في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الوحدة الرائعة بين العرب والأكراد(62)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الوحدة الرائعة بين العرب والأكراد(62) الأربعاء يناير 11, 2012 4:42 pm
في سبيل البعث الجزء الخامس : الباب الثالث: الوحدة الرائعة بين العرب والأكراد(62) ايها الرفاق الاعزاء إنها بالفعل صورة مشرقة هذه التي سمعتها من عروضكم وهي تعزز ثقتنا بحزبنا، وبنصر قطرنا العراقي الحبيب، وبنجاح ثورته المجيدة ووصولها الى أبعد غاياتها الوطنية والقومية والإنسانية. تجربتكم في محافظة السليمانية تجربة ثمينة ورائدة لانها تجربة صعبة ولأنكم عايشتموها بروح المبادئ وبالروح الرسولية، روح الرسل حاملي المبادئ المؤمنين والمتفانين في الإخلاص للمبادئ والإخلاص للشعب وفي حب الشعب، ومن كان هذا رائده فنجاحه مؤكد، وهذا ما يشرف قيادة هذا الفرع وجميع المناضلين فيه، كما يشرف الإخوة الأعزاء من شعبنا الكردي الذين ما استجابوا بهذا العمق لدعوة الحزب ولعمله الوطني والاجتماعي، ما كانوا ليستجيبوا مثل هذه الاستجابة الصادقة والعميقة والشاملة إلا لأنهم بحسهم الصافي، بطبعهم السليم الأصيل، لمسوا صدق هذا الحزب، وصدق رسل هذا الحزب الذين حملوا إليهم رسالته ومبادئه، وبدافع حب الوطن، وبدافع حب الخير والإصلاح والوحدة والوئام بين أبناء الوطن الواحد، من اجل الاشتراك في مشروع نهضة هذا الوطن وبناء المستقبل السعيد والمشرق لأبنائه، هي فعلا تجربة ثمينة وصعبة ولكن حزب البعث لم يوجد إلا للتجارب الصعبة، وحزبكم ايها الرفاق والإخوة انطلق من الثقة بالإنسان، ومن شعور الحب للشعب، ومن الإيمان بأن الإنسان وجد على الأرض ليحقق رسالة لا لمجرد العيش المادي، هذه الروح كنا واثقين بأنها عندما تُفهم بصفاء وعمق فإنها تذلل مصاعب ورواسب كان يُظن أنها مستعصية. قومية حزب البعث قومية إنسانية مستلهمة من روح الرسالة التي يعتز بها العرب والمسلمون كما تعتز بها الإنسانية. بالأمس قابلت زعيما سودانيا له مكانته الكبيرة، وعندما حدثني عن بعض المشاكل الداخلية التي تعترض مفهوم العروبة في السودان عند بعض الفئات، أجبته بأن العروبة التي هذبها الإسلام وأعطاها أبعادها الإنسانية والأخلاقية، والعروبة المستيقظة في العصر الحاضر والتي تناضل وتقاوم الظلم، ظلم الاستعمار، ظلم القوى المستغلة المغتصبة المتآمرة على وجود الأمة العربية، على نهضتها ووحدتها والتي تعمل في مجتمعها تخريبا وتمزيقا وإفسادا، هذه القومية التي استيقظت قبل قرن ونصف ومازالت تعاني وتكابد وتنافح وتدافع، والتي جربت وبلت كل هذه الاشكال من الظلم والعدوان والتآمر والغطرسة، غطرسة القوي، ودفعت الثمن الباهظ من دمائها ومن سعادة أبنائها وراحتهم، ثمن مؤامرات التخريب وزرع الفتن والانقسامات والتفرقة الدينية والطائفية والعنصرية وغير ذلك.. كل هذا الذي افتعله المستعمرون وما زالوا يفتعلونه والعدو الصهيوني بكل ما يملكون من وسائل حديثة في التخريب، هذه القومية التي جربت كل هذه الآلام وعانتها ولم تضعف ولم تستسلم، بل خرجت منها بتجربة إنسانية عميقة، بتجربة أخلاقية، كيف يمكن ان تحمل ولو أثرا من التعصب، من الضيق، من العنصرية، من حب العدوان والهيمنة، ما دامت قد عانت وما دامت هي ضحية هذه الشرور. انها مزودة برصيد روحي تاريخي من تراثها المجيد، من روح الرسالة وما منحته لها من المعاني الإنسانية والأخلاقية، لكنها لم تكتف بحمل هذا الرصيد كذكريات تاريخية وإنما استمدت من حاضرها المؤلم القاسي معاني جديدة تعزز ذلك الرصيد الإنساني والأخلاقي المستلهم من التراث، وهكذا فان طموح حزب البعث ليس بالطموح السهل لأنه يواجه كل ما يعترضه من مصاعب ومحن ومشاكل مستعصية بروح منفتحة، بروح متفائلة، متفائلة بالشعب، متفائلة بالمواطن لاننا نؤمن بأن في كل مواطن بذورا للخير يتوقف على مدى إيماننا بالمبادئ لكي نعرف كيف ننمي هذه البذور حتى تثمر وتتغلب على كل النوازع السلبية والمثبطات وكل عوامل التخلف. فإذاً لم استغرب قط عندما سمعت عن هذه النتائج المفرحة لنشاط الحزب على كل الأصعدة وبخاصة فيما يتعلق بحربنا العادلة وبالتطوع والفداء وتلبية نداء الأرض، نداء الوطن عندما يتعرض للخطر والعدوان، وكنت أتابع على التلفزيون المعارك الأخيرة في الشمال هذه المشاهد التي تملأ القلب فرحا واعتزازا، عندما كنت اسمع المواطنين من شعبنا الكردي النبيل يتسابقون الى ساحات القتال، وعندما كنت اسمع من عوائلهم تلك الكلمات الرائعة في الفخر والاعتزاز بمقاتليهم والوعي بمعاني المعركة وبما تمثله من دفاع عن الارض والوطن والكرامة ومكتسبات الثورة وفرص النهضة، عندما يدفعون عن العراق خطر بلاء كبير وخيم، ذلك الذي يريدون تصديره من خلال عدوانهم على العراق. انكم تصنعون من خلال تجربة محدودة في المكان، في المساحة، هي مساحة محافظة من محافظات هذا القطر، تصنعون نموذجا وطنيا وقوميا وانسانيا، اذ ان هذا التآخي العميق الذي تحقق بين العرب والأكراد في قطرنا المناضل ليس شيئا عاديا، انه تجديد لروابط ولتاريخ من الحياة المشتركة والجهاد المشترك ضد قوى باغية مستعمرة حاولت خلال القرون الماضية ان تعتدي على أرضنا، وان تنهب ثرواتنا، وان تذل شخصيتنا، فتصدى لها الشعب بكل فئاته، واقصد بالدرجة الاول ذلك السفر البطولي في تاريخنا عندما دفع صلاح الدين خطر الصليبيين وأنقذ أرضنا المقدسة من شرورهم ومثّل قيم الرسالة وحمى الحضارة العربية الاسلامية وحمى المستقبل. وهذا المستقبل الذي أصبح اليوم حاضرنا والذي يسهم فيه ذلك التاريخ وتلك الذكريات المجيدة، عندما نستحضرها تسهم في بناء وحدتنا الوطنية الى جانب عوامل كثيرة أخرى، الى جانب ما حققته الثورة وما حققه الحزب، ان ما يبقى، ان العمل البطولي الخالد يكون له امتدادات عبر القرون ويكون ملهما للخير وملهما للوئام وملهما للأخوّة وللأعمال البطولية. وكما سمعت منكم فان هذه الوحدة الرائعة التي تبنى، إنما تبنى مع الاحترام الكلي للشخصية القومية لشعبنا الكردي، بل التقديس لهذه الشخصية لأنه من خلالها يصل الى محبة الوطن ومحبة التاريخ الموحِد للعرب والأكراد، والى الطموح الى مستقبل يلتقي فيه الجميع على طريق بناء نهضة عظيمة تليق بتراثنا وبما خلفه لنا أبطالنا التاريخيون من تقاليد روحية وأخلاقية ووطنية نستلهمها دوما. إنني استبشر بهذا النجاح وأراه من طبيعة هذا الشعب العظيم، شعب العراق الذي برهن بأنه مؤهل للانجازات التاريخية ولان يعطي نموذجا انسانيا لأمتنا العربية وللعالم كله من خلال ما يحققه في هذه الملحمة الخالدة، من خلال تضحيات عزيزة تستحق ان تتوج بمثل هذه النتائج التاريخية.. والسلام عليكم.. 6 نيسان 1986 (1) حديث مع قيادة فرع السليمانية في 14 نيسان 1986
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)الوحدة الرائعة بين العرب والأكراد(62)