في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الرابع:)جيش العراق جيش الوطنية الأصيلة(73)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الرابع:)جيش العراق جيش الوطنية الأصيلة(73) الأربعاء يناير 11, 2012 9:53 pm
في سبيل البعث الجزء الخامس : الباب الرابع: جيش العراق جيش الوطنية الأصيلة(73) إنها فترة تاريخية من حياة أمتنا(1) والتي تتلخص بنهضة العراق في هذا العهد المبارك، فنحن نعيش اياماً ثمينة نادرة، نشهد هذا التحول العميق الصحي في حياة الشعب الذي ترك وراءه بمسافات الأمراض الاجتماعية، أمراض التخلف، وأصبح في دنيا معافاة كلها تحفز للبناء، وللإسهام في بناء الحياة الجديدة، يعطي قدوة لجميع العرب ويستحثهم ويحفزهم رغم انه الآن يتحمل وحده العبء الثقيل والثمين الباهظ لهذه الانطلاقة التاريخية، ولكن لا يخامرنا شك ان أمتنا أمة واحدة يسري فيها دم واحد، ولها كيان قومي تاريخي لا يمكن ان يضعف أو يغفو، وهذا الوجدان يصيخ بسمعه الى ما تسجلونه من بطولات والى ما تتحملونه من تضحيات، ولا بد ان تسمعوا التلبية من إخوتكم العرب، لا بد ان يحطموا الحواجز التي تمنعهم من ان يتجاوبوا مع معركتكم الشريفة، من ان تصبح هذه المعركة معركة الأمة العربية بالفعل وليست بالنيابة كما هي حتى الآن بالنسبة الى باقي العرب. ان من حسن المصادفات ان نزوركم هذه المرة في ذكرى تأسيس الجيش العراقي، هذا الجيش العظيم، الذي نشأنا منذ الطفولة على حبه والتطلع اليه، الجيش المنقذ. منذ ان كنا صغاراً كانت النظرة الي العراق والى جيش العراق بأنه هو الذي سيتولى مهمة التحرير، لم تكن فلسطين قد اغتصبت بعد، ولكن كان المشروع الصهيوني قد أعد وكان وعد بلفور ايضاً أخذ بداية التنفيذ بعهد الانتداب البريطاني، وكانت معظم الاقطار العربية ترزح تحت نير الاحتلال، وكانت العبارة المألوفة في ذلك الحين ان العراق هو بروسيا العرب عند ابناء جيلنا، هذه التسمية كان يقصد بها الاستنهاض، ولكني مؤمن بأن الأجيال القادمة بعد هذه المعركة الخالدة لن تشبّه العراق بعد الآن ببروسيا او بأي بلد أجنبي، وإنما البلاد الأجنبية ربما ستتشبه بالعراق. وبطولة العراق كانت مع ثورة في جيش العراق الأبي، وكان لقاءاً عفويا وطبيعيا وصميميا بين الحزب الناشئ وبين ثورة الواحد والأربعين، وقام حزبنا الناشئ يدعو شباب سورية الى التطوع لنصرة العراق في حربه المشرفة العادلة مع المستعمر، تلك الحرب التي كانت محاولة شجاعة بصرف النظر عن النتائج،كانت محاولة مخلصة ووطنية شجاعة لم تكن بعض الوسائل قد توفرت، وكنا نفتقر الى العلم والى الدعاية السياسية، وتهيئة مستلزمات النصر -لم تكن بالمستوى المطلوب- وكان الارتجال هو الغالب، ولكن المهم هو استعداد الشعب واستعداد الجيش والوطنية الأصيلة لهذا الجيش، ولذلك التقى قادة البعث بالجيش العراقي على ارض فلسطين في عام 1948. إذن هناك أصالة وخصال وسجايا عربية راسخة، في هذا القطر وهذا الشعب، ولئن لم يعط نضاله وجهاده في الماضي، لم يوصل الى النصر ولم يعط النتائج المرجوة فلأنه لم تكن تتوافر القيادة الصحيحة، الشخص الذي يعبر بأمانة عن أماني الشعب، عن حاجات الشعب، عن تطلعات الشعب بالتحرر. وأخيرا توفر للعراق ذلك، وليس بسهولة، وليس للمرة الأولى لأنه جرت المحاولة الأولى في عام 1963، وكانت تمريناً وكانت تجربة إلا انه غرس في النفوس وترك الدروس كي يعتبر المناضلون بها ويتلافوا الاخطاء، واخيرا جاءت التجربة الناجحة التي سيطر عليها العقل والحكمة والشجاعة أيضا، اذ لا كلمة للحكمة إذا لم تكن مقترنة بالشجاعة. ايها الاخوة كلنا إيمانا بأنكم منتصرون وبصورة مطلقة مهما يطل الزمن، هذا الإيمان لا يزعزعه شك لأننا نلمس في كل يوم وفي كل دقيقة وفي كل تفصيل من تفصيلات الحياة هذه المقومات الصادقة لهذا النصر المحتوم بالإبداع. بالأساس لم يأت نصركم عفواً ولا صدفة ولا ارتجالاً وإنما كان مدروسا ومهيئاً له، هو نصر الإنسان العربي الجديد في هذا القطر، ونصر شعب بكامله خطا إلى أمام وهو يوما بعل يوم يفاجئ نفسه بالإمكانات الهائلة المختزنة في ضميره، والقدرات، يفاجئ نفسه ويتفوق على نفسه كل يوم، وفضل القائد التاريخي -وهذه ميزة القادة الحقيقيين- النهوض بضميره المرهف ونظره الثاقب وإيمانه العميق، يكتشف القدرات الخبيئة التي لا يعرف الشعب انه يمتلكها أو لا يكاد يصدق بأنه يمتلكها، وإذا به كل يوم يتجاوز نفسه، وكل يوم يعطي شيئا جديدا عندما يرى أمامه وفي مقدمته قائداً وقيادة شجاعة واثقة من نفسها، واثقة من تخطيطها، تنشر روح الثقة والاقتدار الى جميع افراد الشعب. الجيش العراقي أيها الرفاق تنتظره المهام التاريخية، وهذه بداية، بداية المهام الكبرى برهنت عن أصالة الثورة، فهو منذ سنوات يضطلع بما هو أعظم وأكثر صعوبة. ان الجماهير العربية قد سرى اليها التيار الروحي الحيوي الذي أطلقه جيشكم، وأطلقه شعبنا العراقي العظيم، وأطلقته هذه القيادة الفذة. ان ما نتوقعه وما نرجوه ونؤمن به ان المعارك، معارك المستقبل، ستكون لجيش الأمة العربية كلها ولن تقتصر على قطر واحد. اننا سعداء بهذه الزيارة لكم، برؤيتكم، بانتصاراتكم التي نتابعها يومياً وكأننا معكم، ونرجو لكم المزيد من الانتصارات والله هو الموفق لامتنا العربية التي تحمل رسالة ولا بد ان تؤديها، وهذه هي بداية الرسالة العربية تنجز على أيديكم لأنكم بالفعل لا تنقذون أرضا، مساحات من الأرض فحسب، وانما تنقذون قيماً مهددة، قيماً عربية خالدة، هددها العقل المتخلف، هددها التعصب، وهذا شرف للجيش العراقي، للعراق كله لأنه بالفعل دافع عن نفسه، وعن المستقبل العربي في آن واحد.. والسلام عليكم. 6كانون الثاني 1982 (1) حديث مع المقاتلين خلال زيارة قاطع ديزفول بمناسبة عيد تأسيس الجيش العراقي في 6/1/1982
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الرابع:)جيش العراق جيش الوطنية الأصيلة(73)