بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
| موضوع: هـل للفـرس اطمـاع فـي العــراق ﴿ الجزء الثالث ﴾ الإثنين أبريل 25, 2011 9:13 pm | |
| هـل للفـرس اطمـاع فـي العــراق ﴿ الجزء الثالث ﴾ ﴿ الجزء الثالث ﴾ منتدى"ملاك صدام حسين نبيل ابراهيم (( اللهـم اجـعـل بيننــا وبين الفــرس جبــل من نـار )) الفاروق عمر بن الخطاب (رض) قادسية صـدام المجيــدة سنظل نكتب بأحرف من نور هذه الصفحة المجيدة من تاريخ كفاحنا العربي و الإسلامي ضد الفرس المجوس تسترت الزمرة الخمينية بشعارات دينية اتخذت منها غطاء للأطماع الفارسية في بلاد العرب وبرقعا للأحلام الإمبراطورية القديمة التي استيقظت في نفس خميني وداعبن خياله المريض. فقد كان طموح خميني أن يقيم إمبراطورية فارسية جديدة يتربع على قمتها هو وزمرته ويجمع تحت علمها كل الدول الإسلامية وفي مقدمتها الأقطار العربية القريبة .وخاصة العراق بل بدءا من العراق ولهذا راح يتهم الجميع في دينهم ويتوعدهم وينذرهم بالويل والثبور ويروج لمفاهيم وأفكار منحرفة ليست لها أية صلة بالدين الإسلامي بغية تحقيق طموحه . وكان عراق ثورة تموز العظيمة هدفه الأول على الرغم من أن حكومة الثورة آوت خميني وأحسنت إليه عندما كان مطاردا من قبل نظام الشاه وحمته من سطوته وجبروته ورفضت تسليمه إليه ذلك أن خميني كان يدرك أن العراق هو السد الذي بحول بينه وبين تحقيق أطماعه وان انهيار العراق لا سمح الله والاستحواذ عليه يفتح له الطريق للتوسع وابتلاع دول عربية أخرى وخاصة دول الخليج . ولهذا ركز نظام خميني على العراق تركيزا خاصا فشن عليه حربا دعائية شعواء وحاول أن يبث الفتنة الطائفية في صفوفه ويستنفر ذوي الأصول الإيرانية المقيمين فيه لخدمة أهدافه . فقاموا بأعمال تخريبية عدة وحاولوا اغتيال بعض المسئولين العراقيين ولم يكتفي نظام خميني بذلك بل حشد قواته العسكرية على الحدود العراقية وأخذ المسئولون الإيرانيون يهددون بالزحف عليه واحتلاله بتصريحات واضحة وموثقة. في بداية الحرب كان عدد سكان إيران 39 مليون نسمة والعراق 13 مليون نسمة أي أن سكان إيران ثلاثة أضعاف سكان العراق مساحة إيران تزيد على مساحة العراق بأكثر من ثلاثة أضعاف ونصف طول الحدود وافتقاد العراق للعمق الإستراتيجي لمدنه يجعل عدد كبير من مدن العراق والمهمة (مثل البصرة والعمارة وديالى وأربيل وخانقين وغيرها) تحت مرمى المدفعية الإيرانية ، ومدنه الأخرى ومنها العاصمة بغداد والتي تبعد 120 كم عن الحدود مع إيران تحت مرمى الصواريخ الإيرانية القصيرة المدى - سكود وغيرها والتي لا تتجاوز 150 كم - التي تمتلكها إيران والعراق في بداية الحرب . بينما إيران تمتلك عمقاً استراتيجياً كبيرا بسبب سعة مساحتها فلذلك معظم مدنها المهمة مثل عاصمتها طهران واصفهان وشيراز وقم وغيرها بعيدة عن المدفعية والصواريخ العراقية) . أن العراق كان يعتمد على 85% من اقتصاده على تصدير النفط الذي يتم تصدير معظمه عن طريق (مينائي البكر والعميق في الخليج العربي) والباقي عن طريق وتركيا وسوريا التي أوقفت تصديره في السنة الثانية للحرب بناءاً على وقوفها في الحرب مع إيران ، وبما أن الساحل الشرقي من الخليج العربي كله لإيران والعراق لا يملك إلا ما طوله 30 كم من السواحل فقط في شمال الخليج فأنه بذلك مهدد بأن تقوم إيران بمنع العراق من تصدير نفطه عن طريق الخليج العربي وهذا ما قامت به إيران منذ اليوم الأول لبدء الرد العراقي في 22/9/1980م. كما ان القيادة الخمينية كانت تعتقد (متوهمة) بأن الشيعة العرب في العراق الذين يمثلون اكثر من 40 % من الشعب العراقي آنذاك سيقف معها في الحرب باعتبارهم ينتمون لنفس المذهب، وكذلك الشعب الكردي الذي نسبته 13% ، وما حصل هو العكس . في بداية السبعينات قامت القيادة الإيرانية في زمن الشاه الذي كان حليفاً لأمريكا بتحريض الجيب العميل في شمال العراق بقيادة الملا مصطفى البرزاني على التمرد على القيادة العراقية (ورفض بيان 11 آذار للحكم الذاتي لمنطقة كردستان الصادر من القيادة العراقية عام 1971م ) وذلك بالتعاون المخابرات الأمريكية CIA والصهيونية الموساد بهدف زعزعة القيادة العراقية وإسقاطها أو استنزافها والتي تمثل خطراً على مصالحهم غير المشروعة بسبب خطواتها الوطنية الشجاعة والتي من أهمها (ضرب الجواسيس وتأميم النفط ومنح الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والتوجه للبناء والتطوير والسعي لإعداد جيش قوي لحماية الوطن ومنجزاته)، وبسبب رفض الملا مصطفى البرزاني كل المحاولات التي قامت بها القيادة العراقية لإيقاف حرب الاستنزاف هذه اضطرت القيادة العراقية إلى توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975م بين العراق وإيران والتي من أهم بنودها عدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا الطرفين وتقاسم مياه شط العرب وعدد من البنود الخاصة بترسيم الحدود، مما مكن القيادة العراقية من بسط نفوذها على منطقة كردستان وإقامة حالة الاستقرار فيها والتوجه إلى مرحلة البناء والتطوير الوطنية، حتى اصبح العراق لديه في نهاية السبعينات افضل اقتصاد في المنطقة وتوفر له احتياط بلغ اكثر من 35 مليار دولار, وكان الدينار العراقي يساوي اكثر من 3 دولارات, كما كان لديه افضل نظام طبي وتعليمي في المنطقة. ونظراً لرغبة الأمريكان التخلص من الشاه بسبب توقيعه معاهدة الجزائر مع العراق ولـتأجيج الفتنة مع العراق ولأسباب أخرى تم تحريك الشارع الإيراني ضد الشاه الذي كان متعطشاَ للخلاص منه وإقناع الشاه بضرورة الخروج من إيران حتى يهدأ الوضع، كما جرى تلميع صورة الخميني وتسهيل عودته من فرنسا واستلامه السلطة وانتهاء عهد الشاه ، ومع استلام الخميني القيادة في إيران بدأت رائحة وشرارة الحرب تفوح وتشتعل شيئاً فشيئاً ، واليكم أهم الأدلة والحقائق التي تثبت أن القيادة الإيرانية تتحمل كامل المسؤولية في دق طبول الحرب واندلاعها واستمرارها لمدة 8 سنوات وان القيادة العراقية لم تكن تريد الحرب مع إيران مطلقاً بل خاضتها مضطرة للدفاع عن العراق ، وهي : 1ـ مهدت ايران لعدوانها على العراق بجملة من الاعمال العدوانية والتخريبية من خلال الايعاز لعملائها من حزب الدعوة في العراق بالقيام بعمليات اغتيال لمسؤوليين عراقيين واعمال تخريب للمنشأت العراقية والاعتداء على المدنيين الامنين ومنها الاعتداء المعروف الذي حصل على طلبة الجامعة المستنصرية, تبعتها سلسلة من الاعتداءات العسكرية البرية والجوية على طول الحدود مع العراق والى عام 1980 وقام العراق بأرسال اكثر من 50 مذكرة رسمية الى مجلس الامن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية يبلغهم بالتجاوزات العسكرية الايرانية على حدوده ومدنه الآمنة ونتيجة لاستمرار هذا العدوان كان لا بد للعراق من ان يرد على ذلك العدوان السافر لابعاد الخطر عن مدنه الحدودية وقصباته ولم تكن القيادة العراقية راغبة في الانجرار الى المخطط الايراني وفي دخول هذه الحرب ولكنها فرضت عليها من قبل العمامة الصفوية بسبب النزعة العدوانية لحكام طهران وفي هذا يقول الشهيد صدام حسين,( قبلنا المنازلة دفاعاً عن سيادتنا وحقوقنا وكرامة شعبنا وحقوق امتنا المغتصبة) 2ـ أرسل الرئيس صدام حسين رسالة تهنئة للخميني بنجاح الثورة وتسلمه السلطة معرباً عن أمله بأن تكون مكسباً للامة العربية والإسلامية ،ومتمنياً بأن تكون العلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني مبنية على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والجيرة الحسنة بما يطور العلاقة بين البلدين والشعبين، وقد قال السيد موسى الموسوي (مستشار الخميني آنذاك) المتواجد حالياً في لندن , بأن الخميني قال له بعد قراءة الرسالة أمامه بأن صدام خائف لان هناك نسبة كبيرة من الشعب العراقي سيؤيده حالما ينادي بإسقاط النظام العراقي باعتباره عاش في العراق 13 سنه، وقد رد الزعيم الخميني برسالة جواب للرئيس العراقي تتضمن تهديداً ووعيداً وختمها بجملة والسلام على من اتبع الهدى وهي جملة معروف أنها تقال لغير المسلم. 3ـ مطلع نيسان 1980 شنت مجموعة ارهابية من تنظيمات حزب الدعوه العميل بتوجيه ومعاونة القنصلية الايرانيه في بغداد هجوما بالقنابل اليدوية على احتفال للطلبة في الجامعة المستنصرية وقد نتج عن الهجوم سقوط شهداء وجرحى من بين الطلبة كانت من بينهم الشهيدة فريال وعندما شيع الشعب العراقي وطلبة الجامعة المستنصرية شهداء الحادث الارهابي بحضور عدد من قيادي حزب البعث العربي الاشتراكي ...قامت مجاميع من حزب الدعوه بالهجوم على موكب تشيع الشهداء برمانات يدوية ادى الهجوم الى استشهاد وجرح عدد من المشيعين وكان من بين الجرحى المرحوم بدر الدين مدثر عضو القيادة لقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي كما اصيب الاستاذ طارق عزيز(فك الله اسره) عضو قيادة قطر العراق ووزير الخارجية انذاك واصيب الرفيق لطيف نصيف جاسم(فك الله اسره)عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الاعلام انذاك ولجأ الارهابين للاحتماء بالسفارة الايرانية في بغداد 4ـ بدأت القيادة الإيرانية واستمراراً لحملتها الإعلامية الواسعة ومنذ يوم 4/9/1980م بالتحرش بالمدن والقصبات العراقية الحدودية وقصفها بالمدفعية والتحرش بالسفن في الخليج العربي وشط العرب وفرض رفع العلم الإيراني فوق السفن العراقية وتحريض ما يسمى حزب الدعوة لإشعال نار الفتنة الطائفية وللقيام بتفجيرات داخل المدن والعاصمة بغداد، وقيام طائراتها بالإغارة على عدد من المنشآت العراقية حيث تم إسقاط إحدى الطائرات وأسر قائدها الذي احتفظت به القيادة العراقية إلى نهاية التسعينات على أنه دليل إثبات على بدء الحرب من قبل الجانب الإيراني، وقد قدمت القيادة العراقية اكثر من 260 مذكرة احتجاج موثقة ضد الجانب الإيراني على ممارسته وتجاوزاته وخروقاته للأراضي والمياه العراقية للأمم المتحدة وصور منها للجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والسفارة الإيرانية في بغداد، وقد تحملت القيادة العراقية كل ذلك بصبر وحكمة ومسؤولية عالية بهدف منع تطور الوضع إلى ما هو أسوء . ـكتب العراق عدة رسائل الى الامم المتحدة ومجلس الامن على الأعتدائات الأيرانية للعراق الا أن ايران لم تستجيب وأستمرت بعتدائاتها على العراق . 5ـ في 23/9/1980 تم أسقاط طائرة أيرانية من طراز أف 16 وأسر طيارها وفي 24/9/1980 تحرك الجيش العراقي الى الحدود العراقية الأيرانية واسترجاع المخافر الحدودية . بعد استرجاع المخافر الحدودية طالب العراق بأيقاف أطلاق النار ولكن أيران رفضت وكان الرئيس ضياء الدين الحق رئيس باكستان هو الوسيط وسميت في حينها لجنة المساعي الحميدة . أن القيادة الإيرانية فسرت صبر القيادة العراقية وحكمتها وشعورها بالمسؤولية بالضعف والخوف والتردد مما جعلها تتمادى وتستمر بالتجاوزات والخروقات وقصف المدن والقصبات والاستفزازات في المياه الإقليمية والدولية وإشعال نار الفتنة بين الشعب العراقي، ولما تأكدت القيادة العراقية من عزم وإصرار القيادة الإيرانية في إلحاق الضرر بالعراق وإشعال الفتنة الطائفية فيه والتصميم على إسقاط القيادة العراقية قولاً وعملاً ، خرج الرئيس الشهيد صدام حسين على شاشة التلفزيون ومزق اتفاقية الجزائر وقال أنها لاغية لان الإيرانيين خرقوا الاتفاقية في أهم بنودها وهو بند عدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا الطرفين، ولإفهام القيادة الإيرانية بقدرة العراق على الرد بكل قوة، قامت القيادة العراقية مضطرة بالرد في يوم 22/9/1980م بقيام عشرات الطائرات العراقية بقصف معظم المطارات الإيرانية بوقت واحد رافقه دخول الجيش العراقي بعمق 10 كم داخل أراضى إيران على طول الجبهة بهدف أبعاد المدفعية الإيرانية عن المدن والقصبات الحدودية . شعوراً من القيادة العراقية بالمسؤولية لوقف نزيف الحرب فقد وافقت على كل قرارات مجلس الأمن الدولي من أول قرار صدر في الأسبوع الأول من بدء الحرب العسكرية وحتى القرار الأخير رقم 598 الذي صدر بداية عام 1988م وعلى كل المبادرات والنداءات الدولية، بينما رفضت القيادة الإيرانية كل قرارات مجلس الأمن والمبادرات الدولية ووضعت شروطاً تعجيزية لوقف إطلاق النار وهي إسقاط النظام العراقي الذي تصفه بالكافر والعميل للغرب وإحلال نظام إسلامي على غرار النظام في إيران ومحاكمة صدام والقيادة العراقية باعتبارهم هم المعتدين ودفع التعويضات، حتى أن أمين المنظمة الدولية ديكويلار ومن خلال شاشة التلفزيون كان دائماً ينصح إيران بقبول وقف النار وإنهاء الحرب . وكلما لجأ العراق الى المبادرة لأيقاف الحرب او التخفيف من اعباءها كلما لجأت ايران الى التصعيد والعدوان المتكرر والى المزيد من القتل والتعذيب والتنكيل بالاسرى العراقيين خلافا لكل المواثيق والاعراف الدولية والى مفاهيم الإسلام الحنيف وكان لأعضاء فيلق بدر العميل اليد الطولى في قتل وتعذيب الأسرى العراقيين في الأقفاص الإيرانية. تأكيداً على تمسك القيادة العراقية بالحل السلمي فقد قامت بالمبادرة بإيقاف الحرب من طرف واحد في المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك والأعياد وعاشوراء وغيرها بهدف إتاحة الفرصة المناسبة للقيادة الإيرانية لوقف الحرب في السنة الثانية للحرب 1982م واستجابة لدعوات بعض الدول والمنظمات العربية والدولية بهدف إقناع القيادة الإيرانية بالحل السلمي ولإثبات حسن نية القيادة العراقية وتمسكها بالحل السلمي انسحبت القوات العراقية من جميع الأراضي الإيرانية إلى داخل حدودها ما قبل يوم 22/9/1980حسب اتفاقية الجزائر، رغم ما يمثله ذلك من خطورة على المدن والقصبات العراقية الحدودية بسبب وقوعها تحت مرمى نيران المدفعية الإيرانية . بدل أن ترد القيادة الإيرانية على مبادرة العراق الحسنة بالمثل ، قامت القوات الإيرانية وبكل حقد ووحشية بقصف المدن والقرى الحدودية بالمدفعية بشكل يومي لأنها أصبحت قريبة من مرمى المدفعية الإيرانية، كما بدأت تقوم بهجمات بأعداد كبيرة بما سمي بالموجات البشرية بهدف خرق الحدود العراقية واحتلال أجزاء منه خاصة المناطق الجنوبية في البصرة والعمارة، واستمرت بقصف المدن والهجوم بالموجات البشرية حتى استطاعت احتلال شبه جزيرة الفاو على الخليج العربي عام 1986 وأطلقت عليها اسم الفاطمية وأقامت عليها دوري بكرة القدم بهدف ضمها للأراضي الإيرانية. استمرت القوات الإيرانية بقصف المدن والقصبات العراقية بالمدفعية وبكل وحشية وبشكل يومي منذ انسحاب العراق من الأراضي الإيرانية، كما قامت القوات الإيرانية في عام 1987م بقصف العاصمة بغداد وغيرها لأول مرة بصواريخ سكود (المتوفرة لدى إيران والعراق ومدها 150 كم) التي هي الأكثر تدميراً من المدفعية والتي سميت في حينها (حرب المدن) والتي بدأتها بالفعل القيادة الإيرانية لان المدن العراقية كما ذكرت معظمها ومنها العاصمة بغداد (التي تبعد 120 كم عن الحدود الإيرانية) تقع ضمن مدى المدفعية والصواريخ الإيرانية وكان ضمن ما شمله القصف الوحشي مدرسة بلاط الشهداء في بغداد التي راح ضحيتها عشرات الأطفال، ولان القيادة العراقية لا تستطيع الرد بالمثل بسبب بعد معظم المدن الإيرانية ومنها طهران (التي تبعد 600 كم عن الحدود واصفهان وشيراز وغيرها) عن مرمى صواريخ سكود اكتفت بالرد من خلال القصف بالطائرات (رغم خطورته على الطيارين) التي احتفظ بها العراق واستنفذتها إيران خلال الأشهر الأولى للحرب من خلال إسقاطها من قبل القوات العراقية، وحذرت القيادة العراقية إيران من جريمة قصف المدن وتدميرها وقدمت عدة مذكرات بذلك للأمم المتحدة والجامعة العربية وإنها سترد على تلك الاعتداءات في الوقت المناسب . استطاعت القوات العراقية وفي الأشهر الأولى من عام 1988م من تطوير صواريخ سكود بزيادة مداها إلى صواريخ الحسين 300 كم والعباس 600 كم وغيرها، وقامت القوات العراقية بمفاجئة الإيرانيين بالرد العنيف بعد الصبر حيث دكت الصواريخ العراقية معظم المدن الإيرانية ومنها العاصمة طهران والتي سقط عليها لوحدها 160 صاروخ مما جعل سكانها البالغ عددهم اكثر من 8 ملايين آنذاك أن يتركوها إلى الضواحي والجبال وبدأت معنويات الإيرانيون تنخفض وتصل إلى حالة الإحباط . وقد شهدت سنين القتال الثمانية معارك عنيفة ومهمة منها معركة الحصاد الأكبر وتاج المعارك ومعارك الميلاد الميمون وغيرها من المعارك الكبيرة إلى أن جاءت معركة رمضان مبارك العظيمة التي تحررت فيها مدينة الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم في 17 / 4 / 1988 وفي زمن قياسي كانت فاتحة خير لمعارك التحرير اللاحقة فكانت ملحمة الشلامجة الخطوة الثانية الحاسمة بعد الخطوة الأولى معركة تحرير الفاو والتي تم تحريرها في زمن استثنائي لم يتجاوز الثماني ساعات وتطهيرها من رجس الغزاة فلقد طبل العدو الإيراني كثيراً عند احتلاله للشلامجة والذي زج بقواته لمعارك الحصاد الاكبر والتي تكبد فيها اكثر من 400الف اصابة بين قتيل وجريح ان استثمار قيادتنا للهزيمة الكبرى للقوات الايرانية في معارك رمضان مبارك لتتوج هذا الانتصار بمعارك الشلامجة وغيرها عبر معارك توكلنا على الله الاولى والثانية والثالثة والرابعة وفي كل معركة من معارك توكلنا على الله كان العدو ينهار اكثر فأكثر حتى وصل الى الانهيار الكامل , حيث أكملت القوات العراقية تجهيزاتها للقيام بتحرير الأراضي والمدن العراقية التي احتلتها القوات الإيرانية، فقامت بتحرير شبه جزيرة الفاو بتاريخ 16/4/1988م خلال 36 ساعة وبعدها تحرير الشلامجة ونهر جاسم وجزيرة أم الرصاص والقرى والقصبات الأخرى حتى أن القوات الإيرانية من شدة تدني معنوياتها وإحباطها هربت من قرية حلبجه التي كانت مسيطرة عليها ودخلت القوات العراقية مرة ثانية إلى داخل الأراضي الإيرانية بعمق 10 كم على طول الحدود مع إيران وكان بإمكانه أن تدخل اكثر (بسبب إحباط القوات الإيرانية وتدني معنوياتها وهروبها من ساحة القتال) وهو كان رأي معظم القادة العراقيين في أن تستمر القوات العراقية حتى إسقاط نظام الحكم في إيران إلا أن الرئيس صدام حسين أمر بإيقاف تقدم القوات العراقية داخل العمق الإيراني وقال نحن أصلاً لم نرغب في الحرب وإنما اضطررنا لها ولا نريد لها أن تستمر يوماً واحداً وإسقاط النظام الإيراني مسؤولية شعوب إيران . بعد تمكن العراقيين من تطوير صواريخهم وقصف معظم المدن الإيرانية بما فيها طهران وتمكنهم من تحرير جميع أراضيهم من القوات الإيرانية بل ودخول القوات العراقية داخل العمق الإيراني إلى ما كانت عليه قبل انسحابها منها عام 1982م أصاب القيادة الإيرانية الإحباط واليأس فقررت مضطرة وقف الحرب وقبول قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 598 الصادر في 1988م والتوقف عن إطلاق النار على الأراضي العراقية، وأعلنت القيادة العراقية قبولها بذلك بشرط أن يكون للعراق الحق في إطلاق آخر قذيفة وأن لا ترد إيران عليها وخلافه ستستمر الحرب ورضخت القيادة الإيرانية لهذا الشرط (وكان هدف القيادة العراقية من هذا هو إيضاح للشعبين العراقي والإيراني والعالم بأن إيران هي التي بدأت الحرب والعراق هو الذي أنهاها وهو الذي انتصر فيها)، وقد قال حينها الخميني (الذي كان مصراً على الحرب حتى إسقاط القيادة العراقية) بأنه يتجرع السم لقبوله وقف الحرب مع العراق! بينما عمت الفرحة الشعب العراقي والقيادة العراقية لقبول إيران وقف إطلاق النار وتوقف الحرب . قامت القيادة العراقية بعد توقف إطلاق النار مباشرة بإطلاق جميع الأسرى الإيرانيين ما عدا الطيار الذي أسقطت طائرته بتاريخ 4/9/1980م للاحتفاظ به كدليل إثبات على أن الجانب الإيراني هو الذي بدأ الحرب العسكرية، بينما أطلقت القيادة الإيرانية ما يساوي فقط عدد الأسرى الإيرانيين الذين أطلقهم العراق واحتفظت بباقي الأسرى لديها (حيث كان عدد الأسرى العراقيين في إيران ما يقارب 65 ألف أسير بينما عدد الأسرى الإيرانيين في العراق ما يقارب 30 ألف أسير) وذلك مخالف لقرار مجلس الأمن 598 الذي ينص أحد بنوده بإطلاق جميع الأسرى لدى الطرفين فوراً، وبدأت تماطل في إطلاق الأسرى العراقيين المتبقين لديها واعتبرتهم ورقة للمفاوضة . أرسل الرئيس صدام رسالة بعد توقف إطلاق النار ووفاة الخميني يسمي فيها الزعيم خامنئي الأخ الأكبر ويأمل منه أن يتم البدء بصفحة جديدة بين الشعبين الجاريين المسلمين مبنية على روح التسامح الإسلامي، وبنفس الوقت تم سحب القوات العراقية من جميع الأراضي الإيرانية إلى ما قبل 22/9/1980م . سمحت السلطات العراقية بقيام الزوار الإيرانيين بزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وغيرها. كانت القيادة العراقية أول المبادرين في إرسال طائرات خاصة لمساعدة منكوبي الزلزال الكبير الذي وقع شمال إيران عام 1989م . قامت القيادة الإيرانية بسلسلة من الاعتداءات بعد توقف إطلاق النار في 8/8/1988م بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 وبعد انسحاب العراق من الأراضي الإيرانية وأثناء العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991م بالوقوف مع من تصفه بالشيطان الأكبر (أمريكا) بإدخال عدد من حراس الثورة وقوات مسلحة معارضة داخل العراق مستغلة انسحاب القوات العراقية من الكويت، وكذلك استغلالها فترة الحصار الظالم على العراق في القيام بسلسلة من اعتداءات على المدن والقرى العراقية وقصف قواعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة داخل الأراضي العراقية بالصواريخ والإغارة عليها بالطائرات ودعم المخربين للقيام بتفجيرات في بغداد والمدن الأخرى، ودعم العصابات البرزانية والطالبانية . لقد برهنت معارك القادسية الثانية على قدرات جيش العروبة الحاسمة ازاء العدو الايراني في الميدان العسكري، وقدرته على ازالة عوامل تفوق العدو، ومنها الثقل السكاني وضخامة الترسانة العسكرية. وابرزت المعارك شجاعة وفروسية رجال العراق الاشاوس وامكانيات القيادة السياسية والعسكرية وعلى راسها الرفيق المجاهد صدام حسين في تأمين عوامل النصر بمختلف جوانبه. فقاد شعب العراق وجيشه المقدام خلال فترة الحرب من نصر الى اخر بكل شجاعة و حكمة و اقتدار. ان انتصار العراق التاريخي الكبير وبكل المقاييس العسكرية والسياسية يعتبر اكبر انتصار حققه جيش عربي على عدوا اجنبي حاقد. هذا الانتصار الذي اذاق الخميني طعم السم كما اعترف شخصيا يوم قبوله هزيمة ايران العسكرية جاء نتيجة لوقوف شعب العراق كله بجميع اطيافه والوانه خلف قيادته، ونتيجة لبسالة جيش العراق وقدراته العسكرية، وبلا شك نتيجة للدور القيادي للشهيد صدام حسين وادارته المعركة بكل جدارة ورجولة، وتواجده المستمر في خطوط الدفاع الاولى، مقاتلا الاعداء الى جانب جنود العراق و الامة العربية الاشاوس , فمن القادسية الأولى بقيادة البطل سعد بن أبي الوقاص إلى القادسية الثانية بقيادة صدام حسين المجيد لم يختلف القائدان ولم يتأخرا في دحر العدوان الفارسي عن ارض العرب عبر التاريخ صاحب الحقد الدفين والطمع الأبدي القائم في نفوس الفرس اتجاه العرب الذي لم ولن ينتهي حسب ما أثبتته الأحداث الدائرة عبر العصور القديمة والتي لا زالت تدور إلى يومنا هذا فهي الدليل القاطع على أن الخطر الفارسي سيضل قائما والعرب مخيرين أمام أمرين لا ثالث لهما وهو الاستسلام والرضوخ وهذا أمر لا ولن يسجله التاريخ علينا والأمر الثاني والذي نعاهد الله والتاريخ عليه وهو التصدي الدائم والصمود الباسل لهذا الخطر الداهم الذي وحسب اعتقادي هو حكمة الاهية في حياة العرب شأنها شأن الحكمة من نزول القرآن عليهم وضروري ضرورة وجود قريش في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فهل سنخالف الأسلاف؟ ونحن لم نقرأ في التاريخ أن العرب تحملوا ذلا أو مهانة . وما سجل لهم من مواقف وبطولات وتضحيات الجسام وهذا ما نريد التطرق إليه من خلال هذا الاستعراض لحقيقة قريبة متمثلة في قادسية صدام وموقفه ودوره الشجاع فيها ووصاياه للجيل السليل فهذه حقيقة قادسية صدام وهكذا ننقلها للأجيال, وبين هذه الملحمة وملحمة القادسية الأولى وشائج قوية وسمات مشتركة ولهذا استحقت أن تسمى بالقادسية الثانية , تيمنا بالقادسية الأولى التي انتهت بتحرير العراق من نفوذ الفرس بقيادة البطل سعد بن أبي وقاص وفتح أبواب الشرق لنشر الإسلام وإنقاذ البلاد المفتوحة ومنها بلاد فارس من الكفر والضلال . ان نصرنا تحقق بفعل التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب العراق كله من عربه واكراده وتركمانه مسلمين ومسيحيين صابئة ومندائيين وكانوا كلهم متوحدين مؤمنين بقيادة وبحكمة سيد شهداء العصر صدام حسين واصراره على ردع العدوان وقدرته على تحشيد طاقات الشعب العراقي الباسل وجيشنا الباسل الذي قهر ودفن حلم التوسع الفارسي وحلم تصدير الثورة الخمينية العفنة هذا الجيش الذي سطر اروع ملاحم البطولة من حيث التنسيق والتخطيط والتجهيز وادارة المعارك ولا ننسى هنا ايضا التضحيات والبطولات التي قدمها الجيش الشعبي وقدم فيها عشرات الالاف من التضحيات كما لا ننسى عشرات الالاف من اسرى الجيش العراقي والجيش الشعبي و المتطوعين للقتال من ابناء شعبنا العربي اللذين رووا بدمائهم الطاهرة ارض العراق ودافعوا عن شرف وكرامة هذه الامة. قادسية صدام حسين تمثل مرجعية تاريخية صامدة للفكر الكفاحي العربي المستقل عن التأثيرات الصهيو-أمريكية و الفارسية الشعوبية ,وقد كشفت لكل المشككين و التائهين عند تخوم الحقيقة عمق التوافق الأمريكي-الفارسي ضد المصالح الحيوية العربية. وأماطت الغموض عن اختطاف إكليروس ظلامي لثورة الشعب الإيراني و تكبيله عبر مفاهيم وهمية مثل مظلومية الشيعة ، وسرداب سامراء إضافة إلى مواسم النحيب و البكاء التي تعج بها الخلفية الأنثروبولوجية و السلوكية للإنسان الإيراني. ختاما علينا ان نستمر بغرس القيم الثورية والسمات الايجابية التي افرزتها قادسية صدام المجيدة في نفوس ابنائنا ، وتسليحهم بالايمان بمبادي الحزب (تلك المبادئ التي من اجلها استشهد قائدنا صدام حسين رحمه الله) ، والروح المعنوية العالية والارادة الثورية ، بهدف اعداد الشخصية الواثقة الجديدة ، حيث ان قوة السلاح التي تحقق النصر العسكري تنبثق عادة من قوة اليد التي تحملها . ـ يتبع ـ | |
|