كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11 (2)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11 (2) الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 9:24 am
كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11 ’’ التأريخ السري لحرب العر اق -11. نهايــــــــــــــــة اللعبـــــــــــــــــــــة [1]‘‘. Endgame و’’ مصير أو نهاية صدام حسين‘‘ الملاحـــــق :- أ. تقرير الأخوين مصطفى ومحمود بكري عن الأيام الأخيرة لصدام حسين. ب . الرسالة السابعة لصدام حسين من على شاشة الجزيرة. ج. الرجل الذي أخفى صدام في الحفرة. تمهيــــــــــــــــــــــــــد يلقي هذا الفصل الكثير من الأضواء على الأيام الأخيرة التي سبقت أعتقال الرئيس السابق صدام حسين وعن القصص والتفسيرات التي تركزت على من أوشى بمواقع أقامته السرية والمحمية و/أو أختفاءه بمساعدة ومعرفة قـلة قليلة ممن يثق بهم جداً ،أو المختارين بتأني وحذر شديدين، أن صدام حسين وكما سنرى كان يتوقع أن الكثيرين سينهارون تحت وطأ ة ’’التحقيق الدقيق و المكثف‘‘.وعمن سقاه المخد ر في طعامه أوشرابه ونقله الى ’’جحر العنكبوت spider hole‘‘ ،ثم أبلاغ الأميركان عن مكانه لأعتقاله ،فمن الذي سهل أعتقاله و/أو خدره ولماذا؟.:أهم بعض الطامعين بفدية الـ25مليون$،أو بعض من أرادوا أزاحته لقناعتهم بأنتهاء دوره وتحوله الى عقبة بوجه المقاومة الوطنية ،الأسلامية وحتى البعثية ؟،أو أن المخبر من يعدها ا لبعض زوجته الثانية سميرة الشاهبندر التي تصورت أن أعتقال،أو حتى تسليم صدام حسين الى الأميركان وأحتجازه عندهم أضمن لراحته وحفظ كرامته ولحياته وأفضل وبما لا يقاس لو وقع بأيدي أعداءه من العراقيين ،فـقدمت للأميركان بعض المعلومات التي تسهل الوصول اليه بأ ن سربت اليهم أسماء بعض أقرب المقربين اليه ممن رافقوه في بعض فترات حياته لا سيما الأخيرة منها ،و/أوأخبرتهم عن بعض الأماكن التي يحتمل تواجده فيها ،أم هو فرد أم جماعة أخرين..وما هي حقيقة دور الأتحاد الوطني الكردستاني في مراقبة وملاحقة صدام حسين ومن ثم أعتقاله ؟،وما دور كل من كوسرت رسول وهوشيار زيباري ؟، بشكل خاص ؟، وهل كانا من ضباط الأستخبارات في القيادتين الكرديتين .ورغم كثرة ما ظهر من تقارير عن أعتقال صدام حسين وما جرى من أحداث الى النهاية سيظل تقرير الأخوين مصطفى ومحمود بكري عن نقل صدام حسين صحبة بول بريمر الى واشنطن والتحقيقات المطولة التي تعرض لها حول كل شيئ أو جميع الملفات التي تخص عهده وما يهم المؤسسات الأميركية الكبرى سيظل كل ذلك من المصادر المهمةً في قصة حياة أو نظام حكم صدام حسين الطويل نسبياً وخاتمتها . ومن سلمه للأميركان وهذه قضية أخرى .ولكن المؤلف لم يجزم بشيئ بل ولم يهتم كما سيتضح لنا بهذه التفاصيل على أهميتها ولو للعراقيين وللتأريخ ؟وقد يفسر تقرير الأخوين بكري،بعض الأسباب الخفية للتعجيل باعدام صدام حسين لأجل قضية الدجيل أومحاولة أغتياله فيها،بدلاً من سعي أعداءه الداخليين والخارجيين على كثرتهم لفضح جميع جرائمه بحقهم أو لمحاكمته و التنكيل به ،فكانوا أسرع وأشد رغبة من الأدارة الأميركية بتعجيل أعدامه بحجج تعلل بها الطرفان الداخلي والخارجي بأن أختفاء صورة صدام حسين عن المشهد سيغير أموراً كثيرة في المشهد العراقي ،بل قد ينهي المقاومة العراقية المسلحة جملة وتفصيلاً ، تاركين عشرات أو مئات ملفات الأتهام الهامة وألاف الأسئلة الأخرى حول ديمومة نظامه ونجاته من مها لـك يصعب على أخرين تحملها ناهيك عن تجاوزها،رغم أنهيار حكمه في النهاية وبطريقة أثارت دهشة أستغراب المراقبين والمحللين وألدً أعداءه وأشد محبيه وملايين الجماهيرالعربية التي فغرت أفواهها دهشة وحيرة ، فـ’’أين معركة بغداد!!؟،وأين قلعة بغداد ‘‘ثم ليفاجئها صدام حسين بوقفة شجاعة في المحكة وساعة أعتلاءه المشنقة .لن يقول التأريخ كلمته الأخيرة بحق هذا الرجل الأ بعد كشف أخر فصول مأساته والمأسي العراقية ، فهل وراء التعجيل بأعدام صدام حسين قرار أميركي [2]،أو أن القرار الأميركي هو الأغلب رغم أدعاء السفير زلماي خليلزاد برفض المالكي لطلبه أو رجاءه بتأجيل تنفيذ حكم الأعدام بصدام حسين ،ولو الى حين . في حديث دار بيني وبين صديق جيد الأطلاع شديد الأهتمام بالمنطقة العربية ،بدا حديثه بسؤال : س . ألم تلاحظ بعض التشابه بين مصير أو حظوظ جمال عبد الناصر وصدام حسين ؟.وبعد ملاحظة دهشتي سارع بالقول:’’لا أقصد المقارنة في القدرات السياسة والبراعة أو القدرات العسكرية على مستوى القائد العام أو القائد الأعلى ،بل في العثرات الكبرى التي تعرضا لها ورد فعليهما أزاءها؟. ثم متابعاً ’’كان عبد الناصر قد وزع المسؤوليات على رفاقه في مجلس قيادة الثورة ،و أسلم قيادة القوات المسلحة بالكامل الى عبد الحكيم عامر بل وأناط به أعباء كل مشكلة داخلية و خارجية كـ( أزمة المواصلات المصرية الداخليةّ ؟، وحرب اليمن وأشياء أخر لاعلاقة لها بالقوات المسلحة )حتى أنتهى ومصر معه بل والأمة العربية الى كارثة أو هزيمة 1967،فقرر تحمل المسؤولية الكاملة عن النكسة وفي أدارة شؤون مصر ومعركتها مع إسرائيل ولكن ومع الموقف المصري والعربي العارم ضد أستقالته قرر العودة الى تحمل كامل المسؤولية وأمسك بكل أزمة مصر بيد من حديد وأنهى وجود عبد الحكيم عامر وجميع القيادات العسكرية وبدأ بأنشاء جيش مصر من الصفر ومن لحظة تحويل المواطن المصري الى ’جندي‘ في القوات المسلحة .لقد تناولت مصادر غربية عد يدة دوره هذا لأعا دة ثقة المقا تل المصري بقدراته ومعداته وبنفسه وقيادته وبمصر كلها ،و تحول وخلال بضعة أشهر الى قا ئد دفاع تعرضي من ،ثم توالت الفعاليات المصرية على شكل غارات محدودة الحجم والبعد وصولاً الى حرب أستنزاف وأتسمت هذه : أ. كانت أطول الحروب العربية الإسرائيلية ’’ حرب السنوات الثلاث ،67- 1970 [3]‘‘.أستفتحت ب. بمعركة رأس العش 1/7/1967،أي بعد أقل من شهر على النكسة . ت. أخراج الدبابة ،الدروع الأسرائيلية من المعركة ،وهي ورقة أسرائيل الأولى في جميع حروبها مع العرب وبها وبقوتها الجوية صنعت جميع أنتصاراتها .وعد بعض المراقبين العسكريين الغربيين ذلك أنتصاراً أستراتيجياً كاملاً لعبد الناصر،بل أستراتيجية فذة بأجباره العدو على أن يقاتل كما تشاء ،لا أن تترك له المبادأة فهي ’روح الحرب ‘،أو قمة السوق (الأستراتيجية) .ومفتاح جميع الأنتصارات[4] . ث. كانت ضربته الموجع الثانية لأسرائيل هي بأغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21/10/1967،فأذهل مصراً والعرب قبل إسرائيل والعالم ٍ، وتواصلت خلالها الفعاليات المصرية على شكل غارات محدودة الحجم والبعد وصولاً الى حرب أستنزاف شاملة. ج. وضع القوتين العظميين أمام خيار حرب عامية ثالثة و/أو حتى نووية أو أجبار إسرائيل على التنازل أو التعقل .سيما بعد مشاركة قادة وطياريين سوفييت في القتال الجوي مع إسرائيل التي أعلنت عن أسقاطها خمس طائرات سوفييتية ميج - 23 و25 غرب القنال . ح. أجبار إسرائيل على التوسط ولأول في تأريخ حروبها مع العراب لوقف أطلاق النار أو لفرض وقف القتال الناري (بكل أنواعه من مدفعية وصواريخ وطيران وحتى الحرب الألكترونية [5])،والذي تم التوصل اليه في صباح 8/8/1970،فسارعت مصر لتقديم قواعد الصواريخ مساء 7/8/1970،أستباقاً لعودة القتال ،وهذا من أبسط مستلزمات القتال و المناورات العسكرية الرائعة ،والتي تميزت بها إسرائيل . ح .خلاصة هذا العرض هو أن عبد الناصر قد صحى أو تنبه بعد 1967،الى أخطاءه فتطهر منها .ولعل من حسن حظ مصر والعرب أن عبد الناصر حضي بثلاث سنوات أستطاع خلالها أستغلال كامل قدراته وخبراته لأعادة مصر الى موقعها المناسب بين العرب وفي العالم ،وصولاً الى حرب 1973ولله دره . خ. ومثله أو شيئ من ذلك كانت صحوة صدام حسين بعد سقوط بغداد ونظامه يوم 9/4/2003 . فقد أتضح من خلال طرق أختفاءه وتوجيهاته لأ تباعه ومناصريه بمواصلة وتشد يد الكفاح المسلح ضد الأحتلال . وفي رسائله الى أبنته ولبعض رفاقه الحزبيين ،وحتى رسائله التي كانت تبث من على شاشة الجزيرة و العربية ومنها وبشكل خاص رسالته /7، الى جميع أبناء العراق ودعاهم فيها الى تلاحم شعبي عام وحاثاً الأخوة الشيعة من خلال تأييده لفتوى السيد السيستاني برفض كل أجنبي وتطويرها الى كفاح مسلح وحرب تحرير شعبية وكما سيتضح في الملحق /ب،المرفق.ولكنها كانت صيحة وفرصة أخرى هدرت . 2. ولكن الفرق بين عبد الناصر وصدام حسين ،هو أن الأول قد حضي بـ3سنوات أنجز فيها الكثير على المستويات المصرية والعربية والدولية .وقاد حرباً ضد عدو الأكبر لثلاث سنين طوال .أما صدام حسين فلم يحض سوى ببضعة أشهر طليقاً وحوالي عامين سجيناً .وكانت وقفته المذهلة ساعة أعدامه ’صيحته‘ أو رسالته الأخيرة التي ضاعت وسط العداء الشديد الذي أنهال على حزب البعث العربي الأشتراكي في العراق وسطوة قانون ’’أجتثاث البعث ‘‘ . 3. ولوحظ تحول أخر في تطلعات صدام حسين الذي كان يخطط أو يتصور البقاء على سدة السلطة حتى يبلغ المأة من العمر ،إذ كان يذكر من يريه من المهندسين المعمارين نماذ جاً هيكلية مصغرة لقصر أو مبنى ،أن يتلطفوا ويقللوا من درجة ميلان السلالم وجعلها أكثر أنبساطاً ليتسنى له تسلقها وهو على أبواب المأة ،أما في ملاحاته يوم أعدامه مع موفق الربيعي و أستفساره عن سبب خوفه فأستغرب موفق أن يخاف وغيره –أي صدام حسين – أولى منه بالخوف لأنه الذي سيعدم ،فرد صدام وبجرأة ’’ يا ول ،أنا أنتظر الأعدام منذ عام 1959‘‘ ,و’’يا ول ‘‘ كلمة تقال للتنبيه ،أو مختصر ’يا ولد‘ ، ولكنها لاتقال للأكبر سناً أو مقاماً ،أما صدام حسين فقد قالها أستهزاءً بمحد ثه .والسؤال هنا :أين راحت تطلعات بقاءه في الرئاسة الى أن يصل عمره مأة من السنين؟. ********************** ولنعد الى ترجمة الفصل /11من التأريخ السري لحرب العراق. في 15كانون أول/ديسمبر،خا طب بول برامر الذي كان وجهه يخفي حبوراً خبيثاً gloating، خاطب مؤتمراً صحفياً أعد على عجل في بغداد معلناً ’’سيداتي وسادتى لقد نلـنا منه ‘‘،ثم مضيفاً ’’الطاغية سجيننا الأن‘‘.وبعد ساعات قليلة ،خاطب الرئيس بوش الأمة [الأميركان]والعالم أجمع قائلاً بأن أعتقال صدام ’’سجل نهاية الطريق له ولجميع من قـتـلوا وهدد وا بأسمه ‘‘و أضاف مخاطباً العراقيين و مؤكداً ’’ليس عليكم أن تخافوا حكم صدام مرة أخرى أبـــداً ‘‘.لكن بوش أكد وفي الوقت نفسه بأن أعتقال صدام سوف لن ينهي العنف ضد الأميركان في العراق. وسرعان ما تـنا قـلت شاشات التلفزيون حول العالم صورة صدام حسين الملتحي والذي لم يحلـق شعر رأسه لأشهر طويلة،وهو يخضع لفحص طبي على أيدي عناصر طبية أميركية [6][ بدى وكأن متفحصيه يتعمد ون أها نته]. لقد بدى صدام واهـناً و حائراً ومستسلماً لقدره ومهاناً. كان ذلك أنجازاً رمزياً لأدارة بوش ،لأن القليلين جداً توقعوا أن يؤثر أعتقاله على العنف المتصاعد بشكل مرعب . كان أعتقا ل صدام حسين نتيجة جمع عاملين مهمين هما – التحول الدراماتيكي في علاقات ومراكز القوى في المنطقة السنية وفي العراق ككل، من جهة والـتطور الملحوظ في التقنيات العسكرية الأميركية و تطويرالقدرات التحليلية للأستخبارات ما زال الكثير من الغموض يحيط با لنشاطات الدقيقة لصدام حسين في الأسابيع الأخيرة القليلة التي سبقت أعتقاله .وكان من الواضح أنه يرزح تحت الكثير من الضغـوط النفسية والعقـلية .وكان وكأنه في سباق مع الزمن مع أعداءه [ومع الظروف ] ،وكان يبـذ ل جهوداً يائسة لا طا ئل وراءها لأستعادة السيطرة ،وحتى لو كانت سيطرة أسمية أو رمزية على حرب العصابات المستمرة و المتصاعدة. كعواقب التشعب والأنفراط الشخصي للوطنيين من الجهاديين [الأسلاميين] والبعثيين المسيطيرين من جهة ،والمساومات المؤلمة التي أضطر القليل من الباقين على الولاء له للقيام بها ،والذين عليه التوصل اليها معهم (أي مع الجهاديين )وقد أنها لت هذه الضغوط كلها على رأ س صدام . كان أدراك صدام حسين يتزايد ويتعمق بأن فعالياته لم تعد ذا صلة بما يجري في العراق . وبما يعرف عنه من صلابة صدام حسين الذي لا يعرف التوقف ،وأنه ’’الخالد الذي لا يموت Eternal Surviver‘ فقد بدى وكأنه يبذل جهداً مستميتاً لعكس أو لأعادة تيار الأحداث .لقد كان كل ذلك تحدياً مثبطاً للعزائم،حين كان صدام حسين يصب أنشطته ويدفعها نحو أعما ل شجاعة ويدير فعا ليت مع عناصر أتصلا ته ومريديه بينما عليه ومن نا حية أخرى الهرب الدئم للتملص من الرقابة الشديدة للقادة الطامحين للرئاسة في المناطق السنية و الذين يعتبرون مجرد وجود و/أو بقاء صدام حسين في الصورة تهد يداً لصعودهم هم وأمسا كهم بالسلطة والقرار .والأكثر من ذلك بعد ،هو بروز وتنا مي عدد من العصابات وقطاع الطرق والعشائر المعادية له والمتهالكة على الفـد ية على رأس صدام ( 25مليون $). كانت أستخبارات الحزب الديمقراطي الكردستاني هي الأخرى وراء صدام حسين ولكن لأسباب سياسية ومالية معاً .و لابد أن هذه الظروف ،والملابسات المحزنة الأخرى ساعد ت كلها في أبعاد صدام كثيراً عن حلقات أجتماعا ته وأتـصا لاته المعتادة. شوهد صدام حسين في موقعان في أواخر تشرين ثاني/نوفمبر2003. ففي 24/منه ،وكان اليوم الأول لعيد الفطر [المبارك] ، شوهد صدام حسين يصلي (متـأملاً) ومستغرقاً في تفكير عميق عند مسجد وقبر زوج والد ته [ براهيم الحسن] في العوجة. كان وحيداً عند القبر .ولم يكن ذلك شيئاً مأ لوفـاً أن يصلي صدام حسين العلماني ،لكن كان ذلك أيضاً تأكيد أضافي للأ نها ك العقـلي الذي يرزح تحته .ومع ذلك فقد شوهد ثانية بعد أيام قليلة ،ولكنه عاد مجدداً ،صدام حسين المفرط الثقة بنفسه .فقد شوهد وسا ئقه عند حاجز(سيطرة) طريق قرب تكريت من قبل ضابط [ جيش] تحول الى ضابط شرطة داخل سيارة أجرة ( تا كسي ) با للونين البرتقالي و الأبيض الخاصين بالتاكسيات في العراق ،عرف صدام الضابط لأ نه من أحدى العوائل المهمة في المنطقة فلامه على ألتحا قه بالشرطة.وحين قال الضابط أنه فعل ذلك لحا جة عائلته للما ل أعطاه صدام حسين ’300$‘نقداً. بعدها سمح الضابط لصدام حسين بمواصلة السير ،و لم يبلغ عن ذلك اللقاء ولا عن المناسبة السابقة ألا بعد أعتقال صدام حسين . ووفقاً لمعظم العراقيين والعالم العربي فقد أختفى صدام حسين عن المشهد وببساطة.ثم وفي أوائل كانون أول/ديسمبر،أنتشر سيل من الأشاعات في بغداد ،بأن صدام أما مات أو أنه على فراش الموت بسبب عددٍ من الأمراض.بدأ نشر هذه الأشاعات عدد من ضباط أمن جهاز أستخبارات الأتحاد الوطني الكردستاني التابع لجلال الطلباني(PUK)،التي سعت لأيضاح أسباب الأختفاء المفادجئ ،بعد تفجر أنشطته المكثفة في تشرين ثاني/نوفمبر. لم يستبعد بعض المخلصين لصدام حسين في العالم العربي أغتيال الأتحاد الوطني الكردستاني لصدام . في بيروت ،وبعد توقف الأ تصالات ،أشتد قـلق سميرة الشاهبندر لأحتمال أعتقال صدام حسين أو حتى أغتياله .وأعتقد ت أنه ربما سيقع ضحية لبعض البعثيين الذين يريدون موافقته لتأكيد سيطرتهم في المناطق السنية ،أو كان ضحية لصيادي الجوائز. وأستـنـتجت بالتالي بأن من المحتمل أن يظل صدام حياً ووسط ظروف ممتا زة لو وقع بأ يدي الأميركان ،بينما قد يقتل على أيدي دوائر أعداءه المتزايدون وفي أقرب فرصة . والنتيجة فـلربما قررت سميرة ومن تـثق بهم مساعدة الولايات المتحدة في أعتقال صدام حسين قبيل قـتله . يعتقد مصدر لبناني حسن الأطلاع بأنه بأن’’ سميرة شا هبندر قررت أعطاء الأميركان و حلفائهم بعض المعلومات عن المنطقة التي يختفي فيها صدام ‘‘.ومع ذلك وفي أوائل كانون أول/ديسمبر، ما كانت سميرة وصحبها يعرفون سوى لقليل جداً من التفا صيل الدقيقة والمحد دة عن أماكن معينة وأكيدة لتواجد وتحركات صدام حسين.ومع ذلك سربوا الى الأميركان أسماء بعض من كانواعلى ثقة من معرفتهم بتحركات صدام . مكنت تلك المصادر – سميرة وصحبها -وشكراً لتطوير الأميركان لقدرا تهم الأستخبارية العامة و التي مكـنت المحلـلين من أستغلال المعلومات المتوفرة بشكل أفضل وتحديد أسماء قلة من الأشخاص المهمين فأعتقـلتهم وحققت معهم و أستخلصت المعلومات التي قادت بالتالي الى أعتقال صدام حسين . في الأسبوع الثاني من كانون أول/ديسمبر،كان صدام يعمل بجهد يا ئس ودؤوب لتطوير مقاومت (ـه) البعثية السنية .لقد حاول أحياء ما كان قضية ميتة وذلك بتسهـيل ما أ مل بأن يكون تصعيداً رئيسياً ومهماً لجهاد كان قد وعد به. وأستناداً لأقواً ل’’فيستلا ف أوشا كوف‘‘،معاون رئيس (خدمة الأستخبارات الخارجية الروسية FSB) ،فأن الأستخبارات الروسية كانت على علم بهذه الأحداث و’’أ ن صدام حسين’’ قد وزع - لهذا الغرض - 7ملايين قطعة سلاح بين العراقيـين قبيل أيام من أعتقاله ‘‘.وفي الحقيقة، كان صدام في سبا ق مع أعداءه الحقيقيين من جهة ، و لأدراكه بأنه لم تعد له صلة بالمستقبل الذي سيتحقق أو يرسم للعراق الحاضر. كان توتره وأجهاده بأزديادً وبات منهكاً وتوقف حتى عن الحلاقة .عقد أخر اجتماع معروف له وحضره في 10/ كانون أول/ديسمبر في دار منعزلة جنوب تكريت .فتناول العشاء مع قيس الحاتم ،أحد أهم مساعد يه ،و الذي كان مسؤولاً عن رعا ية و توجيه عمليات المقاومة شمال بغداد ،وعلى الأخص في منطقة سامراء. كانت مهمة قيس الحاتم الرئيسية هي تمويل الوحدات المقاتلة المحلية با لمال والسلاح ، كان صدام قد جلب معه أكثر من مليون دولار $، نقداً خصصت لتسهيل تصعيد الكما ئن و الهجمات على طول’’ طريق الموت السريع ‘‘ (الدولي) ،بين شمال بغداد وتكريت . تعجل صدام التصعيد ،إن لم يكن طالب به فعلاً،ولكن قيس الحاتم رفض الأ لتـزام بذلك، لكنه وعـد وبا لمقابل بأ ثارة الأمر مع قادة فدائيي صدام المحليين و سيستـنبط معهم خطة عمليات تأخذ في حسبانها المشهد الأمني في مناطق (مسارح ) عملياتهم. لم يكن لدى صدام حسين سوى القليل مما يستطيع فعله بعد مواجهته بمناقشة كهذه ،رغم أن قيس الحاتم أخذ المال من صدام . غادر صدام حسين الأجتماع صحبة قيس الحاتم الى أجتماع أخر أعد مسبقاً وفي موقع قريب من مدينة الدور ،10أميال جنوب تكريت . كان مخططاً لصدام الأ لتقاءبإ ثنين من ثقاته هما – الأخوين العقيد محمد أبراهيم العمر والمقدم خليل أبراهيم العمر،اللذان كانا سيأخذانه الى واحد من بـيتين ريفيين جرى تأمينهما كملاذ قادم له . لا بد أن صدام حسين كان قد أحتجز عند تلك النقطة !!!!!، أما من قبل من كان يفترض أنهما مرافقيه –الأخوين أبراهيم العمر- أو من قبل غرباء وبمعونة الأخوين العمر ؟؟. ونظراً لعدم وجود ما يشير الى عراك أو صراع قرب ناحية الدور ،ولعد م وجود علامات عنف على جسم صدام ،فمن حقنا الأفتراض بأن صدام حسين أعتقل من قبل أناس كان يثق بهم جداً. ووفقاً لأستخبارات كردية ،فقد كان صدام مخدراً – وعلى الأكثر بالطعام أوالشراب ا لذين تناولهما في أجتماعه مع قيس الحاتم ؟،– لذلك لم يقاوم .ومن ثم اٌخذ الى ’’حفرة العنكبوت Spider hole‘‘،وحيث سيحتفظ به كأسير !؟ لحين أعتقاله النهائي . كانت حفرة العنكبوت تلك صغيرة وعلى عمق ’6‘ أقدام وتنتهي بباحة أفقية وحيث يستطيع صدام وبصعوبة الأضطجاع . كانت هناك مروحة داخل هذا الكهف قرب المد خل العـمود ي ،وحيث شوهد راس صدام ،مع وجود مفرغة هواء تصل سطح الأرض قرب قدمي صدام .لم تكن هناك مرافق صحية .كما أغلقت فتحة الحفرة بغطاء styrofoam[7]، مغطى بدوره بغطاء مموه بقوة من الطين والطابوق والأغصان. كان من الصعب ،إن لم يكن مستحيلاً فتح أو رفع الغطاء من الداخل في جميع الأحتمالات ،أراد معتقلوا صدام حسين الضغط عليه للأعتراف بالقيادة الجد يدة وبنيتها وهيكليتها، وربما لتسليمهم الأموال وأماكن خزن الأسلحة المعدة للقوات الجد يدة .يشير الحطا م و البقايا التي عثر عليها قرب حفرة العنكبوت الى أن معتقلي صدام لم يتوقعوا أن يستغرق الأمر وقتاً طويلا .كانت سيارة الأجرة (التكسي) التي أوصلت وعلى الأكثر صدام حسين مازالت مركونة قريباً . كان قرب صدام حوالي 750ألف$، في رزم من 100$،ووثائق كثيرة تخص المقاومة في منطقة بغداد، بما فيها قائمة باسماء المتعا ونين مع سلطات الأحتلال ليتجسسوا عليها للمقاومة. كان صدام يريد تسليم تلك الأ موال والوثائق لمساعد أخر له في اجتماع معد لأن يراه من أجل المزيد من التصعيد .لم يزل معتـقلوا صدام تلك المواد معتقدين بأحتمال حضور صدام حسين ذلك الأجتماع!؟. كان هناك القليل من الطعام، والقليل من قـطع الثـيا ب ،ولا توجد أية مواد تموين أو معدات أتصالات أخرى في الكهف [مما يؤكد قلة أستخدام الحفرة ]. كان هناك حارسان إثنان فقط طوال الوقت ومسلحان ببندقيتي كلاشينكوف AK-47،ومسدس –أشارة الى ثقته- أي صدام – بمعتقليه[8]. في الوقت نفسه ،عملت أستخبارت الولايات المتحدة وبالأستفادة من معطيات أستخبارات جديدة تجمعت لديها،على تضيـيق الحبل على صدام .كان في قلب هذه الجهود مخطط أستخباري (لوح ) تنظيمي مفصل ومتعد د الأ لوان للحلقة الداخلية المحيطة بصدام وقد أعدته وأدامتـه ( مجموعة منتخبة من ضباط أستخبارات عسكرية من فرقة المشاة/4)، ورمز اليه مطوروه بـ ’’ حلقة مونكو ‘‘. بدأ العمل أساساً على هذا المخطط منذ شهر حزيران/يونيو، وتبدل أسمه ’4‘ مرات حتى أستقروا على تسمية ‘حلقة مونكو Mongo Ling‘ في كانون أول/ديسمبر،و ضم حوالي 250 أسماً أستخلصت من بين أكثر من (9)ألاف أسم تناقلـتها معطيات عد ة أجهزة حاسوب .تعقـب المخطط وحدد العلاقات الداخلية بين اسماء أشخاص مهمين يـنتمون لخمسة عوائل رئيسية في منطقة تكريت وتؤسس معاً قـلب منظومة دعم صدام ،كما أعد وا خرائطاً لشبكة الأرتباطات و العلاقات العائلية المعقدة مابين الشخصيات المهمة من المخلصين لصدام . تحددت خطوة التعقيب الأولى لصدام في أوائل كانون أول/ديسمبر،حين حصلت أستخبارت الولايا ت المتحدةعلى معطية حساسة جد يدة .حدث ذلك في حوالي نفس وقت الذي رتبت فيه سميرة شا هبند ر تسريب معلومات الى الولايات المتحدة في محاولة منها لحماية زوجها بتسهيل أعتقا لهم له .ووفقاً لمسؤولين كبار في أستخبارات الأتحاد الوطني الكردستاني[9] ، بأنهم الذين وفروا للولايات المتحدة نـتـف معلومات حاسمة قادت الى أعتقال صدام حسين بعد محادثة تلفونية جرت بين أحد كبار قادة وحدة أستخبارات خاصة يدعى كوسرت رسول علي [ الشخص الثاني في الأتحاد الوطني الكردستاني والمسؤول العسكري الأعلى فيه ] وسميرة شاهبندر. أقر أحمد جلبي بدوره بأن كوسرت رسول ومجموعته وفروا ’’ معلومات مهمة جداً..وأكثر!؟. ‘‘ قادت الى أعتقال صدام حسين .ومهما كان المصدر ،فأن المعلومة الجديدة والحاسمة حددت أعضاء منظومة الدعم المفصلة المحيطة بصدام ،والدور الرئيسي الذي لعبه كلا ً منهم في أعتقال صدام حسين . في قلب ومفتاح تلك المعطيات وفي الأيام العشرة التي سبقت أعتقال صدام حسين ،نفذت القوات الأميركية سلسلة عمليات تفتيش وأعتقالات وقائية والتحقيق مع مابين 5-10أشخاص من كل عائلة من تلك العوا ئل التكريتية المهمة الخمسة. كان الهدف الأول لهم من التحقيق مع المعتقلين هو تأكيد صحة المعلومات المستخلصة أخيراً والخاصة باشخاص محدد ين – محمد أبراهيم العمر المسلط – وأهميته النسبية لصدام . عرفت الأستخبارات العسكرية الأميركية محمد أبراهيم المسلط منذ أشهر، و لكنها لم تعتبره بالأهمية ولا بالمركزية التي يحتلها في الحلقة الداخلية لصدام .وفي كانون أول/ديسمبر، حصلوا على معلومة محـد دة جداً تحدد الأهمية الحاسمة للمسلط – وبالذات بكونه فاعلاً مهماً لصدام حسين .تركز الجهد الجد يد كـ – العد يد من الغارات ولأعتقال والتحقيق – أما لتأ كيد أو لنفي نتف المعلومات المهمة تلك . قبل يومين من أعتقال صدام حسين حصلت الأستخبارات العسكرية لجيش الولايات المتحدة على تأكيد قوي عن أهمية ’المسلط ‘ فبدات بحثاً مكثفاً عنه .كان المسلط ضابطاً رفيع المستوى في ’’منظمة أمن خاصة ‘‘من ’ ألبو عجيل‘ شمال تكريت تماماً والتي تعود لعا ئلة مهمة جداً ضمن العشائر الخمسة الرئيسية. في اليوم التالي ،أي 12 كانون أول/ديسمبر،أعتقل المسلط خلا ل سلسلة غارات بحث في بغداد .وسفر وفي الصباح التالي الى تكريت حيث أخضع لتحقيق [ أنساني!] مكثف جوبه خلا له بكم هائل من المعلومات المتيسرة لدى أستخباراتهم العسكرية ، ووفقـاً لكلمات العقيد جيمس هيكي من ’مجموعة قتال لواء/1، فق مش/4،ففي حوالي الساعة ’5 مساءً‘،وبعد حوالي 4 ساعات من التعذيب المكثف ومجابهة معتقليه أنهار محمد لمسلط و’’أفشى مكان أختفاء صدام حسين ‘‘ ، وأخبر محققيه بأن صدام حسين سيختفي في واحد من بيتين ريفيين في منطقة الدور . شنت الولايات المتحدة وعلى الفور’’عملية الفجر الأحمر‘‘قبيل الساعة 8مساءً،إذ طوق رتل مؤلف من أكثر من 03، مدرعة’همفي ‘وعجلات أخرى تحمل حوالي ( 600جندي) صولة من قوة واجب/121’ العمليات الخاصة‘،ومجموعة قتال اللواء الأول من فرقة المشاة/4،طوقت منطقة الدور وقطعت التيار الكهربائي . وبعد ربع ساعة،ووفقاً لمسؤولي أستخبارات الأتحاد الوطني الكردستاني ، تمكنت وحدة ( تسا ندها وحدة أستخبارات خاصة بقيادة كوسرت رسول علي ) من السيطرة على البيتين الريفيين اللذان أعطيا الأسمين الرمزيين (ولفرين -1،و ولفرين -2 [10] ). فتشت مجموعات القوات الخاصة البيتين ومايحيط بهما بدقة بالغة دون أن يعثروا على شيئ . و بعد مجابهة المسلط بهذه المعلومات أصر على أن صدام حسين موجود في تلك المنطقة، لـذا بدأوا مجدداً تفتيشاً دقيقاً ،تولى خلا له بعض العساكر تفتيش كل مبنى،وحقل و/أو بستان في مجمل المنطقة .في الساعة8,26 دقيقة، لاحظ جندي وجود شق أوحفر مستقيم في الأرض قرب كوخ طيني وسط مرعى صغير للأغنام . سرعان ما أتضح وجود حفرة كشفت عن تمويه وغش ،دقيق ومحكم مع غطاء ستروفوم فوق ما يشبه جحرhole عنكبوت . كان جندي قوات خاصة متهيئاً لألقاء رمانة يدوية داخل ’حفرة ،العنكبوت[11] ‘حين ظهر لهم رأس غير حليق . ووفقاً لرواية رسمية ،رفع لشخص الملتحي كلـتا ذراعيه معلناً وبالأنكليزية ’’أنا صدام حسين ،رئيس جمهورية العراق ،وعلى أستعداد للتفاوض ‘‘.فرد جندي القوات الخاصة ’’ يرسل لك الرئيس بوش تحياته ‘‘.بعدها سحب صدام حسين للأعلى خارج الحفرة، وظل صدام يضرب/يهز رأسه خلال العملية .وتمضي الرواية الرسمية بالقول بانه لم تطلق ولا أطلاقة واحدة ،مع أن صدام حسين كان يحتفظ بمسدس معه . في الحقيقة ،كان صدام حسين مشوشاً وغير متماسك لأ صدار أي بيان ،ناهيك عن التحاور أو الأجابة بالأنكليزية .وهكذا سحب بخشونة ودون مجاملة أو رسميات خارج حفرة العـنكبوت . ثم ودون أستخدام أية ألات بل ويدوياً شدت يداه الى الخلف .عند هذه النقطة بدأ [صدام حسين ] يقاوم أويتصارع مع معتقليه الجدد شاتماً ولا عناً بالعربية ثم بصق بوجه أحد الجنود الذي رد عليها أن صفع صدام أما بقبضته أو بأخمص بندقيته . أستشاط صدام غضباً حين وضع راسه داخل كيس .ولكنه لم يبدي أية مقاومة عند أركابه أ حدى السمتيات . وافق الجميع على أن صدام حسين كان بحالة ذهول أو تشوش أو حالة فقدان السيطرة عقلياً و منهك القوى وحتى مسحوقاً عند سحبه خارج الجحر. وصف صدام من قبل ضباط كبار رأوه بعد أعتقاله مباشرة فأيدوا ما ورد في تقرير أعتقال الأسير في جحر العنكبوت بأنه وكان على الأكثر مخدراً . لاحظ اللواء (ميجور جنرال (الجنرال فيما بعد ورئيس أركان الجيش الأميركي الحالي ) رايموند أوديرنو،قائد فرقة المشاة /4 بأن صدام حسين قد تسلق بنفسه للخروج من الجحر’’أشبه بالمتوحش جداً ‘‘،وليس بكامل سيطرته على نفسه . وقال الفريق ريكاردو سانشيز ’’كان متعباً !؟...،كان رجلاً متعبا تماماً ،و مستسلماً لقدره ‘‘و أستنتج مسؤول أستخباراتي رفيع بعد مقابلته الأولى لصدام حسين بأن ’’ صدام حسين كان رجلاً محطماً ‘‘.( لكن وفي اليوم التالي أستعاد صدام هيبته في لقاء مع بول برامر وأعضاء من مجلس الحكم العراقي ،والتا لي مع محققيه ،فقد أكدت التقارير أنه كان [أو عا د ]حازماً ومتماسكاً، و عدواني و غير متعاون) . ومن الجدير بالملا حظة أن ما أفاد به المسلط ، أحد أشد معاوني صدام قد نبه من حققوا معه الى موقعي – بيتي ولفرين الريفيين -1و2- واللذان يفترض توا جد صدام حسين في أحدهما،إذ لم يعثر عليه في أي منهما . بل عثر عليه في ’جحر عنكبوت ‘قريب لم يكن محمد المسلط يعرف عنه شيئا. ولو تذكرنا الأنضباط والطاعة القوية السائدة وسط الحلقة الداخلية لصدام حسين فمن المقبول والمعترف به حتى التخمين بأن صدام قد وضع في ’جحر العنبكوت ‘ من قبل مجموعة أنفصلت عنه brocken ranks،-أي على أيدي أشخاص معاد ين ،أو منشقين ولابد أنهم أحتجزوا صدام حسين رغماً عنه . في الوقت نفسه ؛ومع أحتفالات أميركا بأعتقال صدام حسين ،بدأت فصول ماساة أخرى تتوالى وكعواقب لأعتقاله في منطقة تكريت- وهي عبارة عن سلسلة أحداث ألقت الضوء على الظروف التي كانت محيطة بأخر أيام صدام حسين قبيل أعتقاله . بدأت تلك التطورات وكـأنها من عمل المخلصين لصدام للأنتقام ممن حملوهم مسؤولية أعتقاله . أولاً، فبعد ساعات من الأعلان عن أعتقال صدام في التلفزيون ،جاء مواطن عراقي الى قاعدة أميركية قريبة من ’سامراء ‘ متطوعاً لأخبارهم بأن [قيس ] الحاتم سيلتقي قريباً بعد د من قادة فدائيي صدام ومن أبناء المنطقة .وبعد يومين ،شن جحفل قتال/ل3،من فق مش/4،عملية ’’ العاصفة الثلجية Ivy Blizzard‘‘،فأعتقلت قيس الحاتم و’73‘ من قادة الفدائيين وقتلت ’16‘ عراقياً في غارة على بيت ريفي في مزرعة بين تكريت وسامراء. و أستعادوا كذلك ( أوعثروا) على كدس كبير من الأسلحة والمتفجرات ،وكذلك على وثائق تشير الى توزيع 1,9مليون$، لتمويل حرب عصابات في الأشهر السابقة .أما المبلغ الذي يزيد على المليون$، التي كان صدام حسين قد سلمها لقيس الحاتم فلم يعثر عليها . الملفت للنظر بعد ،أن أسم’ قيس الحاتم‘ كان على قائمة مطلوبي أستخبارات فق مش/4، منذ أشهر، و كان قد خطط لعملية خاصة لأعتقاله قبيل أعتقال صدام بوقت طويل ولكنها لم تنفذ لحين الحصول على أستخبارات دقيقة وموقوتة عن تحركاته .وبعد أعتقال الحاتم و التحقيق معه فقط عرفت أستخبارات الولايات المتحدة عن أجتماعه آنف الذكر مع صدام حسين في 10كانون أول/ ديسمبر.وأكثر من ذلك ،فالظروف العامة التي أحاطت بـ ’’عملية العاصفة الثلجية أيفي ‘‘أوضحت أن الحاتم كان قد تعرض للغدر به أو الوشاية عن عمد أنتقاماً لأعتقال صدام .كان المقرر أن تشمل عملية التفتيش التي قررتها الولايات المتحدة على سلسة كاملة من الغارات على قادة حرب العصابات والعناصر الفاعلة الأخرى في أحدى مناطق سامراء المعروفة بعلاقتها القوية مع قيس الحاتم .ومع ذلك ففي مساء’’عملية العاصفة الثلجية‘‘، هرب العشرات من المشتبه بهم والذين كانوا على قوائم المطلوبين للولايات المتحدة منذ زمن طويل- لقد هربوا من سامراء . كان مسؤولوا الأستخبارات العسكرية الأميركية مقتـنعين بأن الهاربين قد حٌذروا مسبقاً من عمليات التفتيش والتمشيط المقبلة .و في جميع الأحتمالات ،فان أولئك الذين قرروا خيانة قيس الحاتم وقادة فدائيً صدام الذين معه أو بأمرته الى الولايات المتحدة، كانوا قد قرروا ألا يصاب قادة حرب العصابات والناشطين الأخرين المخلصين لصدام -باي آذىً خلال الغارات التي ستشن لذا،وفي 17 كانون أول/ديسمبر ،عثر على جثتي العقيد محمد أبراهيم العمر والمقدم خليل العمر على ضفة نهر دجلة في تكريت، وليس بعيداً عن مكان أعتقال صدام . قتل الشقيقان بطريقة توحي بتنفيذ حكم الأعدام بهما .أكدت أشاعات قوية على أن الأخوين العمر قد أعدما على أيدي مخلصين لصدام حسين لأنهما خاناه ،بل وخانا كذلك [شرف وتقاليد] عائلتيهما. والملفت بعد ،أن الأخوين العمر لم يتهما بكشف أماكن أختباء صدام للأميركان .لذا يوحي قتلهما بأن المخلصين لصدام حسين إنما أنتقما ممن تسببا بأحراج أو أي مأزق،ربما قاد لأعتقال صدام وأخيراً ،وبعد الأعلان عن أعتقال صدام مباشرة،أصرت مصادر أستخبارات كردية قريبة من الأتحاد الوطني الكردستاني بكونهم المسؤولين عن أكتشاف مخابئ وأعتقال صدام حسين .وأكثر من ذلك بعد فقد أدعى الأتحاد الوطني الكردستاني بنفوذهم وشعبيتهم الكبيرتين في المناطق السنية وفي بغداد حتى ،وقد تكررت أدعا ئتهم هذه كثيراً وعلى لسان أناس معروفين .ووفقاً لرواية الأحداث هذه ،ففي مطلع الأسبوع الثاني من كانون أول/ديسمبر ،أبلغت أستخبارات الأتحاد الوطني الكردستاني عن مكان أختفاء صدام حسين أستناداً لما أفاد به أحد أبناء عشيرة ’’الجبور‘‘- التي كانت تعتبر مخلصة بكاملها للبعثيين ومع ذلك ،فقد كان عدي صدام حسين قد أغتصب أبنة ذلك الرجل الجبوري بالذات ،وعندما أشتكى هذا الرجل للسلطات هاجم فدائيوا عدي صدام مجمع أو بيوت عائلته وقتلوا عدداً من أبناء عائلته الواسعة الأمتداد ،فقد أعتقلوهم وعذ بوهم وأخيراً أعد موهم . بعدها أقنع بعض شيوخ ووجهاء عشيرة الجبور ،أقنعوا رجال العشيرة بالتوقف عن المضي أو تصعيد الأزمة خوفاً على حياة أبناء العشيرة جميعاً. والأن وبعد مضي سنوات سنحت الفرصة للأ ب المحزون بالأنتقام لأهانته وما قاساه. ويمضي التقريربالقول : أنه و بمساعدة بعض ناشطي أستخبارات الأتحاد الوطني الكردستاني ،مهد أبناء عشيرة الجبور لأعتقال صدام حسين في وا حد من مخبأين آمنين ،ثم تم تخدير صدام حسين ووضعه في ’جحر العنكبوت‘ وبعدها أبلغت سلطات الولايات المتحدة عن موقع تواجده. وبينما تتناقض رواية الأتحاد الوطني الكردستاني في بعض الجوانب المهمة لأعتقال صدام – وأساساً فيما أنجزته الأستخبارات العسكرية والقوات الخاصة للولايات المتحدة - فالحقيقة المجردة بأن الأتحاد الوطني الكردستاني يحضى بشعبية في المناطق السنية و بغداد ،لها أهمية فائقة . و تعكس هذه القناعات الأعتقاد الراسخ بين أغلبية السنة بأن صدام تعرض للخيا نة من بعض وضع ثقته بهم فعلاً ،قبيل أعتقاله. و نظراً لتعرض شرف ومكانة بعض القيم والتقاليد العشائرية المهمة، الأمر الذي يجعل من الصعب عليهم الاقرار ،وحتى فيما بينهم بالخيانة أو الوشاية والكيد لصدام حسين في الصراع للحصول على السلطة ،لذا لفت الأنتقام الفردي والقتل ثأراً للأهانة ،أنظار الكثيرين . أما ردود الفعل في الشارع العراقي والعالم العربي على أعتقال صدام حسين فكانت صامتة و خرساء[12] . كان صدام حسين ومنذ أمدٍ بعيد عامل أضعاف للمشهد العراقي والعربي الأجتماعي –السياسي Sociopolitical، وبنية وتركيب السلطة. أما من كانوا يريدون عود ته الى السلطة فقـلة قليلة، وأقل منهم بعد من توقعوا عودته فعلاً .ومع ذلك فـفي مجتمع للشرف والأ لتزام فيه قوة طاغية ،كانت هناك صدمة كبيرة وعامة و ردود فعل شعبية قوية ومفا جئة للأها نة العلنية التي تعرض لها صدام على أيدي معتقليه الأميركان والتي شاهدها العالم أجمع على شاشات التلفزة وعلى سبيل المثال، سارعت’’ هيئة علماء المسلمين ‘‘،أعلى هيئة سنية في العراق بأ صدار بيان أكدت فيه بأن ’’رئيس الجمهورية العراقية السا بق صدام حسين كان قد أرتـكب العديد من الأخطاء التي أثرت على الشعب العراقي . مع ذلك فا لطريقة التي نفذ فيها أعتقاله تتضمن أهانة مقصودة من قبل الولايات المتحدة للعراق وشعبه ‘‘ . وعندما واصلت سلطات الأحتلال ومن تدعمهم من ساسة وقادة العراق ،واصلوا توجيه أها نات علنية لصدام –و على سبيل المثا ل ،فقد نشرت الولايات المتحدة صوراً في صحف عراقية لصدام جا لساً على الأرض وهو بالبـيجامة في مواجهة أ حمد الجلبي ببدلته الأنيقة وهو يجلس على كرسي – فقد أثارت هذه الأهانة وتصويرها غضب وأشمئزاز حتى أبناء المجتمع العراقي البسطاء . والملفت بعد ،أن تلك المشاعر الطاغية كانت قوية للغاية بين العراقين والعرب الذين كانوا ضد صدام وحتى من ضحا يا نظامه ،وبنفس القوة التي سادت فيها بين البعثيين وأعوان صدام حسين أنفسهم .ولكن تلك الصور العلنية لأعتقال صدام حسين لم تمنحه وبالمقابل أي دعم – فما زال حوالي 60%من العراقيين ’ سعداء ‘، بأختفاءه من حياتهم – ولكن [الأعتقال] أظهر للعيان عداءً ها ئلاً لسلطات الأحتلا ل وحلفاءهم من العراقيين. أستغرب مسؤولون أميركان لأختفاء علامات ومظاهر الأمتنان للأطاحة بصدام حسين في المجتمع العراقي. وقد عكس هذا العداء الأصيل الخطأ الأساسي لسلطات الأحتلال : فقد رأت أغلبية العراقيين الساحقة في الحرب فرصة فريدة لأستعادة وتدراك قيمهم وتقاليدهم ودينهم والمبادئ الأجتماعية وقيم وآداب السلوك المعتا دة. كان أسقاط صدام حسين بالنسبة لهم شرٌ لابد منه على الطريق لبناء المجتمع الذي يطمحون له- بما في ذلك أحتما ل تقسيم العراق[13] ،أو أقامة دولة أسلامية ثيوقراطية [حكومة رجا ل دين وكهنوت]. يعتقد معظم العراقيين بأن الولايات المتحدة قد أطا حت بصدام حسين لأنه عدو عنيد لأدراة بوش و’ لـرفضه الهيمنة الأميركية على مصادرالعراق النفطية العراقية الكبيرة،أو الهائلة ‘،وليس لرغبة الولايت المتحدة بتحرير[ أو تدمير] العراق .ونظر العراقيون الى الجهد الأميركي الدؤوب لفرض طرقهم وقيمهم لبناء دولة عراقية جديدة ،كطريقة أخرى لقمع الشعب العراقي ومنعه السيطرة على مصادر نفطهم وبلا دهم . وهكذا ،كان أستعراض الأميركان لأعتقال صدام حسين خطوة أساسية على طريق أرساء نظام سياسي وأجتماعي وكما تريد الولايات المتحدة فرضه على العراق،والذي أكد فقط قناعات غا ليية العراقيين القوية والراسخة بأستحا لة التوصل الى نتيجة أو تفاهم مع الولايات المتحدة. كان ذلك ، في الحقيقة فشل واشنطن الأساسي والكبير في تفهم الفرق الصارخ بين مطا مح وتطلعات العراقيين وخطط أدارة بوش الزائفة shoddy،والسيئة جداً لبناء دولة ديمقراطية جديدة في العراق كما أظهرت للعيان و بجلاء واضح بذور الأندحار الأميركي في العراق. وبعد أن تلمس شعب العراق الفشل في تحقيق تطلعاتهم الوطنيـة/القوميةعلى أيدي سلطات الأحتلال وبغض النظر عن وعود هولاء [الكاذبة ] لهم بالتحرر وتولي زمام الأمور بأنفسهم والحكم الوطني لجميع العراقيين،عا د العراقيون وبسرعة الى نفس نمط ومصدر السلطة الذي أعتادوه ،فقد ظلوا طوال تأريخهم لا يتلقون سوى وعوداً متواصلة بالأنقاذ وبتحقيق الأستقرار والنظام الأجتماعي المنشود-وبالذات ’’الأسلام الأصيل ‘‘ أو الفطري . فالشعب العراقي ،والذي يعد المجتمع الأكثر تقدماً في العالم العربي ؛يرغب الآن بالتمسك بالتقاليد والقيم الأسلامية الحقيقية كسلطة وحيدة قادرة على حمايتهم ضد الأستحواذ الأميركي على ثرواتهم وأراضيهم،وكذلك لتسهيل عمليات التصدي وألحاق الأذى وصولاً الى طرد الأميركان المكروهين من اراضيهم ومن حياتهم كذلك .كان التأثير المادي و الملوس لأعتقال صدام ومحاولة أهانته علانية وعلى المدى البعيد، لم يكن بالرغبة أو التصميم على أبعاد البعث الصدامي من المجتمع العراقي /بل على الأكثر ظلً المشهد الذي لن ينساه الشعب العراقي والذي لم يكن من خيار أخر أمامهم سوى شن حملات جها د تحرري إن أرادوا رسم أقدارهم و كرامتهم . كانت لحظة الحقيقةالها مة في الحرب العراقية ضد الأحتلال قد جاءت في بغداد في 12/كانون أول/ديسمبر 2003، أي قبل يوم من أعتقال صدام حسين . ففي ذلك اليوم ؛أنضم أما م بغداد الشيعي ’عمار الحسيني‘!!؟،الى أمام بغداد السني الشيخ أحمد حسن السامرائي !!؟ ،في أقامة صلاة جمعة مشتركة في المسجد السني الكبير في بغداد[14] .كانت تلك سابقة لم تحدث قبل هذا اليوم !!؟، وقد أريد بها أظهار وتأكيد أهمية القيادة الدينية المشتركة لتعميق وتوسيع الكفاح ضد الأميركان . ألقى كلا الأمامين بعد [قبل[15] ]الصلاة خطبة نارية (شديدة الحماس )،لأ ثارة وتهييج أتباعهما للتـوحد في تصعيد الجهاد ضد الأميركان. حذر الأمام الحسيني الذي ألـقى خطبته أولاً ، المؤمنين من التأثير الفاسد والمخادع لقوات الولايات المتحدة وثقافتـهم وتقاليدهم والديمقراطية المنفتحة، ثم أعلن’’ أيها المسلمون ،تنبهوا لما يريد الغرب الكافر والفاسد فرضه على المؤمنين ‘‘.فرد الحاضرون بالهتاف ’’لا ، لا ، للأميركان ولا، لا، للشيطان ‘‘.أما الشيخ السامرائي والذي تكلم بعده فقد كان أهدأ وأكثر عقلا نية : فقد تحدث عن مجتمع [عراقي ]يعيش اليوم وسط أزمة أقتصادية كبرى وخانقة تفجرت بفعل الزيادات الكبيرة والمجزية والرشى(الرشاوي) مقابل أعمال وخدمات من يعملون لسلطات الأحتلال[16] .ونظراً لأن الولايات المتحدة ومن خلال دوائر أستخباراتها التي تشكل البنية الحقيقية لسلطات الأحتلال، كانت تعمل وبدأب محموم لتدمير العراق والأسلام، ثم تابع الشيخ القول،فمحرم والحالة ذي العمل للأميركان ،فمن الأ ثم وتد نيس المقدسات مساعدة قوات الشر المعادية للأسلام .ومن الأفضل البقاء دون عمل وتحمل أية معاناة من أن تكون جزءً من المؤامرة الكبرى ضد الأسلام والعراق. ثم أعلن الشيخ قائلاً ’’كل من يتعاون مع مجموعات [أوكار] التجسس الأميركية فهو في خدمة الأميركان فعلاً،والأميركان في خدمة اليهود‘‘ فرددت الحشود صارخة بشعارات معادية للأميركان ولليهود . سرعان ما رد الأسلاميون على أعتقال صدام حسين .ففي 14/كانون أول /ديسمبر!!،وبعد ساعتين من الأعلان عن أن صدام بات رهن الأعتقال ،أصدرت قيادة القاعدة بياناً رد اً على الأعتقال .وفي الغرب وزع ذلك البيان بتوقيع ’’دليل المجاهد‘‘-وكان هذا مصدراً لأشد التحذيرات الأرهابية أهمية في أواخر2003. وكتب دليل المجاهد قائلاً ’’لقد أنحد رصدام الى الهاوية، ومضت القاعدة في طريقها الى العلى‘‘.إذ أدعت القاعدة بأنه ومع ذهاب صدام حسين ،فقد حرمت الولايات المتحدة من أية ذ رائع لأخفاء وتجاهل قوة ومدى أتساع الجهاد الأسلامي في العراق .كما أ كد بيان القاعدة قا ئلاً ’’ بعد أعتقال الطاغية صدام حسين، ستٌـرى القاعدة الأميركان من هم وراء جميع الهجمات فعلاً . كان صدام البعث ’Baath‘!؟،قد قتل الكثيرين من أبناء شعبه و الكثير من المسلمين وهذا ما كان الله قد قدر له ،وتلك هي نهاية كل قاتل وطاغية ‘‘.وختم ،’دليل المجاهد ‘ بيانه بتهديد واضح قائلاً ’’وتقول رسالتـنا للأميركان ولبوش وبلير :لا تبتهجوا كثيراً، ونؤكد لكم بانكم ستذرفون الدموع جميعاً وقريباً ،وعندها من ثم ،ستعرفون من هي القاعدة حقاً ‘‘. أكد مثقفون ومسؤولن عرب بأن تأثيرات أعتقال صدام حسين على الجهاد ضد الأميركان يجب أن ينظر اليها ضمن هذا السياق. -فقد كانت المقاومة العراقية محكومة ومتأثرة بقوة بمزيج من العوامل الأسلامية والقومية/الوطنية،والذرائعية وكما صورتها الخطبة التي ألقاها الشيخان السامرائي والحسيني .و ستعمل الأطاحة بصدام حسين كمحفزcatalyst ،لـتوسيع المقاومة،لأن البعثيين لم يعودوا يتنافسون ويتزاحمون مع التوجهات والدوافع الأسلامية .وأكثر من ذلك،فالكثير من المجموعات العرقية والقومية/الوطنية والأفراد الذين،ولكونهم –أو بعضهم على الأقل- ضحايا لصدام حسين ونظامه،فقد ظلوا بعيدين عن الجهاد ضد الأميركان خـوفـاً من مساعدة صدام حسين في العودة الى السلطة فبا توا يشعرون الأن بحرية تامة في الأشتراك في الصراع الأن. (تابع) منتدى/ ملاك صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط
كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11 (2)