في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)البعثيون بُناة حضارة جديدة(8)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)البعثيون بُناة حضارة جديدة(8) السبت يناير 07, 2012 3:51 pm
في سبيل البعث الجزء الرابع :ميشيل عفلق الباب الاول: البعثيون بُناة حضارة جديدة( أيها الأخوان (1) لا شك أنكم بعد تهيئتكم هذا المخيم أدركتم حقيقة عميقة وهي أن التحقيق هو أقوى شيء في حياة الإنسان، وان تحقيق عمل بسيط هو أقوى من أكبر فكرة تبقى في مجال الذهن والوهم. فهذا العمل وكثير من الأعمال التي سبق لحزبنا أن قام بها والأعمال الكثيرة الخطيرة التي تنتظره تعلمنا شيئاً فشيئاً هذه الحقيقة الإنسانية: أن ننعتق من عبودية الكلام واللفظ وكل ما هو خيالي باهت عقيم وأن ننشد معنى حياتنا في العمل وحده، العمل النافع الخلاق. إن هذه البقعة الصغيرة التي تضم عددا صغيراً من مختلف فروع حزبنا إنما هي رمز للنضال الذي ينتظرنا عندما يصبح هذا الرمز الماثل أمامنا الآن حقيقة كبرى أي عندما يتسع ويعم أرجاء البلاد العربية ويفسح للأعضاء في كل مكان أن يجردوا كفاءآتهم ليقتلعوا جذور الأوضاع الفاسدة كما اقتلعوا الصخور والحجارة من أرض هذا المخيم. إن هذا التكامل الذي يسير البعث العربي إليه فيجمع إلى قوة الوعي قوة الساعد بالعمل الرياضي الذي يمت بأوثق صلة إلى النضال القومي الشعبي إنما يكمل الشخصية البعثية ويضعها في صميم الحياة العملية الجدية، وينقذها من حقارة الإعتبارات الأنانية والنفعية التي تشغل جميع الذين يستسلمون لهذا الواقع الفاسد وعقليته الإنحطاطية. إن هذا المخيم الذي افتتحه الحزب هذا العام لم يقصد به أن يدخل الحياة الرياضية على الحزب فحسب وإنما قصد بصورة خاصة أن يقذف بأعضائه الى القرى العربية إلى الأوساط الشعبية الحقة ليلتقي البعثيون بإخوانهم وزملائهم في النضال: فلاحي القرى العربية ليتعاونوا معاً على السير في النضال لا لمصلحة حزب أو فئة بل في سبيل الوحدة والحرية والإشتراكية. إن المبادئ التي قام البعث العربي عليها والتي وقف حياته في سبيلها أراها متحققة في هذه الصورة الصغيرة الصادقة في هذا المخيم.. أرى في هذا الإجتماع الحرية متجلية على حقيقتها أي منسجمة مع النظام وأرى الإشتراكية في نظام حياتكم وفي أصولكم الشعبية الصريحة يا أعضاء البعث العربي كما أرى الوحدة العربية الحقيقية في هذه الصورة الصادقة المصغرة لحزبنا، أرى العراقيين إلى جانب السوريين والأردنيين إلى جانب اللبنانيين والحضرميين يجتمعون الإجتماع المكين لا الاجتماعات المسرحية التي تضم عقولاً متنافرة ومصالح متضاربة وأساليب متباينة كما يجري الأمر في واقع السياسة العربية حتى الآن. وطبيعي أن تفشل هذه السياسة ما دامت تقوم على غير الاسس المعقولة وتهزأ بالعقل والفكر والاخلاص. اننا لم نأت إلى البعث العربي بالزعماء وأصحاب المصالح الذين (يتبنون) القضية العربية ليشوهوها ويستغلوها، بل أتينا بعقول حرة مستقلة، ونفوس نضرة متجردة، أتينا بجيل جديد (ولد) أفراده في البعث العربي ولادة جديدة فكانوا أبناء العروبة الصادقين وكانت صلتهم بروح أمتهم ومصلحتها صلة عضوية لا تنضح إلا بالصدق والإنسجام والعمل العفوي القوي.. هذه هي الجامعة العربية الصحيحة عقل واحد وقيادة واحدة ونظام واحد. أيها البعثيون إني انظر الى البعثي على أنه الرجل الصامت الدائب وراء عمله الذي إذا نطق بكلمة تحولت إلى عمل نابض بالحياة. لقد سجل حزبكم في حياة الأمة العربية مرحلة تاريخية لأنه ابتعد على السواء عن الأفكار الخيالية اللاهية وعن "واقعية" الحسابات النفعية والمصالح الحقيرة. وركز قواعده على صخرة جبارة في قوتها ومتانتها هي مصلحة عشرات الملايين من العرب يريدون أن يتحرروا من البؤس ليصبح كل منهم مصدر حياة وخلق لحضارة جديدة في العالم. 2 ايلول 1950 (1) حديث في افتتاحالمخيم الاول في بلودان، نشر في جريدة "البعث" العدد 464.
في سبيل البعث الجزء الرابع :(الباب الاول:)البعثيون بُناة حضارة جديدة(8)