في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثاني:)حصيلة نضال طويل (1)(32)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثاني:)حصيلة نضال طويل (1)(32) الأربعاء يناير 11, 2012 2:16 pm
في سبيل البعث الجزء الخامس : الباب الثاني: حصيلة نضال طويل (1)(32) استطيع ان اتصور السعادة التي تشعرون بها عندما تشاهدون الحصاد، حصاد نضال عشرات السنين كما تجلى في تجربة حزبكم في العراق وفي هذه المعركة البطولية، ان كل عربي صافي الذهن وصافي النفس يمكن ان يلتقط ابرز الايجابيات في هذه التجربة وهذه المعركة، اذا قدر له ان يطلع وان يأتي ويشاهد عن كثب ويشارك ويمتزج بالروح التي تسري في هذه التجربة ولكن شعور البعثي اوسع واعمق من شعور المواطن العربي حتى عندما تتوافر فيه ظروف الوعي والتجرد والاخلاص لان البعثي يرى هذه الحصيلة او الحصاد في اطار ماض طويل وفيه الضوء والظل، فيه النجاح والانتصار وفيه الفشل والانتكاس، فيه شتى التعقيدات والعثرات فيه التعرجات والممرات المظلمة، وفترات الجمود والتشاؤم وفيه فترات الانطلاق والتحقيقات والانجازات، فيه كل هذا فالبعثي عندما يأتي وخاصة اذا كان مشاركا في تجربة الحزب في السابق فان لحظة واحدة ينظر فيها الى ما وصل اليه البعث في العراق تجعله يحيا حياة بكاملها في هذه اللحظة، تجعله يستعرض ويستحضر في ذاكرته ونفسه الشؤون والشجون الكثيرة ويخلص من ذلك كله الى نتيجة مفرحة متفائلة مطلة بثقة على المستقبل لانه ايضا في هذا الاستعراض للماضي بالرغم من كونه استعراضا خاطفا لكنه يوصل الى نتيجة بان حزبنا يجتاز كل هذه الطريق المليئة بالعقبات والمليئة بالعثرات وبالآلام والمشاق وبالاختلاف في الاجتهاد وفي الاغراض. ثم يصمد ويستمر ويحافظ على الصلة العميقة بروح الشعب بضمير الأمة، باهدافها الكبرى ولا يستسلم ولا يتنازل عن التصور الاول والتصور التاريخي لا يرضى ان يتحجم الى حزب سياسي وقتي ضيق الطموح، ضيق النشاط وانما يحافظ على النفس الواسع والنفس التاريخي، النفس القومي ويستعين على ذلك بالايمان بتذكر ماضي الامة المجيد باستلهام روح الامة فهو يتذكر التضحيات الحديثة للامة والحزب. ويتذكر شهداء الحزب ومناضليه الذين لا يزالون حتى الآن يقاسون في سجون بعض الاقطار والانظمة، يتزود بروح الصمود ويتابع السير لانه في مثل هذه اللحظات وفي مثل هذا التذكر يتضح له مرة جديدة معنى الحياة وان الحياة ليست للأخذ بل للعطاء، ليست للاستمتاع بل للابداع. الحياة هي ان يعمل الانسان ليحقق اقصى ما عنده من طاقات في البرهة الزمنية المتاحة له على وجه هذه الارض ضمن الاهداف والمعاني السامية التي آمن بها، وان لا يُسأل بعد ذلك عن النتيجة لان النتيجة ستكون عملا خالدا، هذا ما نشاهده الآن متجسدا بمعركة العراق البطولية. فقوى كثيرة شريرة متألبة على العراق تفوقه عددا، تفوقه في نواحي كثيرة مادية ولكنه يمتلك سر القوة الحقيقية، هذه القوى تتآمر على العراق لانه يمثل الامة العربية وهو يصمد للقوى الشريرة بقوة الامة العربية، بروح الامة العربية ولو انه في هذه الظروف لا يعتمد الا على نفسه وابنائه وقوته الذاتية ولكنه من حيث الروح يشعر بانه يمثل كل العرب ومستقبل العرب، وقد اشرت ايها الرفيق الى بيت القصيد وهو بناء الانسان العراقي الجديد، هذا ما يفسر سر القوة ويمكن لنا كبعثيين مررنا بتجارب كثيرة حزبية ان نعقد بعض المقارنات ولا نقصد منها الا الحقيقة والا استخلاص العبرة لتضاف الى تجربة النضال العربي، وتجربة الحزب في المستقبل. فهذا عبد الناصر وهو قائد عظيم وبطل من ابطالنا القوميين، لقد عمل ثورة كانت لها اصداء عالمية ولكنه لم يبن الانسان الجديد فتعرض كل بنائه للردة وبسهولة وبرخص مؤسف للغاية، لان بناء الانسان العراقي لم يبن في مصر ولنا ان نستنتج من هذه المقارنة ان بناء الانسان العراقي الجديد جعل العراق في اعتقادنا وقناعتنا المطلقة، جعل العراق مستعصيا على اي انتكاس واية ردة، ومحصنا ضدهما والحمد لله لان العمل لم يقتصر على الانجازات ولم يقتصر على المساحة وانما كان في العمق وفي العمق النفسي والذهني ايضا، نحن ايها الرفاق نشعر عندما نلتقي بكم شعورا غنيا مليئا بالمعاني والقيم النضالية. ان لمنظمة السنغال ولرفاقنا في السنغال دورا مهما، وهذه التسمية فيها شيء مهم في تاريخ الحزب فهي منظمة بحجم متواضع وفي بلد أجنبي، ولكن لان حزب البعث اصيل وحزب قيم نضالية وقيم اخلاقية ووفاء وصلات يفنى الزمن ولا تفنى عندما تكون صادقة، فمنظمة من منظمات الحزب في بلد ناء يبقى لها في ضمير الحزب مكان وتقدير وحب لانها كانت دوما حاضرة في السراء وفي والضراء، حاضرة عندما كان الحزب ينتصر على الحكومات الرجعية والدكتاتورية في سوريا تشارك الرفاق فرحتهم، وحاضرة عندما كان الحزب يعاني من ضربات موجعة او من الانقسام او التناحر في داخله فكانت تعاني وتحاول بقدر امكاناتها وجهدها ان تصلح ويكون لها مسعى للخير، وكانت تعيش فرحة الوحدة عندما تحققت الوحدة عام 1958 وتعيش غصة الانفصال عندما وقعت تلك الكارثة القومية، فاذا حافظ الحزب على هذه المزايا، على هذه الصلات، على الوفاء لنفسه، لمبادئه، لمناضليه، فانه سيخلف اثرا خالدا في حياة الامة، وقد اعطى البراهين لحد الان بانه جدير بهذا المستوى وانه سيزداد ارتقاء في هذه الصفات والمزايا وهذا ما ارجو ان تنقلوه الى رفاقنا، هذا الحب الذي نكنه لهم وهذا التقدير، انهم جزء اصيل من تاريخ الحزب ونامل ان يستمروا في العطاء والحفاظ على هذه الصلة الروحية واتمنى لكم التوفيق. 12 نيسان 1983 ( 1 ) حديث مع وفد شباب الطليعة العربية في السنغال في 12/4/83.
في سبيل البعث الجزء الخامس :(الباب الثاني:)حصيلة نضال طويل (1)(32)