منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي

مرحبا في الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




المساهمات : 726
تاريخ التسجيل : 11/12/2010

في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49) Empty
مُساهمةموضوع: في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49)   في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49) Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 30, 2011 5:32 am

في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49) 552657368
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49) 806772312
في سبيل البعث - الجزء الأول:
الباب السادس:

وحدة مصر وسوريا(49)
اذا كان العرب قد حققوا بنضالهم وحدتهم في الجمهورية العربية المتحدة، فان هذه الوحدة التي حققوها لا يرون فيها الا خطوة، وان الآمال لتبدو اقرب منالا، وأقرب الى الواقع واكثر حقيقة من قبل، ولو ان الذين يعيشون في قلب المعركة في أي قطر من الاقطار لا يؤثر فيهم الزمن، فالنضال يشق حجب الزمن ويكشف عن المستقبل للمناضلين المؤمنين وينقل المستقبل الى الحاضر، ويريهم حقيقة امتهم، ولو ان كثيرا من الحجب الكثيفة والامراض تشوه وجهها، ولكن النضال يعطي الثقة للنفس ويصفي النفس ويظهر الحقيقة ويتيح للمناضلين بأن ينقلوا هكذا ايمانهم الى العدد الاكبر. ولم نكن نشك لحظة واحدة منذ سنين طويلة بأن امتنا امة واحدة من الأطلسي حتى الخليج العربي، وان روحها روح واحدة وان النضال وحده هو الذي ينقل هذه الوحدة من حيز الامكان الى حيز الفعل والتحقيق لأنه يغسل النفس من الادران، وحرارته تذيب ما علق بالامة من تشويه ومن جمود ومن امراض دخيلة، وكنا دوما نعتبر النضال وسيلة وغاية وليس وسيلة فقط من اجل التحرر والتغلب على العدو ولكنه وسيلة لنقترب من انفسنا، من حقيقتنا، لان الوحدة هي حياة وليست جمودا ولا موتا، وعندما تكون الاقطار العربية في حالة التقاعس واليأس والاستكانة فانها لا تفقد شعور الوحدة بينها فحسب وانما الفرد العربي يفقد شعور الوحدة مع أخيه الذي يعيش بجانبه، اما في حالة النضال فان هذه الوحدة تتجسد حقيقة حية وتنهار الأوهام والسدود والمصالح الآنية الحقيرة، ويرتفع ابناء الامة الى الجو التاريخي، الى جو معنى وجود الامة، جو رسالة الامة في الحياة وفي التاريخ وفي الانسانية. اذا ذكر النضال فيجب ان تذكر الجزائر كأكبر وأروع دليل على النضال في كل التاريخ البشري.
ثورة الجزائر ايها الاخوان كان لها آثار ضخمة قوية قد لا نكون وعينا الا جزءا يسيرا منها، وسنعي بقية هذه الآثار مع الايام والسنين المقبلة، هذا القطر العربي الذي تحمل ما لم يتحمله بلد في العالم من قسوة الاستعمار، وأي استعمار واي وحشية وأي حرب!.. تصميم على الابادة في هذا القطر الذي تجمعت عليه قوى الشر ونذالة المستعمرين بأقوى الصور وابشع الصور تخرج منه اروع الثورات وأعمق الثورات معنى وشعبية.. تخرج الثورة من الفلاحين، من ابناء الريف البسطاء، من ابناء الجبال، من هذه الطبيعة الصافية الروح التي طهرها الالم وتصمد في وجه الجيوش الحديثة والاسلحة الفتاكة فأي اثر اكبر من هذا، ليس على شعب الجزائر، بل على الامة العربية بكاملها. انه المثال الحي على ان العروبة خالدة وان في الامة العربية من الامكانيات والاصالة ما يستحيل على الزمن وعلى القوى الاستعمارية الغاشمة مهما اشتدت ان تطفئ هذه الشعلة...
ان نضال سورية ونضال مصر ونضال العراق والاردن وعمان ما كان يمكن ان يكون بمثل هذه القوة وما كان يمكن لمصر وسورية ان تصمدا امام مؤامرات الاستعمار وجيوشه المعتدية وضغوطه المتلاحقة لو لم يستمدا من ثورة الجزائر ثقة عميقة بالنفس وبأصالة العروبة، ثقة بما تصبو له العروبة التي بعثت من جديد على ارض الجزائر.
فالوطن العربي وطن واحد، والشعب العربي شعب واحد، هو رغم التباعد ورغم الحواجز يتفاعل بعضه مع بعض ويستمد بعضه من بعض القوة والقدوة والمثل. فكما ان ثورة الجزائر تستمد من نضال العرب في الشرق جرأة ويقينا بالنصر القريب وشعورا بأن الجزائر ليست وحيدة وانما لها اخوة، كذلك نحن استوحينا من ثورة الجزائر ثقة عظيمة، في هذا الوقت الذي يحقق العرب فيه هذه الخطوة التاريخية، وحدة سوريا ومصر، التي سيكون لها أعظم التأثير في تاريخهم وتاريخ البشرية، لننظر ولنتجه بأنظارنا وقلوبنا الى اخواننا في الجزائر لان لهم النصيب الاول في تحقيق هذه الخطوة.
لقد اعطت الثورة الجزائر دليلا قويا على ان الامة العربية بلغت بعد طول التحمل والمحن والتخلف الطويل بلغت مستوى من النضج يؤهلها بأن تنطلق من جديد ليس من اجل طرد المستعمرين فحسب بل من أجل بناء مجتمع عربي جديد ومن اجل الكفاح وحمل رسالة الى العالم كما حملتها من قبل، اذ لو لم تكن امتنا قد بلغت هذا المستوى لما رأينا حركات ثلاثا اصيلة عميقة تخرج من اقطار عربية مختلفة ليس بينها صلة وثيقة وليس بينها تعارف، وتخرج وكل حركة منها اتخذت شكلا يختلف عن شكل الاخرى ما لبثت هذه الحركات بعد قليل حتى ظهر انها تتكلم نفس اللغة، وتعلن نفس الاهداف والمبادئ، وتناضل من أجل نفس الغايات والاهداف، هذه الحركات الثلاث حركة البعث، وثورة الجزائر، وثورة مصر.
لقد كنا نقول دوما بأننا لسنا الا تعبيرا عن نضج امتنا. اننا لا نخلق الامة بل هي تخلقنا، اننا نستمد منها القوة، اننا نترجم فقط حاجاتها وامانيها ونعلن ارادتها، وان قوتنا ما كانت لتكون شيئا مذكورا لولا استنادها الى قوة الامة والى هذا الوعي المستمر في كل جزء من اجزائها الذي صقلته التجارب والآلام الطويلة، وهكذا كان لا بد لهذه التجارب المتماثلة ان تعطي نفس النتائج في مختلف اقطار الوطن العربي.
فلو كانت الامة العربية غير مؤهلة للبعث وللرسالة العظيمة التي تنتظرها، لما ظهرت هذه الحركات في وقت واحد دون أي تعارف، ومع ذالك فقد اتفقت في المبادئ والاهداف والنضال.
وهذا خير دليل على ان هذه الامة تستطيع ان تمضي بعمق واصالة وان ترتفع الى مستوى التخطيط الموحد الشامل للنضال العربي بعد ان اعطتنا هذه الاحداث والتجارب البراهين الحسية على ان امتنا ناضجة مهيأة كل التهيئة ولا تحتاج الا الى الطليعة الواعية التي تتقدم الصف -الى السباقين الذين ينيرون الطريق الامام. واعتقد ان كل مناضل حقيقي دخل النضال لمس هذه الحقيقة لمس اليد بأن الشعب العربي يعطي اكثر مما كان ينتظر منه.
فلنتعاهد على ان نجعل من هذا النصر الجزئي الذي حققه جميع العرب في جزء من اجزاء وطنهم، لنتعاهد على ان تكون ثمار هذا النصر ايضا لجميع العرب وعلى ان يكون فاتحة جديدة لعمل قومي موحد منظم، وان تكون هذه الوحدة الصغيرة التي يفرح لها العرب في كل مكان ان تكون النواة للوحدة الشاملة وأن تنصب اكثر جهودها في مساندة ودعم حركات التحرر وفي العمل لتوحيد الاقطار المجزأة لان خطر التجزئة خطر بالغ الخطورة، خطر قتال. واذا (لا سمح الله وهذا لن يكون مطلقا) انصرفت جهود هذه الجمهورية الى الداخل وقصرت في واجباتها نحو اخوتها في الاقطار الاخرى فان هذا الانصراف يهددها في وجودها، وما دمنا مؤمنين بان القضية العربية واحدة ومصير العرب واحد فجمهوريتنا الجديدة عندما تدعم الجزائر وتعمل من اجل تحرر أي قطر عربي مكافح فهي تدافع عن نفسها وتبني كيانها. ووحدة سوريا ومصر الآن وبعد هذه التجارب العديدة والنضال الطويل هي مدينة الى هذه الحقيقة بأن قضيتنا واحدة ويجب ان يكون مستقبلها ايضا ملتزما بهذه الحقيقة وان ترى حياتها في حياة الاقطار العربية الاخرى.
20 شباط 1958
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) وحدة مصر وسوريا(49)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في سبيل البعث - الجزء الأول: (الباب السادس:) وحدة النضال ووحدة المصير(42)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس:) وحدة النضال في المغرب العربي(44)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس) في الحياد الإيجابي(47)
» في سبيل البعث - الجزء الأول (الباب السادس: )لبنان و العروبة(52)
» في سبيل البعث - الجزء الأول:( الباب السادس:) حصيلة مرحلة من النضال(45)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى حزب البعث العربي الاشتراكي :: المنتدى الفكري والثقافي(حزب البعث العربي الاشتراكي-
انتقل الى: