بطرس توما
المساهمات : 78 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
| موضوع: لماذا يثور اهل الخليج .. وبماذا يطالبون الأحد مارس 20, 2011 10:58 am | |
| لماذا يثور اهل الخليج .. وبماذا يطالبون 20/3/2011 ان تثور الشعوب الجائعة المطحونة المظلومة التي تركض ركض الوحوش وراء لقمة الخبز .. الشعوب المهمشة .. المنسية .. التي تعيش في الضواحي البعيدة عن العواصم العربية في تونس ومصر والجزائر والمغرب وسوريا وليبيا واليمن فلها ما يبرر ثورتها من اسباب .. معظمها الشعور بالدونية والتهميش والاقصاء .. الى جانب الشعور العارم بالظلم والفساد المستشري في البلاد .. وهم يرون ويحسون بفئة ليست بأحسن منهم ولكنها تجرأت عليهم وعلى حقهم .. واغتصبت وسلبت ونهبت وبالتالي اصبحت فئة محسوبة على النظام .. وتحكم معه البلاد والعباد بالحديد والنار حتى يتسنى لهم البقاء في السدة العالية. يرون تلك الفئة الباغية تتنعم بثروات البلاد وكأنه ملك لهم ورثوه من الآباء والأجداد..ولهذا ما يعترض العامة على (الخاصة) حتى نراهم يصفونهم بأنهم رعاع .. وجرادين .. وقطاع طرق .. ومرتزقة مدعومة من الخارج. نعم نعم والف نعم للثورة ضد الجوع والظلم والاقصاء والتهميش والسلب والنهب والتعذيب والاعتقال بلا مبر .. نعم للثورة حينما يكثر في البلاد خرج ولم يعد .. والمقابر الجماعية .. والتآمر على الخلق .. والجوع والنهب والسلب. لكن أن يثور من هو منعم مترف .. من هو مضروب بحجر كبير كما يقولون .. ان يثور اهل سلطنة عمان وقطر والبحرين والسعودية وربما الامارات بعد ايام .. فما هو مبررهم وهم يعيشون في مستوى اقتصادي ورفاه اجتماعي .. ودخل يساوي متوسط الدخل العالمي في البلاد الاوروبية والغربية عموما اذ لم يكن اكثر .. فهل يمكن ان نتصور ان مواطنا قطريا او بحرانيا او عماننيا جائعا .. كما الجوع في الصومال .. ومصر .. والسودان .. وتونس .. ويعاني ويكدح من اجل لقمة العيش .. ربما ولكن العدد لن يكون كما في مصر وتونس واليمن والصومال وهي من البلاد التي تعتبر فقيرة بالمقياس الى دول الخليج .. إن المواطن العربي وهو يثور من المحيط الى الخليج انما يثور ليس بدوافع اقتصادية .. وليس بدوافع الجوع .. فما وحد العرب في ثوراتهم ليس ولن يكون الشعور بالاحباط الاقتصادي ولو ان هذا عاملا يمكن ان يأخذ بالحسبان الى جوانب العوامل الاكثر فعالية ؛ كالشعور بالدونية في العالم بسبب سياسات النظم العربية الحاكمة والتي لا تمثل بأي حال من الاحول الشعوب العربية وعلى الاطلاق. وبسبب الشعور بالغبن والتفاوت بين المواطنين في الدولة الواحدة فمن البدون والمهمشين الى سياسات الابعاد والاقصاء وتكميم الافواه والاعتقالات المتكررة غير المبررة لرموز الحراك الشعبي العربي من المحيط الى الخليج .. إلى لغة التعالي من الانظمة الحاكمة التي باتت ترى في نفسها الاها من دون الله تجب على الخلق طاعتهم بعيون مغمضة وقلوب مؤمنة وايدي مصفقة وحناجر هاتفة .. فهم لا ينطقون عن الهوى .. ويدركون الأمور بغير ما ندركها نحن العامة .. وما يتفوهون به من خطابات هو كلام عصي على الفهم .. لدرجة انه بحاجة إلى جلسات حوارية (عادة ينظمها التلفزيون الحكومي أو إذاعته الخاصة) لتوضيح المعاني الخفية والجوهرية .. والأفكار العظيمة والرؤى الملهمة للقائد الرمز. وعادة ما يجتزئ بعض المقولات الرنانة (عديمة المضمون اغلب الأحيان) لتكون عبارات على الخلق أن يرددها ويسبح له بها .. ويجب أن تدون وتكتب على الجدران والساحات العامة .. لتصبح من بعد شعارات للوطن. فالإنسان العربي خرج من دائرة القطيع الذي عاش زمنا فيه ، يأكل ويشرب ، وكأنه فرد في القطيع في مرعى السيد الكبير .. وبات المواطن العربي يريد الحرية وتنفسها وعيشها كنمط حياة .. بات المواطن العربي يدرك حجم مقدرات وطنه . وامكانياته وثرواته .. وبات يعرف كيف تنفق المليارات بغير وجه حق .. وباتت المعلومة متاحة رغم التعتيم الاعلامي وتكميم الافواه ومحاولات الانغلاق الذي نظر (بتشديد الضاد) له الكثر من ازلام الانظمة العربية بحجة صيانة البلاد من التأتثيرا الاجنبية .. وقد بدا للعرب زيف ما يقولون وهم يشاهدون ويسمعون اركان الانظمة العربية في الملاهي والمراقص ودور ... في شتى انحاء العالم ... يثور المواطن العربي ليحقق ذاته ويؤمن مستقبل اولاده من بعده .. يثور وهو يدرك ان هذا الوطن غتني بما يكفي ليعيش الجميع في عزة سلبت منهم دهورا كثيرة ... | |
|