في سبيل البعث- الجزء الثالث(الباب الاول)انظرة الحية للحزب(1)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث- الجزء الثالث(الباب الاول)انظرة الحية للحزب(1) الثلاثاء يناير 03, 2012 2:36 am
في سبيل البعث- الجزء الثالث الباب الاول انظرة الحية للحزب(1) التقدمية سبيل اتصالنا بماضينا بين الذين يقاومون كل محاولة للتحرير والتقدم في هذه البلاد من لا يستحقون ان يسموا حتى بالرجعيين ، لان الرجعية التراثية والدينية وان تكن في حقيقتها وفي النتائج التي تؤدي اليها خيانة للأمة مزدوجة في ماضيها ومستقبلها معاً فهي على كل حال ليست بالخيانة الواعية المقصودة، اما الذين يتصدون لتحرر الامة بدافع النفعية والاستغلال وبتكليف من الدول الاستعمارية فهؤلاء ليسوا إلا دجالين من النوع الرخيص ومتآمرين مثيرين، يستطيع القانون ان يطالهم بسهولة وليس هؤلاء هم موضوع كلامنا بل ذلك العدد غير القليل من ابناء البلاد الذين لم يرتفع تفكيرهم الى مستوى نواياهم الحسنة، فهم يسيئون من حيث يقصدون الاحسان الى الامة التي يحبونها ويغارون عليها، وهؤلاء وحدهم جديرون بان يوجه اليهم الكلام والاقناع. ان غايات المخلصين هي في الجملة دوماً واحدة، فالتقدميون والتراثيون على السواء ينشدون لهذه الامة القوة والرقي والسعادة في ظل مجتمع منتج عادل سليم الاخلاق الا ان الفريقين يختلفان في فهم الوسائل والسبل المؤدية الى تلك الغاية والنظرة التقدمية العميقة الصحيحة التي تتصف بسلامة التفكير وتجرد النفس عن النفع والهوى، باتصال صادق عميق بروح الامة وتراثها وحاجاتها، وبالغيرة على بقائها واستمرار اجيالها، هذه النظرة التقدمية التي هي حب وايمان، وبناء وابداع، وجهد ومسؤولية لتخالف بل تناقض كل ما يرمي تحت ستار هذا اللفظ الى التحلل والانحلال والهدم. والتقدمية بمعناها الصحيح ليست الا استئنافاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً لسير الامة في تاريخها الحي الصاعد قبل ان ينتابها الجمود والانحطاط. وما التحرر الذي نطلبه الا تحرر من اثقال القيود والرواسب التي تراكمت على صدر الامة خلال تلك الفترة الطويلة التي توقفت فيها عن السير وعن الاتصال بمعين روحها الاصيل . ومما لا شك فيه ان هذه الروح الحرة المبدعة قد هجرتها منذ زمن طويل ، وان استردادها لا يكون في زيادة التعلق بما نحن عليه من تأخر، بل في بذل جهد كبير خارق نخلق بواسطته شخصيتنا من جديد ، وننمي في نفوسنا بذور الحرية والابداع ، غير معتمدين الا على ما نملكه حق الملك من قدرة على تفهم الحياه وشروطها ، والاستجابة لحاجاتها ، حتى نصل بهذا الجهد الحر المستقل الى درجة من قوة الحيوية وصدق الشعور واستقلال الشخصية تقربنا على مستوى روحنا الاصيلة وماضينا الحي ، وعند ذلك ترجع الصلة الضائعة ويتبين لنا ان التقدم الذي كان في ظاهره تحررا من القديم وابتعادا عنه ، لم يكن في الواقع الى سلوك الطريق الطبيعي الوحيد لعودتنا الى ماضينا وذواتنا . والماضي الذي نحن اليه والذي كان السبب في قوة العرب وحريتهم ونهضتهم تاريخياً ، هل كان إلا تقدمية صريحة جريئة بالنسبة الى ما سبقه من عقلية واوضاع ؟ لذلك قلنا في اول كلامنا عن الرجعية البريئة القصد ، التي تتوهم انها تغار على ذلك الماضي وتحفظ عهده ، انها في حقيقتها خيانة له ولمثله واغراضه . كل ذلك يظهر واضحاً ومعقولاً اذا نحن فهمنا من الماضي انه كان قوة روحيه فحسب ، وان عودة اتصالنا بماضينا لا يجوز ان تعني إلا بلوغنا ذلك المستوى الروحي الذي هو وحده كفيل بان يبني لنا الحياة القوية المبدعة الراقية والمجتمع السليم الاوضاع ، القويم الاخلاق ، وبان يلهمنا استنباط الوسائل والاشكال الملائمة لعصرنا وشرائط مجتمعنا . 7 شباط 1950 منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي – سياسي sahmod.2012@hotmail.com
في سبيل البعث- الجزء الثالث(الباب الاول)انظرة الحية للحزب(1)