في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول):حزب البعث العربي الإشتراكي يطلب ترخيص له رسميا بممارسة نشاطه السياسي(2)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول):حزب البعث العربي الإشتراكي يطلب ترخيص له رسميا بممارسة نشاطه السياسي(2) السبت يناير 07, 2012 3:18 pm
في سبيل البعث :الجزء الرابع :ميشيل عفلق الباب الاول: حزب البعث العربي الإشتراكي يطلب ترخيص له رسميا بممارسة نشاطه السياسي(2) كان الحزب سنة 1945 قد انطلق، ولم يعد احد يشك في وجود وفي تقبل الشعب له، وان كانت الأكثرية الساحقة من أعضائه لا تزال من الطلاب الثانويين او الجامعيين. وكانت المناسبات التي وقعت في سنة 1945 متلاحقة (توقيف صلاح البيطار ومحاكمته ونفيه وما كان يتخلل ذلك من اصدار بيانات والقيام بمظاهرات ضخمة، ثم التصدي للشيوعيين ولإساءاتهم وتحديهم لمهرجان العامل العربي، وأخيرا تشكيل فرق للجهاد الوطني وقيام هذه الفرق مع قيادة الحزب بزيارة الأحياء الشعبية في ايام الخطر والتوتر)، بشكل ان الحزب تغلغل في الوسط الشعبي وأصبح معروفا ومواقفه معروفة ومحترمة. صحيح ان معظم قوته وعدده في ذلك الوقت كان لا يزال في دمشق، ولكن الفروع كانت ايضا آخذة بالتشكل في المدن والمناطق كحمص واللاذقية وحلب. (أصبح عدد اعضاء الحزب في هذا الوقت يقدر بالمئات). كانت القيادة العليا في ذلك الوقت تتألف في أول الأمر من الأستاذ ميشيل عفلق والأستاذ صلاح البيطار، ثم ادخل اليها الدكتور مدحة البيطار، وبعد هذا التاريخ بقليل ادخل ايضا جلال السيد. وبضوء تنامي حجم الحزب التنظيمي وتصاعد دوره النضالي، قدم الحزب كتابا الى وزارة الداخلية في العاشر من تموز عام 1945 يطلب فيه الترخيص له بالعمل. وقد رفضت الوزارة هذا الطلب. وفي عام 1946 اي بعد سنة تقريبا من تاريخ تقديم طلب الترخيص الاول، اعلنت الحكومة انها تسمح بتأليف الاحزاب، فتقدم الحزب بطلب آخر للترخيص له بممارسة نشاطه السياسي، ولكن الحكومة لم تجبه بشيء. وفي الثاني من حزيران1947 أعاد الحزب تقديم طلب آخر لوزارة الداخلية لنفس الغرض. وفيما يلي نص الطلبين اللذين تقدم بهما الحزب الى وزارة الداخلية في 10/7/1945 و 2/6/1947. ***** الى وزارة الداخلية: ان ما حاق بسوريا من شرور وآثام منذ الحرب العالمية وطيلة ربع قرن، وما حل بعرب سوريا من تنكيل واضطهاد على يد مستعمر باغ هدف منذ يوم احتلاله الى إبادة العرب، وقتل الروح العربية وإذلال الأمة العربية، قد بعث من بين الآلام والشجون، وفي كل بقعة من سوريا، رجالا صادقين في عروبتهم، مؤمنين بقدر أمتهم حاملين لرسالتها فرحين بما يتحملون من مشقة وعناء في سبيل رفع شأنها وإعلاء كلمتها. ولقد أتاحت ظروف مختلفة لتلاقي بعض هؤلاء الرجال وتالف قلوبهم على حب أمتهم وتوحيد كلمتهم وجهودهم في سبيل بعثها والنهوض بها. وكان من نتيجة تمثلهم لروح أمتهم ووعيهم لحاجاتها العميقة، ومن نتيجة مساهمتهم في العمل القومي خلال اكثر من عشر سنوات، ما جعلهم يمشون في طريق شقوها بأيديهم وعقولهم بعيدة كل البعد عن الطرق السياسية السهلة التي مشت فيها الحركات الوطنية في بلادنا. هكذا نشأت حركة البعث العربي منذ عدة سنوات، ومضت دون كلل تبشر بفكرتها وتدعو الشباب في جميع الاقطار العربية الى اعتناقها وتنفيذ تعاليمها. وقد وصلت اليوم الى نقطة تستطيع معها ان تخطو بقوة واطمئنان الخطوة الإنشائية التنظيمية، وتنقلب حزبا قويا يصب فيه كل عربي مؤمن ما عنده من خير وعروبة في سبيل بعث أمته، وبصورة تأتي معها النتائج متناسبة مع ما يصرف في سبيلها من مجهود. ونحن اذ نتقدم الى الحكومة ونعلمها بتأليف حزبنا القائم على مبادئ قومية وأفراد تتمثل فيهم هذه المبادئ، لا نجهل وجود نزعة سائدة عند بعض رجال الحكم لإعاقة قيام الهيئات والأحزاب السياسية التي لا يقوم من دونها حكم دستوري صحيح، ولكننا نأمل ان تسيطر الروح الدستورية على النزعة الشخصية في مثل هذه الشؤون القومية، وان يقابل طلبنا هذا بما يستحق من تقدير وترحيب وبعد نظر، فيرخص لحزبنا بأداء مهمته في جميع المناطق السورية وفي مختلف نواحي نشاطه. وعملا بأحكام المادة السادسة من قانون الجمعيات نرفع هذا البيان مع نسختين من مبادئ الحزب ونظامه مع اسماء هيئته التنفيذية وعنوان مقره الموقت. وتفضلوا بقبول فائق الإحترام. الهيئة المركزية التنفيذية ميشيل عفلق، صلاح الدين البيطار، مدحة البيطار دمشق في 10 تموز 1945 ***** الى وزير الداخلية المحترم : منذ سنين ونحن نلاحظ خطأ الأسلوب المتبع وانحرافه في معالجة مشاكل المجتمع العربي: فمن جهة يلاحظ ابتعاد الحركة القومية عن الشعب مما أدى الى فتور النضال وضعفه ودخول الاستغلال والانتهازية فيه، ومن جهة ثانية شاهدنا خلو الحركة القومية من كل ما هو ايجابي يقويها وينظمها من ناحية الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والفكرية. ومن جهة ثالثة لاحظنا تفكك الحركة القومية وترديها في نطاق العمل الإقليمي الضيق. كل هذا أشعرنا بان على العرب ان يوقفوا هذا التدهور بنتيجة تحول عنيف واستجماع للإرادة ووعي إمكانياتهم الكامنة فيسيروا في طريق جديد صاعد يستمد قيمه وأحكامه وغايته من الخلق العربي الأصيل ومبادئ الرسالة العربية المتعالية على الواقع ونسبية أحكامه، وبالتالي كل هذا أشعرنا بالحاجة الماسة الى عمل عربي جديد تكون مميزاته: 1- الصفة الشعبية الحرة في القيادة والتنظيم. 2- النظرة القومية الايجابية الشاملة لجميع نواحي الحياة العربية يكون ابرز ما فيها الاشتراكية في الناحية الاقتصادية. 3- الفكرة العربية الواحدة التي ينتج عنها عمل عربي واحد. ولما كان هذا العمل يقتضي بالضرورة وجود منظمة سياسية تعمل على تحقيق هذه الأهداف، فقد أسسنا عام 1940 نواة حزب البعث العربي. وباشرنا التنظيم العلني الواسع عام 1943. ان حزب البعث العربي جاد منذ نشوئه في إبراز الفكرة العربية وتحديدها وتوضيحها وبيان الأهداف والغايات التي تقوم عليها نهضة العرب الجديدة. وقد كان لمواقفه العملية المتكررة أثر لا ينكر في محاربة الاستعمار وتثبيت دعائم الحرية والتمسك بالنظام الجمهوري وتقويته لأنه النظام الأصلح لممارسة الشعب حقوقه، وتكوين رأي عام عربي قائم على تقديس الفكر ومحاربة الخرافة والجهل والتدجيل والطغيان والاستثمار وهو يواصل نضاله في سبيل بناء مستقبل خليق بماضي العرب المجيد وبحاضر الأمم الراقية. وكنا تقدمنا في مناسبتين مختلفتين الى الحكومات السابقة طالبين إعطاء حزبنا ترخيصا يسمح له بممارسة نشاطه الحزبي فلم نحظ بجواب. الا ان هذه السياسية التعسفية التي انتهجتها الحكومات السابقة باعتدائها على الحريات العامة لم تسعنا من المضي في تنظيمنا الحزبي واداء رسالتنا القومية. ولما كان حق تأليف الأحزاب حقا طبيعيا كفله الدستور وليس لأي سلطة ان تنتقصه وتضع العوائق في وجهه وتمنع الأفراد من ممارسته. وكان ليس من الحكمة ان تكون الأحزاب قائمة وموجودة بالفعل وتمتنع الحكومة عن الاعتراف بها بشكل رسمي، وكان استمرار هذا الوضع مما يضر بالمصلحة العامة. وحيث ان الحكومة الحالية أعلنت استعدادها بالترخيص للأحزاب. لذلك فقد تقدمنا بطلبنا هذا، مرفقا بدستور الحزب، ونظامه الداخلي مجددين طلبنا السابق. واقبلوا فائق احترامنا. عميد حزب البعث العربي ميشيل عفلق دمشق في 2 حزيران 1947
في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول):حزب البعث العربي الإشتراكي يطلب ترخيص له رسميا بممارسة نشاطه السياسي(2)