منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) معالم القومية التقدمية(40)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) معالم القومية التقدمية(40) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) معالم القومية التقدمية(40)   في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) معالم القومية التقدمية(40) Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 30, 2011 4:40 am


في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) معالم القومية التقدمية(40) 552657368
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) معالم القومية التقدمية(40) 806772312
في سبيل البعث - الجزء الأول:
الباب الخامس:

معالم القومية التقدمية(40)
ايها الاخوة الاحباء(1)
يصعب علي ان اصف لكم فرحتي بزيارة هذا البلد العظيم الذي رأيت فيه من علائم النهضة والتحفز ما يبعث الامل، ويبشر بمستقبل عظيم لهذا القطر وللوطن العربي الكبير.
اسمحوا لي ايها الاخوة، ان احدثكم قليلا عن تجربة اخوتكم في المشرق العربي، عن تجربة جيل بدأ نشاطه وتحمل المسؤوليات القومية منذ الحرب العالمية الاخيرة وأوجد تيارا فكريا شعبيا عظيما، جيل ساهم في النضال في اقطار المشرق، وساهم إلى حد غير قليل في صنع الاحداث في هذه السنين. وقد جاءت الاحداث مصداقة لنظرته في جملتها وإن كان الواقع احيانا يظهر بعض الاخطاء في التفصيل، هذه الحركة التي اريد ان احدثكم عنها والتي قد تكونون سمعتم بها هي حركة قومية عربية تنادي بأمة عربية واحدة وتؤمن بأن العرب لا بد ان يتوحدوا في وطن واحد، وتؤمن بأن للامة العربية رسالة في هذه الحياة تؤديها للانسانية كما سبق لها في ماضيها العريق ان فعلت. هذه الحركة تنظر الى القومية العربية نظرة جديدة مستوحاة من روح العصر وحاجات الامة وماضيها الاصيل.
فأثناء الحرب العالمية الاخيرة وجد العرب انفسهم حائرين وسط دول كبرى تستعمر اجزاء وطنهم وتنتقص من سيادتهم وتقول بمذاهب اجتماعية واقتصادية، بينما كان النضال العربي دون مستوى التفكير بالمذاهب، ودون مستوى الشمول. فقد كان محصورا لا في النطاق العربي فحسب، بل في نطاق القطر الواحد، في النطاق الاقليمي. ولقد كان النضال مقتصراً على مكافحة الاجنبي دون ان تكون له مادة ايجابية يستند اليها لبناء المستقبل بعد التحرر. وكانت جماهير الشعب لا تتحمس الحماس الكافي، ولا تضع جميع امكانات النضال في المعركة، لان قيادة هذا النضال لم تكن شعبية ولم تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب ومطالبه الاجتماعية، فكان يسود العلاقة بين الجماهير والزعماء فتور وشك.. شك في المقاصد وشك في الكفاءة والجدارة.
في تلك الظروف كان الجيل العربي الشاب الواعي مطالبا بان يخرج قضية أمته من ذلك التبعثر والفراغ وان ينقلها إلى صميم الواقع الحار ليلهب حماس الجماهير ويربط بين مصلحتها ومصلحة الوطن، وليرتفع بنضاله الى ما يتناسب مع روح العصر وليرتفع بالروح القومية الى الجو العالي الذي يتكافأ مع ماضي أمة عظيمة كالامة العربية.
في ذلك الحين كان الشيوعيون العرب ينشرون بين الشباب افكارا تنادي بالاممية وتنكر قيمة القومية، او تدعي بأن القومية مرحلة مؤقتة كمرحلة دنيا لا بد ان ترتقي فوقها المجتمعات لتصل الى الاممية، وان القومية مرحلة رجعية وانها مشوبة بالتعصب وان وراءها المصالمح البورجوازية والرأسمالية، وانها تدفع إلى التوسع وإلى الحروب فكانت هذه الاوصاف التي تصح على القومية في أوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين، تناقض حالة قومية كقوميتنا مظلومة خاضعة لعدوان اجنبي ليس فيها إلا الحرص على مقومات الامة والا الحب للشعب ولجميع الشعوب. فكان يصعب علينا ان نصدق بأن القومية هي ضد الانسانية طالما اننا نشعر ان كفاحنا القومي في سبيل الاستقلال كان بدافع انساني. لقد كنا نشعر ان كفاحنا القومي كان بدوافع انسانية خيرة لذلك بدأت الفكرة الجديدة تتبلور واخذنا نفرق ما بين النظرية القومية الرائجة في الغرب، والتي ثارت عليها التقدمية الاشتراكية، وبين قومية الشعوب المغلوبة في آسيا وافريقيا ومنها القومية العربية التي تحمل في طياتها بذور الخير والانبعاث للقيم الانسانية.
وكان ثمة مفهوم آخر رائج، مفهوم مجرد مستعار هو أيضا من الخارج يحصر القومية في اتفاق المصلحة وفي الذكريات الماضية والآلام والآمال.. فكان هذا جواباً جافاً لا يروي ظمأ الشعب العربي إلى ما يحرك فيه طاقات دفينة، فكانت الخطوط التي رسمناها لقوميتنا العربية لا تكتفي بالروابط الحقوقية بين الافراد، وانما تجعل في وجود الامة رسالة تاريخية وأمانة في عنقها تحيا حياتها وتجربتها بصدق وتخلص للقيم والعقل وتقدم للانسانية خير ما عندها. وهذا ما جعلنا نرجع إلى تراثنا الحضاري التاريخي وننظر اليه نظرة جديدة.. ففي حياة العرب تجربة ضخمة ورسالة سامية.
وكان التفكير السطحي قبل ظهور حركتنا يوحي او يوهم بوجود التضاد بين القومية وبين هذا التراث الروحي بحجة الحرص على العلمانية، ولكن وجدنا ان لا تعارض بين العلمانية وبين الاعتراف بما يغذي روح حضارتنا من تجارب ماضي شعبنا الغنية. فكانت هذه النظرة الجديدة إلى تراثنا القومي نظرة حية واقعية عميقة ارجعت إلى نفوس الشباب الاستقرار الذي فقدوه زمناً، وصالحتهم مع ماضي امتهم دون ان تجمدهم في هذا الماضي.
ايها الاخوة،
الفكر في حد ذاته قوة تاريخية، قوة ثورية لا تقدر. فمجرد وضع القضية العربية القومية في صيغة فكرية شاملة كان اول مساهمة في تركيز الحركة الثورية العربية على اسس صلبة، اذ ان هذه الصيغة الفكرية هي التي جاءت تلبية لحاجة الشباب العربي في كل قطر لكي يرى ما تعني قضية امته واين هو موضعها بين قضايا العالم، فكانت هذه المحاولة التي لا شك انها تحتاج إلى مزيد من الجهود الا انها استطاعت ان تسد فراغاً في حياة الشعب العربي في عدد من اقطاره. والقومية التي كان الاقطاعيون قبل عشرين او ثلاثين سنة يتلفظون بها دون المام شامل، ودون معنى الا الرد على الاجنبي ليعينوا الاسم والهوية بأننا عرب لا اكثر، هذا التعريف الفارغ كان لا بد ان يأخذ معنى حياً مستمداً من الواقع فقلنا بأن القومية العربية تساوي وتعادل حياة الجماهير ومصلحة الجماهير وقضية الجماهير.
انها ليست عنوانا فحسب وليست ترفاً يدعيه ويزدان به الوجهاء والزعماء. انها من صميم الآلام، الآلام المادية والمعنوية، آلام الشعب المستغل وآلام الشعب المقهور في سيادته، وهكذا اتخذت القومية العربية مضمونا واقعيا ثوريا عندما حددت بأنها الوحدة والحرية والاشتراكية العربية: الحرية في الخارج امام الاجنبي المستعمر والحرية في الداخل امام الحكم الاستبدادي.. والاشتراكية للشعب كله، اشتراكية مستقلة لا تتبع مذهبا معينا ولا تكون أداة للتعصب المذهبي والتنازع وانما تستفيد من جميع النظريات والتجارب التي تمر بها الشعوب وتحرص على ان تتلاءم مع روح الامة ومع ظروفها وحاجاتها. هذه هي الاشتراكية العربية... والوحدة العربية هي أيضاً مفهوم ثوري لانها كانت دوماً موضع العدوان والتآمر من الدول الاستعمارية ومن الطبقة الرجعية ومن الصهيونية العالمية فكانت هي الضحية في كل حين، لانها سر انبعاث العرب وقوة العرب. لذلك كانت تتكالب عليها المؤامرات فكان لا بد ان نفضح كل هذا وان نظهر بالدليل الواضح كيف ان الوحدة التي طالما تشدق الزعماء بها وادعتها الحكومات لا يخلص لها ولا تقصد لذاتها وانما هناك تآمر عليها، وحرص على الاقليمية والتواطؤ مع الاستعمار في بعض الاحيان: حتى أن الجامعة العربية بدت لنا عند نشوئها وكأن القصد منها تخدير الحاجة الى الوحدة لا تلبية هذه الحاجة. فبينا حيوية الحاجة الى الوحدة وبينا ان الوحدة هي شرط لازم للنضال الشعبي التحرري ضد الاستعمار وضد الاستغلال، وأنه بدون وحدة يبقى الاستعمار يتلاعب بمصيرنا ويغري قطرا باستغلال محن قطر آخر وتبقى قضية الوحدة موضع شك. فثورة الوحدة ان لم يتبنها الشباب العربي الثوري ويخلقوا فكرتها خلقاً وينمّوا وعيها ويخلصوا لنضالها فانها ستبقى مادة للتضليل، وبالتالي لن ينجح لا النضال التحرري ولا الاشتراكي ما دام الشعب الواحد مجزأ، يقوم التنافر والتعاكس أحياناً بين نضال اقطاره بدلاً من التنسيق والتوحيد. فالذي يخلق الوحدة هو الشعب المستغل، الشعب الذي يحتاج إلى وحدة النضال لكي يضمن الخلاص من الاستغلال وفي الوقت نفسه يكون قد وحد اجزاء وطنه الممزق.
ونظرتنا هذه إلى الوحدة تختلف أيضا عن المفهوم القديم التقليدي الذي يقول: ان الوحدة هي رجوع إلى الحالة الطبيعية، رجوع إلى ما كانت عليه الامة قبل التجزئة، لان هذا كلام ليس فيه جد ولا اخلاص، فالوحدة لا يمكن أن تكون رجوعاً إلى الوراء. انها الوحدة الثورية في هذا العصر، وحدة تنهض على اكتاف الجماهير وتمتزج بالنضال الاشتراكي، بل يمتزج نضالها بتجربة الامة كلها في هذه المرحلة، وهذه التجربة الانسانية العميقة لا يمكن ان تكون عملية آلية وانما عملية خلق جديد للامة، وهذا يجب ان يكون واضحاً. فالتاريخ لا يرجع إلى الوراء والامة الحية تجدد نفسها باستمرار لذلك لا تبتعد الوحدة عن المثل التي تدين بها قوميتنا. ليست الوحدة مجرد جمع ووصل وعملية مادية، الوحدة هي صهر جديد من خلال التجربة الجديدة للعرب. يجب ان تكون الوحدة شفافة ترتسم عليها مثلنا ومبادئنا في الحياة والمجتمع، هذه وحدتنا التي تستطيع أن تحمس جماهير الشعب، وان تدفعها الى التضحية. وفي هذه النظرة الجديدة نظرة الى الانسان أي نظرة إلى اخلاقية العمل وربط الوسيلة بالغاية.
لقد كانت السياسة قبل ذلك أسلوباً واقعياً رخيصاً فقلنا بأن الأمة في مرحلة الانبعاث لا تستطيع ان تحرك فيها القوى الكامنة والتحفز للثورة والنضال وان تخلق وان تبدع اذا لم تكن منسجمة مع نفسها، مع مثلها وتاريخها، اذا لم تكن تطبقها في عملها.. وان الوسيلة لا يمكن ان تنفصل عن الغاية. ان الثورات والنهضات انما تعمل لخلق انسان جديد مستقل الشخصية حر في التفكير قادر على الانتاج والابداع وتحمل المسؤولية، فلا يمكن ان تطبق الميكيافيلية التي تعتمد على الكذب ولا تقيم وزنا للاخلاق.
لذلك كان لا بد ان ننظر الى ما حولنا في العالم وان نعين موضعنا من العالم، لقد كان الصراع بادئاً بين المعسكرين فقلنا بالحياد عقب الحرب العالمية، وكانت حركتنا اول من نادى بالحياد وربطته بفلسفتها، فلسفة القومية، التي ترفض النظام الرأسمالي والديمقراطية الغربية التي أنجبت الرأسمالية وترفض الشيوعية كنظام، وتترك المجال حرا لظهور الثورة الحقيقية التي لا تعسف فيها ولا اصطناع، والتي تنسجم فيها الوسيلة مع الغاية، اذ ان الشيوعية لم تستطع ان تحافظ على حرية الانسان وهي التي باستخفافها بالحرية قد حولت الغاية إلى وسيلة وفقدت الشيء الكثير مما كانت ترمي اليه من انقاذ للانسان من الظلم، فكانت صيغة القومية الجديدة انها لا تفرط بحرية الانسان وانها تغذي انسانية الانسان وانها ثورية تنشد الثورة لنفسها وللعالم، ولكن لا تضحي بالمثل من اجل ثورة مادية فحسب.
لقد أقاموا تناقضاً بين القومية والانسانية كما تعرفون، وهذا كان في نظرنا شيئاً مصطنعاً فلم نصدق ان القومية مرحلة، لاننا حتى الآن لم نر ان القومية كانت مرحلة لشيء فوقها، وانما الصحيح ان بين القومية والانسانية انسجاماً اذا فهمنا القومية فهما صحيحاً، والصحيح ان نقول ان ثمة، قومية انسانية.
القومية التي تخرج من تجربة الشعوب التي عانت الظلم وعانت الاستعمار وتحررت دون ان يستنفد الحقد ألمها وتجربتها، اي التي عانت تجربة الظلم والتأخر وتطالب بتجربة ايجابية متفائلة، هذه القومية هي التي تطبق القيم الانسانية في حدودها. فالقومية هي المسرح الواقعي لتحقق الانسانية، والانسانية التي تقفز من فوق القومية وتكون خيالية لا تجد ارضاً تستقر عليها فهي تكون في الذهن اكثر منها في الواقع، وكثيراً ما توصل الى العصبيات الضيقة والى الاقليمية. فالقومية الانسانية اذن هي تطبيق لنظرية في القومية عامة. اننا نؤمن بأن القومية للبشر عامة هي حالة سوية وحالة ثابتة غير مؤقتة اذا أحسن فهمها واذا خلصت من التعصب وشوائب الطمع والتوسع.
يحق لنا ان نتساءل ماذا استطاعت القومية العربية بمفهومها الحديث ان تحقق حتى الان، وما هو المأمول منها؟ انها قطعت أشواطاً في سبيل التحرر القومي وتوطيد الاستقلال، كما أنها قطعت أشواطاً في سبيل التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وقطعت خطوة أولى بقيام الجمهورية العربية المتحدة. ومهما وصفنا أثر هذه الخطوة الاولى نكون مقصرين عن وصف الواقع والحقيقة.. لان المؤامرات العديدة على الوحدة التي كانت تأتي من الاجنبي والرجعية جعلت في اعتقاد العرب جميعاً ان الوطن العربي الموحد خيال غير قابل للتحقيق وانه عندما تتهيأ كل الظروف وتتوافر الرغبة الصادقة كان العرب يجدون ان عملية الوحدة تبتعد حتى كاد الشك يتطرق الى النفوس.. ولا شك ان الاستعمار والصهيونية كان لهما يد كبيرة في اشاعة هذا الشك، لذلك كان مطلوباً من الجيل العربي الثوري أن يضع حداً لهذه الشكوك وان يضحي وان يعطي برهاناً على قابلية الوحدة للتحقق. هذا ما يفسر الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلت حتى تحققت هذه الخطوة المباركة التي يفديها العرب في كل مكان.
ولئن وقعت أخطاء، فالوحدة هي اعمق من كل شيء وهي قادرة على أن تصحح الاخطاء، وما هذا الاصرار والاستعجال في تحقيق خطوة عملية نحو الوحدة الا دليل على حاجة الامة الى أن تشق طريق الوحدة لانه طريق القوة. والوحدة مازالت تحتاج إلى جيل يؤمن بها، يناضل من أجلها، يتابع رسالتها على الاسس الصحيحة، على المبادئ الديمقراطية والاشتراكية لكي يجد فيها الشعب مايطمح اليه. ولكي تكون وحدة متينة الاسس غير معرضة لأية انتكاسة.. مازالت تحتاج إلى جيل يؤمن بها مناضل، يخلق وعيها وينمي نضالها ويكافح عقلية التجزئة ورواسبها والمصالح الآنية للتجزئة. ولا يقال بأن في الوحدة اعباء كثيرة لان فيها مقابل الاعباء فوائد وقوة اذا حرصنا على أن تكون هي الوحدة الثورية، وحدة جماهير الشعب لا وحدة طبقة اقطاعية، وعندما يسعى هذا الجيل ويتابع نضاله من أجلها وينشره في كل قطر فلا شك انها ستصبح بدون أخطاء وتبعد عنها الاخطار وتزال عنها الشبهات، فالوحدة ليست ترفاً للعرب، فلا يمكن ان يصل القطر الواحد إلى استقرار وإلى تقدم ملموس واستقلال متين ما دامت أقطارنا متفرقة، وما دام الاستعمار يستطيع ان يلعب بنا ويستغل فرقتنا. فالوحدة ضرورة حيوية قاهرة، ولولاها ولولا اهميتها لما تكاتف الاستعمار العالمي والصهيونية العالمية وخلقوا عقبة كبيرة في طريقها هي اسرائيل.
ان السبيل إلى جعل الوحدة وحدة شعبية اشتراكية ديمقراطية هو الايمان بها وتبنيها والعمل لها، لا الخوف منها وتركها للصدف والظروف، لان الظروف قد لا تكون ملائمة طالما ان لها في العالم اعداء وهذه هي الامانة الموضوعة في اعناق الجيل العربي الجديد خاصة في المغرب العربي بعد أن قطع المشرق العربي شوطاً في هذا السبيل، فالمطلوب من جيل الشباب المناضل في المغرب ان يتابع الرسالة لكي يلتقي شطرا الوطن العربي ولكي نتفادى تبلور التجزئة في اقليميات مصطنعة.
ولا يتم لنا بعث عربي حقيقي اذا لم تتوحد جميع أقطارنا، ويأتي كل قطر بمساهمته وتجربته ليكمل تجربة الاقطار الاخرى، حتى تأتي التجربة العربية متحدة الجوانب، مكتملة المعاني.
وقد قلت أكثر من مرة بأن المغرب العربي قد عانى في هذا العصر تجربة من اعمق التجارب، تجربة لم يبلغها عرب المشرق، هذه التجربة القاسية الثمينة التي صمد لها شعبنا في المغرب وخرج منها ظافراً مدللاً على حيويته وخرج منها مطهراً من كثير من الاخطاء في المفاهيم والتقاليد، ينظر إلى الحياة نظرة جديدة بعد أن عايش الحضارة الحديثة جنباً إلى جنب. فتجربة المغرب العربي هي شيء اساسي في البعث العربي الحديث.
وهذا ما يجعل للوحدة العربية قيمة خاصة ومسؤولية خاصة عند شباب المغرب لكي تأتي نهضتنا مكتملة الجوانب ولكي نعود مرة أخرى نقدم نصيبنا من الخير الى الانسانية جمعاء.
عام 1960
(1) حديث ألقي في الرباط أثناء زبارة ميشيل عفلق للمغرب لحضور احتفالات العمال بذكرى الأول من أيار.
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) معالم القومية التقدمية(40)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس:)في القومية العربية القومية حب قبل كل شيء(30)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس)"القومية العربية والنظرية القومية(39)
» :في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) القومية قدر محبب(31)
» :في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب الخامس) في القومية العربية(32)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السابع) معالم الاشتراكية العربية(54)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: