في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)حماية التطبيق الإشتراكي(17)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)حماية التطبيق الإشتراكي(17) الأحد يناير 08, 2012 1:10 am
في سبيل البعث الجزء الرابع :ميشيل عفلق الباب الاول: حماية التطبيق الإشتراكي(17) س : نغتنم فرصة اعلان الخطوات الاشتراكية في سوريا لكي نتحدث لقرائنا عن هذه القرارات. ج : إن ما تم كان خطوة لابد منها إذ أنها تتمشى ومبادىء الحزب الذي ناضل عشرات السنين لكي يطورالمجتمج ويحدث الانقلاب اللازم في نظام الانتاج ويغير العلاقات الاجتماعية والاقتصادية ويضع بين أيدي الشعب وسائل إنتاجه. إن الاشتراكية من صميم مبادئنا والتطبيقات الأخيرة كانت ثمرة لنضال حزبنا وانتصار مبادئه. إن حزب البعث ناضل ويناضل من أجل تطبيق الاشتراكية على المستوى القومي، على مستوى الوطن العربي كله، ليجعل من أدوات الانتاج ملكا للمجتمع وملكا للعرب. لقد تعرض حزبنا لهجوم ظالم لأنه وضع الاشتراكية هدفا من أهدافه الأساسية، ولكن سرعان ما تحول منتقدوه الى مدعين للاشتراكية ثم الى مزاودين عليها لانهم أدركوا مدى انفصالهم عن الشعب وعجزهم عن محاربة الحزب. فحزبنا هو أول حركة عربية أكدت ولا زالت تؤكد وحدة القضية العربية نظريا وعمليا، ولذلك فإنه يعتقد أن ما حققه الحزب حتى الآن في أحد اقطاره هو خطوة في الطريق الطويل، طريق توحيد الوطن العربي وحريته السياسية والاجتماعية لكي يأخذ التطبيق الاشتراكي مداه، ان التطبيق الاشتراكي يجب أن يؤدي إلى توفير المناخ الملائم للوحدة العربية والى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لجماهير العربية. أن يقيم صناعة عربية يتوفر لها رأس المال العربي المهرق على الشهوات والملذات في بعض الأقطار، كما يتوفر لها السوق الواسعة الممتدة من المحيط الى الخليج والامكانيات العلمية والفنية المعطلة. إن حزبنا يؤمن بأن الاشتراكية على المستوى القومي تؤتي الثمار المرجوة منها من رفع لمستوى المعيشة وتنمية للامكانيات الاقتصادية والثقافية واطلاق للمواهب والطاقات الموجودة بين الجماهير العربية المجزأة. إن قوة الوحدة العربية ليست هي نفسها في حالة تجميع الأقطار المجزأة، وانما هي قوة أخرى أكبر وأضخم. ولذلك يكون من الواجب الانتباه إلى هذا الاعتبار وتوفير المناخ الملائم للوحدة العربية. فالانجازات على المستوى القطري مهما كانت ضخمة وجريئة لا يمكن أن تكون الحل النهائي لمشكلات الجماهير العربية. بهذا المنظار نحن ننظر للخطوات الهامة التي تحققت في القطر السوري، انها خطوات ضرورية وهي أيضا بداية الطريق. إلا أن هذه الخطوات حتى تؤتي الثمار المرجوة منها لابد أن تتوفر لها شروط أخرى ضرورية، وأول هذه الشروط أن توضع هذه الاجراءآت ضمن إطار الاقتصاد الاشتراكي المترابط وقوانين حركته لتوفير الظروف الملائمة لتطويره ونمائه مثل تأميم التجارة الخارجية وتنظيمها بحيث يصبح القطاع الاشتراكي المهيمن على فروع الانتاج وبحيث تكون هذه الاجراءآت جزءا من خطة مدروسة وشاملة لجميع المرافق الحيوية في المجتمع التي تتوقف عليها مصالح الجماهير الأساسية. أما الشرط الثاني فهو إنشاء أجهزة حكومية وشعبية لمراقبة التجربة وتصحيح ما يقع فيها من أخطاء ولكي تحس الجماهير بأن هذا الانجاز إنما هو لمصلحتها وقد أصبح ملكا لها. كما أن نجاح التجربة مرهون بوضع أكفأ العناصر وأشدها إخلاصا لادارة هذه إلمؤسسات. إلا أن الشرط الأكثر أهمية لذلك هو انفتاح الحزب والحكم على الجماهير ذات المصلحة الحقيقية في هذه الاجراءات وتقوية الحزب بضبط تنطيماته واحترام أنظمته والانصياع الى قياداته بحيث يستطيع أن يحرك الجماهير الواسعة ويدفعها إلى الحماس كي تحتفظ دوما باندفاعها الثوري. إن أحد الشروط الأساسية للاشتراكية المتفق عليها اليوم بين الأوساط التقدمية في العالم هو توفر حزب ثوري عقائدي يحول دون بيروقراطية الدولة وجمود أجهزتها ويكون قادرا على تحريكها وتوجيهها، خال من ازدواجية القيادة والتوجيه وموحد الفكر والعقيدة لمنع منظماته وعناصره من أن تصبح ذيلا للأجهزة البيروقراطية، الشيء الذي يفقدها حرارة الثورة وشجاعة النضال ذلك المعين الذي لاينضب للطاقات الخلاقة القادرة على التطوير المستمر والتصحيح النزيه المتواضع ويكون صمام أمان من الانحرافات التي تسببها مغريات السلطة. س : ما هي الصعوبات التي تعترض تجربتكم الاشتراكية ؟ ج : إن الصعوبة الأساسية التي تعترض أية تجربة اشتراكية لاتكمن فقط في الاتجاه الفكري والمصالح الطبقية المعادية للاشتراكية وانما تكمن في خلق أجهزة جديدة للدولة ووضع علاقات محددة بين اختصاصاتها بحيث لا يكون هناك تنازع على الاختصاص والسلطات. وكذلك تحديد علاقات محكمة بين الهيئات الشعبية كعلاقة الحزب بالسلطة وعلاقة النقابات بالدولة ودور الجيش في حماية الثورة وعلاقته بالحزب والسلطة. بالاضافة الى شيء خاص بثورتنا وهي علاقة الثورة في سوريا بالثورة القومية العربية وحفاظها على طابعها القومي ومقاومة الرواسب الاقليمية والقطرية في خارج الحزب وداخله. إن هذه الصعوبات بالرغم من أن المؤتمر القومي السادس لحزبنا قد عالجها وأعطاها بعض الحلول الصريحة إلا أن الظروف غير الملائمة التي مرت بعد نكسة الحزب في العراق، قد حالت دون وضعها موضع التنفيذ. ونأمل أن نتجاوزها بالتمسك بالنضالية الصلبة وبمصلحة الحزب والثورة وبالاعتماد على وعي مناضلي حزبنا، وضمن احترام نظامه ومقررات قياداته ومؤتمراته. إن هذه الأمور التنظيمية والقومية هي التي يدورحولها النقاش داخل حزبنا وهي محل الاختلافات والاجتهادات التي يجب أن تكون أساسها مصلحة الحزب القومية ومصلحة الثورة والجماهير العربية في القطر السوري وغيره من الأقطار العربية. لان حزبنا ليس حزبا قطريا وانما هو قومي امتداده الوطن العربي كله ومصلحته العليا. إننا إذ نقف على منعطف تاريخي ونحقق انتصارات مهمة لاينسينا ذلك المصاعب المتبقية ولا يثير فينا الغرور والكبر، وانما يدفعنا إلى مواجهة الواقع بشجاعة وصراحة، لان الشجاعة والصراحة الثوريتين هما اللتان تمكناننا من حل المشكلات وتجاوز المصاعب التي تواجهنا. إن حزبنا حزب ثوري يؤمن بالنقد والنقد الذاتي ويرفض الهروب من المصاعب، ومصمم على مجابهتها بروح ديمقراطية ثورية. كانون الثاني 1965
في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)حماية التطبيق الإشتراكي(17)