في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الثالث:) حول الإنقلاب(23)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الثالث:) حول الإنقلاب(23) الجمعة ديسمبر 23, 2011 5:41 am
في سبيل البعث - الجزء الأول: الباب الثالث: حول الإنقلاب(23) قلنا ان البعث العربي فكرة مدفوعة الى التحقيق في العمل، والبعث العربي لذلك حركة، حركة انقلابية، وعرفنا الانقلاب بانه هو التغيير الحاسم في مجرى حياة الامة، اي تحول حاسم يختلف عن التطور. وقلنا انه يلزم لتحقيق الانقلاب وجود وسائل، اي خلق جيل واع يبعد الخطر عن امته ويشعر بمسؤوليته لتحويل مجرى حياتها، ومؤمن بتحقيق ونجاح الانقلاب. اذن اعطينا ثلاث صفات لهذا السبيل : ا - الوعي للشروط التاريخية والاجتماعية، اي انه عارف لماذا. كان هذا التحول ضروريا للامة. 2- الاخلاق، اي ان عليه ان يكون في الطليعة وان يخرج من العدد المنفعل المستسلم للاوضاع. 3- الايمان، اي انه لايكفي ان يكون فاهما لضرورة التحول ومقدرا لمسئوليته بل يؤمن بأن القدر والتاريخ وكل الظروف مهيأة لنجاح هذا الانقلاب. ومنها وصلنا الى القول بان السبيل الجديد هو وسيلة الانقلاب، ويعتمد هذا الجيل على الفرد، لان الوعي والايمان يفتش عنهما في الافراد لا في المجتمع. بعد ذلك تكلمنا في الحقيقة والمواقع بالنسبة للشعب، فحقيقته شيء وواقعه شيء اخر، لان واقعه مفروض عليه فرضا من قبل الفئات المستثمرة والقوى الاجنبية. ان حقيقته قد طمست ولا زالت، كما ان التفاعل والاصطدام بين حقيقته وواقعه يجلو حقيقته ويهيؤه لتحقيق الانقلاب. ونظرتنا الى الشعب نظرة تفاؤل وايمان، ولمجرد تجسيد الجيل الجديد لفكرة الانقلاب، نجد الشعب يتنبه ويمشي في طريق الانقلاب. و نحن ننفي التشاؤم وسوء الظن بالشعب وباخلاقه لان واقعه الفاسد عارض طارىء، ولأن حقيقته كامنة تتجلى مع التجارب والآلام. فنفسية الانقلابي هي نفسية التفاؤل والايمان اي يؤمن بان الانقلاب قدر تفرضه شروط التاريخ ومواهب الامة نفسها، ويؤمن بان الشعب مستعد لتلبية هذا الانقلاب. ثم تعرضنا الي مبررات هذا الايمان. هل هو استنادا الى تفسير معين للتاريخ، تفسير جبري، اي ان تطور التاريخ يؤدي حتما الى هذا المصير؟ قلنا ان لا موجب عندنا لمثل هذا التفسير، فالعربي الواعي المؤمن اليوم، حاجته لايجاد مبرر في الماضي لنهضته، بل يجد من الواقع نفسه مبررا للنهضة. فالسند هو الجيل الجديد الانقلابي، الذي اصبح حقيقة لا يجادل فيها والذي يتكون ويتكاثر ويترابط في مختلف الاقطار. هذا وحده مبرر ودليل على ان الامة قد نضجت وانتجت هذا الجيل، وهذا يدل على انها سائرة نحو الستقبل. فمبررات الانقلاب هي في الواقع نفسه لا في التاريخ. ما دام الانقلاب هو من اجل بناء مستقبل جديد يختلف عن الحاضر اختلافا جوهريا فما هي معالم هذا المستقبل؟.. نحن لا نقول ان معالمه محددة منذ البدء ومرسومة منذ الماضي، وعندها يكون الانقلاب رجعة، كلا، نقول ان معالمه وخطوطه تحددها حاجات الامة التي تهتدي اليها بملء الحرية دون ان تكون مقيدة باي قيد. فالامة عندما تعي ذاتها ومكانتها في العالم وفي الزمن وتريد ان تتحرر من المرض والنقص تخلق وسائل تحررها ولا تستمد هذه الوسائل من اي شيء سابق. وقلنا ان هذه هي الطريقة الوحيدة التي تضمن مجيء هذا الانقلاب وهذا المستقبل منجما هو روح الامة واصالتها. أي بقدر ما تكون الامة حرة بالسعي نحو مستقبلها تكون منسجمة مع نفسها مخلصة لشخصيتها وعبقريتها وبالعكس، اذا وضعت قيودا لنفسها تخون شخصيتها وتبتعد عن روحها، وفي الماضي عندما كانت الروح العربية متجلية بقوة اوجدت لنفسها وسائل تحقيق ملائمة لظروف الزمان والمجتمع. والوسائل ليست من نفس جوهر الروح اي ليست شيئا اصيلا، اما الاصل فهو المستوى الروحي، فالعرب عندما يسترجعون المستوى الروحي العالي ويتفوقون عليه تكون الوسائل متلائمة مع روحهم بالنسبة للعصر. عندما نمشي بالابداع والحرية وتلبية حاجات صادقة وعميقة في حياتنا الحاضرة نلتقي بالروح التي كانت مهيمنة على ماضينا. عام 1950 منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الثالث:) حول الإنقلاب(23)