منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47)   في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47) Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 30, 2011 5:26 am

في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47) 552657368
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47) 806772312
في سبيل البعث - الجزء الأول:
الباب السادس:

في الحياد الإيجابي(47)
ان حركة البعث ترى انه ليس من مصلحة الامة العربية، في المرحلة الحاضرة من التاريخ، ان ينهار أي من المعسكرين الرأسمالي او الاشتراكي. وهي لهذا قد دعت منذ البداية الى الحياد، وبفعل الزمن والاحداث المحلية والدولية إتخذ هذا الحياد شكله الايجابي القائم الآن لدى عدد كبير من الشعوب الآسيوية والأفريقية. وهذا الحياد الايجابي لا يجد مبرراته في الدواعي السياسية والاقتصادية وحدها، بل يبرره أيضا موقفنا الحضاري وموقفنا من مشكلة الحرية، في الصراع الدولي السياسي والعقائدي المحيط بنا، كما تتجلى آثاره في علاقات اقطارنا بعضها ببعض، وفي علاقات مختلف الفئات داخل كل من هذه الاقطار على حدة، بحيث يمكن القول ان هدف الحياد هو سلم عالمي وسلم داخلي عربي أيضا.
ونقول انه ليس من مصلحة الامة العربية الآن ان ينهار أي من المعسكرين العالميين، لأن انهيار المعسكر الاشتراكي معناه ظفر المعسكر الرأسمالي الاستعماري وزيادة سطوته الاستغلالية على مواردنا وثرواتنا وانتقاصه من سيادتنا. كما ان انهزام المعسكر الرأسمالي يعني بالمقابل اكتساح الفكرة الشيوعية للعالم بما تتضمنه من انكار للقومية والحرية. فمصلحتنا هي في ان يتطور كل من المعسكرين، يتطور المعسكر الرأسمالي نحو الاشتراكية والتنازل عن الاستعمار، ويتطور المعسكر الاشتراكي نحو الحرية في داخل الاتحاد السوفياتي، ونحو الاعتراف بحقوق القوميات الاخرى في اختيار طريق تحقيقها للاشتراكية في خارجه، ولن ينفسح المجال لتحقيق هذا التطور بشقيه الا اذا امتنعت الحرب .
وقيام جبهة كبيرة من شعوب العالم بسياسة الحياد، أي برفض انهيار احد المعسكرين سريعا هو رفض للحرب واعتراف بضرورة السلم. وان النجاح الذي حققته سياسة الحياد حتى الآن هو دليل واضح على وجود نقص أساسي وخطر كبير في سياسة المعسكرات والانقسام المذهبي الضيق، إذ لو كان احد المعسكرين العالميين محقا في دعوته وسياسته لما وقف قسم كبير من العالم خارج هذا الصراع لا يرى فيه مشروعية ولا مصلحة. فسياسة الحياد تعني الحكم على كلا الطرفين بالخطأ، وان كان ذلك لا يشترط تساوي الخطأ ولا تساوي الضرر. وكون هذا الحياد (إيجابيا) يعني ان هذا القسم غير الصغير من العالم الذي اخذ بالحياد لا يكتفي بسلبية الرفض والتنصل من الخطأ وإنما يأتي بحل جديد. وبهذا المعنى تصبح فكرة الحياد الايجابي اشمل من عدد الشعوب الآسيوية والافريقية، وأعمق من المستوى السياسي البحت الذي يعبر به عادة عنها. فالحياد الايجابي -بمعنى التطلع الى موقف جديد شامل- يرتفع فوق ذلك التضاد بين الاشتراكية والرأسمالية، ويتعمق في المشكلات الإنسانية والعلاقات الدولية اكثر من ذي قبل، مستفيدا من جميع التطورات والتبدلات التي تمت منذ وضعت نظرية التضاد هذه، وخاصة منذ تبلور الانقسام والصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي. وبالتالي، فإن هذا الموقف الجديد يشترط التحرر التام من كل نظرة مذهبية بغية اعادة النظر في جميع النظريات والمذاهب وفي الخطط والاساليب المستمدة منها، كما يتطلب توفير الجو والشروط التي تسمح بالتخلص النهائي من منطق الصراع بين هذه النظريات بشكل واقعي سلمي.
والفهم الدقيق لسياسة الحياد يقتضيها ان تتوافق مع المراحل الطبيعية الضرورية لنضج النضال القومي في كل نواحيه. واذا كان اول واجباتنا أن نعبئ كل القوى الممكنة لانهاء الاستعمار وتحقيق الاشتراكية في أسرع وقت، فأن هذه السرعة ليست غاية في ذاتها ، ولا يجوز ان ندفع ثمنا لها الارتماء في المعسكر الشرقي، مستعينين بقوة مصطنعة خارجة عنا، وهي بالتالي تحمل بذور أخطار جديدة علينا، ومتجاهلين ضرورة نضج الشعب في نضاله، هذا النضج الذي يضمن له وحده النضج في حماية مكاسبه. ان انضمامنا للمعسكر الشرقي قد يكون هو أقصر الطرق الى التخلص من الاستعمار، لكننا نضحي بالطريق الأقصر لكي نصل في النهاية الى الحل الافضل: التخلص من الاستعمار، والحرية في الداخل، وممارسة كل حقوقنا القومية. وهذا المنطق يؤدي بنا الى ان الموقف الوحيد السليم الذي يجب علينا التزامه في هذه المرحلة هو موقف الحياد الايجابى .
وموقف الحياد الايجابي هو ايضا موقف حضاري جديد وخلاق بين الحضارتين المتصارعتين لا يتبنى تبنيا كليا لا القيم الشرقية ولا الغربية. ولا يقبل التعصب الاعمى لمذهب معين، ولا العداء الأعمى لنظام او فلسفة معينة. وموقفنا من الحرية هو ايضا موقف الحياد الايجابي بين المعسكرين لقد أفرغ الغرب الحرية من محتواها حتى امست عنوانا اجوف لا مضمون له، وجاء موقف الشرق في الواقع كرد فعل لتزييف الحرية في الغرب، فنفى الحرية نفيا كليا. أما نحن فنرى أن الجواب على تزييف الحرية لا يكون بالاستغناء عنها، وانما بتطبيقها تطبيقا صادقا. ان ما يزعم انه معركة الحرية بين الغرب والشرق هو في الواقع ضد الحرية، لأن الحرية واستئصال الخصم لا يجتمعان. ولقد رأينا الحرية تستيقظ في المعسكر الشرقي حين خف ضغط الغرب عليه، فلما عاود الغرب ضغطه وتهديده، عادت قوى الحرية فانكمشت من جديد، كما حدث في المجر مثلاً، فالعدوان الاستعماري الغربي هو الذي أوقف حركة التحرر في أوروبا الشرقية وكان ممكنا ان تنمو وتصبح حركة سليمة ايجابية.
وبالتالي، من هذه الزاوية أيضا، يبرز اثر ايجابية الحياد على الصعيد الانساني. فهي في الواقع لا تهدف الى مجرد تأمين مصلحة الشعوب القائمة بهذه السياسة، بل تتجاوزها الى تأمين مصلحة شعوب المعسكرين المتناحرين ايضا. فهي، من جهة، تتيح لحكومات المعسكر الشرقي مجال تصحيح موقفها من شعوبها بالاتجاه نحو الحرية، ومن جهة اخرى تعمل، بانسجامها مع مصلحة الشعوب الغربية نفسها، على ان تزداد الهوة القائمة بين هذه الشعوب وبين حكوماتها الرأسمالية الاستعمارية، لتدفعها تدريجيا الى الاشتراكية، والى طرح الاستعمار والاعتراف بحقوق الشعوب وسيادتها. وسياسة الحياد لا تعني رفض التعامل مع الغرب، بل رفض احتكار الغرب لهذا التعامل، وتقبل بالتعامل مع الغرب والشرق على السواء، تحقيقا لمصلحة شعوبهما ومصلحتنا في وقت واحد .
من هذا كله، يتبين ان مهمة الحياد الايجابي هي منع انفجار الصراع بين الديمقراطية بمعناها العميق الشامل وبين العدالة الاجتماعية في صورتها الاشتراكية الكاملة. ان كلا المعسكرين يراهن على المستقبل، المعسكر الغربي يقول ان الديمقراطية اذا روعيت بشكلها الكامل تضمن في النهاية تحقيق العدالة الاجتماعية، والمعسكر الشرقي يؤمن بأن تحقيق العدالة الاجتماعية هو الذي سيؤدي في نهاية الامر الى الديمقراطية الصحيحة. وكلا المعسكرين بالتالي، يعترف بافتقاره الى تصحيح أوضاعه، ولكنه لا يسلك السبيل الى ذلك، بل يحاول تسويف هذا التصحيح إلى ما بعد القضاء على المعسكر الآخر، أي انه ينفي الضمانة الكبرى لهذا التصحيح. أما الحياد الايجابي فيدعو الى ان يتم هذا التصحيح الآن لا في المستقبل، أي أن يصحح المعسكر الشرقي نفسه مع وجود الغرب، متطورا نحو الحرية، وان يصحح الغرب نفسه مع وجود الشيوعية، متطورا نحو الاشتراكية وتصفية الاستعمار. وهكذا يرد الحياد الايجابي سياسة الإحراج -أي إحراج الدول غير المنضمة الى احد المعسكرين بدعوى انه يجب القضاء على العدو قبل أن يصحح كلاهما خطأه- هذه السياسة التي يتضمنها منطق التناحر بين المعسكرين، ويتيح فرصة لكل منهما للتصحيح، ويحول دون دخولهما في معركة، ويضمن السلم للعالم .
وكذلك في داخل بلادنا تضمن سياسة الحياد السلم. ذلك ان الحياد هو السياسة التي تسمح للفئات التي لا تقاوم الاستعمار مقاومة عنيفة أن تنضم الى النضال الشعبي، اذ من الصعب على هذه الفئات أن تظهر رفضها لسياسة تحارب التبعية والاستعمار، وان كانت لا تخلص حقا لهذه السياسة بسبب الارتباط الوثيق بين السياسة التحررية وبين تصفية المصالح الاقتصادية لهذه الفئات، ولأن التحرر من الاستعمار يؤدي بطبيعته الى التحرر الاجتماعي في الداخل والى القضاء على امتيازات هذه الفئات. أما لو تخلينا عن سياسة الحياد هذه وقلنا بالانحياز الى الشرق لتعجيل التحرر، فان تلك الفئات الرجعية ستنحاز صراحة الى صف الاستعمار وتحارب في صفه، ومن ثم تكون الحرب الأهلية في الداخل. وواقع الامر أننا الآن في مرحلة تقتضي تركيز الجهود للتحرر من الاستعمار، وان رافق ذلك جهد معتدل نسبيا للتحرر الداخلي والتوحيد القومي، فيجب اذن ان نستفيد من كل قوانا الممكنة في المعركة، حتى ولو كانت بعض هذه القوى غير مخلصة كل الاخلاص في مساهمتها، دون ان يمنعنا ذلك -خلال الطريق- من ان ننتزع من هذه الفئات بعض الامتيازات ومن ان نحقق بعض الكسب في مجال الوحدة القومية لضمان تقوية نضال الشعب وتحرره. ومن هنا، يظهر خطأ موقف الشيوعيين العرب من الحياد، اذ يرون فيه كسبا دون ان يروا فيه الكفاية، متخذين في ذلك موقفا هو في الواقع رد فعل يكشف عن ضعف ثقتهم بأمتهم. فكما كانوا في الماضي يعادون القومية والوحدة لانهم لم يكونوا يؤمنون بإمكان قيام فكرة قومية او دعوة للوحدة غير رجعية، كذلك تراهم الآن لا يكتفون بالحياد للصمود في وجه الاستعمار، بل يبدون من طرف خفي انحيازهم للمعسكر الشرقي، وموقفهم في الحالين موقف رد فعل لموقف الرجعيين وعملاء الاستعمار، ولا يحاولون السمو عنه الى موقف استقلالي أصيل. ان هذا الموقف الأصيل هو الحياد، الذي يحقق السلم الداخلي حين لا يستبق المراحل في النضال ولا يفتح الباب لحرب اهلية في كل قطر من اقطارنا، كما انه ييسر تعاون هذه الاقطار بعضها مع بعض. فالوطن العربي يضم اقطاراً متحررة واخرى غير متحررة، أقطارا بلغ فيها الوعي الشعبي حدا أوصل معه الى الحكم او فرض على رجال الحكم عناصر تقاوم الاستعمار، واقطارا اخرى ما تزال حكوماتها لا تقبل هذه السياسة التحررية لان الشعب فيها لم يبلغ بعد المستوى اللازم من النضج النضالي ولان شروط النضال والتنظيم فيها عسيرة، وسياسة الحياد تتيح لهذه الاقطار المتخلفة ان ينضج فيها هذا النضال حتى تتساوى مع الاقطار الاسبق، ونحن نرى اليوم فائدة هذه السياسة. اذاً بالرغم من ان بعض حكوماتنا تنحاز صراحة الى الغرب، وبعضها ينحاز اليه انحيازا خجولا يحاول ان يجد له المبررات، فان سياسة الحياد هي التي تجعل هذا الانحياز بهذا التردد وهذا الخجل، وتضغط على الحكومات كي تستجيب للشعب في الانفكاك عن الاستعمار والعمل للتحرر.
القاهرة، آذار 1957
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49)
» في سبيل البعث - الجزء الأول (الباب السادس: )لبنان و العروبة(52)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) الشعب العربي الواحد(48)
» في سبيل البعث - الجزء الأول( الباب السادس) الوحدة ثورة تاريخية(50)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) معركة الوحدة في العراق(51)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: