في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)العمال وحالة النهضة الأصيلة(61)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)العمال وحالة النهضة الأصيلة(61) الأربعاء يناير 11, 2012 4:39 pm
في سبيل البعث الجزء الخامس : الباب الثالث: العمال وحالة النهضة الأصيلة(61) ايها الرفاق الاعزاء هي الفرحة الدائمة المستمرة المتجددة عند كل لقاء بالمناضلين، ولهذا القطر الحبيب الناهض فرصة تنمو وتتعمق مع تنامي نهضة هذا القطر وتعمقها في نفوس ابناء الشعب، هي حالة أصبحت اليوم بديهية واضحة كل الوضوح مع جميع ابناء الشعب والكثيرين من الاخوة العرب وحتى لبعض الأجانب، لأنها حالة نهضة أصيلة، نهضة شعبية عميقة وأصيلة وشاملة لكل جوانب الحياة، ولكن قُدّر للبعض ان يروها قبل ذلك بسنين وربما منذ بدايتها، وان يلمسوا ويشعروا بما هو كامن فيها وبالوعود التي تحتويها، لذلك عندما تتحقق الوعود وعندما تصدق التوقعات يشعر المرء بفرح مضاعف ويتأكد حدسه ويزداد ثقة بدور الحزب التاريخي وبدور الأمة وان نهضتها التاريخية الحديثة آتية لا ريب فيها. بالنسبة لهذا القطاع المهم والأساسي من الشعب الذي هو العمال تعرفون ان الحزب أولاه ومنذ بداية نضاله وفي تصوره الفكري الاول المكان البارز، وأعطاه خصوصية هي من خصوصية فكر البعث وحركة الثورة العربية ونهضة الأمة، بأننا منذ البداية لم ننظر الى الشعب نظرة مادية اقتصادية تقتصر على المصالح والمنافع، وإن كنا لا نقلل من اهمية هذه الناحية، الا أننا أرجعناها الى ما هو أعمق، الى انه هناك امة، وأمة عظيمة تستيقظ وتعيد النظر في واقعها المريض وتبحث في داخلها وفي قوتها الذاتية وفي أصالتها وصلتها بماضيها المجيد ما يوفر لها القوة والقدرة على ان تثور على واقعها وان تبني مجتمعها من جديد بناءً سليما بشكل يمكنها من ان تتابع نضالها التحرري في مواجهة الأعداء، أعداء الأمة وأعداء نهضتها المغتصبين، المغتصبين لأرضها ولثرواتها والمتآمرين على نهضتها ووحدتها، والأدوات التي اصطنعوها في داخل الوطن العربي لكي تنفذ اغراض الاعداء في إعاقة نهضة الأمة. قلت بان الأمة تحاول ان تتصدى لهؤلاء الاعداء ولمؤامراتهم وتتابع نضالها من اجل انتزع حقوقها وتحرير أرضها وفي الوقت نفسه تبني مجتمعها وتعالج مواطن الضعف والمرض فيه وتحارب التخلف بكل صوره ومظاهره، وهذا هو قدرها وهذا هو تصور الحزب منذ البداية، بان نبدع في النضال، بأن نبني ونحن نناضل. فالقوة التي يهبها الانتماء القومي العميق والوعي لهذه المرحلة التي تجتازها الأمة، المرحلة التاريخية التي هي بين التخلف وبين التقدم والتي هي مرحلة فاصلة وتاريخية، هذه القوة هي اكبر بكثير وأعمق وأشمل بكثير من القوة التي يستمدها العامل النقابي المناضل من مجرد انتمائه الطبقي، ولا اعتقد ان أحدا يستطيع ان يأخذ على حزب البعث انه بهذه النظرة القومية العميقة والشاملة انتقص من حقوق الجماهير الشعبية الكادحة أو تغافل عنها او قلل من شأنها او ضحى بشيء منها، وانه بهذه النظرة القومية كان ضحية لاستغلال الطبقات الطفيلية في المجتمع، فنظرة الحزب نظرة واضحة كل الوضوح يقظة كل اليقظة نظرة نقدية، نظرة شمولية، نظرة جدلية، لذلك لم يقع الحزب في شباك الطبقات المستغِلة بحجة وحدة الشعب ووحدة الانتماء القومي، بل كان واضحا منذ البداية بان النهضة والظلم الاجتماعي ضدان لا يجتمعان، بان النهضة وأكثرية الشعب الكادحة المحرومة المتخلفة ومسلوبة الحقوق ضدان لا يمكن ان يجتمعا. النهضة هي ان تتاح لكل مواطن عربي الفرص كاملة والقدرات كاملة، والوسائل لتحقيق قدراته وشخصيته ومسؤوليته القومية ودوره في نهضة الأمة، أن توفرها له كاملة وعندها تصبح النهضة أمرا واقعا. ايها الرفاق ارتحت لما سمعت من ان هذا الاتحاد له ماض نضالي عريق يرجع الى خمسينات هذا القرن وان علاقته بالحزب كانت مبكرة وانه نما وتطور مع نمو النضال الشعبي الوطني والقومي ومع الثورات المتعاقبة في هذا القطر ومع ثورات الحزب، وهذا شيء مهم لانه يشكل رصيدا من الوعي ومن الأخلاق النضالية، رصيدا من الوعي والتقاليد والاخلاق والضمانات، وله تجارب كثيرة وله خط متطور وصاعد في نضاله الفكري والعملي أوصله الى التبني التام والكامل لمبادئ حزب البعث، اي الى ان يصبح وبملء الوعي جزءاً أساسيا من نهضة الشعب في القطر العراقي وجزءاً أساسيا من نهضة الأمة العربية من خلال ما يمثله العراق من مكانة كبيرة واساسية في نهضة الأمة كالنهضة التي يعيشها قطرنا العراقي العظيم، نهضة فريدة تتفجر فيها الابداعات والابتكارات والمبادرات والبطولات بكل ميادين الحياة، في جبهات القتال، وفي المعامل، وفي المدارس، وفي شتى الميادين لان شعورا واحد ا يلف هذا الشعب ويدفعه الى التسابق في العطاء، والى التضامن والتكامل في النشاط، والى متابعة هذا الانجاز التاريخي الذي بدأه الحزب في هذا القطر، والى حمايته، الى حماية هذا الانجاز والدفاع عنه الى حد الاستبسال والاستشهاد، كل ذلك من منظور قومي ينظر الى أوضاع الأمة ويعرف أن قدر العراق في هذه المرحلة التاريخية هو ان يكون طليعة نضالية مضحية تتقدم الصفوف وتشير الى طريق النهضة لكي يستيقظ الضمير العربي، ولكي تتحرك الجماهير العربية وتتغلب على ما يعوق تحركها ونهوضها، ولكي تتعمم حالة النهوض، ولكم أيها الرفاق دور خاص ومتميز في هذا المجال لأنكم تمثلون جماهير واسعة ولأنكم تلتقون في مناسبات كثيرة مع زملائكم من الاتحادات العربية، وبالرغم من كل ما نعرفه عن التزييف الحاصل في بعض الأقطار ومن التضييق على الحريات ولكنكم مؤهلون أكثر من أية فئة أخرى لكي تنقلوا صوت العراق، وصوت الحزب، وصوت المعركة، وحقيقة هذه المعركة الى جماهيرنا العربية في أرجاء الوطن الكبير عن طريق زملائكم في النضال في الأقطار الأخرى، وحاولوا دوما ان تنفذوا من خلال الهيئات الى الجماهير الأوسع، وان لا تنتظروا الدعوات بل ان تبادروا وتخلقوا الفرص والمبادرات، فهذا في مثل ظروفنا أمر حيوي وقضيتنا قضية عادلة وقد ازدادت مع الزمن ومع مرور السنين على هذه الحرب، ازدادت وضوحا بشكل يسهل عليكم مهمة الإقناع والإيصال دون ان أهمل الجانب الخارجي الدولي العالمي الذي هو أيضا مجال من مجالاتكم في المؤتمرات الدولية في العالم الثالث وفي العالم الاشتراكي. الأسلوب المؤثر والناجح هو بالحوار والتفاعل، بان نسمع من الآخرين ثم نسمعهم وجهة نظرنا ونحدثهم عن ظروفنا، وان نؤمن دوما بأننا نستطيع ان نفيد وان نستفيد من كل تجربة أخرى، كما أننا معتزون بتجربتنا وواثقون من ان فيها ما يفيد الآخرين. إنها فرصة سعيدة هذه التي أتيحت لي بأن ألتقي بالرفاق المناضلين الذين يحملون قسطا كبيرا من مسؤولية هذا الوطن، يضطلعون بها حق الاضطلاع فهم يقاتلون بكل معنى الكلمة، يقدمون للوطن ولقضيته وللدفاع عن أرضه وكرامته وللدفاع عن الأمة ومستقبلها، يقدمون أغلى ما يملكون بهذه الروح المتأججة، بهذا الوعي الشامل، بهذا الاندماج بصميم الشعب وصميم قضيته، فأنتم بذلك تعطون أروع وأصدق صورة عن نضال العمال عندما يكون الوطن في خطر، وعندما تكون الأمة في مأزق تاريخي يتطلب من كل فرد من أفرادها البذل والتضحية قبل ان يطالبها بالأخذ والمنفعة، بل يتوحد المناضل مع شعبه ومع أمته ويجد ان غاية حقوقه وغاية مصالحه تتلخص في عطائه وتضحيته، وليس هذا من قبيل المثاليات بل التفكير العلمي الواقعي، إذ عندما يسلم الوطن من الأخطار التي تهدده، وعندما نشق طريق الخلاص للأمة من الحصار الذي يطوقها، ومن المؤامرة الكبرى التي تحاك ضدها، عندها تنقذ فرصة المستقبل السعيد لأبناء الشعب، المستقبل الذي تتحقق فيه مبادئ العدل والمساواة والحرية والكرامة. وفقكم الله والسلام عليكم. 12 نيسان 1986 (1) حديث مع أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد العام لنقابات العمال في القطر العراقي بتاريخ 12/4/1986
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثالث:)العمال وحالة النهضة الأصيلة(61)