منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81)   في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81) Icon_minitimeالإثنين يناير 09, 2012 1:35 am

في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81) 552657368
في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81) 806772312
في سبيل البعث: الجزء الرابع:
الباب الخامس:

الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81)
أيها الإخوان (1)
إن الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا العربي استدعت الاتصال بين ممثلي القيادة القومية ومنظمات الحزب في أوروبا لكي نوضح لرفاقنا ما لم يستطيعوا معرفته نظرا لابتعادهم عن وطنهم ولقلة المعلومات المتوفرة لديهم.. ولسبب آخر حصل هذا الاتصال هو أن نطلب من الرفاق الذين انهوا دراستهم أو قطعوا شوطا بعيدا فيها يمكّنهم من المساهمة في خدمة الحزب، سواء في العراق أو في سوريا، سواء في العمل الشعبي أو العمل الحكومي، لان الظرف يستدعي تعبئة جميع الإمكانيات ولان الحزب مضطر أن يعبئ جميع إمكانياته وأن يضع كل طاقات أعضائه في هذه المعركة التاريخية التي هي مصيرية بالنسبة للحزب وبالنسبة للأمة كلها. فالحزب الآن مسؤول مسؤولية مباشرة عن الحكم في قطرين عربيين هما في طليعة الأقطار العربية. والحزب مطالب بان يبرهن على جدارته في الحكم كما برهن على جدارته في النضال، مطالب بان يعطي لشعاراته معناها العملي وكل أبعادها النظرية والعملية، والحزب مسوؤل مسؤولية تاريخية أن يشق طريقا جديدة جريئة للثورة العربية، لثورة الوحدة والحرية والاشتراكية، ولو كلفه ذلك أقسى المشاق والتضحيات. إن الحركة التاريخية لا يمكن أن تكون سهلة الطريق ولا يمكن أن تؤدى مهمتها بالجهود اليسيرة بل لا بد من التضحيات الجسيمة.
هذه هي سنة التاريخ وقانون الثورات وأنا مؤمن بان شباب الحزب في كل مكان واعون هذه الحقيقة، مقدرون مسئولتهم حق قدرها، وأنهم يشعرون ويدركون أن أفكار البعث وطريق البعث ليست أشياء للتغني أو أنها ترف يضاف، بل أنها هي حياة الملايين من أبناء الشعب العربي، هي مصير أمة بكاملها. وإن هذه الأفكار وهذه الطريق إذا وجد من يدافع عنها ومن يستبسل في سبيل تحقيقها بأمانة، فان مستقبلا كريما وناصعا وسليما يتوفر لهذه الملايين من أبناء شعبنا. وإذا لم يوجد من يدافع عنها ومن يستبسل من اجل إخراجها إلى العمل فان آلاما كبيرة وطويلة يمكن أن تنتظر امتنا وان ذلاً كبيرا يمكن أن يلحق بهذا الشعب الكريم وبهذه الأمة العظيمة. فإذا نحن استهزأنا بمهمتنا التاريخية وإذا لم نكن في مستوى المسؤولية.. فهذه الأفكار وهذه الطريق، طريق البعث، عليهما يتوقف مستقبل عظيم، ولم يعد جائزا لأحد من أفراد الشعب العربي فضلا عن أعضاء حزب البعث.. لم يعد جائزا لعربي واع أن يتجاهل النتائج التي تنتج عن التهاون في مثل هذه الأفكار الكبيرة والقضايا الكبيرة المتعلقة بوحدة الأمة العربية وبالطريق السليمة لتحقيق هذه الوحدة، وبحرية الشعب العربي والمواطن العربي، وبطريق الاشتراكية وبالأسلوب الذي يضمن ثوريتها وسلامة تحقيقها وضمانة بقاء الانجازات الاشتراكية وصمودها لكل حادث. فالمسألة إذن هي بهذه الخطورة..
أيها الإخوان
لا شك أن ما يجول في خواطركم من أسئلة تدور كلها أو يدور أكثرها حول الأزمة الحالية، الأزمة التي ظهرت بعد ثوره العراق وسوريا والمساعي التي بذلت من اجل تحقيق بداية جديدة سليمة للوحدة العربية بين الأقطار العربية الثلاثة: مصر وسوريا والعراق.
إن حزبكم أيها الإخوان حمل هذه الأفكار منذ أكثر من عشرين عاما وناضل في سبيلها نضالا صادقا وانتشر وتوسع حتى انه اليوم يكاد لا يخلو قطر عربي من تنظيم بعثي مهما كان صغيرا، وأعطى الحزب للوحدة العربية المكان الأول في تفكيره الثوري وفي نضاله، ولقد ضحى كثيرا حتى أخرج هذه الفكرة، من عالم الأماني إلى عالم الانجازات في أول تجربة للوحدة عام 1958. وكان مبرر تساهله في عام 1958 -مبرر الخطأ الذي وقع فيه الحزب عندما قبل بحل تنظيمه بسوريا- هو هذا الحرص على الوحدة العربية وعلى أن تصبح في ذهن كل عربي وفي ضمير كل عربي.. أن تصبح حقيقة واقعة وان تصبح شيئا قابلا للتحقيق.. أن تصبح حركة تاريخية بعد أن ظلت عشرات السنين في هذا العصر لفظة فارغة المعنى وألعبوة بأيدي محترفي السياسة ورجال الحكم، حتى كاد اليأس يدب في نفوس العرب من هذا الهدف القومي الكبير وحتى كادت دعاية أعداء القومية العربية تجد آذانا صاغية، تلك الدعايات التي كانت تسمي الوحدة العربية حلما وخيالا.
أراد الحزب في عام 1958 أن يقضي دفعة واحدة على هذه الحالة النفسية وان يثبت للشعب العربي في كل مكان أن الوحدة حقيقة حية قابلة للتحقيق. وكان الحزب عندما انتكست الوحدة بعد أشهر من تحقيقها وبعد أن ظهرت الأخطاء والانحرافات الضخمة بالحكم، وحتى بعد أن أدى كل ذلك إلى الانفصال -وكان الانفصال كارثة قومية عامة- وحتى اثناء الانفصال وما جرى فيه من تجن على القومية العربية وتآمر على فكرتها ومن أراجيف وأباطيل.... حتى في تلك الظروف القاسية السوداء كان الحزب يشعر ويعرف انه حقق عملا عظيما تاريخيا عام 1958. وان كل الأخطاء والانحرافات والمآسي التي نتجت عنها لا تعادل جزءا صغيرا من الكسب الكبير الذي نتج عن تحقيق الوحدة.
ولكن بعد أن قطعنا هذا الطور من نضالنا وبعد أن دخلت الوحدة في عالم الحقائق،بعد أن كانت في عالم الأحلام والاماني، أصبح أمامنا واجب آخر، واجب جديد هو أن نبني الوحدة على أسس سليمة، أن نضع الوحدة في الطريق السليم الذي لا ضلال فيه ولا انحراف ولا انتكاس. في عام 1963 لم تعد الغاية الأولى لنضال الحزب أن يحقق الوحدة بأي شكل وأي ثمن، بل أصبحت الغاية أن يحسن تحقيق الوحدة بأحسن شكل وان يستفيد من تجربة الوحدة بكل ظروفها وملابساتها لنبرهن على أن نضالنا جدي عميق متكامل وانه ينمو في الخبرة والتجربة والوعي وأننا حقا استفدنا من التجارب.
هكذا كان موقف الحزب بعد ثورتي سوريا والعراق يتجلى بحرص قوي على الوحدة وخاصة انه كان القوة الشعبية الأولى زمن الانفصال التي دافعت عن الوحدة والتي صمدت للانفصال والتي أعطت للنضال الوحدوي قيمته ونفوذه وهيبته. لان الانفصال كان قد جمع كل القوى المضادة لوحدة الأمة العربية والتي تعمل ضد فكرة القومية العربية: جمع الاستعمار بكل أطرافه، مع إسرائيل، مع الرجعية العربية، مع الشعوبية والانتهازية وكل ما هو فاسد ومتعفن فجمعها لينقض على فكرة القومية العربية التي هي فكرة ثورية ولكي يعمل فيها الهدم ولكي يشفي منها أحقاده. في تلك الأيام السوداء، أيام الانفصال، لم يكن غير حزب البعث العربي الاشتراكي بقادر أن يعطي لفكرة الوحدة ولشعار الوحدة حرمة أو هيبة لان وراء هذا الحزب نضال عشرين سنة في سبيل الوحدة. لم تكن الفئات الانتهازية والعميلة التي كانت ترفع شعار الوحدة بدافع نفعي هي التي استطاعت أن تقضي على عهد الانفصال ولكن الحزب هو الذي استطاع، بينما كانت تلك الفئات وهؤلاء الأشخاص الذين برزوا بعد الانفصال متوارين مختبئين. وهكذا فان الحزب قدم للوحدة كثيرا وسيظل الرسول الأمين لهذا الهدف القومي.
بعد ثورة العراق اخذ الحزب المبادرة وذهب وفد إلى القاهرة ليزيل كل ما كان بين الحزب وبين الجمهورية العربية المتحدة من خلافات، ولكي تعود القوى الثورية من جديد إلى التعاون في سبيل تحقيق الوحدة. و بعد شهر من ثورة العراق قامت الثورة في سوريا وذهب ممثلو الحكم الثوري في سوريا مع ممثلي الحكم الثوري في العراق إلى القاهرة بنفس الدافع ولنفس الغرض. وتتابعت الاجتماعات والرحلات التي أوصلت إلى ميثاق القاهرة. هذا الميثاق الذي لم يجيء على أسلم وجه وأحسن شكل والذي يتخلله شيء من الغموض وشيء من الضعف، ولكن على كل حال سجل حدا أدنى من الضمانات لسلامة تحقيق الوحدة الجديدة: الوحدة الثلاثية. لقد اعتبر الحزب أن تحقيق الوحدة بين ثلاثة أقطار متحررة خطوة تاريخية كبيرة وان هذا الشيء، أي تحقيق الوحدة بين أكثر من قطرين ووجود العراق بالذات في هذه الوحدة يعطيها قيمة وضمانة، وان الوحدة الثلاثية تسمح أكثر من الوحدة الثنائية بالتكافؤ بين الأقطار وتسمح بالتفاعل بين الأقطار وتسمح بإرساء الوحدة على أساس سليم متين من التنظيم الشعبي طالما أن الحزب قائم ومتحمل للمسؤولية في قطرين من هذه الأقطار الثلاثة. ولكن كل الآمال التي علقها الشعب العربي على هذه الوحدة الجديدة عصفت بها الأنواء بعد قليل من عقد ميثاق القاهرة دون أن يكون للحزب أي دخل بهذه الحملة المخربة التي صُوّبت على الوحدة وعلى الحزب ودون أن يتزعزع إيمان الحزب بالوحدة وبميثاق القاهرة أو يتراجع شعرة واحدة عنه، ولكن يجب أن نتساءل ونوضح ما هو السر في هذه الأزمة المفتعلة وفي هذه الحملة الجائرة وفي هذه المعركة الطائشة التي تخالف كل منطق قومي. فالمنطق القومي يقضي بان تتقارب القوى الثورية العربية وان تتعاون وان تتحد لا أن تتصارع ويفني بعضها بعضا. الشيء الذي يجب أن يكون واضحا لكم أيها الإخوان هو أن الحزب قبل عن رضى وقناعة ووعي باستئناف السعي للوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبد الناصر.. فالحزب يعرف أن مصر عنصر اساسي في بناء الوحدة العربية ويعرف أيضا أن النظام القائم في مصر (نظام عبد الناصر) هو نظام لا يمكن تغييره في يوم وليلة، وهو نظام له نواح ايجابية تقدمية ونواح سلبية، ولا بد من الصبر عليه وانتظار التطور البطيء السليم حتى يتعدل هذا النظام، وان كل تعديل سريع له لا يكون في مصلحة العروبة ولا في مصلحة الثورة. لذلك كان الحزب قابلا عن وعي ومسؤولية هذا التعايش والتعاون الصادق بينه وبين عبد الناصر من اجل الوحدة العربية من اجل إنجاح الوحدة. كل هذا بشرط أن يقبل هذا النظام من جهته التعاون مع الحزب، إذ أن الحزب هو الضمانة الرئيسية الجدية لتحقيق الوحدة بشروط وأسس سليمة. إذن كان الحزب مصمما على الوحدة ومصمما بنفس الوقت على عدم تكرار الأخطاء السابقة. ولكن ظهر بان هذا النظام القائم في مصر لا يقبل بالحزب ولا يقبل بالتعايش معه وبالتالي لا يقبل أن تقوم الوحدة على أسس سليمة وان تتوفر فيها ضمانات لحمايتها من الخطأ والانحراف. وكان النجاح الذي أحرزه الحزب في العراق بعد تضحيات بطولية قدمها خلال سنين وتوجها بتضحيات كبيرة في يوم الثورة.. كان هذا النجاح الذي كان نجاح الثورة العربية كلها والقوى الثورية العربية كلها، كأنه كان نذيرا لنظام الحكم في الجمهورية العربية المتحدة بأنه يجب أن يزاح هذا الحزب من الطريق وان يلغى من الوجود، لأنهم لم يروا فيه الأخ والصديق، بل رأوا فيه المنافس والمزاحم، وهذه نظرة بعيدة كل البعد عن الثورة. فالثورة العربية بقناعتنا وبمنطقنا هي مجموعة التجارب الثورية في جميع أجزاء الوطن العربي. حتى حزبنا ما ادعى في الماضي ولن يدعي انه التجربة الثورية الوحيدة وانه التجربة القدوة المثالية التي تغني عن كل تجربة ثورية أخرى. فمنطلق تفكيرنا منطلق حر واقعي أصيل لأنه شعبي، لأنه منطلق النضال والثورة لا منطلق الحكم ومصالح الحكم ودوافع السيطرة والاستئثار. فنحن لن ننكر حتى على هذا النظام القائم في مصر الذي كان المسؤول الأول عن انتكاسة الوحدة في عام 1958 والذي أوصل إلى كارثة الانفصال وما فيها من مآس، هذا النظام لم يحكم عليه الحزب حكما سلبيا نهائيا بل اعتبره قبل كل شيء حكما عربيا تقدميا فيه نواحي سلبية تبررها ظروف محلية لقطر عربي هو مصر، وانه بالتالي لا بد من التعاون معه وانتظار التفاعل البطيء الذي يكفل تحرير هذا النظام من نواحيه السلبية.
مقابل نظرتنا الواسعة الحرة ظهرت تلك النظرة الضيقة المتعصبة التي ترفض التعايش مع حزبنا، وفي الواقع ترفض أن يبقى حزب البعث في الوطن العربي لأنها تشن على حزب البعث حرب إفناء. ولكن ماذا يمكن أن ينتج فيما لو قدر لهذه النظرة المتعصبة أن تنتصر... هل ينتج عن ذلك تحقيق الوحدة؟ كلا! لان الشعب العربي لا يمكن أن يقبل بتجربة للوحدة تكون تكرارا للتجربة السابقة. ولا يوجد ما يمنع من أن تكرر التجربة السابقة إذا زال حزب البعث من الوجود أو إذا ضعف حزب البعث بشكل لا يستطيع معه الصمود والدفاع عن مبادئه وأفكاره ولا يستطيع بالتالي أن يضمن سلامة تحقيق الوحدة. الوحدة السابقة انتكست وفشلت لسببين رئيسين لم يعودا سرا من الإسرار: الحكم في التجربة السابقة للوحدة كان حكما فرديا، والحكم في التجربة السابقة كان حكما تسلطيا إقليميا، وإذن كان لابد في الوحدة الثلاثية الجديدة من أن توضح الضمانات ضد الفردية بالقيادة الجماعية وضد التسلط الإقليمي بالتكافؤ بين الأقطار وان يضمن كل تنظيم شعبي حقيقي لا صوري مزيف.
أيها الإخوان
لم تكن في عام 1958 وحدة لقطرين فحسب، وإنما كانت نواة للوحدة العربية الكبرى، وليست الوحدة الثلاثية التي وضعنا أسسها قبل أشهر من وحدة لثلاثة أقطار فحسب وإنما هي بداية لكي تضم جميع أجزاء الوطن العربي. لذلك يشعر المسئولون الشعبيون في هذه الأقطار بأنهم مطالبون بان بينوا وحدة تتسع للأمة العربية كلها، تتسع للأقطار العربية كلها وتتجاوب مع ضمير كل عربي.. تتجاوب مع إرادة العرب جميعا، إي تتسع للمستقبل وان تحسب حسابا له.. أن تبنى على أسس سليمة متحررة تصمد للتطور. أي ان تكون خالية من التحكم والتفرد والارتجال والتعصب، أن تتسع لكل التجارب الثورية في أجزاء وطننا الكبير. هذه المسؤولية التي تفرض علينا أن نراعي ظروف ونفسية الأقطار العربية كلها، هي التي تدعمنا وتدفعنا إلى الصمود في هذه المعركة التي لم نردها والتي فرضت علينا فرضا. في هذه المعركة غير المتكافئة، في هذه المعركة التي لا أجد لوصفها إلا أنها معركة القوة الغاشمة.. معركة وسائل الدولة الضخمة التي تجيز لنفسها، بالاستناد إلى قوتها، أن تحول الحق إلى باطل وان تفتري على الحقيقة بكل الأشكال والألوان غير عابئة بمصلحة الأمة وغير عابئة بمستقل الشعب ومستقبل القضية وبأنه لا تبنى امة ولا يبنى لها مستقبل على الكذب والافتراء وعلى اعتماد القوة فحسب. والحزب رغم ذلك كله لم يفقد صفاء تفكيره ولم يفقد هدوء أعصابه ولم يفقد شعوره بالمسؤولية وبالمصلحة القومية، فهو يتجنب الانزلاق في هذه المعركة وان كانت سهامها تصوّب عليه في كل يوم وفي كل ساعة، ولكنه مطالب أيضا أن يكون واقعيا وألا يكون كالنعامة.. مطالب بان يصمد وان يقوّي نفسه حرصا على المبادئ والقيم التي يمثلها ويدافع عنه، مطالب بان يعبئ جميع إمكانياته وان يستغلها على أحسن شكل وان يبرهن على انه فعلا الحزب الشعبي، أي الحزب الذي يمده الشعب كل يوم وكل ساعة بدم جديد، بروح جديدة، وبكفاءة جديدة وبطولة متجددة. انه يعرف انه يمثل نضال المستقبل العربي نضال الأمة العربية كلها مع إصراره على تجنب الانزلاق في المهاترات وفي الخصومة حتى يكسب الرأي العام العربي إلى جانبه، وحتى يدفع هذا الرأي العام الثوري إلى تحمل مسؤوليته لكي يتدخل ويحول دون هذا التدمير الإجرامي وان يحول دون هذه المعركة التي لا تستند إلى حق بل إلى قوة الوسائل فحسب. الحزب أيها الإخوة فيه نواقص عدة، ثغرات كثيرة، لم يتمكن في الماضي من معالجتها وتلافيها، أما الآن فالظرف قد يسمح بذلك. علينا أن نكون في مستوى الظرف وان نوفر للحزب كل الوسائل التي تمكنه من التخطيط العلمي الواقعي البعيد المدى، الشامل الأفق، ومن تنفيذ ما يخططه بنجوع وإحكام. ترون أن الوسائل حتى الآن لا زالت يسيرة للغاية، وللحزب صحيفة في دمشق وصحيفة في بغداد، وهذه الوسائل المتواضعة إلى ابعد الحدود استطاعت أن تعلن عن حقائق كبرى، استطاعت جريدة البعث، على ضعف مستواها، أن تعلن عن حقائق كبرى يمثلها الحزب وتتجسد في صمود الحزب في هذه المعركة، وعلينا أن ننمي هذه الوسائل إلى مسافات ابعد والى اعداد اكبر والى طبقات من الشعب أوسع. علينا أن نوسع اتصالاتنا بالرأي العام العالمي التقدمي، ولا نغتر من أن الجميع يعرفون حقيقة نوايانا وماضينا ويعرفون النقاط الأساسية التي نتمسك بها حرصا على الوحدة والثورة. فيجب أن نوسع هذه الاتصالات، ولقد حصلنا في كل مرة اتصلنا فيها بالرأي العام الغربي الثوري التقدمي على نتائج طيبة لان قضية الحزب قضية عادلة وواضحة لا تحتاج إلا لان تُعرف وإلا لأن يُسمع صوتها.
أيها الإخوان
اعتقد بان من الإغراض الأساسية لهذه الحملة الظالمة التي تشهر على الحزب، أن يُشل الحزب ويُشغل الحزب حتى لا يستطيع أن يعمل عملا جديا، فيفقد ثقة الشعب به كحزب ثوري. ولذلك فان الجواب الجدي والجواب السليم على هذه الحملة لا يكون بمقابلة السب والافتراء بالافتراء وإنما يكون بان نمكن حزبنا من تحقيق الثورة، والانجازات الثورية. لقد قام حزبنا بثورتين عظيمتين في العراق وسوريا فعلى الحزب في هذين القطرين أن يحقق الثورة فعلا، أن يحقق الانجازات الاجتماعية والاشتراكية حسب مخطط مدروس ومنهاج مرحلي، وان يحقق الديمقراطية الشعبية بان ينظم الشعب للدفاع عن قضيته وان يحمي ثورة الشعب من الاستعماريين والرجعيين والشعوبيين. فعلينا أن نمضي دوما إلى الإمام. الوحدة لا تتحقق إلا في ظروف ثورية، وعندما نقوم بالانجازات الثورية يتهيأ الجو وتتهيأ الشروط للوحدة، وهذا كله يتطلب مساهمة الجميع فالظرف ظرف مصير. مصير الحزب ومصير الأمة ومصير الثورة العربية.. وكل الاعتبارات يجب أن تخضع لهذا الهدف: هدف المحافظة على مصير هذه الحركة الثورية التاريخية.
واني اترك لكم الآن مجال الأسئلة..
ما هو موقف الحزب المقبل تجاه الوحدة وبالذات تجاه الاستفتاء؟
الحزب ماض في طريقه ينفذ ما تعهد به في ميثاق القاهرة. الحزب او الحكم في العراق وسوريا يشكل اللجان التي نص عليها الميثاق وسوف يطلب من حكومة الجمهورية العربية المتحدة أن تجتمع لجانها مع هذه اللجان لوضع الدستور الاتحادي وتنسيق الاعمال الأخرى في النواحي العسكرية والقضائية...، وسيجري الاستفتاء في الموعد المحدد. الحزب هو الذي طرح شعار الوحدة الثلاثية وطالب باتحاد الأقطار الثلاثة بعد ثورتي سوريا والعراق. الحزب من عقيدته ومن منطقه ومن مصلحته أن تقوم هذه الوحدة لأنه لا يخاف على نفسه من النظام القائم في مصر، بل يؤمن بان التعايش والتعاون بين مختلف التجارب الثورية العربية هو الذي يوصل إلى وحدة الثورة العربية والى قوتها والى ظفرها، وهذا ما سيحققه الحزب.
والحزب رغم انه لم يبلغ بعد مستوى الجمهورية العربية المتحدة في ضخامة الوسائل، فهو صاحب قضية وهو يعرف ذلك، وبالتالي لا يخاف على نفسه ولا على مستقبله. قد يؤذى منه أشخاص وأفراد شرط أن يبقى أمينا على مبادئه يتجاوب مع الشعب. فلو أخذنا بالوساوس الزائدة عن عبد الناصر لوصلنا إلى مواقف بعض أعضاء الحزب السابقين في سوريا ولبنان. نحن نعتبر أننا اقوى من عبد الناصر ونظامه، والمستقبل لحزبنا، ونحن مسئولون عن القطر المصري في تصحيح سيره وتأكيد عروبته.. وليست تساهلات الحزب بضائرة له بل أنها تنم عن حرصه القومي. ثم إن قبولنا التعايش مع عبد الناصر، هو دليل لقوتنا ورفض عبد الناصر لهذا التعايش دليل الضعف والخوف من المستقبل ولثقته بأنه لا يستطيع التنافس مع حركة شعبية أصيلة. إن القوى التي ظهرت خلال الشهور الأخيرة هي في جانب الحزب وحملة الافتراءات الأخيرة خدمت الحزب، وان قوى الحزب تتقدم يوما بعد يوم، ومن الواضح انه لا يمكن أن تقام وحدة بدون حزب البعث العربي الاشتراكي.
1 تموز 1963
(1) حديث في اجتماع المنظمة الحزبية في برلين بتاريخ 1 تموز 1963.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)الحزب وتجربة الحكم (وميثاق الوحدة الثلاثية) (81)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)أزمة الحزب(94)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)النضال ضد تشويه الحزب(95)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الخامس:)القطرية وشهوة السلطة خطران على الحزب(86)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الرابع:)ازمة نظام الحكم(49)
» في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الرابع:)موقف الحزب من الحكومة (1)(56)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: