منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)"قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)"قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)"قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38)   في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)"قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38) Icon_minitimeالخميس ديسمبر 29, 2011 11:36 am

في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)"قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38) 552657368
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)"قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38) 806772312
في سبيل البعث - الجزء الأول:
الباب الخامس:

قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38)
(افتتح هذا الحديث، الذي ألقي في اجتماع لطلبة المغرب العربي، بسؤال من أحد الطلاب طرح عن الاقلية البربرية بالمغرب ومحاولة فرنسا تقوية هذه العنصرية وكيف يمكن التوفيق بينها وبين الفكرة العربية التي ندعو لها ونعمل من أجلها).
يجب التساؤل أولا: هل نحن سنعمل كالسياسيين الموجودين بأسلوب مرتجل لتمشية الحال دون أن يكون هناك نظرة شاملة وبعيدة للمستقبل، أو أن الوقت حان لوجود جيل عربي في كل مكان من أقطار العروبة ينظم تفكيره وعمله على أساس هذا التفكير الشامل.
فأسلوب السياسيين الموجودين في البلاد العربية هو أسلوب مرتجل كما هو معروف لا يقوم على نظرة علمية مدروسة شاملة تعتمد في المستقبل على إمكانيات الشعب العربي وتسعى الى تحقيق أهدافه وفق مراحل مدروسة.
فالسياسيون يصدرون من هذه النظرة، ولأن مصالحهم أيضا لا تسمح لهم بالعمل الطويل ولا تسمح لهم بالتجرد والنضال المستمر لذلك نراهم يرتجلون. فالعلل الموجودة في المجتمع العربي من رأسمالية وإقطاعية يضخمها الاستعمار باستمرار الى جانب عصبيات عنصرية وطائفية ومذهبية. ومعالجة السياسيين لهذه العلل معالجة مرتجلة وسطحية، تارة يكذبون على الشعب وتارة على أنفسهم ويتجاهلون هذه الامراض ويخضعون لها الخضوع التام فنرى من السياسيين من يماشي النعرات الطائفية المذهبية، وآخرين لكي يتحاشوا الاصطدام بالفروق العنصرية يلجأون الى الشعارات التي في عرفهم تجمع المجتمع. ففي المغرب مثلا يظن أن الإسلام يجمع الجميع لذلك لا يعود مجال للاختلاف العنصري. كما يوجد في الشرق العربي من يقول بهذا الرأي مع أنه أصبح ضعيفا.
اني أذكر بأن في سورية قبل خمس وعشرين سنة قلما كان الزعماء يذكرون كلمة عرب وعروبة. كانوا يجدون في كلمة سورية والسوريين مخرجا من مآزق كثيرة ولم يكونوا يستعملون تعابير قومية وانما وطنية بقصد أن يلتقي الجميع مسلمين ومسيحيين وعربا وأقليات غير عربية كلها باسم الوطنية لمقاومة الاجنبي المحتل. وبقي هذا لما قبل عشر سنوات. وقد اضطرتهم حركتنا في آخر الامر أن يتبنوا شعارات العروبة ولكن حتى الآن يظهر في تعابيرهم من حين لآخر بقايا الأسلوب القديم فيقولون بأمة سورية.
فالمشكلة ما زالت مطروحة ولكن في الشرق العربي خفت حدتها مع انها لا زالت باقية في لبنان، اما سوريا فقد سبقت غيرها من الأقطار واعتمدت الوضوح والصراحة. اما في العراق فما يزال هذا المفهوم موجودا نظرا لوجود أقلية كردية. أذكر مثلا منذ سنتين جاء وفد عراقي لزيارة سورية ولبنان -وكان الشيشكلي ما يزال موجودا- وتحدثوا لي عن خلاف عنيف وقع بينهم عندما دخلوا سورية وقبيل دخول دمشق، على رفع العلم العربي، فهناك قسم من الطلاب لم يوافق على ذلك، منهم الشيوعيون، والشيوعيون يستغلون هذه التفرقة العنصرية فيجدون أرضا خصبة بين الاكراد في العراق. أما في مصر فالمشكلة من نوع آخر، ليست هناك عناصر مختلفة وانما مر على مصر زمن طويل وهي في ظل الحكم الأجنبي من اتراك وانجليز أضعفوا فيها هذه الصفة العربية وغذوا فيها الشعور الإقليمي وأوجدوا شيئا من الاعتزاز المصري ونبشوا الحضارة المصرية القديمة من الآثار وكادوا يوهمون المصريين بأنهم غير غرب. ولكن هذه المحاولات فشلت. والآن لم يعد يجرؤ أحد أن يطالب جديا بقومية مصرية فرعونية. وفي لبنان ينظر الى العروبة نظرة الاسلام لانها رافقته، لذلك فالعناصر المسيحية المتعصبة المستغلة للتفريق الطائفي تكافح الفكرة العربية بحجة ان العروبة معناها سيادة وسيطرة الاسلام كدين وتشريع وتقاليد وحضارة. فكل هذه الافكار كانت معروفة لدينا حين بدأت حركتنا قبل خمسة عشر عاما. فنحن لم نخف منها لأننا مؤمنون بأنها أشياء مصطنعة في أكثرها تتلاشى وتذوب مع التوجيه واكتشاف الشعب تدريجيا لمصلحته في الوحدة، والوحدة مصيره، واكتشاف بطلان ما يختبئ وراء مكافحة الفكرة العربية من مصالح خاصة، من رجال الدين أو من زعماء بعض الاقليات العنصرية أو من اقطاعيين، والاستعمار وراء الجميع. فلو أردنا أن نمشي على غرار السياسيين والزعماء التقليديين في البلاد العربية كان علينا ان نكتم دعوتنا والشيء الكثير من أفكارنا ان لم يكن في كل الاقطار على الاقل في بعضها، ولكن لمعرفتنا بحقيقة شعبنا وبحقيقة هذه الامراض ومن أين تأتي ومن يغذيها واعتبارنا لهذه الأمراض سطحية وقابلة للكشف، فان التصريح بعقيدتنا وفكرتنا يساعد على شفاء هذه الامراض مثل الطبيب الذي يعتمد ارادة المريض في شفائه. فالطبيب الذى يكتم عن المريض مرضه يفقد عنصرا أساسيا في الشفاء. ومعنى ذلك انه لا يشرك المريض في عملية الشفاء في حين ان الطبيب الواعي يشارك المريض. لماذا كانت لنا هذه الثقة بفكرتنا وبأنفسنا؟ لأن فهمنا للعروبة يختلف كثيرا عن المفاهيم التقليدية. لقد اعتبرنا انتشار هذا المفهوم الجديد في أوساط الشعب يكفل تأييد الشعب له وبالتالي التغلب على الأوهام والمفاهيم البالية والاعتبارات القديمة. فهناك جملة مفاهيم للعروبة أو للقومية تخلق مشاكل ليس لها آخر فتمزق وحدة الشعب وخاصة وضع الشعب العربي في هذه المرحلة بعد قرون من التأخر، فنحن أحوج ما نكون الى مفهوم صحيح للعروبة نقدمه للعالم وللحضارة وللتفكير الإنساني. القومية المغلقة المتعصبة أكبر خطر علينا لانها تغذي الفروق بدلا من القضاء عليها. ولقد وجد دوما في البلاد العربية مئات من الناس كانوا يتبنون النظرة النازية حتى قبل ظهور النازية نتيجة للجهل، ووجد دوما من صوّر العروبة بأنها مقتصرة على نوع معين وعدد معين من الناس وانها تفاخر واستعلاء على الآخرين. وطبيعي ان يُحدث هذا رد فعل، وان تشعر الأقليات العنصرية بأنها مهددة بوجودها أمام مثل هذه القومية، لذلك كان هناك رد فعل على القومية المتعصبة من الأكراد والآشوريين والأرمن ورد فعل ديني ومذهبي. إن القومية الإسلامية والدعوات الطائفية الاخرى كان مصيرها الفشل كما كان مصير القومية الطاغية المتعصبة. اذا كيف عرفنا نحن العروبة منذ البدء وكيف وجدنا لها ضمانات قوية جدا لكي لا تصطدم بأي عقبة من هذا النوع ولكي لا تتحجر، بل تكون دوما منفتحة ومتطورة وانسانية؟ ليس تعريف العروبة وحده كافيا ولكن الشيء الاساسي في الموضوع هو أننا فسرنا قوميتنا بالاشتراكية وبفكرة الحرية. هذه هي الضمانات الحقيقية في الواقع عندما تكون القومية ملازمة للاشتراكية او الاشتراكية ملازمة للقومية.
فنحن عندما ننادي بالمساواة الاقتصادية وبتكافؤ الفرص نعني اننا سلمنا قضية البلاد لأصحابها الحقيقيين وهم أفراد الشعب. وهم في حقيقتهم شيء واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي وعربي وكردي وبربري... الخ..
فلا يعقل مطلقا أن تكون القومية اشتراكية وفي نفس الوقت متعصبة لان الاشتراكية في فلسفتها هي محو لكل تمايز واستغلال وسيطرة من فئة لأخرى. فاذن نحن صدرنا من البدء عن فكرة وليست نظرية، اذ انها مستمدة من صميم هذا الشعب العربي الممتد على هذه الرقعة الممتدة في الشرق والغرب، والذي تجمعه أواصر في الماضي ومصالح وأواصر روحية في الحاضر والذي يجب أن يكون له اسم. فالاسم الذي هو أقرب ما يكون الى الواقع والى الماضي والى المستقبل هو العروبة. فاذا قلنا الاسلام فسنختلط مع عالم آخر نصطدم معه بالمصالح. فالفروق القائمة في وسط مجتمعنا العربي تظهر أنها لا شيء أمام الفروق في وسط العالم الاسلامي. اذا أخذنا الاقليات العنصرية ما بين العالم العربي والاسلامي نجدها كثيرة فالدولة الدينية كانت تجربة في القرون الوسطى وتجربة انتهت بالفشل وكلفت البشرية كثيرا من الجهد ومن الدماء ومن المشاكل وحدثت تقريبا في أوقات متقاربة في البلاد الاسلامية وفي أوروبا المسيحية. في أوروبا كان هذا الحلم عند الباباوات والأباطرة الجرمان من ألف سنة. لقد حاولوا أن يجعلوا من أوروبا دولة مسيحية واحدة باسم النصرانية، وكانت من نتائجها حروب مستمرة وتورط للسلطة الدينية في مغامرات سياسية بشعة لا تليق بالدين، حتى أصبح رجال الدين في أوروبا وزعماء الكنيسة أكثر شرا وفسادا من الملوك. كذلك أباطرة الجرمان ظلوا يعيشون وراء هذا الخيال مئات السنين وكانت النتيجة فشل المحاولة لظهور القوميات منذ القرن السادس عشر. فقد تبلورت فكرة القوميات في أوروبا وقضت نهائيا على هذا الحلم. أما في الشرق الاسلامي فقد فشلت المحاولة ايضا ونتائجها معروفة كذلك، بين حروب وثورات عديدة مستمرة انفصلت على أثرها الشعوب غير العربية وشكلت كيانات مستقلة مثل ايران وتركيا.
وانني أورد هذه الامثلة والتفصيلات لكي لا نقع في تجارب فاشلة. أعود الى الفكرة التي ابتدأنا منها: هل نريد أن نعمل دون خطة ودون نظرة بعيدة ودون أسس مدروسة متينة أم نعتبر أنفسنا مسؤولين عن مصير أمتنا وأن نختار لها أمتن الأسس وأحسن الاشكال التي تضمن ازدهارها وسعادتها ووحدتها؟ فالجواب هو ان نفرق بين العمل الماضي المرتجل وان نعتمد على المستقبل وان نتحمل في الحاضر كثيرا من الجهود والتضحية ريثما تتوضح فكرتنا للجميع وتحقق المصير الذي اخترناه لأمتنا.
وهذا لا يحدث في يوم ولا في سنة بل يحتاج الى زمن حتى يلمس جميع العرب بأن هذا هو الحل الوحيد لتطويرهم وازدهارهم. لا يجوز لنا ان نضحي بفكرتنا التي نؤمن بها أمام عقبات مؤقتة. فلمجرد وجود مسيحيين في لبنان يغذيهم الاستعمار بأفكار خاطئة، هل نساير لبنان ونقول له انه غير عربي!.. كلا لا يمكن ان نضحي بفكرتنا. وواجبنا أن نشرح للبنانيين الانعزاليين بأن العروبة التي نعمل لها تمنع الضغط الديني وسيطرة طائفة دينية على أخرى، انهم يتهربون من العروبة -وهي مرادفة في نظرهم للاسلام- لأنها في نظرهم لا تسمح بتكوين مجتمع يحفظ حرية الفرد ويساير التطور الحديث في العالم. فاللبنانيون الانعزاليون بحكم موقع القطر اللبناني، وبحكم الاتصالات بينهم وبين الغرب ووجود ارساليات أجنبية، تذوقوا مظاهر الحضارة الغربية اكثر من أي قطر عربي آخر، وتعلقوا بالحرية الفردية، فهم يخشون بعد ان حصلوا على شيء من هذه الحرية، اقول يخشون اذا ما اندمجوا في الجسم العربي أن يفقدوا حريتهم. واذا أخذنا الاقليات العنصرية مثل الاكراد مثلا.. نتساءل.. لماذا يتخوف الأكراد أو قسم منهم من العروبة؟ ان هذا التخوف أكثره ناتج عن دعاية استعمارية حديثة ترجع الى خمسين سنة، يوم دخل الانكليز والفرنسيون الشرق العربي. فالأكراد ظلوا مئات السنين يعيشون مع العرب ويحاربون ويستبسلون في الدفاع عن الأراضي العربية. فأفراد الشعب من الأكراد ماذا يريدون وأي شيء يطمحون اليه أكثر من ان يعيشوا حياة كريمة سعيدة، وأن يكون لهم ما للجميع وعليهم ما على الجميع باستثناء بعض الزعماء الذين لهم مصالح اقطاعية؟ أفراد الشعب هؤلاء لا يريدون أكثر مما يريده العرب أنفسهم.
والآن ليس هناك اقليات مضطهَدة وطوائف مضطهَدة وانما هناك اكثرية شعب مضطهَد هو الشعب العربي، وهناك اقلية مضطهِدة من المتآمرين مع الاستعمار. العربي والكردي والبربري والاشوري والمسلم والمسيحي والدرزي الخ.. افراد الشعب الذين يشكلون 90 بالمائة من افراد الأمة العربية مضطهدون محرومون من قبل أقلية تستغل الأوضاع الفاسدة وتستفيد من وجود الأجنبي.
فعندما تطرح المشكلة على هذا الشكل، أي ان الاشتراكية تطرحها على هذا الشكل، وقوميتنا اشتراكية، هناك طبقات مستغلة متآمرة على حساب الشعب، فعلينا ان نقضي على هذا الاستغلال عندها لا يعود هناك فرق بين المواطنين. واذا رجعنا الى تعريف العروبة كما نفهمها نحن وكما نريد ان تتحقق بأنها هي العنوان والاسم والروح التي تجمع بين هذا الشعب الواحد وتشعره بشخصيته ورسالته في الحياة فليس فيها أي جمود أو تحجر أو استعلاء.
لا أحد يمنع الأكراد ان يتعلموا لغتهم شريطة ان يكونوا خاضعين لقوانين الدولة ولا يشكلون خطرا على الدولة، والطوائف المسيحية مثلا لا يوجد من يمنعها من ممارسة شعائرها الدينية ومن الثقافة المسيحية ضمن هذه الثقافة العربية العامة. فمفهومنا بعيد جدا عن مفهوم القومية النازية التي تؤمن بأن هناك عرقا مفضلا وله مميزات خاصة يجب أن يتطهر من كل شيء وبالتالي ان يضطهد كل من لا تتوفر له الشروط من حيث النسب والعادات المعينة... فالعروبة هي انسانية ونحن نفهم من قوميتنا العربية بأنها الإنسانية الصحيحة وبأنها تقديس لقوميات الآخرين، فنقدس هذا الشعور عند كل شعب آخر.
ولكننا لا نقول بالاممية التي يقول بها ادعياء الماركسية بل نعتبرها مصطنعة لانها محاولة لأفقاد كل شعب شخصيته وربط الشعب بروابط طبقية بحتة، وهي محاولة فشلت كما فشلت محاولة الدولة الدينية في القرون الوسطى على ما في ذلك من مفارقة. فالشعب في حاجة الى من ينبهه الى أن الاممية التي تجاهلت الحقيقة القومية تتحول يوما بعد يوم الى طريق الفشل. وهكذا نرى أن نظرتنا الى الإنسانية هي النظرة العلمية لأننا نعتبر ان الإنسانية الصحيحة هي في القومية الصحيحة.
فلنعد الى المشكلة المطروحة ونضيق البحث ونعين الحل العملي على ضوء هذا التوضيح. هناك في المغرب عنصر يسمى العنصر البربري وهذا العنصر يمتزج مع العرب امتزاجا كليا، كما اعتقد، من الفتح العربي على الأقل لأن هناك بعض النظريات التي توجد صلات بينهما قبل الفتح، ولكن منذ الفتح العربي الى اليوم أصبحت أرضا واحدة ودينا واحدا وثقافة واحدة ولغة واحدة ومصلحة حاضرة واحدة.
ونغمة التفريق هذه قد اصطنعها الاستعمار وغذاها، اذن هل نقول اننا نريد ان نتحرر من الاستعمار اولا تحت الشعارات الملائمة التي تجمع ولا تفرق بعد ذلك نسعى أن نزيل هذه الفروق، أو أن نظهر للبربر الذين يتحفظون تجاه القومية العربية بأنها عين ما يطمحون اليه وانها حريتهم وحياتهم وازدهارهم وانها القوة الحقيقية؟ ثم بأنهم لن يكونوا فئة قليلة وبأنهم سيكونون جزءا من امة واسعة منتشرة في الشرق والغرب وهذا اضمن لقوتهم وسعادتهم؟ فالواقع ان المستقبل هو ابن الحاضر وان ما نتساهل فيه اليوم لن نستطيع تلافيه غدا. اننا لا نريد ان نكرر الاخطاء في المغرب فنحن لا يهمنا رجال الحكم والزعماء التقليديون الموجودون هنالك. فالاعتماد على الجيل الجديد، ولا يجوز له ان يساوم على فكرته وعقيدته لانه يبني للمستقبل وعليه اذن ان يبشر بهذه الفكرة: الفكرة الإنسانية الحرة الاشتراكية التي لا تبقي أي مجال للاستغلال بين عنصر وآخر وطبقة وأخرى. اذا لم نزرع هذه الفكرة من الآن فسنجد من الصعب جدا زرعها عندما تتحرر البلاد لان التحرر سيرافقه ايضا يقظة للمصالح الخاصة وحرص من الزعماء على أن يقتطعوا لانفسهم مناطق نفوذ، وهكذا فيجب أن نوجد الخميرة عند الشعب منذ الآن. فعلينا أن نوضحها ونقويها لأن لهذه البلاد في شرقها وغربها اسما واحدا ولغة واحدة وقومية واحدة. انكم ستجدون مقاومة لهذه الفكرة من قبل السياسيين، هذا منتظر ولكن هذا سيقوي فكرتكم وانتشارها وسيضغط على رجال السياسة بالذات ليراقبوا نفسهم ويبدلوا من اتجاهاتهم وارتجالاتهم كما حدث هنا. فنحن بهذا التيار الشعبي الذي أوجدناه منذ خمسة عشر عاما حتى الان اضطررنا الزعماء انفسهم بأن يخففوا من انتهازيتهم فيما يخص مصلحة البلاد وأن يعدلوا من ارتجالهم. انكم بتمسككم بهذا الاتجاه شريطة ان يكون مفهوما لديكم حق الفهم -إن ما نفهمه بالعروبة، هو هذه الرابطة الانسانية السمحة وهذه الفكرة الواقعية التي تضمن قيام مجتمع عادل- فبعض السياسيين القائلين بعروبة هوجاء متعصبة غامضة ومتسلطة سيضطرون للتراجع عن هذه النظرة الهوجاء وبذلك يخف رد فعل العنصر البربري. وانا لست مؤمنا بأن ما تتصورنه موجود الى هذا الحد. على كل حال مهما يكن من امر فدعوتكم أنتم من جهة ستعدل كثيرا من النظرة القومية الهوجاء... وهناك فئة اخرى تحمل أفكارا تتهرب بها من المشكلة فتقول نحن مسلمون ونحن مغاربة الى غير ذلك.. هؤلاء ايضا نتيجة لدعوتكم سيخرجون من المعركة وهم مؤمنون ولو بمقدار بسيط بهذه الفكرة العربية السمحة وعندها تكون الخميرة وجدت. العهد الاستقلالي لا يكون صحيحا وغير معرض لهزات ولانقسامات الا اذا طرحت المشكلة على الشكل الذي سردناه سابقا.
سؤال: ان حزب البعث تجنب الشيوعية لانها ستفقده شخصيته اذا انخرط فيها فالبرابرة يقولون بفكرة تشابه هذا القول ويقولون المغرب كوحدة يحقق الشخصية البربرية لانه ليس كله عربيا ولا بربريا.
جواب: ليس المقصود بالاحتفاظ بالشخصية التمايز بل المقصود شيء ايجابي، نحن نرفض الاممية الشيوعية لاننا نجد فيها شيئا سلبيا يحاول محو شخصية الأمة العربية. والشيوعيون انفسهم بدأوا يرفضونها عمليا وان كانوا لم يصرحوا بذلك بعد. وروسيا نفسها سائرة في فكرة القومية، وظهر ذلك اثناء الحرب عندما اخذوا يستندون الى بعث الروح القومية حتى ينتصروا.
نحن قلنا في تعريفنا لقوميتنا العربية بأنها ستسمح بالحرية للجميع. فلا شك ان المغرب عندما يكون جزءا من الوطن العربي الكبير سيكون امنع استقلالا وحرية واخصب ازدهارا مما لو كان وحده معرضا دوما للعدوان والمطامع واستغلال الدول القوية الاستعمارية. وأنتم تعرفون ان المعقل الاخير للاستعمار هو افريقيا، والدول الاستعمارية وأميركا خصوصا تتوجه بنظرها نحو المغرب. والاحتفاظ بنفوذ في المغرب من قبل الدول الكبرى غايته تركيز دعائم الاستعمار في هذه البقعة الباقية من افريقيا. ففي الوقت الذي يثبت فيه الاستعمار شعور الانقسام والفرقة والتمايز والكره للاكثرية نجده نفسه يبث عند عملائه من السياسيين بأن الاكثرية تحاول فرض سلطانها على الاقلية، وبنفس الوقت الذي يغذون الشعور بالاقلية عند البربر يخلقون عند الاكثرية زعماء متعصبين يسلكون سلوكا يثير نقمة الاقليات. فالقومية المتعصبة هي ايضا من النتاج الاستعماري في بلادنا والدعوات الطائفية كذلك لتدعيم الاستعمار. فلا الشخصية البربرية يحافظ عليها اذا استقلت لان البربر يصبحون عبيدا للمستعمر ولا يحافظ عليها اذا انعزل المغرب عن المشرق العربي لان المغرب بدون المشرق العربي سيبقى ضعيفا امام الاستعمار لان اوروبا متسلطة ومشرفة اشرافا مباشرا عليه.
عام 1955
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)"قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية(38)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثاني:)الموقف المسئول أمام التاريخ(31)
» :في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) القومية قدر محبب(31)
» :في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) في القومية العربية(32)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس)"التفكير المجرد (34)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس)"ذكرى الرسول العربي(33)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: