملاء الخونة الذين تجرؤوا وأقدموا عليه مستهينين بكرامة الشعب وبقدرة الشعب. هذه هي العبرة من هذا الظرف وما فيه من جدة.
أيها الر فاق
إننا في كل منعطف في طريق نضالنا القومي نعود إلى مبادئنا وإلى فكرتنا نسترشد بها ونحلل الظروف والأحداث على ضوئها وهديها، فكيف يمكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد؟ إنها لصدمة تلك التي أحدثتها زيارة السادات، زيارة العار، فكيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ إننا لو أخذنا السنوات العشر الاخيرة فحسب ابتداء من حرب حزيران إلى الآن، فماذا نجد؟ نجد أن ما تم مؤخراً هو نتيجة هزيمة، نتيجة هزيمة حزيران، هذه النتيجة التي لم يجرؤ أحد في أعقاب حرب حزيران أن يصل إليها، فإنها تتم وتحصل بعد عشر سنوات وبعد حدث كبير تم خلال هذه السنوات العشر هو حرب تشرين.. حرب تشرين التي نعرف بأنها كانت حدثاً عربياً كبيرا، حدثاً عالمياً، حدثاً عربياً أعاد إلى الأمة ثقتها بنفسها وإلى الإنسان العربي ثقته بنفسه، وحدثاً عالمياً لأن حرب تشرين غطت على كل الدعايات السلبية المغرضة التي لفقها الاستعمار والصهيونية زمناً طويلا لطمس حقيقة الأمة العربية وتشويه سمعتها، فكانت حرب تشرين تمزيقاً لهذه الحجب المصطنعة وإيذاناً ببروز قوة عالمية على المسرح الدولي وفي حضارة العصر هي الأمة العربية، في طورها المتجدد.. هذه الحرب، نعرف الآن معرفة تكاد تكون أو تصبح يقيناً كاملاً بأنها كانت مدبرة ولم يكن الأعداء بعيدين عن تدبيرها ولكنهم لم يكونوا يتوقعون كل النتائج التي أثمرتها تلك كانت المعجزة، معجزة الشعب العربي بأن يتغلب على تخطيط الأعداء ومؤامراتهم ويفاجئهم ويفاجئ نفسه بالقدرات الخارقة عندما يثور لكرامته وعندما يستشعر دوره في الحياة ورسالته الإنسانية، عندها كان على الأعداء وعملائهم أن يراجعوا خططهم وأن يؤجلوا ما كانوا ينوون عمله في أعقاب حرب تشرين إلى هذا الظرف الذي نحن فيه، أربع سنوات قضوها في تبديد أو محاولة تبديد إيجابيات تلك الحرب مع الاحتفاظ بسلبياتها والحرص على تلك السلبيات.
حوادث لبنان، عامان كاملان من الحرب الأهلية ومن الخراب والتدمير في لبنان، لا يمكن أن يفهم ذلك إلا بأنه تنفيذ لتلك الخطة، خطة القضاء على إيجابيات حرب تشرين.. القضاء إذا أمكن على تلك الثقة بالنفس التي اكتسبها أو جددها الشعب العربي من خلال خوضه معارك تشرين، ولكن الاحتفاظ بالسلبيات، وما هي تلك السلبيات؟ هي روح التخدير ذريعة بيد الحكام المتآمرين الذين يسعون إلى التسوية وإلى التفريط وإلى الاستسلام وبأن يتخذوا من حرب تشرين واسطة لدغدغة الشعور السطحي عند الجيوش وعند الجماهير لأنهم حققوا نصراً. وانهم إذا مدوا يدهم إلى الأعداء فإنما هي يد المنتصر.. وانهم وفوا الواجب واستردوا الحقوق. فكل هذا لمحاولة تغطية المؤامرة الاستسلامية التي هي من الكبر والضخامة بدرجة أن لا شيء يستطع تغطيتها وتمويهها والتعتيم عليها، فالأمة تسير إلى أمام وجماهيرها تزداد وعياً وتمرساً يوماً بعد يوم، وطلائعها المثقفة تتقدم في المعرفة وفي العلم وفي الوعي والنظرة، فكيف يمكن أن يغطوا شيئا، أن يزيفوا حقيقة كان شعبنا يدركها قبل خمسين عاماً وأكثر منذ أن طرحت قضية الصهيونية وأطماعها في أرضنا. كان جواب الشعب العربي بالإجماع وفي كل قطر، الرفض الكامل، الرفض المطلق، فكيف يمكن أن يطمعوا في انطلاء الخدعة على الأمة العربية وجماهيرها الواعية وطبقاتها المثقفة وحركاتها المناضلة بعد أن بلغت ما بلغته اليوم من وعي وتقدم. لكنهم رغم ذلك ماضون في المؤامرة مستهينون بكل هذه المقومات التي عددناها، ذلك لأنهم ينظرون إلى واقع مصطنع يجمد القدرات ويعزل بعضها عن بعض ويمنع توحدها وتفاعلها ويمنع أن يكون لهذا الوعي المتقدم في الأمة العربية ترجمة عملية وأن يكون لهذا التقدم في شتى الميادين الاقتصادية والعسكرية والثقافية حصيلة فعالة تخيف الأعداء وترهب العملاء وتردعهم، هذا الواقع المصطنع يكفي في نظر الاستعمار والصهيونية والحكومات المتآمرة الضالعة في مؤامرة الاستسلام أن يبنوا عليه آمالهم واستغلالهم لفترات ولسنوات للمستقبل، لأن طبيعة العدوان والاستعمار وطبيعة الاستغلال في الحكومات العميلة والمتآمرة أنهم لا يبنون المستقبل البعيد البناء الأزلي الأبدي.. لا ينطلقون من مبادئ، ولا يؤمنون بقيم، وإنما يسعون إلى إشباع شهوات وإلى استفادة من فرص لاستغلال ثروات الشعوب ولكي يؤخروا نهضة هذه الشعوب ويحولوا دون وحدتها أكثر ما يستطيعون الى ذلك سبيلا. إننا أيها الرفاق مطالبون بعمل مزدوج، مطالبون بتعبئة الأفكار والنفوس وحشد الإمكانات للتصدي للمؤامرة الكبرى بعد أن سقط عنها آخر ستار، وإننا في الوقت نفسه مطالبون بأن نلقي نظرة تحليلية على هذا الواقع العربي الذي اعتبرناه مصطنعاً مفروضاً لا يعبر عن حقيقة الأمة وعن حقيقة إمكاناتها ولا عن حقيقة إرادتها ولكنه لن يزول من نفسه إذا لم ندرسه ونحلله ونكتشف أسبابه الحقيقية لنتمكن من تغييره وإخضاعه لإرادة التحرر والتقدم في أمتنا.
إن واقعنا أيها الرفاق تبرز فيه أول ما تبرز علة التجزئة التي تهدر القسم الأكبر من جهود أمتنا ومن قدرتها، لأن النظرة العفوية البسيطة تظهر أن العرب اليوم قادرون على المساهمة مساهمة جدية في بناء العالم وحضارة العالم، فالاصطناع واضح.. اصطناع الأوضاع.. زيف هذه الأوضاع وكونها مفروضة. وجزء من هذا الاصطناع هو نتيجة خطأ في التفكير، خطأ في التصور وسطحية وتقليد لأفكار الغير.. هذه الأنظمة التي تسجن الجماهير بحجة التقدمية وبحجة البناء الداخلي، أية قيمة لهذا السبب وأي معنى لهذه التقدمية إذا توصل الأعداء وعملاؤهم بأن ينفذوا المؤامرة، أن يفرضوا السلام الإسرائيلي على الأمة العربية الذي يعني ببسيط العبارة مزيداً من التجزئة والتفرقة وتمزيق الأمة العربية ليس إلى دول ودويلات فحسب بل إلى عصبيات وطوائف وعشائر وإقليميات متناحرة ويعني بما يعنيه ضياع المكتسبات، ضياع الاستقلال، ضياع الثقافة الاستقلالية، دخول ورجوع الثقافة الاستعمارية التي ظهرت بعض معالمها في الطبقة التي يستند إليها السادات في مصر، هذه الطبقة التي لم تعد تخفي أفكارها أو تخجل منها، فهي قد تحللت من القيم ومن الكرامة الوطنية والقومية ومن الحرص على الأرض وعلى الشعب وعلى المواطن ولا تعرف ديناً غير دين النفع الشخصي ولو كان بالعمالة والتبعية حتى لإسرائيل.
أيها الرفاق
الطبقية هي حقيقة وحقيقة قوية لم ننكرها ولم نتجاهلها وإن كنا اصطدمنا منذ بداية حركتنا بمفاهيمها المنحرفة والخاطئة فأردنا أن نصححها ونضعها في مكانها الطبيعي.
وكشفنا عن حقيقة القومية التي هي ليست نقيض الطبقية وإنما ضد ذلك المفهوم الخاطئ الذي كان يلغي القومية بحجة الطبقية.. وأية طبقة هي التي تقبل اليوم بالاستسلام في قطرنا العربي الكبير مصر، أية طبقة تقبل بأن تستسلم لإسرائيل وتستلم للامبريالية الأمريكية والغربية وتستسلم وتمشي في ركاب الرجعية وأشد ما في واقعنا العربي من تخلف، هذه الطبقة التي فيها الكتاب والأدباء، هل هي الطبقة التي كانت حاكمة في عهد فاروق، طبقة الإقطاع والرأسمالية أم أنها طبقة نمت وترعرعت في ظل الثورة. هذا هو الشيء الخطير.. ما كان بمقدور السادات أن يعيد بقايا الإقطاع وبقايا العهد الملكي لو لم يكن ثمة واقع قوي هو تلك الطبقة المسلمة لمقدرات الأمور للدولة وللمجتمع والتي سارت في ركاب الثورة دون قناعة ولا اقتناع وكانت مثال الانتهازية وركبت الموجة حتى إذا أصيبت الثورة بنكسة كانت هذه الطبقة مهيأة للخيانة، مهيأة للارتداد، مهيأة للتعامل مع أعداء الثورة وأعداء البلاد حفاظا على امتيازاتها وعلى ما جمعت من أموال ومنافع. هذا شيء خطير ينبه إلى حقيقة يفترض فينا أيها الرفاق أن نكون أكثر الحركات تنبهاً فيها وقدرة على تفاديها، هذه الحقيقة هي أن الثورات إذا لم تبن بناء متيناً على الإيمان بالمبادئ وعلى الوعي الواضح العميق المنتشر على أوسع نطاق، إذا لم تكن أدوات الثورة من صلبها، ومن دمها ولحمها، إذا لم تتجلّ بهذه الأدوات في كل وقت روح التجرد والتفاني والبعد عن الاستغلال والامتناع والانصهار في الخدمة العامة لقضية كبرى ولقضية مقدسة، إذا تساهلنا في المقاييس فإن الحاضر قد يهيئ لمستقبل مناقض له، ليس من طبيعته وإنما من طبيعة مضادة. وهذا ما يفرق الثورات التي قامت على أفراد قلائل ولم تكن تؤمن بالجماهير، والثورات التي تبنيها الحركات العقائدية التي تبني الإنسان بنفس الوقت الذي تبني فيه الدولة والمجتمع.
أيها الرفاق،
إن حسابات حكام هذه الطبقة التي أعمتها مصالحها وقطعت جذورها عن الأرض وعن الشعب، هؤلاء يبنون حساباتهم على أنهم يستطيعون عزل مصر عن بقية أقطار الوطن العربي وأن يديروا ظهرهم لهذا التيار القومي الثوري الذي يرفض استسلامهم ويقاومه، وأن يمشوا في ركاب الصهيونية والغرب مؤملين بمساعدات يخدعون بها الجماهير لفترة من الزمن وقد لا يحصلون عليها. هذه المحاولة نؤمن بأنها باطلة وفاشلة وان مصر العربية كانت دوما عربية منذ أقدم العصور.... والتاريخ يشهد بذلك، فهي التي أنقذت العروبة من هجمات شبيهة بهجمة الصهيونية والامبريالية في هذا العصر، هجمات الصليبين والتتار وغيرهم.. ولكنها أيضا في هذا العصر حتى في ظل الحكم الاستعماري والثقافة الاستعمارية لم يتمكن الاستعمار من فصلها عن الجسم العربي، فكيف بعد أن أصبح لكل بيت في مصر شهيد أو أكثر في معارك القومية العربية، كيف تنجح مؤامرة العزل بعد أن نشأ ت أجيال جديدة في جو الثقافة القومية العربية، الثقافة الثورية. إن إيماننا لا يتزعزع بعروبة مصر وبنموّ وتعمّق هذه العروبة يوماً بعد يوم. ولقد شاهدتم وسمعتم تلك الأصوات الحرة والأقلام الحرة التي استنكرت وقاومت ما أقدم عليه السادات، وإنه أيها الرفاق، ومن دواعي الأمل الكبير أن نلمس ذلك التطور في السنوات الأخيرة الذي بنته وأسهمت فيه القيادة السياسية لحزبنا في هذا القطر لإرجاع الجسور التي تهدمت لفترة ولخلق الأجواء الإيجابية ولانفتاح الأذهان والقلوب لصوت الحزب ولهذه الأخوة القومية التي توثقت أكثر من أي وقت مضى بين مناضلي حزبنا وبين أفواج من المناضلين والمفكرين في مصر العربية، وهذا الإيمان الذي بدأ ينمو في قلوب إخوتنا في مصر بأن العراق.. عراق البعث، هو المؤهل لأن يحمل الأمانة وأن يرد كيد المؤامرة وأن يقود نضال المواجهة للاستسلام وللردة، هذا كسب كبير وثروة تعزز ثقتنا بحزبنا وبأمتنا وبمستقبل الحزب والأمة..
أيها الرفاق
إن هذا المخطط الاستعماري الصهيوني الرجعي ليس بالشيء الهين ولا بالشيء المرتجل، إنه عصارة التفوق العلمي الذي يتمتع به الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية وهو قديم وهو متجدد أيضا يستوعب كل ما تحققه الأمة العربية من تقدم في الوعي والقدرة لكي يأتي بالأسلحة المتفوقة على هذا الوعي وتلك القدرة فيوقف نموها وتقدمها ويضع الحواجز والعراقيل في وجهها، في طريق تصميمها العميق على الوحدة. هذا المخطط الاستعماري الصهيوني الذي تلتقي الرجعية العربية معه بدافع الحفاظ على المصالح الخاصة.. هذا لا يمكن أن يهدم في يوم، لا يمكن أن ينتهي في هبة جماهيرية أو صحوة فكرية، إنه يتطلب العمل الدائب الطويل. ولكن أهمية هذا الظرف هو أنه يقدم فرصة نادرة لكي نضع في وجه هذا المخطط الرهيب القوة المتكافئة معه، وليس غير قوة الجماهير العربية الواسعة التي تضم الوطن الكبير بكامله، ليس غير هذه القوة بمستطيعة أن تتكافأ مع المخطط المعادي، ولو أننا نعرف بأن الطريق طويلة وشاقة وأن معارك كثيرة تنتظرنا وآلاماً كثيرة سنواجهها ونتحملها لكن المطلوب هو البداية الصحيحة التي كدنا أو كاد العرب ينسونها في السنوات الأخيرة، هو التحرك الجماهيري، التحرك الشعبي، الخروج من الأسوار، من أسوار الإقليمية لبدء مرحلة جديدة لا تكون تاريخية إلا بمقدار ما تكون شعبية جماهيرية. عزلة الشعب والجماهير هي وراء كل ما شاهدناه من ترد في الواقع العربي ومن ركود ومن فقر دم. الروح الشعبية أيها الرفاق هي التي تمنح القيادات الثقة بالنفس والثقة بالمستقبل وترجع إليهم الحس السليم والنظر المبدئي والإيمان بالقيم.. ترون أن الذين يمشون في طريق التفريط والخيانة هم من نوع مريض شاذ وكأنهم غرباء عن تربة هذا الوطن والشعب. ترون هذا النموذج المريض الشاذ الذي هو السادات يطلب ويستعطي إعجاب الغرب به، يريد أن يكون موضوع إعجاب الأعداء: الغرب والصهيونية، يريد أن تطبل باسمه أبواقهم ودعاياتهم، هذه ثمرة الثقافة الاستعمارية والتربية الاستعمارية.. العقدة أمام المستعمر وأمام الغرب، فما أن يتيسر لواحد من هذه النوعية أن يصل إلى السلطة حتى تظهر عقده النفسية ويكشف عنها. هذا النموذج الذي يجب أن يتخذ عبرة للانحراف في مجتمعنا، لأن السادات يسمي استسلامه وزياراته الحقيرة يسميها تحضراً وعنواناً للتحضر. إذا كان هذا مفهوم الحضارة الذي يقدمونه لنا فمن يمشي مع هذه الحضارة مع هذا المفهوم؟ ليس الأقطار العربية التي قطعت أشواطاً في التقدم، وإنما تمشي المجتمعات المتخلفة الرجعية التي يعتمد السادات على مؤازرتها والتي لا ذنب للمواطنين فيها في تخلفهم وإنما الذنب للحكام الذين خنقوا أصواتهم وتركوهم في الجهل والتخلف.
أيها الرفاق والرفيقات
إن للحزب دوراً كبيراً لم نكن نجهله أو نتجاهله، ولكن اليوم يطالبنا به الكثيرون من خارج الحزب، الجماهير العربية وجماهير المثقفين العرب تتابع الحزب في هذا القطر وفي كل مكان لأن يتقدم إلى هذا الدور الذي أُهّل له وأهله نضاله الطويل له، وإننا لا نستطيع أن نقوم بهذا الدور بتفكير سلبي دفاعي بأننا لسنا مع الخونة والمستسلمين أو نرفض الاستسلام والخيانة، وإنما نستطيع أن نضطلع بالدور التاريخي عندما نضع الخطة الإيجابية البديلة البناءة التي تقول للشعب العربي في كل مكان هذا البديل، هذا هو المستقبل وليس بلوغه سهلاً ولكن ليس الشعب العربي بعاجز عن تقديم الجهود والتضحيات لبلوغ هذا الهدف وإننا بحاجة إلى أكثر من التفاؤل.
أيها الرفاق
إننا بحاجة إلى الإيمان بأمتنا والإيمان بحزبنا والإيمان بالإنسان العربي، والسلام عليكم...
3/كانون الأول/1977
(1) لقاء مع طلبة الدورة الخاصة التاسعة والسادسة عشرة الاعتيادية لمدرسة الإعداد الحزبي في 3/12/1977.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الأمة تسير إلى الأمام(45)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)العراق ونهضة الأمة(64)
» في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)والثورية في العالم الثالث(50)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الثالث:)المؤآمرة على الأمة(43)
» في سبيل البعث- الجزء الثالث(الباب الاول)روح الأمة وروح العصر(9)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الثالث:)المعركة وارادة الأمة(38)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: