موضوع: أهالي غزة يبحثون عن فرص العمل لا المعونة؟؟؟؟؟ الخميس أكتوبر 11, 2012 11:12 pm
أهالي غزة يبحثون عن فرص العمل لا المعونة؟؟؟؟؟ غزة, أكتوبر - أفادت منظمة أوكسفام بأن الغالبية العظمى لأهالي غزة يرفضون المساعدات ويقولون "نريد أن تتاح لنا فرصة العمل وكسب المال". وينطبق هذا الواقع بوجه خاص على أولئك الذين كانوا يشغلون وظائف لائقة في السنوات الماضية، فقبل السؤال عن أية مساعدات، يسألون عن توفر وظيفة. وفي إطار عمله كضابط إتصالات مع منظمة أوكسفام في غزة، يتفاعل كارل شمبري بإنتظام مع عدد من الفلسطينيين الأشد فقراً في غزة، ويقول أنه بالإمكان تجنب الفقر. ويشرح كارل شمبري لوكالة إنتر بريس سيرفس، "لا يمكن أن نقول بأن الوضع في غزة هو وضع إنساني، وذلك سببه الإنسان نفسه. نحن نشهد هنا حالة من النكوص في التنمية، فقد كانت البنية التحتية والمعرفة متوافرتين وكانت هناك تنمية". ويشير بذلك إلى السنوات التي سبقت عام 2006 حين فرضت إسرائيل حصارها الخانق على قطاع غزة بعد انتخاب حماس ديمقراطياً. ويضيف، "بالرغم من الإحتلال الإسرائيلي، كان اقتصاد غزة يقف على قدميه بطريقة ما.. حتى تم منعها من التصدير. والآن نجدهم محرومين من أكبر سوق طبيعية لهم، وهي الضفة الغربية وإسرائيل، وكذلك الأسواق الإقليمية مثل الأردن". هذا ويصل تقرير الأمم المتحدة الصادر في أغسطس 2012 بعنوان "غزة في عام 2020: هل هي مكان يمكن العيش فيه؟"، إلى نفس هذه الخلاصة. فكما يقول التقرير، فإن "أحد الأسباب الرئيسية لعدم قدرة الإقتصاد على التعافي إلى مستويات ما قبل عام 2000 هو الحصار المفروض على قطاع غزة". فبعد منع غزة من تصدير أي شيء، بما في ذلك السلع الزراعية والأثاث والمنسوجات والمنتجات الغذائية، تم أغلاق الغالبية العظمى من مصانع غزة، مما اثر بدوره على مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في تلك المصانع. وكما يقول خليل شاهين، مدير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد دمر اقتصاد غزة تماماً خلال الحرب الإسرائيلية عليها في 2008-2009، بما في ذلك 95 في المئة من المصانع والشركات. ويضيف شاهين لوكالة إنتر بريس سيرفس أنه في ظل اغلاق اسرائيل لغزة بصورة غير المشروع، أدى فرض الحظر الشامل على المواد الخام إلي إضعاف قدرة هذه المصانع على العودة للعمل.. فما زال حوالي 80 في المئة منها مغلقاً أو يعمل بالكاد. ويذكر أن العاملين في أنشطة صيد الأسماك قد تضرروا بشكل كامل من هجمات القوات البحرية الإسرائيلية اليومية التي أدت لحرمانهم من الوصول إلى البحر، مشيراً إلى إضطرار الصيادين الفلسطينيين إلى الصيد على بعد ثلاثة أميال من ساحل غزة نتيجة لقرار إسرائيل الأحادي. ويضيف شاهي أن الصيادين يتعرضون للهجوم حتى داخل مسافة 400 متراً من الشاطئ.. فالإسرائيليين يحاولون منع كل الصيادين الفلسطينيين من الصيد في مياه قطاع غزة. هذا وقد ذكر تقرير الأمم المتحدة 2012 بأن معدل البطالة بين الشباب اللاجئين في غزة يصل إلى 59 في المئة، وهي إحصائية مذهلة تتنبأ بأن مستويات البطالة المرتفعة لن تنخفض في المستقبل القريب. فيقول شاهين أن إرتفاع نسبة البطالة هو نتيجة للسياسات الإسرائيلية المنهجية، بما في ذلك حرمان القوى العاملة في غزة من دخول السوق الإسرائيلية. فقد عمل العمال الفلسطينيون سابقاً في البناء والعمل الإسرائيلي.. وكان العمال الفلسطينيون من ذوي المهارات العالية يعملون في كافة أنشطة والبناء. وجابر هو أب لستة أطفال وقد خرج من العمل الزراعي والعمل في إسرائيل وأي من المجالات التي يتقن العمل فيها. فيقول جابر أنه قبل عشر سنوات كان يعمل في إسرائيل كميكانيكي، وفي المزارع، وفي البناء، وفي مختلف الوظائف. لكنه منذ إغلاق الحدود، لم تتح له فرص عمل حقيقي، وأدي وظائف غير ثابتة .. "لكن هذا لا يكفي لرعاية أطفالي". هذا وتعتبر الوظائف القليلة التي لا تزال متوفرة تحت الحصار في غزة هي أخطر الوظائف. فيقول خليل شاهين، مدير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أنه على الرغم من كونها أعمال خطرة، فالأنفاق هي مصدر الدخل للعمال العاطلين عن العمل وأسرهم. لكن معدل الأجر اليومي انخفض من 100 دولاراً أو أكثر إلى نحو عشرة دولارات فقط!. كما أن المخاطر التي يتعرض لها العمال من أجل الحصول على هذا المبلغ الزهيد هي محاطر هائلة. فوفقا لمصادر طبية، قتل أكثر من 160 فلسطينياً منذ عام 2006 وهم يعملون في الأنفاق. ويضيف شاهين "لقد قتل وجرح غالبيتهم جراء القصف الإسرائيلي للأنفاق، أو نتيجة لإنهيار نفق ما، مما يترتب عليه الإختناق أو الصدمات الكهربائية". كذلك فقد قامت السلطات المصرية بتدمير وإغلاق الأنفاق في الشهرين الماضيين. ويقدر شاهين أنه تم تدمير مالا يقل عن 150 نفقاً تدميراً تاماً، وهناك 150 نفقاً تم إقفالهم. ويشرح شاهين أن حتى الأطفال يساهمون في دخل أسرهم. فهم منتشرون في جميع أنحاء قطاع غزة ويحاولون بيع الشوكولاتة والحلويات والحلي البسيطة في الشوارع. والأسوأ من ذلك، فهم يجمعون أنقاض المنازل المدمرة في المناطق الحدودية في غزة، ويخاطرون بحياتهم أمام نيران الجيش الإسرائيلي، "لقد أصيب عشرات الأطفال عندما استهدفتهم طلقات جنود اسرائيليون بينما كانوا يحاولون جمع الأنقاض في المناطق الحدودية لإعادة بيعها لأغراض البناء، وفقا لشاهين. هذا ولقد وثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال من 26 مارس 2010 إلى 27 ديسمبر 2011 مجموع30 حالة لأطفال أطلقت عليهم الأعيرة النارية وهم يقومون بجمع مواد البناء أو يعملون بالقرب من السياج الحدودي. والبطالة لا تؤثر فقط على الطاقة الشرائية للأسر، فهي تؤثر على معنوياتهم، كما يقول كارل شمبري من منظمة أوكسفام. ويضيف، "ما رأيناه في السنوات الخمس الماضية هو ظهور طبقة جديدة من الفقراء: وهم الذين كانوا يعملون في إسرائيل أو حتى في المصانع هنا، والذين أصبحوا بين عشية وضحاها عاطلين عن العمل. كانت لديهم منازل لائقة وفجأة لم يعد لديهم دخل. وكان هذا ضربة كبيرة لكرامتهم". هذا ولقد أدت قضية التضحية بالنفس لشاب من مخيم الشاطئ في غزة في سبتمبر 2012 لإلقاء الضوء على قضية الإنتحار، وهي أمر لم يكن مألوف سابقاً في قطاع غزة. ويقول شاهين أن الإنتحار هنا هو علامة على أن الفلسطينيين في غزة يعيشون بأمل ضئيل جداً وفرص قليلة لبناء مستقبل أفضل. ولا يوجد سوى حل واحد لمشكلة البطالة: إنهاء الحصار الجائر وغير القانوني على قطاع غزة، ووضع حد لمؤامرة الصمت الدولي المخجل والتي تقدم فرصة الإفلات من العقاب على أعمال إسرائيل غير القانونية، وفقا لشاهين.(آي بي إس / 2012) منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط