بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
| موضوع: الأستاذ المناضل الرفيق : علي الريح الشيخ السنهوريعضو القيادة القومية لحز ب البعث العربي الإشتراكي و أمين سر قيادة قطر السودان الإثنين فبراير 14, 2011 12:34 am | |
| امين سر حزب البعث ..علي الريح السنهوري يفتح قلبه ل(ألوان) (1-2) * التعامل مع الاجنبي يخصم من الوطنية .. جماعتنا محظورة في أغلب الدول العربية * صدام حسين لم يكن عسكريا * كشفنا انقلاب الانقاذ قبل الاخرين * الانسان قبل السلطة في ادبياتنا في منزله العامر بحي الخرطوم (2) وقبالة حديقة الاوزون الانيقة كانت هذه ( القعدة ) مع امين سر حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة قطر السودان , علي الريح السنهوري .. فبعد حفاوة كبيرة ونقاش طويل تم خارج التسجيل .. حاولنا استنطاق الرجل عن الخاص والعام بالحزب وارائه فيما يدور في الساحة السياسية , فكانت اجاباته التي يطلقاها بثقة كاملة تسد مكان السؤال بكل اريحية .. وكأنه يدرك السؤال قبل أن تطرحه عليه .. ومازال القائد البعثي يؤمل في فكرته التي يعتقد البعض أنها ماتت بموت زعيمها صدام حسين.. قلنا له في هذا الحوار أن حزبكم متطرف في رؤاه السياسية وانكم بعيدون عن الساحة فكانت هذه افاداته الجريئة ل (ألوان)... حاوره: مجاهد عبدالله - تصوير بدر الدين البشرى * احزاب البعث العربي تعاني من خلافات وانشقاقات فالى ماذا تعزي ذلك وهل هناك خلافات فكرية ام ماذا ؟ - الغريب في الامر ان يطلق على البعث في السودان احزاب البعث .. بينما لا يطلق على حزب الامة احزاب الامة والاتحادي احزاب الاتحادي وهكذا , علما بأن التشظيات في تلك الاحزاب اكبر منها في حزب البعث العربي الاشتراكي وكل حزب من تلك الاحزبا منشق الى (7) احزاب على الاقل بينما البعثيون في السودان ليسوا كذلك . وحزب البعث الرئيسي معروف منذ الستينات وهو الحزب الذي له حضور ميداني سواء على الصعيد الجغرافي او الاجتماعي وله دور كبير في قضايا البلاد منذ نشوءه فقد ناضل ضد نظام عبود وشارك في ثورة اكتوبر وكذلك في فترة مايو ودوره المشهود في اسقاط نظام نميري واخيرا دوره في مواجهة حكومة الانقاذ منذ بداياتها . الى جانب هذا الحزب هناك تنظيم يتكون من خريجي الجامعات السوررية منذ بداية السبعينات ولا يزال موجود في الساحة ولكن من المؤكد لكل متابع في الوضع السياسي في البلاد وللحركة الجماهيرية يدرك ان هناك حزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي , ولا توجد احزاب بعثية اخرى وحتى هذا الحزب الذي تكون من خريجي الجامعات السورية تربطه بحزبنا علاقات وثيقة سواء على صعيد العلاقات الاجتماعية او النضالية . * لكن المعروف انكم منقسمون وتختلفون في الرؤى وكل يقرأ الساحة السياسية برؤية تختلف جوهريا عن الاخر في التخالفات والمواقف؟ - هذا مجرد تضخيم اعلامي للخلاف وبالطبع هناك بعض العناصر الذين خرجوا من الحزب واطلقوا على انفسهم حزب البعث لكنهم بعد فترة قاموا بتغيير هذا الاسم , وهذه ليست اشكالية يعاني منها الحزب الا على الصيعد الاعلامي ولا ننكر ان هناك قوى لها مصلحة في ان تظهر حزب البعث بمظهر التشرذم . * على الرغم من حديثك لكني اصر على ان هناك اجنحة عديدة لحزب البعث العربي باسماء الحزب وتتخذ مواقف مختلفة جوهريا للقضايا في الساحة السياسية كما أن مرجعياتها ليست واحدة ؟ - نعم نجد ان كل الاحزب منشطرة ولها اجنحة متعددة ومع ذلك تجد ان هناك حزب اساس .. وبعضها انشطرت انشطار شبه عمودي. * وكأنك تعني بأنكم انتم الاصل واؤلئك ( الصورة )؟ طبعا (مش) الاصل (وبس) فهي ليست مجرد كلمة تطلق او صفة تلحق بالاسم بقدر ما هي حقيقة يجسدها الواقع النضالي , واحيانا لا تجد الاحزاب البعثية الاخرى الا في اجهزة الاعلام حيث هي غائبة تماما من الساحة السياسية . * الا تتفق معي بأن حزب البعث العربي والذي على قمته انت رغم مرافعتك هذه ما زال غائبا تمام عن الساحة فالحقيقة تقول ذلك حيث لا قواعد لديكم فانتم مجرد نخبة قليلة انتهت بعد رحيل مرجعكم صدام حسين ؟ - (ضحك) اولا يجب ان نقوم بتقييم الحقائق ثم نصل الى الاستنتاجات على الارض , وحزب البعث العربي الاشتراكي ظل دوره يتنامى ولم يتراجع في اي فترة من الفترات وتأثيره ليس مجرد تأثيرحزب معارض فقط .. فهو حزب له خطه السياسي المتميز .. حيث اننا مثلا اعلنا منذ البداية مقاطعتنا للانتخابات.. تفردنا بهذا القرار ونظمنا عشرات الندوات الجماهيرية وسط تجمعات المواطنين في الاماكن المختلفة ثم ابتدعنا اساليب جديدة في النضال بمخاطبة المواطنين في مواقف المواصلات وتقاطعات الطرق والدخول الى البيوت ومناقشة المواطنين وكان كل ذلك قبل الحملة الانتخابية واثناء دعوتنا لمقاطعة الانتخابات حيث ان كل القوى السياسية قررت المشاركة في الانتخابات وقبل هذه الانتخابات فان حزب البعث قد لعب دور سياسي متميز لمعارضتة هذا النظام منذ 30 يونيو 1989 ..حيث انه منذ اليوم الاول فقد تفرد حزب البعث بكشف هوية الانقلاب والقوى التي تقف وراءه ثم عمل على مواجهته عن طريق الحركة الجاهيرية والعمل الفني ثم واصل نضالاته بشدة والشاهد على ذلك ان بيوت الاشباح والمعتقلات لم تكن تخلو من البعثيين في يوم من الايام بل كانوا هم العمود الفقري للنضال.. بالاضافة الى ان الدور المتميز للبعث الان وسط الحركة الجماهيرية سواء كانت طلابية او نقابية .. حيث نجد ان البعثيين في الجامعات و النقابات يقومون بادوار كبيرة. X والجيش ؟ - لا الجيش: عمل فني .. الجيش مسألة اخرى فنحن منذ العام 1991 م واعدام ضباط حركة (28) رمضان المجيدة قلنا بأن لدينا معركة طويلة الأمد.. معركة تتطلب تنمية الروح والشعب بحيث نتمكن من احلال بديل حقيقي وننتهي من الحلقة الجهنمية.. نظام تعددي يعقبه انقلاب عسكري وهكذا ونرى ان الشعب السوداني قدم تضحيات كبيرة في مواجهة الانظمة العسكرية في سبيل استعادة الحريات والديمقراطية ولكن دائما كان يخذل من قبل البدائل التي تعقب الانقلابات العسكرية مما يؤدي الى حدوث حالة واسعة من الاحباط وسط الشعب تتوج بانقلاب جديد فيذوق شعبنا الامرين , والامرين هنا غياب الحريات وغياب الخبز من الناحية الاخرى . X يعتقد البعض ان حزب البعث العربي الاشتراكي لا يؤمن بالعمل الديمقراطي ويعتمد على العقلية العسكرية والنماذج معروفة وبالتالي انتم في السودان لا تؤمنون بالحوار السياسي ودائما ارائكم متطرفة؟ - حزب البعث يعاني من حملة قديمة وجديدة لتشوية سمعته والصاق تهم كثيرة للتقليل من وزنه .. واذا عدت الى عقلية حزب البعث ففي دستور الحزب ومبادئه تجده يؤمن بالديمقراطية.. والحرية هي احد ثلاثة اهداف طرحها الحزب ووضعها كعنوان . الوحدة والحرية والاشتراكية , وفكرة البعث تنطلق من ان تغيير حال الامة العربية من الانحطاط الموروث الى حال النهضة والتقدم لن يتم عن طريق القوى الفوقية ( السلطة ) وان هذا يتطلب انقلاب كامل على الواقع ويتطلب من الفرد العربي ان ينقلب على ذاته , وبالتالي هو حزب يعول على دور الانسان العربي قبل ان يعول على دور السلطة ولذلك جاء في احد شعارات البعث بان فلسطين يحررها الكفاح الشعبي المسلح وليس الحكومات العربية . يعني ان حزبنا لا يعول على السلطة .. بل في كثير من الاحيان كان حزب البعث يرفض عملية استلام السلطة لانها يمكن ان تضعف دوره في النضال وسط الجماهير .. والكلام عن الدور الانقلابي لحزب البعث ليس له شواهد. Xاذا ما الذي حدث في العراق وسوريا؟ - في العراق حزب البعث كان حزب يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة جدا قبل ان ينتزع السلطة في 1968م .. كان يخرج في مسيرات محمية بالسلاح واسقط نظام عبد الكريم قاسم باضرابات بدأت وسط النقابات والطلاب.. وتوج ذلك بعملية 14 رمضان التي قادها النتظيم المدني للحزب في مواجهة نظام ديكتاتوري دموي وكان لابد للبعثيين ان يحملوا السلاح في مواجهته.. وفي العام 1968م كان الحزب قادر على الصعيد الجماهيري وعلى صعيد كوادره ان يحمل السلاح ويسقط النظام , ولكن لان العراق دخل في محن كثيرة في العهد القاسمي وما تلاه وجرت انهار من الدماء, قرر الحزب ان تكون عملية انتزاع السلطة عملية بيضاء ولا ترق فيها قطرة دم واحدة , ولذلك جعل كادره الحزبي يرتدي الملابس العسكرية ويركز على انتزاع السلطة من خلال السيطرة على مفاصلها الاساسية وقد فعل ذلك.. وصدام حسين لم يكن عسكريا في يوم من الايم ولكنه قاد دبابة في عام 1968م ودخل بها القصر. X ولكن هذا يؤكد ايمانكم باخذ السلطة بالقوة ؟ - لا .. على العكس من ذلك حزب البعث يعاني من الانقلابات العسكرية .. فالانقلابات التي وقعت في سوريا كانت ضد حزب البعث على الرغم من ان البعث في سوريا كان له وجود جماهيري كبير ووجود قوي في البرلمان السوري قبيل وحدة 1958م وتمكن من خلال وحوده في البرلمان ووسط الشعب ان يفرض وحدة مصر وسوريا , ولكن الانفصال تم بانقلاب .. وما حدث ايضا في العام 1966م كان انقلاب على حزب البعث .. واضافة لذلك تجد ان حزب البعث يعاني من حظر نشاطه في اكثرية اقطار الوطن العربي نتيجة وجود هذه الانظمة الديكتاتورية وفي البلدان التي تسمح له بالنشاط مثل السودان واليمن والاردن , يكون ذلك عبر شروط مقننة بقوانين لتقييد حرية الاحزاب تسمى قوانين تنظيم الاحزاب ولكنها هي قوانين تقييد حركة الاحزاب .. فاذن نحن نعاني عسف الديكتاتوريات. X هل هذا يعني بانكم غير مؤمنين بتغيير الانظمة عبر الانتخابات وبالتالي هدفكم غير المعلن هو (ما جاء بالقوة يجب ان يذهب بالقوة)؟ -القوة تختلف.. فالقوة ليست قوة الدبابة والسلاح فهناك ما هو اقوى من ذلك .. فالفكر قوة رهيبة وكبيرة .. ونحن في السودان لدينا تجربتنا ..خرج شعب اعزل وفرض ارادته على الانظمة العسكرية وتمكن من اسقاطها , والقضية الاساسية بالنسبة لنا هي سيادة الحريات والديمقراطية في الوطن العربي لاننا ضحايا الانظمة الديكتاتورية والعسف في اغلب هذه الدول .. وفي بعض البلدان العربية التي تسمح بالتعددية يحظر نشاط حزب البعث , فاذا قدم البعثيون طلبا بالترخيص للعمل يرفض,طلبه.. وهذه الانظمة برأينا قد قننت التعددية كديكور للدكتاتورية وليس هناك ديمقراطية حقيقية في هذه الاقطار والديمقراطية الان الى حد ما تمارس في دولة عربية واحدة وهي لبنان . وقد وصلت المسألة الى حد ان الامريكان اصدروا قانون باجتثاث البعث في العراق . وبعد اغتيال الشهيد صدام حسين لم يتراجع نشاط حزب البعث وكثير من الناس كانوا يعتقدون بأنالحزب قد انتهى بنهاية النظام في العراق وتصفية القائد الشهيد صدام حسين ولكنهم تجاهلوا ان نشوء البعث سابق لاستلام السلطة في العراق. *فيما يلي السودان يلاحظ انكم بعيدون عن اي عملية سياسية في البلاد خصوصا فيما يلي ابداء الحوار السياسية مع النظام لماذا ؟ - نحن الحزب الوحيد الذي لم يوقع.. لم يوقع اتفاقا مع النظام الحالي منذ مجيئه .. فكل الاحزاب الاخرى لها سوابق اتفاقيات كما انها قررت المشاركة في الانتخابات ونحن لم نرفض الاتفاق او الانتخابات لمجرد المعارضة او الكيد للنظام كما يرد في (ادب الاسلاميين) ولا بهدف الانتقام من نظام أسال دماء البعثيين دون أن يتورع من تصفيتهم في (28) رمضان من العام 1990م .. والحقيقة أننا ننظر للنظام من خلال مصلحة الوطن والشعب وليس من خلال دوافع ذاتيه او غرائز بدائية انتقامية ونستاء عندما تمارس بعض القوى السياسية الاخرى هذا النمط من الممارسات والمكايدات ومحاولة اسقاط النظام بأي ثمن او بأية طريقة , ونرفض هذا النهج نهائيا ولذا رفضنا المعارضة من الخارج ولم نشارك في حمل السلاح ضد النظام لان الاتكاء على الاجنبي يجعل ارادتنا مرتهنة لهذا الاجنبي وبالتالي لن نصل الى تحقيق الاهداف الوطنية .. ورفضنا وجود قوات اجنبية في دارفور . وقد تطابق موقفنا مع موقف النظام واختلف مع بقية القوى السياسية المعارضة ورفضنا قرارات المحكمة الجنائية الدولية لنفس السبب , لو كان موقفنا هو موقف (غبني) ضد النظام لما اتخذنا هذه المواقف, لكن لأن موقفنا كان موضوعيا .. ومع كل ذلك نحن لم نوقع اتفاقا مع النظام لاننا لم نجد الى الان ما هو مشترك بيننا وبين هذه الحكومة الا في بعض الجزيئات, وعلى الصعيد الايجابي لم نجد القاسم المشترك بيننا وبين نظام نحن نعتقد انه اذل الشعب وسرق قوته | |
|