موضوع: تغتصب فلسطين اخرى : البحرين خط احمر!!!!! الأحد مايو 13, 2012 10:57 pm
تغتصب فلسطين اخرى : البحرين خط احمر هنالك فرق كبير بين مَنْ يمسحُ دموعك وبين مَنْ يُبعدك عن البكاء منتدى/ ملاك صدام حسين مثل عالمي صلاح المختار تقع الكوارث وتحصل الهزائم حينما يعجز المرء عن التمييز بين التحدي الرئيس والتحديات الاخرى الاقل اهمية والتي تتراوح بين الثانوية و المهمة ولكنها تابعة للتهديد الرئيس لانها اقل خطورة منه ظرفيا او موضوعيا. فاي معركة تتقرر نتائجها في ضوء الفهم الصحيح للصلة بين التحدي الرئيس والتحدي او التحديات الثانوية فمثلما لا يستطيع الفرد في حياته تحقيق النجاح الا اذا عرف هدفه الرئيس وسعى الى تحقيقه متجنبا الضياع في الازقة والفروع الثانوية فان الامم لا تسلم من التهديدات بمجرد الرغبة والتمني بل لابد من تمييز دقيق بين ما هو تهديد للهوية والوجود وبين ما هو تهديد لنظام او حالة سياسية محددة، او مشكلة داخل امة او شعب ما. والديمقراطية وحقوق الانسان، اذا افترضنا انها دعوات نزيهة وخالية من الغرض السياسي المسبق، فانها مطلب سياسي يصبح اساسيا فقط ولابد منه في الحالات الطبيعية التي ليس فيها تحديات كبرى وخطيرة للسيادة او امن البلد او هويته ووجوده، لكنه يصبح مطلبا موضع دراسة وتمحيص اثناء الازمات الكبرى كالحروب او الصراعات الحادة التي توصل الى حافة الحرب، خصوصا حينما يكون هناك حصان طروادة في الداخل يعمل لصالح العدو في الخارج، في تلك الحالات المختلفة راينا جميع الدول تقدم انظمة الطوارئ على الديمقراطية وحقوق المواطن وتقيدها، واحيانا تجمدها، لامد مفتوح مادامت الحرب قائمة او انها على وشك ان تقع وما دام التحدي الخطير يهددد الكيان الوطني. والسبب واضح جدا لمن يعي، ولمن يريد حقا ان يفهم، وهو ان حالات الطوارئ لا تواجه بالديمقراطية بل بالاجراءات الامنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية الصارمة وغير ذلك، وهي كلها تقع في خانة الاوامر المركزية الواجبة التنفيذ بلا اطباء او نقاش لان الامة والشعب في خطر وعلى الجميع التقيد بتنفيذ واجبه الوطني في الدفاع عن الوطن وفقا لامكاناته واختصاصه. وتجميد الديمقراطية والدستور ومنح رئيس الدولة او رئيس الوزراء حسب النظام السياسي صلاحيات مطلقة لاجل (حماية الامن الوطني) او (المصالح العليا للامة) من السمات البديهية للعمل اثناء الازمات الكبرى. حدث هذا في اعظم الديمقراطيات المعاصرة في بريطانيا وامريكا مثلا اثناء الحربين العالميتين، وحدث في احداث اقل اهمية بكثير من الحرب مثل هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة الامريكية حينما فرضت امريكا واوربا ضوابط صارمة امنيا وعسكريا وسياسيا وحتى فكريا فقلصت حقوق مواطنيها واخضعتهم لمراقبة صارمة جدا وصلت حدود اختراع اجهزة ترى ما تحت الملابس بالاضافة للسماح بمراقبة الرسائل والانترنيت والتحقيق مع المواطنين واعتقالهم بدون امر من محكمة كما كان الحال في السابق. وتحت غطاء حماية الامن الوطني الزمت امريكا الجميع داخلها بالتقيد بما يسمى ب (الاجماع الوطني) وشنت بدعم دول اوربية حروبا شرسة واحتلت بلدان منها يوغوسلافيا والعراق وافغانستان وليبيا، والغت مفهوم السيادة وتعدت على حرمة سيادة دول اخرى. اما حلف النيتو فقد غير ستراتيجيته التقليدية منذ عام 1999حينما وسع نطاق تدخله ليشمل كل العالم بعد ان كان مقتصرا على امن اوربا طوال تاريخ وجوده، والاخطر انه قرر شن الحروب في كل مكان بدون موافقة الامم المتحدة في تجاهل تام ومباشر للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة اللذان وضعهما الغرب ذاته وغير ذلك من اجراءات الامن والحماية المسبقة! لماذا؟ لان بعض الخطر او التهديد الذي لم يصل ابدا لمستوى الحرب او تهديد كيان الدولة او الهوية بدأ يلوح في الافق! ولا ندرك معنى هذا التوجه الا تذكرنا ان امريكا واوربا كيانان مستقران وتحكمهما المؤسسات الدستورية ولديهما حماية نووية ويملكان تفوقا مطلقا تكنولوجيا وماليا وتتمتعان بالاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ولديهما مستوى عال من التعليم والثقافة والوعي والانضباط الاجتماعي...الخ الامر الذي يجعلهما قادرتان على احتواء بعض الخطر بدون اللجوء لقوانين الطوارئ لكنهما لجأتا اليها لاسباب عديدة اهمها تجنيب البلد احتمالات ولو ضعيفة لمواجهة كارثة وطنية كيرى، من هنا فان اللجوء لقوانين الطوارئ في بلدان ضعيفة ومتخلفة وليس فيها مؤسسات دستورية ولا امكانيات ردع نووي او عسكري فعال وتفتقر للتقدم التكنولوجي والمصادر المالية الكافية لخوض صراع طويل معقد وتواجه تحديات خارجية خطيرة جدا اكثر ضرورة واهمية من لجوء امريكا واوربا لها. اذن حالات الطوارئ ومستلزماتها، وفي مقدمتها تجميد حقوق المواطن الديمقراطية واخضاع الديمقراطية وحقوق الانسان للمصلحة العليا للامة واعتبارها فرعا يمكن التفريط به اذا كان الاصل في خطر وهو وجود الدولة والامة او هويتها، ليست من اختراع العالم الثالث المفتقر للديمقراطية وحقوق الانسان اصلا بل هي من ضمن اطر تفكير وممارسات وبديهيات الغرب الديمقراطي والليبرالي. في ضوء ما تقدم لابد من طرح السؤال التالي : هل البحرين تواجه ازمة ديمقراطية؟ ام ازمة وجود وكيان وهوية؟ وهل البحرين تخضع للقواعد ذاتها التي تخضع لها كل دول العالم ام لا؟ الجواب نعم البحرين تواجه ازمة ديمقراطية منذ زمن، وثمة مظالم وتمييز طائفي واضح جدا يمارس من الطرفين وليس من النظام فقط، وهذه حقيقة يجب الانتباه اليها في مجرى الحوار والنقاش لان غيابها واتهام طرف واحد فقط بانه طائفي ونسيان طائفية الطرف الاخر يشكل مثلبة في منطق الحوار الموضوعي، لابد من التأكيد بلا غموض بان من حق شعب البحرين التخلص من الاضطهاد والظلم الممارس عليه من الطرفين المعارضة التابعة لايران والنظام. منذ زمن الشاه كانت ايران تعلن بلا مواربة ان البحرين محافظة ايرانية ووضعت ممثلا لها في البرلمان الايراني يتكلم باسمها وهذا الحال ازداد بعد وصول الملالي للحكم حيث تكثفت الجهود التي كان الشاه يقوم بها لضم البحرين ومنها زيادة الهجرة الايرانية للبحرين، لو درسنا اصول سكان البحرين لوجدنا نسبة كبيرة جدا ممن لديهم جنسية بجرينية من اصول فارسية صرفة. كان ذلك تمهيد الشاه لضم البحرين بقوة الاغلبية السكانية وليس بالقوة العسكري لان البحرين قاعدة بريطانيا ثم اصبحت قاعدة امريكية. وكان النظام غير مدرك لخطورة الهجرة الايرانية نتيجة اعتماده على الدعم البريطاني والامريكي، لذلك كانت عملية منح الجنسية للعرب من خارج البحرين محدودة جدا وصعبة جدا في حين ان الايرانيين كانوا يحصلون على الجنسية البحرينية بسهولة وبصورة جماعية ويسرحون ويمرحون في البحرين حتى من لا يحمل الجنسية البحرينية منهم. وكانت سياسة الشاه تجاه البحرين تتميز بوجود ثغرة كبيرة ادت الى فشل توفير مسلزمات ضم البحرين بوسائل ديمقراطية ومنها ان نزعته القومية الفارسية كانت توحد كل البحرينيين سنة وشيعة ضد سياسته، لذلك كانت امكانية ضم البحرين بالوسائل الديمقراطية مستحيلة لوجود اغلبية بحرينية شعبية ترفض ذلك بقوة. لكن حكم رجال الدين غير الوضع فقد بدأ باعادة تثقيف بعض شيعة البحرين لضمان جعل الولاء للطائفة اقوى من الولاء للقومية والوطنية،واستغلت اخطاء النظام في هذا المجال لبناء تحشيد طائفي كبير يسمح بتوفير عدد كاف لاستخدام الديمقراطية وسيلة لضم البحرين، ورغم عدم توفر الاغلبية الكافية الا ان سياسة ايران بعد اسقاط الشاه والتي تسترت خلف شعارات حبيبة على قلوب العرب والمسلمين مثل دعم القضية الفلسطينية ومحاربة الشيطان الاكبر (امريكا) والشيطان الاصغر (اسرائيل) نجحت في كسب بعض العرب الشيعة في البحرين وبعض العرب السنة من الوطنيين والقوميين العرب المناهضين لامريكا والصهيونية. وهكذا برزت امكانية ضم البحرين بلا حرب عن طريق توحيد الاحتياطي الايراني (ذوي الاصول الفارسية) مع بعض الشيعة العرب الذين تعرضوا للتمييز ومع قوى وطنية وقومية تناهض امريكا والصهيونية. وطبقا لضرورات هذه الخطة كان لابد من ان تبدو ايران اشد مناهضة لامريكا من كل العرب فكان حزب الله اللبناني هو الاداة الرئيسة التي وفرت لها واحدا من اهم اهدافها الامبريالية وهو الغطاء العربي للتغلغل الايراني في الوطن العربي وتوفير حماية لعملية توسيع نفوذ ايران في البحرين سياسيا وسكانيا. وتحت غطاء مناهضة وجود امريكا وبريطانيا في البحرين والدعوة لتحقيق الاصلاح والديمقراطية نشأت صلات كانت محرمة في عهد الشاه بين وطنيين وقوميين بحرينيين وبين اتباع ايران، ونتيجة لعوامل عديدة تقاربت المواقف بين هذين التيارين المتعارضين بشدة اصلا لان احدهما مع ضم البحرين لايران والثاني ضد ذلك. هنا بدأت اللعبة الايرانية والتي دعمتها امريكا لاحقا وهي التركيز على جعل الديمقراطية والاصلاح هي المطلب الاول والاهم في البحرين وانزال مرتبة تحدي الهوية القومية للبحرين الى مستوى القضية الثانوية، وفرض هدوء مؤقت في ايران على الحديث عن ضم البحرين اليها، ولذلك لم يستفز هذا التقارب المريب الوجدان القومي العربي لبعض عناصر التيار القومي في البحرين كثيرا وان استفز الوجدان القومي العربي خارج البحرين بقوة، لان العرب يرون ايران من زاوية اخرى، هي الزاوية الاصل والزاوية الرئيسة التي لا تفهم ايران على حقيقتها من دونها، وهي زاوية غزو ايران للعراق بالمشاركة مع امريكا وغزوها للاحواز والجزر العربية ودعوتها التبشيرية الطائفية في الوطن العربي والتي خلقت رد فعل قوي ضد ايران. اما في البحرين فان سايكولوجيا الجماهير مـتاثرة بقوة بالحالة البحرينية وهي حالة اختراقات للديمقراطية وفساد وتمييز بالاضافة للوجود الاستعماري الغربي المباشر فيها، لذلك اختلطت على بعض الوطنيين والقوميين عوامل الصراع وتداخلت، وفي حالات كثيرة غطت مسألة الديمقراطية والحقوق، وهي مسألة فرعية من زاوية عملية ومبدأية، على مسألة جوهرية وخطيرة وهي مسألة الهوية العربية للبحرين، لانها مسألة وجود يتعرض للقضم التدريجي سكانيا من قبل ايران فغيبت هذه المسألة عمدا، والاهم التمويه على درجة النجاح التي وصلتها ايران في التمهيد لضم البحرين. ان السؤال الحاسم الذي يبين ويحدد قيمة الديمقراطية في حالة البحرين تحديدا هو التالي : ما فائدة الديمقراطية اذا ضمت البحرين لايران؟ الديمقراطية تصبح مصدر قوة هائلة فقط في وطن مستقر وبلا تهديدات وجودية خارجية ويخلوا من خيول طروادة ولكن في وطن يتعرض للتهديد الخارجي وفيه عدد كبير من خيول طروادة فان تقديم الديمقراطية على الهوية او الامن الوطني لن يكون الا بطاقة مرور للاحتلال او لتغيير الهوية. وعلينا ان تذكر بان ايران لن تلتزم بالمعايير الديمقراطية بعد ضم البحرين وستعاملها بقسوة اشد مما عاملت وتعامل عرب الاحواز وعرب العراق، وفاقد الشيء لا يعطيه وايران الملالي يحكمها نظام هو الاشد ديكتاتورية واستبدادا في العالم كله، وهو اقسى واشد من انظمة الاستبداد الخليجية، لانه يحكم باسم الولي الفقيه وهو خليفة الله في الارض واوامره لا ترد ابدا وطاعته واجبة على الجميع. كان البعض يتوهم، او يوهم نفسه، بان ثمة عاملان يمنعان ايران من الاستفادة من تحالف وطنيين وقوميين مع عملاء ايران في البحرين وهما : 1 – ان الحماية الدولية للبحرين تمنع ايران من تحقيق هدفها الخطير، وكانت شواهد العقود السابقة تدعم هذا الاعتقاد لان البحرين كانت محمية من قبل الغرب فعلا. ولذلك فان الاعتقاد بان البحرين محمية وان ايران لن تتجرأ عل تحدي العالم كان صحيحا ولكن حتى عام 2011 حيث تغير كل شيء كما سنرى. 2 – الاعتقاد بان تحالف عناصر من التيار القومي العربي البحريني مع عملاء ايران يحكمه ميثاق تحالف وطني ملزم يمنع ضم البحرين ويؤكد على استقلالها. كما ان نضال من يتحالف مع عملاء ايران ضد الضم عامل مهم يمنعه. هل هذين العاملين لهما قوة الزام حقا وواقعا ورسميا؟ الجواب بالنسبة للعامل الاول نجده في واقع الموقف الرسمي للولايات المتحدة الامريكية الذي تطابق مع الموقف الايراني القائم على اسقاط النظام البحريني، فلاول مرة في تاريخ البحرين الحديث تقف امريكا وبريطانيا ضد النظام البحريني علنا ومباشرا، وما الحملات باسم حقوق الانسان التي تشنها المنظمات التابعة لامريكا، سواء كانت امريكية او عربية تمولها امريكا، على النظام البحريني منذ عام 2011 وحتى الان الا مظهر واضح جدا للموقف الامريكي. كما ان الحكومة الامريكية والكونغرس الامريكي وقفا مع الحملة ضد حكومة البحرين وهي حملة تستهدف دون ادنى شك التمهيد لاسقاط النظام تماما كما فعلت امريكا في تونس ومصر حينما كان لدعمها لمطلب اسقاط النظامين الاثر الحاسم في منع النظامين من استخدام كل ما يملك لسحق الانتفاضة الوطنية كما فعل السادات في عام 1977. هذا التغيير الخطير في الموقفين الامريكي والاوربي قلب كل المعادلات في البحرين ووضعها على كف عفريت فلاول مرة تصبح البحرين مكشوفة امام ايران وبلا رادع كان موجودا لعدة عقود، وكان مفترضا بالقوى الوطنية والقومية ان تفهم حقيقة ما جرى وتصل لادراك ما يترتب عليه من نتائج ميدانية، ومنها ان النظام لم يعد لديه درع رادع قوي الامر الذي يعزز اندفاع ايران لضم البحرين ولكن بهدوء اكبر وان كان اشد مادامت امريكا وبريطانيا اللتان كانتا تحميان البحرين قد تخليتا عنها رسميا، وذلك بحد ذاته تشجيع رسمي وفعلي لايران لزيادة اصرارها على ضم البحرين. ومن البديهي وفي ضوء ما تقدم ان مسألة رجعية وفساد النظام ولا ديمقراطيته تتراجع الى الخلف بقوة وتحل محلها وبقوة اكبر مسألة حماية هوية البحرين ووجوده ككيان وطني عربي، وتلك مسألة تحررو طني بلا ادنى شك. واذا اضفنا عوامل خطورة اخر ى على البحرين في مقدمتها اسقاط النظام الوطني في العراق واحتلاله وتدميره والذي كان عامل ردع قوي لايران جعلها خلال العقود السابقة لاسقاطه اكثر حذرا في الاقدام على اي خطوة استعمارية، والتقزيم البطئ للدور المصري وتهميش الدور السعودي من قبل امريكا، واشعال ازمات عام 2011 التي همشت كل الانظمة العربية ودفعتها في دوامة البحث عن النجاة وهكذا خلت الساحة كليا لايران ولم تعد تخشى احدا لا من العرب ولا من الاجانب. بل وتجنبت ايران كثيرا استفزاز دول الخليج كما كانت تفعل لانها تريد طمأنتها واطفاء قلقها لضمان ضم البحرين بهدوء وعند تحقق ذلك، لا سامح الله، فان ايران تكون قد بدأت لعبة الدومينو الخليجية فسقوط البحرين في قبضتها سيكون عبارة عن خطوة ستعقبها خطوات اخرى متتابعة في كل دول الخليج العربي والسعودية معتمدة على حماس عملاء ايران هناك الناتج عن ضم البحرين وغياب اي رادع عربي او دولي. والسؤال الملح والاساسي هو : هل تغيير الموقف الامريكي والاوربي من البحرين يخل بالمعادلات داخل البحرين؟ ولصالح من؟ بكل تأكيد اختل ميزان القوى داخل البحرين وخارجها لصالح ايران وامتلكت ايران (كارت بلانش) امريكي اوربي يسمح لها بضم البحرين بطرق ديمقراطية وبلا عنف كثير، ففي داخل البحرين لدى ايران جالية فارسية كبيرة ولديها بعض شيعة البحرين العرب، كما ان لديها بعض عناصر التيار القومي العربي متحالفين مع عملاءها ويعملون في اطار ستراتيجية تخدم ايران مباشرة وبلا ادنى شك وهي اسقاط النظام والاحتكام للديمقراطية وحقوق الانسان، وتلك صيغة تتفق عليها امريكا وايران وتسمح بضم البحرين بعد اسقاط النظام واقامة حكومة مؤقتة وانتخاب برلمان تكون مهمته الاساسية التصويت على ضم البحرين لايران بعد تمهيد لن يطول. الخطأ القاتل في فهم بعض عناصر التيار القومي هو انهم لم يفهموا معنى ونتائج التغيير الخطير في الموقف الغربي تجاه البحرين، ولكن اذا كان الامر ليس عدم فهم فاننا امام حالة اختراق استخباري ايراني خطيرة لعناصر محددة في التيار القومي العربي في البحرين، وليس لدينا تفسير مقنع لعدم انتباه تلك العناصر لاهمية وخطورة تغيير الموقف الغربي سوى ما سبق ذكره. اما العامل الثاني وهو الاعتقاد بان عملاء ايران سيلتزمون بميثاق وطني يدعم استقلال البحرين، وان ايران في تلك الحالة لن تستطيع ضم البحرين فهو الاخر سقط فثمة حقيقتين لابد من الانتباه اليهما اذا كان المطلوب حقا هو الفهم الصحيح لما يجري في البحرين : أ- الحقيقة الاولى هي ان تغيير الموقف الغربي عزز دور ومعنويات عملاء ايران مما جعلهم اكثر ثقة بان ضم البحرين قد اصبح اسهل بكثير. ب- والحقيقة الثانية المغيبة عمدا لاسباب قد تكون معروفة للجميع هي ان التيار القومي في البحرين اضعف بكثير من تيار ايران، ومعادلة القوة بينهما مختلة بلا شك لصالح ايران، وبما ان حزب الدعوة البحريني (جمعية الوفاق) ينفذ تعليمات فيلق القدس بلا نقاش فان الاعتقاد بان حزب الدعوة البحريني سوف يحترم تعهداته وميثاق الشرف الوطني هو وهم قاتل ويصل هذا الوهم حد خداع الذات، خصوصا وان ايران معروفة بغدرها بكل طرف مهما كان من اجل مصالحها القومية العنصرية. واول ما سيفعله حزب الدعوة البحريني هو تصفية حلفاء الامس من عناصر التيار القومي بلا رحمة، كما حصل في العراق مع حلفاء حزب الدعوة رغم ان الوضع في العراق اكثر تعقيدا من حيث القدرة على تصفية الخصوم، اما في البحرين فان الوضع بكامله يشجع على تصفية دموية لعناصر التيار القومي المخلصة حالما تضم البحرين لايران. اما من سينجو ويبقى ويشرك في حكم (محافظة البحرين) الايرانية فانه دون ادنى شك ضابط في فيلق القدس من المندسين الان في صفوف التيار القومي العربي. اذن نحن بازاء حالة غريبة جدا وهي ان بعض عناصر التيار القومي تصر على تحالفها مع حزب الدعوة البحريني رغم كل الحقائق الميدانية الكارثية ورغم التغيرات التي طرأت على الموقف الدولي والاقليمي من البحرين وكانها لا تسمع ولا ترى ولا تحس! هل هذا الموقف بسيط ويعبر عن حق الاجتهاد؟ كلا بالتأكيد فالاجتهاد مقبول في قضايا غير واضحة او ثانوية لكن حينما يكون الامر متعلقا بقضية مصيرية كهوية ووجود شعب وكيانه الوطني فان الاجتهاد ينحصر في مجال واحد لا غير وهو كيفية حماية الهوية والوجود من الغزو الخارجي سواء تم على الطريقة العراقية، اي بالقوة العسكرية، او بالديمقراطية والوسائل السلمية كما تريد امريكا وايران حصوله في البحرين. ثمة من يقول بتساذج واضح جدا ومكشوف الهدف : اذا كنا نؤمن بالديمقراطية حقا فلم نخشى من تصويت الاغلبية بدعم ضم البحرين لايران؟ هذا ليس منطق قومي عربي بل انه ليس منطق كل حريص على الحقوق القومية ومدافع عن الهوية القومية والوطنية، فنحن لسنا في انتخابات عادية في بلد عادي مستقر وبلا تهديدات خارجية حاسمة بل نحن بصدد تقرير مصير قطر عربي تعرض لتأمر طويل ونفذت خطة تغيير تكوينه السكاني منذ عقود عبر الهجرة المنظمة للفرس من ايران اليه، ثم اضيف عامل التغييرات الاقليمية والدولية التي تريد تقسيم كافة الاقطار العربية خدمة للمشروع الصهيوني، ووجدت امريكا والصهيونية في ايران خير شريك لان لديها القدرة على اختراق صفوف العرب وشرذمتهم بفتن طائفية. فهل هذا المنطق برئ؟ ويجب الانتباه لحقيقة مركزية وهي ان البحرين كفلسطين تعرضت للهجرة المنظمة من ايران اليها حتى تكونت جالية ايرانية كبيرة ثم جاءت الفتن الطائفية لتشق عرب البحرين بين موال لايران وموال لهويته العربية، واخيرا تم اختراق عناصر في التيار القومي لاسباب عدة فاصبحت اداة من ادوات ايران، فهل اصبح البعض من هذه العناصر يتبنى دعوة بعص الخونة الفلسطينيين الذين يدعو لحل ديمقراطي لمشكلة فلسطين؟ لقد رفض الوطنيون والقوميون العرب، وبفخر نحن منهم، هذه الفكرة وعدوها خيارا صهيونيا لانه يكرس الامر الواقع وهو الاعتراف بان من هاجر الى فلسطين مواطن وانه ابن فلسطين ويمكنه تقرير مصيرها مع انه مهاجر غريب! الفرس الذين هاجروا من ايران واكتسبوا الجنسية البحرينية لا يختلفون عن اليهود الذين هاجروا من بلادهم الى فلسطين واصبحوا مواطنين، فهل وجود اغلبية يهودية مسوغ لقبول الكيان الصهيوني على اساس ان الديمقراطية تقول بذلك؟ هنا نواجه مخاطر الخلط بين التهديد الاول والاخطر والمطاليب الاخرى، فالحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية هو في الواقع اعتراف رسمي باحتلال فلسطين من قبل من لم تكن له اي صلة بالارض، وفي البحرين تبدو المسألة اوضح واخطر ففلسطين احتلت وفرض امر واقع لذلك هناك من يتحدث باسم الواقعية وقبول الحل الديمقراطي لمشاكل اضطهاد الفلسطينيين في الارض المحتلة، ولكن البحرين لم تحتل من قبل ايران بعد، لذلك فان الحديث عن الحل الديمقراطي لمشكلة البحرين سواء في مواجهة النظام او عند تقرير مصير البحرين، ليس سوى تعبير عن نهج صهيوني واضح وان تجلبب بزي ليبرالي يخفي عمامة الاستبداد الفارسي، فالطريقة نفسها التي احتلت بها فلسطين عبر الهجرة وتمويل من هاجر من قبل الصهيونية والغرب ليكن قويا ومسيطرا في فلسطين تطبق الان في البحرين، والفرق الجوهري لصالحنا حتى الان هو ان البحرين لم تضم بعد الامر الذي يعني وجود امكانية بل وضرورة جوهرية للنضال من اجل حماية عروبة البحرين ومنع تفريسها، لذلك فان فكرة الواقعية وقبول نتائج الديمقراطية، مهما كانت، موقف استسلامي لايران اشد خطورة من استسلامية السادات للكيان الصهيوني. يبقى سؤال اخير وهو : هل تأكيدات انصار الخيار الديمقراطي بانهم واثقون من ان البحرين لن تضم لايران وانهم يعارضون بقوة ذلك تشكل ضمانة للامة بان البحرين لن تضم لايران؟ الجواب الحاسم هو التالي : ان مصير الامة لا يتقرر في ضوء تأكيدات عناصر مهما كانت قوية بانها تضمن بقاء البحرين مستقلة بل لابد من توفير الضمانات العملية مسبقا وبشكل ملموس وواضح جدا وهذا ما عجزت عن تقديمه العناصر القومية في البحرين الداعمة لحزب الدعوة البحريني، فكيف الحال اذا كانت عناصر التيار القومي المقصودة ضعيفة جدا وبدون دعم خارجي عربي بشكل خاص مقارنة بقوة حزب الدعوة البحريني والدعم الايراني الكامل له؟ بالتأكيد اننا بأزاء مؤامرة خطيرة تهدد وجود وعروبة البحرين وهذه المؤامرة وصلت حد النجاح في اختراق عناصر في التيار القومي وتخديرهم. المثل الذي استخدمناه يقول (هنالك فرق كبيـر بيـن مَنْ يمسحُ دموعك وبيـن مَنْ يُبعدك عن البكاء) فهل سيأتي من يواصل دعم ايران عبر التحالف مع حزب الدعوة البحريني ليمسح دموع مئات الالاف من المهجرين البحرينيين من وطنهم بعد ضم البحرين لايران؟ هل مسح الدموع هو الموقف الصحيح ام منع البكاء اصلا؟ منتدى/ ملاك صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com Almukhtar44@gmail.com 13/5/2012 المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدنا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط