بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
| موضوع: الأستاذ المناضل على الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي وأمين سر قيادة قطر السودان الأحد فبراير 13, 2011 11:49 pm | |
| الأستاذ المناضل على الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي وأمين سر قيادة قطر السودان في حوار مع صحيفة آخر لحظة السودانية الحلقة الأولى قال الأستاذ علي الريح السنهوري، أمين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الإشتراكي ، إن الوصول للسلطة عبر الانتخابات يقتضي أولاً تمهيد الأرض لها، لأنه لا يمكن أن تنثر بذوراً في أرض غير صالحة للزراعة. وكشف القيادي البارز بحزب البعث في حوار مطول أجرته معه (آخر لحظة)، عن أن المضي قدماً في العملية الانتخابية يمثل ذراً للرماد في العيون، لأن الشعب يطالب بالتحول الديمقراطي واتفاقية نيفاشا تنص على التحول الديمقراطي ..واجراء التحول الانتخابات بدون تحقيق التحول الديمقراطي يمثل نكوصاً عن المواد الدستورية والوعود التي طرحت على الشعب، مبيناً أن الانتخابات نفسها تمثل إحدى آليات التحول الديمقراطي ولكنها في ذات الوقت لا توظف في غيابه وإلا تصبح الانتخابات آلية من آليات الديكتاتورية وليست الديمقراطية، نافياً أن اتخاذ موقفهم السالف لتحقيق مصلحة خاصة أو بهدف المشاركة في السلطة باعتبارهم يتطلعون لما هو أوسع من ذلك، حسب تعبيره... فمعاً لمضابط الحوار:- بداية أستاذ علي.. ما هي الدوافع لتأجيل الانتخابات؟ - نحن دعونا إلى مقاطعتها، لأن القضية الأساسية هي توفير متطلبات التحول الديمقراطي بإطلاق الحريات العامة وتأمين الحقوق الأساسية للمواطنين وليس إجراء الانتخابات والتي ينبغي ان تكون تتويجا لعملية التحول الديمقراطي وليس مقدمة له، وهذا الموقف لم يأتِ من فراغ، بل نحن قد تشاورنا مع كل القوى السياسية على مدى عام ونصف حول اتخاذ موقف للإجماع الوطني لقيادة البلد في المرحلة الإنتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي وتحقيق الاستقرار في مناطق السودان المختلفة كدارفور وجبال النوبة والشرق والشمالية، ولوضع آليات للإعلام وإعادة بناء أجهزة الدولة بشكل متوازن وبالتالي التمهيد لإجراء الانتخابات وهي في حد ذاتها وسيلة من وسائل التداول السلمي للسلطة ولتحديد من يصل للمجلس التشريعي المركزي أو الإقليمي، ولكن الوصول إليها يقتضي تمهيد الأرض.. فأنت لا يمكن أن تحمل بذورك وتنثرها في أرض قبل أن تمهد هذه الأرض للزراعة، ولذا فهذه الأرض غير صالحة للزراعة لأن المناخ العام فيها مناخ ديكتاتورية قائمة منذ عام 1989م، فلابد من تقويض الديكتاتورية وتحويلها إلى ديمقراطية حتى تجرى انتخابات، ولكن إجراءها في إطار الديكتاتورية هو تكريس للديكتاتورية وإجهاض لمشروع التحول الديمقراطي، أي أننا نكون قد سلمنا بأن يستمر الوضع على ما هو عليه منذ 1989م مع إجراء انتخابات تم تصميمها من قبل النظام الحاكم بحيث يكرس وجوده في الحكم ..انتخابات في إطار النظام لتأكيده وتثبيته مع تمثيل رمزي للقوى السياسية الأخرى لتضفي الطابع الديمقراطي على النظام. مقاطعة: هل تقصد أن الانتخابات هي (تمومة جرتق)؟ هي ليست تمومة، لأن التمومة هي أن يكون هناك شيء ناقص في السلطة أو في العقد فيتم إكماله، ولكنها ذر للرماد في العيون والشعب يطالب بالتحول الديمقراطي ..واتفاقية نيفاشا تنص على التحول الديمقراطي .. والانتخابات بدون إجراء التحول الديمقراطي تمثل نكوصاً عن الدستور وعن الإتفاقيات وعن الوعود التي طرحت على الشعب بإجراء التحول الديمقراطي. وماذا تستفيد قواعدكم من هذه المقاطعة وألا تظلون بالصورة التي رسمتها في الظل؟ - أولاً نحن لم نتخذ هذا الموقف لتحقيق مصلحة حزبية ضيقة وإنما اتخذناه لتحقيق المصلحة الوطنية العامة، لأننا حزب يمتلك خطاً سياسياً وفكراً يهمه.. وقبل كل شيء أن تتحقق مصالح شعب السودان، ولذلك نحن مهتمون بالتحول الديمقراطي أكثر من الانتخابات رغم أنها وسيلة مهمة. ولكن يا أستاذ أليست الانتخابات هذه آلية من آليات التحول الديمقراطي؟ - نعم هي من آليات التحول الديمقراطي ولكنها لا توظف في غيابه، فلابد أن يكون هناك تحول حتى تستخدم آلياته، وعدم وجوده يجعل من الانتخابات آلية من آليات الديكتاتورية وليست من آليات الديمقراطية، نحن لم نتخذ موقفنا لتحقيق مصلحة خاصة، لأن الانتخابات اذا كانت واحدة من وسائل قسمة السلطة والمشاركة فيها فهذا ليس هدفنا الآن، فنحن نتطلع لما هو أوسع وأعمق من ذلك وهو توفير الحريات العامة، لأنها عندما تتوفر يستطيع شعبنا أن يُعّبر عن إرادته وتطلعاته وأحلامه بشكل مباشر في الشارع أو في ندوة او بالمنشور وبكل الوسائل المشروعة. وعندما يخرج شعبنا إلى الشارع يستطيع أن يُملي ارادته حتى على المؤسسات المنتخبة بشكل ديمقراطي لأن السودان بلد يعيش في حالة من التخلف وبالتالي , وكما هي الصورة الآن , في كثير من مناطق القطاع التقليدي حيث بدأت تظهرالعصبيات القبلية والجهوية الخ... فمثل هذه الجمعية المنتخبة في بلد هذا حاله ليست هي الدائرة الوحيدة التي ترسم مستقبل البلد ..لذا فان القوى الحديثة الواعية تستطيع أن تجهر بصوتها وبفكرها ورؤاها في ظل ديمقراطية حقيقية. فلهذه القوى تأثير كبير وهذا الشيء تمت ممارسته في العهود الديمقراطية سواء بعد أكتوبر 1964م أو بعد مارس أبريل 1985م، حيث كان الشعب يخرج إلى الشارع ويُملي إرادته عندما تخيِّم على أجواء الجمعيات المنتخبة قيم التخلف والتبعية للبيوتات الحاكمة والخضوع لمصالحها المتعارضة مع مصالح اوسع جماهير الشعب .. إذن يهمنا أن تكون هناك نقابات حرة ومستقلة وقائمة على اختيار العاملين لنوع النقابة، ويهمنا أن يكون لجماهير الشعب من صغار الكسبة إلى صغار الموظفين والمهنيين والعمال والمزارعين وغيرهم، الحق في الجهر بآرائهم، فنحن عندما ننتخب ممثلينا في الجمعية المنتخبة لا نسلم كل شيء لهؤلاء الممثلين ولا يينبغي ان يتم تغييب الشعب، بل يظل حاضراً وحتى في الديمقراطيات الغربية سواء في بريطانيا أو فرنسا هناك جمعيات منتخبة ولكن الشعب يخرج إلى الشارع ويعبر عن آرائه في مواجهة الكثير من القرارات التي يعتبرها ماسة بكرامته ومعيشته ومستقبله ومستقبل أولاده الخ.. فالحريات هي الأساس ولذا لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بلا حريات، فلابد من إطلاق الحريات العامة وتوأم الحريات هذه هو تأمين الحقوق الأساسية للشعب كحقه في التعليم والصحة والسكن والوظيفة والعيش الكريم حتى يستطيع المواطن أن يؤدي واجبه على النحو الصحيح، وهذا هو الذي دفعنا، إذ أنه لم تدفعنا أي أجندة حزبية ضيقة، ونحن نقول هذا الكلام علماً بأننا نؤمن بأن أجندتنا الحزبية ومواقفنا دائماً متطابقة مع المصلحة الوطنية في البلد، ونحن لا نعادي نظاماً لمجرد العداء، ولا نعاديه في كل ما يتخذ ولا نقف ضده في كل التحديات التي يواجهها، وبعض التحديات نعتبرها تحديات ماسة بالوطن وليس بالنظام، فنتخذ تجاهها الموقف المبدئي حتى ولو تطابق ذلك تماماً مع موقف النظام فهذا لا يضيرنا في شيء وحتى اذا اعتبر موقفنا هذا ينطوي على نوع من الدفاع عن النظام، فطالما هو دفاع عن الوطن في الأساس، فهذا لا يضيرنا ونحن لسنا معارضة غوغائية أو معارضة من أجل المعارضة ولكننا نعارض التزاماً منا بمصالح شعبنا، لأننا نعتقد -وهذه القضية الجوهرية- أن الأنظمة التي تعاقبت على الحكم لم تكن تعبر عن مصالح الشعب وإنما كانت تعبر عن مصالح طبقات محدودة في قمة الهرم الاجتماعي، وهذا النظام تحديداً يعبر عن مصالح طبقة رأسمالية طفيلية وليست رأسمالية تقليدية، بمعنى أنها تعتمد في تراكم الثروة على الفساد المحمي من قبل النظام، ولذلك اذا كنا ندافع عن مصالح الطبقات الكادحة التي تمثل كل الشعب تقريباً لأن هذه الرأسمالية هي قلة وسط شعبنا، وكل أمتنا كادحة، فنحن نمثل هذا الشعب الكادح، بل نحن نمثل حتى مصالح قطاعات واسعة في السوق، التي تضررت من مزاحمة النظام لها، حيث لم يعد السوق الآن حُراً رغم أنهم يقولون إنهم مع الاقتصاد الحر إلا أن السوق ليس حراً، بل هناك تكتلات مالية وتجارية وهي مسنودة وتستفيد من تسهيلات النظام ومن ممنوعاته، بينما قطاعات واسعة في السوق قد تضررت. قلت إنكم تلتقون مع النظام ضد الإستهداف الأجنبي، فهل هنا خدمتم المؤتمر الوطني نوعاً ما عندما رفضتهم الدعوة من السفارة الأمريكية وخشيتم أن تكون هناك مساومة مثلاً مقابل الوقوف ضد المؤتمر الوطني أو النظام؟ - هذا سؤال مهم جداً... فأولاً نحن عندما نتخذ مواقف نابعة من المصلحة الوطنية أو مصلحة البلد لن نفعل ذلك دفاعاً عن النظام، وحتى اذا كانت بالمحصلة تخدم النظام فهذا لا يهمنا كثيراً، فما يهمنا هو أن ندافع عن بلدنا وكرامته وسيادته واستقلاله ووحدته، ورفضنا لدعوة السفارة الأمريكية هي ليست الأولى، بل سبق وأن وجهت دعوة للأستاذ بخيت النعيم ورفض المشاركة وإن كانت تلك الدعوة بصفته الشخصية وليست الصفة الحزبية، ورفضنا لهذه الدعوة هو رفض لتدخل القوى الخارجية، فالشأن الداخلي شأن يهمنا نحن أما القوى الخارجية فنحن في عالم مترابط، لكن ذلك العالم تحكمه أعراف ومن ضمنها أنه لا يحق لدولة خارجية الاتصال بالممثلين لاجهزة دولة ما أو الاتصال المباشر بالقوى السياسية أو بقوى المجتمع إلا عبر وزارة الخارجية، وذلك الاتصال لم يأتِ من وزارة الخارجية واذا تم عبرها من جهة ما تجد من قبلنا الاحترام، كان يمكن أن نستجيب.. ومن ناحية ثانية نحن لا نحترم الإدارة الأمريكية ولا ممثليها لأننا نصنفها على أنها إدارة إمبريالية متعاونة وملتقية استراتيجياً مع الصهيونية، وعدوانية معادية لمصالح شعوب العالم الثالث عموماً، وهي ذات أهداف تآمرية على هذه الشعوب ولا تتوخى مصلحة بلدان العالم الثالث، وبالتالي نحن نصنف مثل هذه الاتصالات على أنها تستهدف تجميع المعلومات واختراق القوى السياسية في ساحات بلدان العالم الثالث بهدف التأثير على مسارها بما يخدم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، ونحن لم نتهم السفارة الأمريكية بأنها دعت لتلك الاجتماعات للمساس أو استهداف المؤتمر الوطني أو النظام، بل نحن نعتقد العكس .. نحن رأينا أن الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي الآن يعملان على تكريس بقاء واستمرار هذا النظام وليس على تقويضه، بل على العكس فقد ضغطوا على القوى السياسية للمشاركة في مسرحية الانتخابات لإضفاء مشروعية شعبية على النظام القائم، وقد اعترفوا بأن هناك تزويراً في السجل الانتخابي وقالوا إن ذلك التزوير لا يصل إلى 10% من عدد المسجلين وبالتالي لن يؤثر على نتائج الانتخابات، بينما نحن نعتقد أن السجلات وكل شيء قد تم تزويره بنسبة عالية جداً وهم لديهم معلومات كهذه ولكن يريدون أن تجرى الانتخابات بالصيغة الإنقاذية بهدف استمرار هذا النظام لاستكمال مخططهم في تفكيك السودان وتحويله لدولة كونفدرالية، وهذا هو الهدف المركزي لأمريكا. هل تعتقد أن النظام وبشكل غير مباشر قد ساعد في تنفيذ تفكيك السودان لدويلات حسبما ترغب أمريكا؟ - نعم لأننا توقعنا ذلك منذ عام 1989م وبرنامج النظام الذي ارتكز عليه منذ ذلك التاريخ لا يمكن أن يفضي إلا لهذه النتيجة وقد قلنا ذلك الكلام منذ ذلك الوقت، واذا راجعت بيانات حزبنا لرأيتِ ذلك وهو أن تحليلنا كان يؤكد أن ذلك البرنامج الذي ارتكز عليه هذا النظام الذي أجهض الديمقراطية، لابد أن يؤدي إلى تعقيد الأزمة وإضعاف البلد وإدخالها في أزمات عديدة وإلى تفتيتها، ولعلمنا بدعم الغرب الاستعماري لانقلاب 30 يونيو والتعامل معه بطريقة استثنائية خلافاً للقوانين الأمريكية الصادرة من الكونغرس الأمريكي، كنا واثقين أن هذا النظام سيوصل البلاد إلى ما وصلت إليه الآن والمخطط لازال مستمراً بتفكيك السودان والعراق والسعودية وإضعاف مصر، وهذا المخطط مطروح منذ عام 1973م ولم يحقق نتائج جدية إلا في السودان، لأن هناك نظاماً وللأسف الشديد هناك قوى معارضة متماهية مع هذا النظام في هذا المشروع اللا وطني. | |
|