منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني )النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني )النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني )النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12)   في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني )النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12) Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 30, 2011 11:21 am

في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني )النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12) 552657368
في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني )النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12) 927403809.
في سبيل البعث - الجزء الثاني:
الباب الثاني:

النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12)
ابتدأ الحديث بسؤال عن نظرتنا إلى السياسيين في تونس، الذين ساروا في الحل المعروف .. حل المفاوضة .. التفاوض والتفاهم مع الاستعمار الفرنسي، وهل نعتبرهم خونة أم مجرد مخالفين لنا في الرأي..
***
لقد سأل الأخ عن مفهومنا للخيانة، وهل تنطبق هذه الصفة على أولئك السياسيين في تونس؟.. وبالتالي هل عرفنا وجهة نظرهم كما عرفنا وجهة نظر المعارضة؟..
لا أوافق على استعمال لفظة الخيانة، ولست أرى كبير نفع من التطرف في هذه التسميات والألفاظ. ولكن الواجب أن نعين بالضبط، بالدقة، ودون اللجوء إلى كلمات إنفعالية ما هي حقيقة السياسة التي انتهجها السياسيون المعروفون في تونس.
إنني اعتبر بأن في المغرب العربي إمكانيات نضالية هائلة، وهي موجودة في الشعب العربي عامة، ولكن قد تكون متفوقة في الشعب العربي المغربي. ومن جهة أخرى نعرف بأن الدولة الإفرنسية في طريق الانهيار والإنحطاط، وأن الإستعمار عامة في طريق الإنهيار.
ونعرف من جهة ثالثة بأن أقطار الشرق العربي خطت رغم تلكؤ حكامها، رغم المآخذ التي نأخذها على الأوضاع فيها.. ورغم كل شيء.. خطت خطوات كبيرة في سبيل التحرر وخاصة في طريق الوحدة.. التحسس بالوحدة وفائدتها وأصالتها، وبأنها واقعية وليست خيالا ووهماً.
وبالإستناد إلى هذه العناصر الثلاثة كان من واجب قادة النضال في تونس أن يتفاءلوا بالشعب أكثر مما فعلوا.. أن يتفاءلوا بالشعب العربي عامة، وبالشعب العربي في تونس بصورة خاصة.. بأنه سيتحمل نضالاً أطول وأقسى لأنه في كل خطوة يزداد خبرة وعزيمة ويزداد وعي الشعب في النضال، ويزداد شعوره بحقه في الحياة، وليس هنالك خوف على الشعب أن يتخاذل أمام القوة الغاشمة. إذن حُكمنا عليهم أنهم ضعيفو التجاوب مع روح الشعب. لا نقول أنهم يعرفون إمكانيات الشعب في النضال وتآمروا عليها، ولكننا نقول: لا يعرفون حقيقة الإمكانيات الشعبية، ولذلك وقفوا في نصف الطريق، وهذا يعني الحكم بعدم جدارتهم بالقيادة.
فموضوع الخيانة في نظري موضوع ثانوي. وكما قلت: لا أستسيغ أنا شخصياً إلقاء هذه الألفاظ جزافاً، ولكنني أتوخى التحليل العلمي الواضح. فهل برهن هؤلاء القادة على ثقة بالشعب حقيقية، وبأنه قادر على الاستمرار في النضال؟.. وماذا وجدوا من الشعب ما ينبئ عن ضعفه وتعبه ما دام الشعب في الجزائر قاسى أضعاف ما قاساه الشعب في تونس، ولزمن أطول بكثير؟.. ولكنه اليوم متفوق من حيث القوة والإستعداد للمقاومة، وفرض احترامه على الآخرين.. فكيف نصدق أن الشعب في تونس أضعف منه في الجزائر..! إذن ألا يكون من حق الشعب العربي وهو الذي عانى تجارب كثيرة حتى اليوم أن يتساءل: هل وراء ذلك مصالح خاصة، ليس بالضرورة عند بورقيبه وأشخاص معدودين من مساعديه، ولكن عند طبقة معينة يستند إليها هؤلاء الزعماء وهي الطبقة التي تحرص على مصالحها الاقتصادية، ولا تستطيع أن تفرط بهذه المصالح من أجل قضية وطنية؟.
المأخذ على هؤلاء القادة أنهم اعتمدوا على طبقة ليست هي طبقة الشعب، ولا تمثل حقيقة مصالحه. والملاحظ أن هذا النوع من السياسيين ضعيف الثقة بالتضامن العربي.. وبالتعاون العربي.. ضعيف الثقة بالمساعدات الجدية التي يمكن أن تأتي من الأقطار المستقلة، لأنهم حاولوا وطلبوا ولم يجدوا تلبية، ولكن هم أنفسهم هؤلاء من نفس نوع الحكومات التي منعت عنهم المساعدة، لأنهم لو كانوا من طبقة الشعب لما يئسوا، ولما حكموا على الأمة العربية من خلال طبقة متخلفة شائخة. الأمة العربية ليست هي نوري السعيد وحكومات سورية ولبنان.. إنها أعمق بكثير وأغني بكثير، ولكنها لم تمثل بعد التمثيل الصادق. أبناء الشعب الذين لا يعتمدون في نضالهم إلا على الشعب لا ييأسون من الأمة عندما تتخاذل الحكومات. والشعب لا يكذّب هذه الثقة وهذا التفاؤل، لأن كل يوم يأتي بجديد ومفاجأة لمصلحتنا، ويفصح عن إمكانيات لم نكن نتوقعها. وكأنهم -في الواقع- كانوا ينتظرون عذراً لكي يقطعوا هذه الصلة ليس بين تونس والشرق العربي فقط بل بين تونس والجزائر ومراكش، لأنهم رضوا أن يفصلوا أنفسهم عن الشعب.
ونحن لم نكن بحاجة إلى وجهة نظر المعارضة التونسية ما دمنا جربنا هذه الأشياء هنا. صحيح أننا سمعنا رأي المعارضة، ولكننا كنا نعرفه قبل أن نسمعه لأنه هو رأينا.
على كل حال، إني اعتقد بأن هذه الخطوة لن تكون الخطوة النهائية، وإنها تجربة خاطئة سيصححها الشعب نفسه. لا استطيع التنبؤ هل سيكون ذلك الآن أو بعد سنة أو أكثر، ولكني متيقن أن هذه السياسة -سياسة المساومة والاعتدال- قد فشلت دوماً وكانت من مصلحة المستعمر لا من مصلحة شعبنا.. ولقد أصبح عند الشعب العربي من الوعي والتجارب ما يكفل بأن يصححها باستئناف النضال وتوحيد النضال في المغرب وبين المغرب وبلاد الشرق العربي.
- القول بأنه في حالة وصول الجزائر ومراكش إلى الوضع الذي وصلت إليه تونس، في هذه الحالة ماذا تكون الخطوات العملية لمتابعة النضال؟..
إنني رغم ثقتي التامة بأن النضال في الجزائر لن يهدأ، وفي تونس أيضا ومراكش، ولكن لنفرض جدلاً بأنه وجدت هناك فئات دخلت في مفاوضة مع الافرنسيين على وضع يكون أكثر قبولاً نسبياً من الوضع السابق، ولكنه لا يحقق أماني الشعب ومطالبه، واستطاعت هذه الفئات وبالتعاون مع الافرنسيين أن تفرض هذا الحل فرضاً مؤقتاً. أعتقد بان كل نظرة ايجابية إلى هذا النوع من التسوية ستسيء إساءة بالغة إلى القضية الوطنية. أي إذا سلمنا بجواز التعاون الحكومي بين الأقطار المغربية الثلاثة وبموافقة الشعب على هذا التعاون، ليس لنا حيلة في أن تتعاون الحكومات، ولكن الخوف والخطر هو أن ينظر الشعب انه لمصلحته مع انه لمصلحة الاستعمار. لم يعد احد يجهل اليوم ما هي المصالح الإفرنسية الكبيرة التي وجدت في المغرب.. والى أي حد تستعمل طبقة معينة من الإفرنسيين هذه المصالح للاحتفاظ بمركزها وسلطتها. وليس لذلك إلا معنى واحداً هو الإستغلال الإقتصادي.. لم يعد هناك مكان في فرنسا للوطنية أو النفوذ الشعبي الفرنسي، كل ذلك أصبح تدجيلاً.. الحقيقة أن هناك طبقة تستثمر أرض المغرب العربي وثرواته، وطبقة أخرى من الموظفين يعيشون أسيادا في المغرب العربي، هؤلاء فقط يحرصون على بقاء سلطة فرنسا في المغرب، هؤلاء يشترون الصحف والنواب والوزراء وقادة الجيش الفرنسي. فإذن كل تعاون مع فرنسا يفترض حتماً التسليم لهذه الطبقة المعينة الفرنسية بالاستمرار في استغلال ثروات المغرب، فأية نهضة يمكن أن ننتظر.. أي مستقبل؟؟ استقلالات شكلية تكون قد أفرغت سلفاً من محتواها الإيجابي الذي هو ثروة البلاد. وما دمنا نسمح للفرنسيين باستغلال هذه الثروات فليس هناك استقلال حقيقي. وعلى كل حال ومهما تكن الاجتهادات فان بقاء الشعب معارضاً لهذه الحلول وحذراً منها، ومستعداً دوماً لمقاومتها هو الحل الصالح والسليم، لأنه في أسوا الاحتمالات يكوّن ضغطاً على الحكومات المحلية من جهة وعلى الإستعمار من جهة أخرى لكي يعتدلوا في استثمارهم وجشعهم، لكي يقفوا عند حد. لذلك لا افهم خاصة من الشباب، الشباب الواعي، أن يستنكر وجود معارضة، مع العلم بان المعارضة في أسوأ الإحتمالات هي ضمانة لتخفيف الشر. ونحن نرجو أن تكون المعارضة وسيلة لاستئناف النضال وطرد الاستعمار، وهي في اقل الدرجات ضمان لكي لا يرجع الاستعمار إلى راحته الأولى ويسترسل في جشعه واستغلاله، لأنه يخشى دوماً من عودة النضال المسلح، ويحسب حساباً للشعب ولمصالح الشعب.
آذار1956
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني )النضال في المغرب وأسلوب المفاوضة(12)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس:) وحدة النضال في المغرب العربي(44)
» في سبيل البعث - الجزء الثاني( الباب الثاني) النضال العربي بوجه الاستعمار وإسرائيل (21)
» في سبيل البعث - الجزء الثاني (الباب الثاني) إلى المناضلين الواعين: إحفظوا وحدة النضال واحذروا المغامرين(10)
»  في سبيل البعث - الجزء الأول( الباب الثاني )النضال الايجابي سبيل الجيل الجديد الى تحقيق الانقلاب العربي(10)
» في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الاول:)البعث حضور دائم في ساحات النضال(9)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: