في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الرابع:)الوحدة الوطنية والتهادن الحزبي(74)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الرابع:)الوحدة الوطنية والتهادن الحزبي(74) الإثنين يناير 09, 2012 12:33 am
في سبيل البعث: الجزء الرابع: الباب الرابع: الوحدة الوطنية والتهادن الحزبي(74) من حقنا وقد تعرض خطاب الرئيس في هذه المناسبة القومية العامة الى موضوع التهادن الحزبي وتوحيد الصف الداخلي، أن نوضح مرة أخرى رأينا المعروف الذي ما فتئنا نعلنه منذ زمن طويل (1). صحيح أن "في قاعدة الحياة الديمقراطية مبدأ السلامة الوطنية". وصحيح بالتالي "ان الجلاء عمل من أعمال الوحدة الوطنية" وصحيح أيضا -ولكن بتحفظ وحذر شديدين- "أن سبيلنا الى الوحدة الوطنية هي سبيلنا نفسها الى الوحدة القومية". فكل خلاف بين الأحزاب يجب أن يقف أو ينتهي إذا تعرضت سلامة الوطن للخطر، هذا إذا لم تكن سلامة الوطن نفسها هي موضوع هذا الخلاف. والواقع أننا مختلفون مع غيرنا على كيفية تحقيق السلامة لوطننا، هل تكون هذه السلامة داخل سورية، في الابقاء على الأكثرية الساحقة من الشعب في حالة من الاضطهاد والاستثمار تسلبها إمكانية الدفاع عن أرض الوطن؟ وبالإبقاء على المصالح الخاصة تسيطر على توجيه الدولة وتحول دون كل تعبئة جدية ودفاع متكافئ مع جسامة الخطر المحدق؟ وهل تكون في المجال القومي العربي، بالمقاومة الصريحة حينا والمستترة أحيانا، لكل خطوة توحيدية وبالتلكؤ والمماطلة في هذا السبيل. حرصا على المصالح الشخصية والطبقية والإقليمية؟ وهل تكون أخيرا في المجال القومي الخارجي، في مسايرة المصالح الاستعمارية والتبعية لها وفي الاستعانة على إسرائيل بمن أوجدوا إسرائيل وما زالوا يرون في بقائها ضمانة لبقاء مصالحهم في وطننا، وفي التذرع بوحدة مشبوهة للصف العربي تكون منفذا للاستعمار إلى الأقطار العربية المتحررة منه المقاومة له؟؟. إن الوحدة القومية هي الغاية، وهي أيضا الأساس والبداية، فكما نتصور هذه الوحدة يكون تصورنا وتصميمنا وتنفيذنا لوحدة الصف داخل القطر حتى تؤدي هذه إلى تلك، فإن كنا نريد الوحدة العربية، وحدة حقيقية إيجابية، توحد قوى الشعب فعلا وتضاعفها أضعافا، وجب أن نختار لها طريق التحرر الخارجي والتحرر الداخلي، كما يتوافر ذلك اليوم لمصر وسورية، وعلى هذا الأساس فإن وحدة الصف الوطني (أي القطري) تشترط وجهة نظر واحدة في أمر أساسي كأمر التوحيد: أما أن يسير في طريق التحرر من الاستعمار أو في طريق المساومة والانسياق معه، وهل يسير في طريق رفع مستوى الشعب وتفجير طاقاته وإمكانياته، أم في طريق استعباده وإفقاره وشل قواه المنتجة. فنحن اذن متجاوبون مع دعوة الرئيس الى وحدة الصف في مثل هذا الظرف الذي يهدد فيه خطر العدو سلامة الوطن نفسها، وقد كنا أول من دعا إليها. ولكن لذلك كله شرطا أوليا ضروريا هو ان تكون وحدة الصف -كما جاء في خطاب الرئيس عن الاستقلال- "تحقيقا لارادة الشعب الموحدة". وإرادة الشعب الموحدة هي أن تعني وحدة الصف شيئا إيجابيا خلاقا وشيئا صعبا يمتحن قدرتنا على التضحية وجدارتنا بالحياة لا أن نبقى تجميعا سطحيا لقوى متناقضة، ولاتجاهات متعاكسة، بغية تحاشي أو تأجيل التغييرات الجذرية الملحة التي تتطلبها المرحلة، فينخدع الشعب بالمظهر وقتا قصيرا ليفتح عينه بعد حين على كارثة جديدة! 20 نيسان 1956 (1) نشر في جريدة "البعث" في 27/4/1956.
في سبيل البعث: الجزء الرابع:(الباب الرابع:)الوحدة الوطنية والتهادن الحزبي(74)