منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)حرب تشرين والمصير القومي: (70)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)حرب تشرين والمصير القومي: (70)  Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)حرب تشرين والمصير القومي: (70)    في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)حرب تشرين والمصير القومي: (70)  Icon_minitimeالسبت ديسمبر 31, 2011 8:07 am

في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)حرب تشرين والمصير القومي: (70)  552657368
في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)حرب تشرين والمصير القومي: (70)  927403809.
في سبيل البعث-الجزءالثاني:
الباب الرابع:

حرب تشرين والمصير القومي (70)
"حرب تشرين حرب كشفت الأمة العربية نتائجها بسرعة مذهلة، إن مرحلة جديدة في تاريخ العالم، في حياة العصر قد بدأت. وكان شيء من هذا قد ظهر على نطاق أضيق وتأثير أخف في العام 1956 في أزمة السويس وهذا ما يمكن تسميته "بعالمية القضية العربية ".
منذ قرن ونصف كانت "المسألة الشرقية" لها تأثيرات وتفاعلات شبه عالمية ولكن بمعنى تنافس وتطاحن الدول الكبرى ومصالحها في تلك المنطقة وتزاحم على اقتسامها واستغلالها.
ان بروز القضية العربية في هذه المرحلة هو بروز فاعل يعبر عن نهضة أمة. ولئن كان لتنافس الدول المتقدمة صناعيا على ثروات الوطن العربي دخل في إعطاء القضية مثل هذه الأبعاد، فان العنصر الذاتي القومي عنصر النهضة والانبعاث يبقى هو الأساس.
والأحداث الدولية الكبيرة وحدها لا تكفي لتعطي قضية من القضايا أهمية عالمية تاريخية تكون بمثابة إشعاع. أما عندما يحصل لقاء بين هذه الأحداث وبين تطور ذاتي عميق ومتصل، في أمة من الأمم، فتأخذ المسألة شكلا آخر.
الأمة العربية في حالة تحفز وانبعاث منذ عهد محمد علي، وقد جاء العدوان التاريخي عليها بإقامة دولة إسرائيل محرضا ومعجلا لنهضة أصيلة كانت ستواصل سيرها ولو لم يحصل هذا العدوان. فمعركة تأميم القناة في العام 1956 بعد ظهور عبد الناصر كانت أول رد على هزيمة 1948 وإنشاء دولة إسرائيل، ولكنه لم يكن الرد الكافي فكان يحمل في انتصاراته وحتى في انتكاساته معنى الاستباق وانعكاس الآمال العربية على المستقبل. وفي هذه الحالات من أطوار ومراحل نهضة الأمة تكون الإرادة القومية دوما اقوي وأعمق وابعد أثرا وأوضح تعبيرا من إرادة الأفراد أو حتى الحركات الثورية. فعبد الناصر في تخطيطه الواعي لم يكن ينوي محاربة إسرائيل في حزيران 1967. ولكن الإرادة القومية العميقة كانت تضغط وتملأ الجو من اجل الوصول إلى مجابهة قد لا تكون متكافئة، ولكنها تنقذ القضية الأساسية من النسيان والإهمال والتبني اللفظي الخادع، والانحراف بالنهضة العربية عن طريق المعركة الأساسية، وعن طريق النضال الجدي القاسي والمواجهة الجريئة الصريحة مع الاستعمار والصهيونية قبل الانغماس والتيه في سراديب التنمية التي لا هدف أساسيا لها.
وهكذا وبرغم هول الهزيمة التي حلت بالعرب في حزيران 1967 وبالرغم من كونها جاءت أقسى وأوسع مما توقعه الأعداء فان نتائجها تفاعلت تفاعلا خصبا مع نفسية الأمة وعوامل النهوض والتقدم فيها وبدلا من أن تلد اليأس جددت الحيوية والإيمان وصقلت الكفاءة، وكانت حرب تشرين بعض نتائجها. إن الأمة العربية التي وقع عليها اكبر ظلم في العصر قبلت التحدي وجعلت هدفها أن تحقق من خلال تحريرها لنفسها ودفاعها عن حقها تحرير العالم من الظلم. وكان بالتالي من الطبيعي أن تأخذ حرب تشرين هذه الأبعاد الدولية والمعاني الإنسانية.
وهنا لابد من الإشارة إلى الهزة العميقة التي أحدثتها هزيمة حزيران في نفوس المثقفين العرب. فقد دفعتهم إلى الاقتراب أكثر فأكثر من مشاكل أمتهم ومصيرهم والانكباب على أمراض الحاضر لتحليلها ومعالجتها بمستويات وأساليب متعددة وكان من نتيجة ذلك هذا التخمر الثوري القومي الذي انفجر في حرب تشرين قوة وكفاءة وبطولة. وظهرت هزيمة حزيران بشكل واضح، أنها كانت بصورة خاصة نتيجة القحط الفكري الذي رافق الحكم الديكتاتوري نتيجة غياب الفكر الحر، وتدني مستوى الثقافة، ثم ظهر في الفترة مابين هزيمة حزيران وحرب تشرين أن دور المثقفين ومعالجاتهم للحياة القومية كانت افعل وأعمق أثرا من الشعارات الحزبية التقليدية المستهلكة ولو أن ذلك لا يصيب جميع الأحزاب الثورية والتقدمية بالنسبة نفسها مما يشير إلى نقص وخلل في الحياة الحزبية التي غزتها البيروقراطية، فلم تعد بواقعها الراهن تربة خصبة ومناخا صحيا لازدهار الفكر الثوري الحقيقي.
الأحداث والشعب
الأحداث هي نصف المسألة ونصفها الآخر هو أثرها في الشعب. إن تاريخ الشعب وتراثه وانتصاراته ونكساته في الماضي والحاضر ومؤهلاته للمستقبل في الاستمرار والانبعاث هي المحصلة وهي الجواب على الأحداث.
والذين طبخوا مؤامرة اغتصاب فلسطين منذ أوائل هذا القرن والتقوا في هذه المؤامرة مع المصالح الاستعمارية من اجل إبقاء البلاد العربية في حالة تجزئة وتخلف حتى يسهل على القوى الاستعمارية استغلال ثرواتها والاستفادة من موقعها ومزاياها لم يكن في حسابهم أن يتحول هذا المشروع الاستعماري كما ذكرنا إلى محرك ومحرض للنهضة العربية.
وهنا يدخل عامل تكوين الأمة التاريخي والجغرافي. فهي من قديم الزمان تعيش على ارض هي ملتقى الطرق بين القارات، ثم ظهرت فيها دعوة دينية لها أبعاد عالمية، وتطور تاريخها بهذا الاتجاه الإنساني العالمي. وعندما تؤخذ هذه الأمور بعين الاعتبار يفهم لماذا يأخذ الجواب العربي على التحديات الأجنبية والمؤامرات الدولية حجما ومعنى بحجم العالم ومعنى الإنسانية.
وهنا تتبادر إلى الذهن ثورة فيتنام ومقارنتها بالثورة العربية. فحرب فيتنام هي منارة في تاريخ نضال الشعوب وصمودها دون شك، ولكنها لم تأخذ في يوم من الأيام حجم القضية العربية حتى في أسوأ حالات هذه القضية، أي عندما كانت في وضع يائس وضعيف. ذلك أن شعب فيتنام وحضارته لم يشكلا بالنسبة إلى العالم وبالنسبة إلى العالم المتقدم بصورة خاصة التحدي والمنافسة في حين يعترف للأمة العربية صراحة أو ضمنا بهذا الدور. ومثلما كان في 1956 استباق للزمن وتطلع للمستقبل وتصور إمكانات الحاضر وكأنها قد تحققت في المستقبل، تتكرر الظاهرة اليوم فيعيش الشعب العربي في تخيل النتائج والتطورات الكبرى التي ولدتها حرب تشرين وكأنها متحققة الآن، رغم إنها لا تزال بذورا تحتاج إلى وقت وإلى عناية وجهود مستمرة لكي تنمو وتثمر ولا يصيبها الجفاف أو الهزال، خاصة أن الأعداء قد انصرفوا منذ الآن إلى التفكير وإعداد الوسائل التي تبدد هذه البذور أو تضعف وتؤخر نموها وتنحرف بها عن غايتها.
والقيادات الحالية تستغل هذه الحالمة لتنفرد في التصرف بمقدرات الأمة من دون أن تجد مراقبة شعبية جدية على عملها. وليس في تصرف هذه القيادات ما يطمئن إلى أن ايجابيات حرب تشرين ستسير في طريق النمو وفي الاتجاه الصحيح.
إن الأفراد حتى عندما يكونون من النوعية الفذة النادرة التي تصنع التاريخ، يكونون في تصوراتهم وأعمالهم دون مستوى الإرادة والإمكانات الشعبية. فكيف إذا كانوا من النوع الذي تأتي به الظروف والمصادفات ليحصد ما زرعه غيره؟
إن الخطر يكمن اليوم في نوعية القيادة ومستواها، فبينما تعتبر الجماهير انها لم تتمكن من إعطاء كل طاقاتها ومن إكمال النصر الذي بدأته، تعتبر قيادات الأنظمة انها بإيقافها الحرب عند ذلك الحد قد تفادت الهزيمة، وانها أحرزت من المكاسب أكثر مما كانت تتوقع وأكثر مما كان الشعب يستحق، وهذا يدل على أن هذه القيادات كانت عاجزة عن فهم نفسية الجماهير وإدراك غنى إمكاناتها لأنها كانت فاقدة التصور الصحيح لتاريخ الأمة ولرسالتها ولتراثها وللمستقبل الذي تطمح إليه فاقدة لإدراك ملامح العصر واتجاهه أي فاقدة لعنصر الفكر وهذا أهم شرط يطلب توافره في قيادة المستقبل إلى جانب الشروط الأخرى.
احتيال على النصر
هناك شعور غالب في الرأي العام العربي بوجود غبن كبير واحتيال. شعور بان النتائج أو الحل الذي تسعى إليه الأنظمة هو اقل بكثير أو غير متناسب مع ما كشفت عنه حرب تشرين من طاقات عربية هائلة.
فثمة احتيال على النصر وتقليل من حجمه وشانه. كما حدث تآمر عليه عند وقف إطلاق النار لإيقاف الإندفاعة التاريخية التي انطلقت من الجيوش العربية والجماهير العربية، والتي تجلت في وحدة الشعور القومي تجاه معركة المصير، وخلق حالة من الغرور والشعور بالثقة والاطمئنان الخادع، ليسهل معها القبول بالتفريط في الحاضر واعتباره تفريطا موقنا لا يلبث أن يعوض بقصد تعميم الاسترخاء وتبريد الجذوة، ولجم الاندفاعة وإخماد النار التي ظلت تتأجج منذ هزيمة حزيران حتى الحرب الأخيرة في تشرين، وكذلك المضي في عملية تقرير المصير القومي في اخطر ظرف مر على الأمة العربية في معزل عن الجماهير، وفي إصرار على قمعها ومنعها من التحرك وقول كلمتها فيما يخص مصير الأمة ومستقبل أجيالها، وإعطاء فرصة للعدو لكي يعالج أسباب الهزيمة التي مني بها ويتداركها ويعد للنهوض منها ويستغل حالة الجمود والذهول التي تخيم على البلاد العربية ويفاجئ العرب بضربة تعيد إليه بعض المكاسب وبعض المعنويات التي فقدها.
أريدَ لهذه الحرب أن تكون مصنوعة ومحدودة، وان لا تتجاوز في أهدافها تطبيق قرار مجلس الأمن (242) الذي يمثل حالة العرب عندما أصيبوا بهزيمة حزيران، أو حالة الضعف العربي، مقابل التفوق الإسرائيلي في ذلك الحين، ولكن الحرب جاءت على غير ما خطط لها وتفجرت بالطاقات والقدرات الخلاقة الخارقة. ورغم ذلك بقيت الأنظمة عند مطلب القرار القديم لمجلس الأمن وفي مستواه لأنها كانت مشاركة في صنع الهزيمة وعاجزة عن تجاوز ذلك المستوى. وكما أثبتت حرب حزيران أن الاتكال على هذه الأنظمة هو الذي يحرم الشعب العربي من ثمار انتصار تاريخي.
إن هذه الأنظمة لو كانت تمثل إرادة الجماهير، لاستمرت في القتال، أو على الأقل في تعبئة الجماهير وفي قطف ثمرات الانطلاقة القومية، فتحقق خطوات وحدوية حاسمة بين الأقطار المقاتلة تكون هي الضمانة لانسحاب العدو من الأراضي، ولتراجع الاستعمار بدلا من الاعتماد على (نخوته وصدقه).
فأمام هذا التشويه والاحتيال على نتائج النضال العربي لابد من تجاوز هذه الأنظمة لكي يعود الوضع إلى سلامته، وتقف الجماهير أمام مسؤولياتها وأمام أعدائها وقفة صريحة واضحة لا يداخلها الالتباس ولا ينطلي عليها الخداع. ولكي تسترد الجماهير العربية زمام مقدراتها وتفرض على الأعداء النتائج المنطقية الطبيعية لكل نصر وهي: رفض التفريط بالأرض وبالحقوق القومية، وتوفير القوة الفورية الضامنة لجدية هذا الرفض، في توحيد الأقطار المقاتلة وإطلاق حرية الجماهير وطاقاتها الخلاقة.
الجماهير تمارس حريتها في الحرب
لقد ضاعت فرص كثيرة ثمينة منذ وقف إطلاق النار حتى الآن، ولكن لا يزال أمام الجماهير العربية فرصة لكي لا يتحول النصر إلى هزيمة كاملة. لتتحرك هذه الجماهير ولتقل كلمتها في هذا المستوى المتخلف من الحكم والقيادة والذي استوى فيه مع فروق نسبية التقدمي والرجعي. ولقد أصبح واضحا أن الفرق بين التقدمية والرجعية ليس فقط في الانجازات الاجتماعية ومشاريع التنمية والتعمير، بل هو في الشيء الأساسي والاهم، وهو بناء الإنسان العربي الحر، ولا تزال الأنظمة على اختلافها سجونا كبيرة لهذا الإنسان، ولا تزال العقلية الفردية الفوقية السلطوية هي اكبر عائق في سبيل ولادة هذا الإنسان العربي الجديد، ولقد كانت حرب تشرين مناسبة لإظهار بعض ما يستطيع هذا الإنسان العربي إعطاءه من كفاءة وشجاعة بطولة نادرة، عندها يتحرر من سجن الأنظمة بدخول الحرب، لان الحرب في الأوضاع العربية الراهنة أمست المجال الوحيد لممارسة الجماهير العربية لحريتها. وهذا ما يفسر تلكؤ الأنظمة في الإقبال على الحرب ومسارعتها بإنهاء القتال عندما تشعر بان استمراره سوف يؤكد استرداد الجماهير حريتها بصورة نهائية.
إن ثورة العرب في هذا العصر هي الحرب لأنها المجال الأوسع والأكمل والأسلم لتفتح جميع مواهبهم وتفجر كفاءاتهم وبطولاتهم. والحضارة التي يسعى العرب إلى بنائها لن تبنى إلا من خلال النضال في أعلى مراتبه وأشكاله، أي النضال الشعبي المسلح، وستكون الحضارة القائمة على احترام المبادئ والمثل الإنسانية، وعى احترام الإنسان وحريته وكرامته واحترام حريات الشعوب والسعي نحو السلام الحقيقي.
إن حرب العرب في هذا العصر هي حرب تحرير وحرية، وكرامة، وحب للحياة ودفاع عن الحياة. حرب العرب هي الحضارة وهي الثورة، هي ذروة التنظيم والعلم والانضباط والتضحية والأخلاق. من هنا تأتي أهمية الحرب الأخيرة التي لو أتيح لها ان تستمر لأفضت إلى تغييرات جذرية وجوهرية حاسمة لصالح القضية العربية بصورة عامة ولفلسطين بصورة خاصة.
معركة فلسطين جزء من المعركة القومية
إن معركة فلسطين هي جزء من المعركة القومية، ومسؤولية تحريرها تقع على العرب جميعا لان المستهدف من قيام "إسرائيل" هي الأمة العربية لا القطر الفلسطيني. والمخطط الصهيوني الذي وضع في أوائل هذا القرن لم تقتصر حدوده على ارض فلسطين فحسب، بل تعداها إلى أجزاء أخرى إضافية من أراضي الوطن العربي.
عندما تكون قضية فلسطين هي الأصل والأساس، وهي قضية العرب الأولى، لا يعود هناك فرق بين ارض فلسطين وبين ارض أي قطر عربي آخر، إلا من ناحية خطر ترسيخ الاستيطان الصهيوني وترسيخ الادعاء التاريخي الباطل للصهيونية بحقها في ارض فلسطين. ويصبح كل تحرير لأرض عربية هو جزء من تحرير فلسطين أو مساعد أو ممهد لتحرير فلسطين.
ولكن عندما تكون عودة هذه الأراضي إلى مصر وسوريا لها ثمن: هو التنازل عن فلسطين للصهيونية، وعندما تكون عودة هذه الأراضي بداية لانصراف مصر وسوريا عن معركة التحرير، وعن وحدة المصير، بدلا من استخدام هذه العودة، وهذا الكسب، لمزيد من الإعداد والتهيئة للجولة المقبلة مع العدو، عندئذ يظهر التفريط بالقضية القومية، وينكشف التزييف والاحتيال، وتجعل قضية فلسطين هي القضية الأخيرة والأقل أهمية، وليست قضية العرب بل قضية جزء من الشعب الفلسطيني!
والذي يجري الآن هو ان مصر تريد استرداد أراضيها، وكذلك سوريا، ولا يجوز أن تتذرع المقاومة بحجة تخاذل الأنظمة وقبولها بالتسوية، لأنها تصبح عندئذ مثل قيادات الأنظمة القابلة بالتسوية سواء بسواء. الدولة الفلسطينية بمقدار ما هي رمز التسوية، هي أيضا رمز إرجاع فلسطين أو القضية الفلسطينية من حجمها التاريخي المصيري بالنسبة إلى الأمة العربية، إلى حجم جغرافي قطري، هزيل ممسوخ!
إن إعطاء الأهمية الأولى، الكبرى، للقطر، للجزء قبل الكل يؤدي إلى التفريط بالقضية القومية، إن مجوعة قطريات لا توصل إلى الوحدة، ومجموعة مصالح قطرية لا توصل إلى المصلحة القومية!
إن فلسطين والشعب الفلسطيني هما دوما الضحية، وهما يدفعان دوما الثمن. وهذا يجب ألا يستمر لان هذا الجزء الذي يحاولون إرضاء الفلسطينيين به لا يمثل سوى خمس أراضي فلسطين، وسوف لا يكون حرا، عدا انه سيؤخذ من الشعب الفلسطيني صك تنازل عن بقية أراضيه.
إن جو التسوية يسود، في غياب التحرك الجماهيري، وفي حال التحرك الجماهيري يسود المنطق القومي حتى في ابعد الأقطار عن الوعي القومي، أو أكثر الأقطار حرصا على المصالح القطرية.
إن التحرك الجماهيري الذي ظهر في مصر اخذ أبعادا قومية، فهو لم يضع في رأس الهدف البناء والتعمير، واستخدام رؤوس الأموال، وإعادة بناء المدن المخربة، بل إن التحرك الجماهيري في مصر، مثلما ظهر في عدة مناسبات، طرح قضايا قومية مثل التحرر من الاستعمار والصهيونية، والارتباط العضوي بالبلاد العربية وبقضية الوحدة كعامل أساسي في معركة التحرر.
- يجب أن نرفض دولة فلسطينية من ضمن التسوية
- يجب أن نرفض إعادة الأراضي الفلسطينية إلى حسين.
- المطلوب تعطيل التسوية في مصر وسوريا ودفع كل قطر عربي للمساهمة في تعطيلها لأنها هي الأساس لتسوية الدولة الفلسطينية أو لتسوية عودة الأراضي إلى حسين.
- المطلوب استئناف المعركة والإعداد لها، فأما أن تنسحب إسرائيل دون شرط ودون مقابل، عندئذ تقوم سلطة وطنية على هذا الجزء من ارض فلسطين بانتظار معركة التحرير الكامل، واما أن يستمر النضال حتى يتم التحرير في المستقبل.
الوحدة والديمقراطية
يجب الاعتراف بأننا ما زلنا رغم التحول الكبير الذي أحدثته حرب تشرين، ما زلنا بوضع دفاعي، مهددين باستمرار بهجوم غادر من إسرائيل والامبريالية الأميركية، وان آخر ما تفكر فيه "إسرائيل" وأميركا هو التسليم بانتصار العرب ورجحان كفتهم وتمكينهم من استثمار هذا الرجحان لتحقيق مزيد من التقدم والقوة.
وليس من شك في أن ثمة في "إسرائيل" والولايات المتحدة هيئات على أعلى مستوى سياسي وعسكري تدرس ليل نهار وتخطط للأخذ بثأر هزيمتهم النسبية في حرب تشرين. ولئن تحقق في الوقت نفسه نوع من التضامن العربي كان له أثره الفعال، فان ما يعده الأعداء للمستقبل بعد صحوتهم وذعرهم من بوادر النصر العربي لن يكفي لمواجهته إعداد على الوتيرة السابقة أي في إطار التجزئة العربية والتنسيق المرتجل والتضامن القصير النفس. وليس من جواب ناجح على الإعداد المعادي ألا بالخطوات الوحدوية. وفي جو التجزئة الراهنة تصعب مطالبة الجماهير بالاستمرار في تحمل أعباء معركة لم تعد هذه الجماهير واثقة من جديتها، ويسهل بالتالي في جو العزلة القطرية نجاح مغريات الازدهار والرخاء. في حين أن الجو الجديد الذي تخلقه الوحدة جو الثقة بالنفس والإيمان بالمستقبل والشعور الحي برسالة الأمة كفيل بأن يفجر في نفوس الجماهير العربية الطاقات والكفاءات الخلاقة.
أن خلاص العرب هو في الوحدة وسبيلهم إلى تحقيقها هو الديمقراطية. ولكي لا تبقى الوحدة مطلبا نظريا، ولكي لا تنحرف الديمقراطية إلى أهداف اقل جوهرية من الوحدة، فيجب أن تتوجه الجماهير لانتزاع حقها في الديمقراطية المرتبطة بالوحدة، أي لتحقيق الوحدة جماهيريا وتحقيق الديمقراطية من خلال النضال الوحدوي للجماهير.
شباط 1974
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي – سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)حرب تشرين والمصير القومي: (70)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:)نداء إلى المناضلين العرب:(71)
» في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع :)حول مقال نداء المسؤولية التاريخية:(69)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)مهمة المؤتمر القومي(88)
» في سبيل البعث-الجزءالثاني:(الباب الرابع:) نصرة أبطال الفداء واجب مقدس:(64)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الرابع:)الانقلاب العسكري الاول في سوريا مذكرة اللجنة التنفيذية لحزب البعث العربي(68)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: