الأستاذ علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي وعضو القيادة القومية في مقابلة مهمة لـ ( أخبار اليوم )
كاتب الموضوع
رسالة
جهينه الزبيدي
المساهمات : 174 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: الأستاذ علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي وعضو القيادة القومية في مقابلة مهمة لـ ( أخبار اليوم ) الخميس مارس 28, 2013 5:42 am
الأستاذ علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي وعضو القيادة القومية في مقابلة مهمة لـ ( أخبار اليوم ) ● السنهورى : السودان موضوع على طاولة التفتيت وهذا هو المخرج ! ● هناك أحزاب داخل قوى الإجماع الوطني تشيع( الربكة ) في قوى الإجماع ! تتشابك القضايا وتتداخل المواقف ويحتدم الصراع حتى يصل إلى مراحل التفاقم غير القابل للحل دون جراحات مفصلية وأليمة. هكذا دائماً هو حال أحزاب المعارضة تارة بينها وبين الحزب الحاكم وتارة أخرى فيما بينها. كل هذا بلا شك يقترن بما هو كائن الآن في الساحة السياسية الداخلية التي صارت حبلى بالمقاربات والمفارقات والمفاصلات أيضاً. حزب البعث العربي واحد من هذه الأحزاب الذي يعيش ويعد شريكاً في كل ما هو واقع ولتفسير هذا الوضع كان لابد من الجلوس إلى شخص يكون ملماً بكل تلك التفاصيل فكان أمين سر حزب البعث وعضو القيادة القومية الأستاذ علي الريح السنهوري الذي تحدث لـ(أخبار اليوم) في المساحة التالية :- حوار : آمال عوض لا نشاط جماهيري واضحاً للحزب في الفترة الأخيرة - الأسباب والمعوقات؟ - نشاط الحزب الجماهيري موجود في مختلف السوح سواءً أكانت سوح العمل النقابي أو الطلابي أو الجماهيري ولكن بشكل عام فان الأحزاب تعاني من القيود المفروضة على الحريات جراء القوانين القمعية والأجهزة الأمنية التي تحد من نشاط القوى السياسية إلى جانب احتكار حزب المؤتمر الوطني لأجهزة الإعلام هل لحزب البعث السوداني وجود في دولة الجنوب وما هي رؤيتكم للتطورات الجارية؟ - حزب البعث العربي الاشتراكي كان لديه عناصر من أبناء شعبنا في الجنوب بل بعضهم وصل إلى مستوى أمناء سر لبعض فروع الحزب في بعض المناطق ولكن هؤلاء الناس في الجنوب يواجهون مضايقات شديدة ، والآن بعد انفصال الجنوب نحن نسعى لتوطيد علاقات الحزب بكل الأطراف الوطنية في الجنوب التي تسعى لإدامة علاقات طيبة بين شعبنا في الشمال وشعبنا في الجنوب ، ولفتح قنوات الحوار الثقافي والحضاري بين الشطرين سيما وأن الجنوب يواجه بتخطيط وتسلط من النخب الحاكمة محاولة لمحو الثقافة العربية وإحلال الثقافة الانجليزية والغربية محلها علماً بأن الثقافة العربية هي ثقافة أصيلة في الجنوب وتمتد جذورها لعدة قرون حيث تتخاطب مختلف القبائل الجنوبية باللغة العربية المسماة بلغة جوبا كما أن أغلبية سكان مدن الجنوب يتخاطبون باللغة العربية ومن المعلوم أن اللغة الواحدة تشكل واسطة جيدة لخلق علاقات بين شطري القطر إلى جانب العامل الثقافي هناك العامل الاقتصادي والاجتماعي والإنساني فنحن كما نتطلع إلى بناء سودان ديمقراطي تقدمي مزدهر اقتصادياً واجتماعياً فإننا نتطلع لخلق حالة من التقدم والتطور في مختلف الدول المجاورة للسودان والأولوية في ذلك لجنوب السودان لأنه إذا تحقق تقدم اقتصادي واجتماعي في السودان فلن ننعم بذلك ما لم يحدث ذات الأمر في دول الجوار وإلا واجه السودان هجرة مكثفة هي قديمة ولكنها سوف تستمر بكثافة من قبل دول الجوار وانت تلاحظين أنه رغم الوضع الاقتصادي المتردي في السودان ولكن لما ينعم به السودان من خيرات ومن موارد فهناك الآن هجرة مكثفة من دول الجوار الى السودان ، هذه الهجرة تؤثر على نمو الدخل الفردي للإنسان في السودان إذن ما لم يتحقق استقرار للدول المجاورة للسودان وتقدم اقتصادي واجتماعي فلن ينعم السودان بأي حظ من الاستقرار في إطاره الجغرافي القائم الآن. ما هي قراءتكم للساحة السياسية خلال الفترة القادمة؟ - الساحة السياسية السودانية تتسم بقدر من الحيوية وما يبدو على السطح من تشرذم وخلافات هي أيضًا دلالة على حيوية، صحيح نحن بحاجة إلى وحدة الإرادة الوطنية والشعبية لتغيير هذا النظام وإحلال نظام ديمقراطي تقدمي يعبر عن مصالح أوسع جماهير شعبنا في حياة حرة كريمة ولكن توحيد الإرادة الشعبية والنضالية لا يعني إلغاء الاختلافات وإلغاء الصراعات الفكرية ولكن ينبغي ألا يطغى أي تناقض ثانوي على التناقض الرئيسي المتعلق بالنضال من أجل الديمقراطية ومن أجل التقدم. أنتم كحزب معارض ما هي أولوياتكم في هذه المرحلة؟ - أهم أهداف المعارضة الآن هي التحرر من نظام الدكتاتورية والتسلط الذي اتسم بالفشل والعجز مما أدى إلى التفريط في وحدة البلاد والى إضعاف الوحدة الوطنية، التحرر من هذا النظام وبناء نظام ديمقراطي يرتبط بالإنجاز ، وفي إطار ذلك ناضلنا في مواجهة نظامي عبود ونميري من أجل إحلال بديل ديمقراطي تقدمي ، وعندما نقول إحلال بديل ديمقراطي تقدمي نقصد أن البديل الديمقراطي ينبغي أن يرتبط بالإنجاز لمصلحة الجماهير وأوسع جماهير شعبنا الكادحة في السودان لأن البدائل الديمقراطية التي أعقبت الأنظمة الدكتاتورية اتسمت بالعجز والفشل مما أدى إلى تمهيد الطريق أمام قيام انقلابات عسكرية ولكن الآن نحن لا نواجه هذه الإشكالية وحدها وإنما نواجه إشكالية أخرى خطيرة جداً تتعلق بوحدة البلاد ..ان السودان أو ما تبقى من السودان بعد انفصال الجنوب موضوع على طاولة التفتيت ، ومقدمات هذا التفتيت هو تقسيم السودان إلى أقاليم والى فدراليات ، وكثير من القوى السياسية تطرح مسألة الأقاليم أي قيام كيانات إقليمية تتحد في المركز في سلطة اتحادية ، هذا الطرح خطير جداً ، يتماهى مع مخطط يستهدف تفتيت هذه البلاد وقد ثبت ذلك من خلال وثيقة الفجر الجديد التي طرحت مسألة الوحدة الطوعية بين الأقاليم، إن علينا نواجه هذه المسألة في مهدها وأن نقضي عليها قبل أن يتجزأ السودان إلى كيانات إقليمية تتحد في سلطة مركزية وهذه مقدمة لتفتيت ما تبقى من السودان تواطؤآ أو خضوعاً لمخططات تستهدف تفتيت هذا البلد. علاقاتكم بالحزب الحاكم المؤتمر الوطني كيف هي الآن؟ - ليست لدينا أي علاقة بالحزب الحاكم ولم تكن لدينا أي علاقة بهذا النظام منذ عام 89 إلى يومنا هذا ، حزب البعث هو الحزب الوحيد الذي لم يوقع أي اتفاقية مع هذا النظام وحافظ على موقف ثابت تجاهه ، ونحن نعتقد أن القوى التي وقعت اتفاقيات مع هذا النظام قد أربكت حركة النضال الوطني وساعدت في إطالة أمد الدكتاتورية . تجمع المعارضة الحالي هل يؤدي دوره على الوجه الأكمل لدور المعارضة الحقيقي في الحياة السياسية؟ - الكمال لله ، لا نستطيع أن نقول إن تجمع المعارضة يؤدي دوره على الوجه الأكمل ولكن يؤدي دوره في حدود عدة أمور الأمر الأول في حدود إمكانيات القوى المكونة لقوى الإجماع الوطني. ثانياً : هناك قوى داخل قوى الإجماع الوطني معرقلة لنشاطه ومربكة ، تشيع الإرباك وسط قوى الإجماع الوطني من خلال أطروحاتها وخنادقها المتداخلة مع خنادق الإنقاذ من أعلى مستوياته إلى أدنى مستوياته. ثالثاً : الظرف السياسي المحلي والإقليمي والدولي أيضًا يلعب دوراً في إرباك حركة الجماهير وقوى المعارضة وفي إضعاف دورها ونشاطها . رابعا : محاصرة النظام لقوى المعارضة بالقوانين القمعية وبمصادرة ممتلكاتها وبحجب الإعلام عنها .... الخ هذه أيضاً عوامل مؤثرة على نشاط قوى المعارضة. فالمعارضة تناضل وسط كل هذه الظروف للتعبير عن إرادة الشعب السوداني في إسقاط الدكتاتورية وبناء نظام ديمقراطي تقدمي. حزب البعث في العراق سقط في مأزق وفي سوريا كذلك.. هل يعني أن فكر البعث عامة في مأزق مع الجماهير؟ - حزب البعث في العراق لم يصل إلى أي مأزق وإنما سقط نظامه بعدوان امبريالي صهيوني إيراني تواطأت معه أنظمة عربية في عدوان شنيع على العراق أدى إلى احتلال هذا البلد وظل حزب البعث يقود المقاومة ضد قوى الاحتلال وعملاء الاحتلال والدول الإقليمية وعلى رأسها إيران التي تواطأت وتعمل على تنفيذ مطلوبات الاحتلال ولا زال البعث يقاوم هذه القوى بنضال ومقاومة مسلحة وسلمية متواصلة إلى يومنا هذا وهو لم يدخل في مأزق والذي دخل في مأزق هو الاحتلال مما أجبر الولايات المتحدة الأمريكية على سحب قواتها وإعطاء دور لإيران لتمرير ما تبقى من مخططات الاحتلال الامبريالي الصهيوني فالبعث حركة حية تقاوم وتصارع في العراق وفي بقية أرجاء أقطار الوطن العربي، أما سوريا فلا شأن لنا بالنظام القائم فيها. أحزاب المعارضة ليست على قلب رجل واحد واحتمال دخول بعض الأحزاب في شراكة مع المؤتمر الوطني؟ أحزاب المعارضة هي أحزاب وليست حزباً واحداً طالما هي أحزاب إذن هي ذات ايديولوجيات ورؤى وبرامج متعددة ولكنها تتفق على حد أدنى، الآن هناك اتفاق على حد أدنى في مواجهة النظام وفي كيفية إدارة البلد خلال فترة انتقالية بعد سقوط النظام وليس مطلوباً منها أكثر من ذلك ، أما إذا أراد أي حزب أن يذهب إلى المؤتمر الوطني ليتحالف معه فهو حر ، وليذهب من يشاء للتحالف مع المؤتمر الوطني أو للالتحاق بالنظام وسوف تذهب القيادة وحدها أما جماهير هذه الأحزاب فهي جزء من الشعب السوداني وسوف تحافظ على موقفها الأصيل المعارض إلى جانب قوى الإجماع الوطني أو إلى جانب المعارضة. ما هي الفعالية السائدة لإسقاط النظام؟ دور حزب البعث وقوى المعارضة هو تعبئة الجماهير الآن، خلال الأسبوع الماضي قدمت ندوة في مدني وأخرى في القضارف قام بها الشباب أعقبتها اعتقالات لعدد من الشباب في القضارف فدور البعث والأحزاب المعارضة والشباب المعارض هو تعبئة الجماهير وبالتراكم سوف تتوج بانتفاضة شعبية شاملة كما حدث في أكتوبر 64 وفي مارس أبريل 85. هل تتوقع سقوط نظام بشار الأسد؟ كل شئ وارد في سوريا ولكن الاتجاه العام الآن هو تسوية بين النظام وبين قوى المعارضة التي للأسف يرتبط عدد كبير من عناصرها بقوى خارجية وأجنبية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا وببعض الأنظمة العربية المرتبطة بالغرب الاستعماري التي تشكل حاضنة لقسم كبير من هذه المعارضة السياسية الموجودة في الخارج ، ولكن هناك شعب في سوريا لديه قضية ومطالب هي امتداد لمطالب الشعب وانتفاضته على أنظمة الوصاية والتسلط في مختلف الأقطار العربية. علاقتكم بالجبهة الثورية لقطاع الشمال؟ لا توجد علاقة مباشرة بين حزب البعث والجبهة الثورية ولكن نحن ندعو للحوار مع كل القوى داخل وخارج السودان للتوافق حول برنامج سياسي انطلاقاً من البرنامج الذي توافقت عليه القوى السياسية في الداخل وهو برنامج البديل الديمقراطي ونعتقد أن النضال الديمقراطي السلمي هو الطريق الصحيح في مواجهتنا لهذا النظام وأن حمل السلاح واستخدام العنف ضار بشعبنا في مختلف المناطق سواء في النيل الأزرق أو جبال النوبة أو دارفور وهو ضار بحركة النضال الوطني وهذا موقف ثابت لدينا ليس تجاه هذه الحركات وإنما هو موقفنا منذ قيام هذا الانقلاب في 89 حيث رفضنا الكفاح المسلح من أريتريا ودعونا للنضال من الداخل والاعتماد على جماهير شعبنا في إسقاط النظام ، إن استخدام العنف سواء ما جرى في 95 في فترة أسمرا والآن في دارفور وفي هذه المناطق إلى جانب ما يسببه من خراب ودمار ومعاناة لجماهير شعبنا فإنه يفتت حركة النضال الوطني مما يضعف من دور المعارضة في إسقاط النظام الذي يعطيه العنف المبرر لممارسة القتل ضد شعبنا ولتقييد الحريات العامة في البلاد بشكل عام. هناك من يرفضون رئاسة فاروق أبو عيسى لهيئة قوى الإجماع الوطني كيف تنظرون لهذا الأمر؟ فاروق أبوعيسى هو رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني بانتخاب أعضاء الهيئة له كشخصية وطنية مستقلة ولكن عندما ينعقد اجتماع لرؤساء الأحزاب يتناوب رؤساء الأحزاب في إدارة ذلك الاجتماع ولا اعتقد أن الأستاذ فاروق أبوعيسى هو محل خلاف داخل قوى الإجماع هناك إجماع على استمراره في رئاسة الهيئة العامة. سبق وطالبتم بتجميد عضوية حزب الأمة في هيئة الإجماع الوطني ما مصير ذلك؟ المطالبة بتجميد عضوية حزب الأمة في قوى الإجماع الوطني حسب علمي من المناقشات التي جرت في آخر اجتماع ترجع إلى مواقف السيد الصادق جراء انتقاده المتواصل لقوى الإجماع وتشكيكه في دور هذه القوى وللسيد الصادق رؤية حول هيكلة قوى الإجماع وصيغ العمل داخلها تحولها إلى حزب وهي ليست حزباً وإنما أحزاب متعددة ، هذا الطرح ليس جديداً على السيد الصادق ، في أواخر أيام جعفر نميري طرح مسألة وحدة الأحزاب الإسلامية (حزب الأمة والحزب الاتحادي والحركة الإسلامية) في حزب واحد ولم تنجح هذه الدعوة ، لأن هذه القوى أيضاً مختلفة ، وإن كانت جميعها تدعو إلى دستور إسلامي ولكنها مختلفة حتى في رؤيتها للدستور الإسلامي وماذا يعني الدستور الإسلامي، الآن يريد السيد الصادق من أحزاب متناقضة في إيديولوجياتها وأفكارها وغيرها أن تتحول إلى حزب واحد هذا شئ مستحيل، المعروف أن الأحزاب المختلفة تجمع بينها صيغة تنظيمية مرنة كما هي الصيغة القائمة الآن وفي إطار هذه الصيغة تلتزم هذه القوى بحد أدنى من التوافق السياسي ولكنها لا يمكن أن تصير حزباً واحداً وبالتالي مسألة طرح الرئاسة وغيرها والهيكلة هي في غير محلها لأن الرئاسة حتى رئاسة الأستاذ فاروق أبوعيسى مقصود بها رئاسة الاجتماعات وليس رئاسة الأحزاب لا يوجد حزب يقبل بأن يرأسه حزب أخر مهما كان شأن هذا الحزب الآخر ، ولكن أقول باختصار أن الخلاف هو ليس بين قوى الإجماع وحزب الأمة الخلاف هو بين قوى الإجماع وبين السيد الصادق المهدي لأن حزب الأمة إذا نظرنا إليه كحزب واسع وجماهير عريقة ممتدة على امتداد القطر هو حزب جماهير معارضة لهذا النظام ولكن للسيد الصادق أحلامه الخاصة. ذكر السيد الصادق المهدي بأن الإيديولوجية القومية لحزب البعث تخدش الشخصية السودانية؟ السيد الصادق المهدي يريد أن يناقش موضوع الإيديولوجيات .. نحن لسنا في صراع إيديولوجي الآن ، ولكن عندما ندخل هذا الصراع فإننا ندخله مع أصحاب الإيديولوجيات الواضحة والمعروفة مثل الحركة الإسلامية أو الماركسية أو اللبرالية. أنا لا أعرف للسيد الصادق إيديولوجية محددة لأنه رجل صاحب أفكار متجددة كل يوم وبالتالي لا أعرف له لوناً محدداً فكرياً أو سياسياً أو إيديولوجياً حتى استطيع أن أجادله عليه. ولكن أقول إن الثورة المهدية هي التي بلورت الشخصية القومية للسودان وأن الإمام محمد أحمد المهدي جعل من السنوسي في ليبيا أحد خلفائه الأربعة وكان يريد أن يبادل غوردون بأحمد عرابي ، وبمجرد أن حسم موضوع فتح الخرطوم وجه حملة بقيادة النجومي إلى مصر لتحرير مصر ، فضلاً عن أن الثورة المهدية برغم من خلفيتها الإسلامية لكنها كانت ذات بعد قومي، لأن الثورة المهدية قامت ضد سلطة إسلامية هي سلطة الخلافة الإسلامية العثمانية التي يمثلها الترك في مصر وكان يريد أن يحرر السودان وليبيا ومصر أي الدولتين المجاورتين للسودان من التسلط التركي المغطى بغطاء الخلافة العثمانية فهل كان الإمام المهدي عليه السلام يخدش الشخصية الوطنية السودانية أم أنه كان عبقرياً يفهم أبعاد هذه الشخصية ، وأن أبعادها ليست أبعاداً قطرية ، وليست محنطة ضمن الحدود التي رسمها لنا المستعمر البريطاني وإنما حدودها بكل حدود الوطن العربي ، فالذي ينطلق من تراث الثورة المهدي كما هو حال حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان لا بد أن يفهم ما هي أبعاد الثورة المهدية، الثورة المهدية لا يمكن اختزالها في قطر السودان بحدوده السياسية الراهنة. هذا الحديث وراءه أبعاد سياسية وليست فكرية ، ونحن نتساءل ما هي الجدوى الآن من قيام السيد الصادق بفتح معركة ضد حزب البعث العربي الاشتراكي ؟ ماذا يستفيد شعب السودان وماذا يستفيد أعضاء وجماهير حزب الأمة من هذه المعركة ضد حزب البعث؟ هل القضية الآن هي حزب البعث أم هي النظام القائم الذي يتحكم في البلاد والعباد في السودان؟ أليس هذا انحراف عن المعركة الحقيقية أو محاولة لصرف الأنظار عن طبيعة المعركة التي تشغل جماهير شعبنا اليوم؟ وإذا كان الأمر كذلك ما هو هدف السيد الصادق من فتح معركة مع حزب البعث العربي الاشتراكي؟.
الأستاذ علي الريح السنهوري أمين سر حزب البعث العربي وعضو القيادة القومية في مقابلة مهمة لـ ( أخبار اليوم )