في سبيل البعث - الجزء الأول( الباب السادس) الوحدة ثورة تاريخية(50)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
المساهمات : 726 تاريخ التسجيل : 11/12/2010
موضوع: في سبيل البعث - الجزء الأول( الباب السادس) الوحدة ثورة تاريخية(50) الجمعة ديسمبر 30, 2011 5:34 am
في سبيل البعث - الجزء الأول: الباب السادس: الوحدة ثورة تاريخية(50) في هذا الظرف التاريخي الذي كان لحزبنا فيه اكبر الأثر لابد ان اذكركم بملحمة عن مميزات حركتنا ومبررات وجودها، ثم نصل إلى إلقاء نظرة على هذا الحدث العظيم الذي تحقق اخيرا وما يستتبعه من نتائج وواجبات بالنسبة لحزبنا وبالنسبة الى جميع المواطنين العرب . لقد كان ظهور حركة البعث ثورة في تاريخ الامة العربية بمعنى ان حركة البعث لم تكن استمراراً لما قبلها بل كانت عبارة عن انقطاع او بتر ارادي واع وارتفاعاً الى مستوى جديد من التفكير والاخلاق، والجو الروحي، رغم ما انتابها من ضعف ونقص، وما دخلها من شوائب. منذ البداية، لم تكن خالية من الضعف والنقص، ولم تكن منـزهة من الخطأ ولم يخل سيرها من التعثر، ولكن أية حركة تاريخية لا تجيء كاملة سليمة، كل الكمال والسلامة. والمهم هو الحكم الاجمالي على الحركة، هل تجاوبت مع مرحلتنا وأحست بعمق ما يجب ان يعمل، وعملت؟ هذا هو المهم. هل ملأت فراغاً في حقبة من التاريخ وملأته ملأ ايجابياً، ملأ فيه ابداع وبناء ورغم كل النواقص والاخطاء كما قلت؟ هل يعني ظهورها بدءاً لتاريخ؟ اذا كان الامر كذلك فهي اذن حركة تاريخية. هذه الحركة التي بدأت بدءاً متواضعاً جدا فكان سر قوتها في هذه البداية المتواضعة، لانها انطلقت قوة أصيلة لا زيف فيها، لم تعتمد على شيء من القوى الراهنة التي هي كلها قوى زائفة، هذه الحركة في الواقع كانت ترجمة لاستعدادات وامكانيات قائمة غير انها مغطاة عن أعين الاكثرية. فهذه الحركة استطاعت أن تنظر نظرة صافية وبريئة لم تعكرها المصالح والمفاهيم الموروثة او الاهواء والانانيات، فعرفت القوة حيث كان اكثر الناس لا يرون الا الضعف والانحلال، واعتمدت على هذه القوة لانها كانت مؤمنة بان هذه القوة قوة حقيقية. راهنت على المستقبل، وكانت نظرتها منذ البداية بعيدة بكل معاني الكلمة، بعيدة في العمق، بعيدة في المكان وبعيدة في الزمن، فهي نظرت الى اعماق الامة العربية المغلفة بواقع مريض ومشوه. ونظرت وهي التي ولدت في قطر صغير من اقطار الوطن العربي الشاسع، نظرت الى جميع اجزاء الوطن، لم تغفل احداً منها، نظرت نظرة بعيدة في الزمن، اي انها توجهت الى الشباب، الى تلك السن التي تحتاج الى زمن غير قليل لكي تصبح قوة بالمعنى المتعارف عليه، بمعنى السياسة الراهنة والمصالح الراهنة، توجهت الى الشباب العربي في جميع اقطاره. ومن هذا تتبينون ميزة من ميزاتها. انها في روحها وفي نزعتها العميقة كانت دوماً تتطلب الصعب، تتطلب الشيء العميق، الشيء الاصيل الذي لا يبلغ بسهولة وتترفع وتعف عن كل ما هو قريب وسهل. فاليوم تبدو لنا المسألة بسيطة وسهلة للغاية، ان يظهر حزب او حركة، وتتوجه من جهة الى الشباب الحديث السن، ومن جهة اخرى الى هذا الشباب في اقطار غير القطر الذي توجد فيه الحركة. والشباب كما قلت في تلك السن لا يكونون وزنا سياسيا يمكن ان يفيد فائدة سياسية عاجلة وبالاحرى عندما يكون بعيدا عن القطر فليس له وزن قط. هذه الاشياء التي تبدو اليوم بسيطة وطبيعية كان لا بد من روح ثورية وايمان غير عادي لكي نقدم عليها ولكي نخالف كل المألوف ونتحدى سخرية الناس ونتحدى مقاومة أصحاب المصالح والعقلية البالية وأصحاب النظرة السطحية. ولا يشترط في أصحاب النظرة البالية والسطحية ان يكونوا من الجيل القديم دوما ومن غير المتعلمين بل قد يكونون من اكثر الناس ثقافة ومن الشباب أيضا. فالنـزعة الاولى كما ترون نزعة روحية اخلاقية اقترنت بوعي ثوري، وقلما يجوز التفريق بين الوعي والخلق لان بينهما تفاعلا وتأثيرا متبادلا، فالروح الاخلاقية السليمة الصافية التي تترفع عن السهل وعن الشيء الشخصي، والشيء الزائل، هي التي تساهم الى حد كبير بإيجاد الوعي الثوري، وهي من اهم عناصر التفكير الثوري لان التفكير الثوري هي رؤية الحقيقة المغلفة المستترة، رؤية الحقيقة العميقة. فاذا كانت ثمة أهواء وأنانيات ومصالح خاصة، فانها تحجب عن التفكير هذه الحقيقة وتشوش التفكير، وتمنعه من ان يصل الى الاعماق، وبالعكس عندما يتوفر التفكير الجذري الثوري يستطيع ايضاً إلى حد ما ان يؤثر في الجو النفسي، في الخلق وفي الروح، ان يحررها الى حد ما من كثير من الاشياء. اقول كل هذا ولا اعتقد بأنه خروج عن الموضوع أو حشو كان يمكن الاستغناء عنه لكثرة ما كررت هذه الاقوال خلال سنين عديدة في الحزب، ولكن بودي ان أثبت في اذهانكم بأن بعض الشروط الاساسية في حياة الانسان والشعوب اذا ما اغفلت او انتقص من قيمتها فان المقاييس تختل وان حياة شعب بكامله ستتعرض لأفدح الاخطار والانتكاسات اذا لم تحترم هذه الحقائق الاساسية. والآن اعود فأقول ان حركة البعث اختلفت اختلافاً نوعياً لا كمياً عن كل ما سبقها من حركات في الوطن العربي، فطرحت قضية الامة العربية طرحاً ثورياً لأول مرة منذ مئات السنين، طرحاً انقلابياً كما اعتدنا ان نقول، واعتبرت الامة العربية في مرحلة ثورة اصيلة، ثورة تاريخية، وانها مهيأة كل التهيؤ لتحقيق هذه الثورة اذا انتشر وعيها بين الجماهير. هذا الطرح الانقلابي للقضية القومية يمكن ان يلخص ببضع نقاط: 1- وضع قضية ومصير الامة العربية ضمن قضايا العالم ومصير الانسانية بعد ان كانت الحركات الوطنية تنكمش على نفسها وتتجاهل ما يجري في العالم. حركة البعث حينما بدأت كانت قد كونت فكرة اجمالية تقوم على دراسة اجمالية لمشاكل وقضايا العالم الاجتماعية والفكرية، عن المذاهب الكبرى التي تحرك البشر في هذا العصر. بدأنا ونحن نعرف هذه المعرفة الاجمالية من الناحيتين الفكرية والعملية، نعرف هذه القضايا والمذاهب في خطواتها الاساسية وفي اسلوبها وخططها ونتائجها وآثارها العملية في العالم، ولم يكن من ذلك بد لان العالم، اذا نحن تجاهلناه فانه لا يتجاهلنا، فهو كان غازياً لنا ومحتلاً ديارنا، لذلك كان لا بد من ان نعرف ونربط بين مصيرنا ومصير العالم. 2- نقطة اخرى يمكن ان تستنتج من الاولى اولها علاقة بها هي الفكرة القومية او اذا جاز ان نقول النظرية القومية. كانت المذاهب والفلسفات التي احتلت المكان الفعال في هذا العصر تنكر القومية بشكل او بآخر، بعضهم كان ينكرها من شدة المغالاة بها، المغالاة السلبية المريضة، وبعضهم كان ينكرها ويعتبرها شيئا عارضا ومرحلة، فوضعت حركة البعث بذور النظرية القومية بصورة عامة لا للعرب وحدهم وانما ألحت على حقيقة الامة في حياة البشر، فما يصح على العرب لا بد ان يصح على غيرهم . وصوبت نظرها على النواحي الخبيئة الثمينة الايجابية في القومية لانه لم يكن يظهر من القومية إلا النواحي السلبية، وأوجدت صيغة، او محاولة لصيغة، تربط القومية بالانسانية ربطاً حياً لا اصطناعياً، فاعتبرت القومية خالدة والانسانية خالدة وليست احداهما بسباقة على الاخرى لا في الزمن ولا في القيمة، وانما هما مظهران لشيء واحد، وان الانسانية هي ثمرة لنضج القومية، هي المجال الطبيعي السليم الوحيد لتحقيق القيم الانسانية تحقيقا حيا لا اصطناع فيه ولا تضليل. ثم نظرت حركتنا الى امتنا فأعلنت وحدتها رغم جميع المظاهر التي كانت تتحدى هذه الوحدة في كل لحظة وفي كل عمل، وأعلنت في نفس الوقت ان رسالتها . . رسالة انسانية رغم ان جميع المظاهر كانت تتحدى هذا الاعلان وهذا الادعاء، رغم كون الامة العربية في حالة سلبية فاقدة لأي ابداع تعيش عالة على العالم، فأكدت حركة البعث رسالة الامة العربية. كل هذه الاشياء تنبع من نظرة واحدة كما تلاحظون، من نظرة ثورية، النظرة المتجددة البعيدة المدى الطويلة النفس التي تنظر للمستقبل نظرة ليست حالمة كنظرة الشعراء، ليست نظرة التمنيات، وانما نظرة في منتهى القسوة والواقعية والجدية. من خلال الواقع الفاسد المشوه كانت ملامح المستقبل تتراءى، او لأن الواقع كان بلغ هذا الحد من الفساد والمرض لم يكن صعباً على اصحاب النظر الصافي ان يروا الكنوز المخبأة في ضمير المستقبل المشرق الذي ينتظرنا. وكانت هذه الحركة اول من وضع القضية القومية، قضية الامة العربية، في قلب الواقع، في قلب الجد، بوضعها المشكلة الاجتماعية في صميم الثورة القومية، بوضعها مشكلة عيش الملايين من افراد الشعب العربي، رزق الملايين وعشرات الملايين الذين كانوا وما يزالون مشلولين الى حد بعيد بنتيجة الاوضاع الجائرة المعكوسة. فالتعبير العملي عن الثورة القومية هو الثورة الاجتماعية. وطرحت مشكلة الحرية على كل اتساعها وأبعادها، التحرر من الاستعمار ومن الاجنبي ونفوذه واستغلاله بكل اشكاله، والتحرر في الداخل الذي يشمل النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية، مشكلة الحرية ووعي الشعب ووعي الافراد ومشكلة التحرر وأهمية هذه المشكلة وأسبقيتها، وكما تعلمون اوجدت بين هذه النواحي المختلفة اتصالاً وتفاعلاً حياً. ولكن استطيع ان اقول بأن مشكلة الوحدة، قضية الوحدة، كان لها مكان بارز في فكرة البعث ونضال البعث لانها كانت معرضة لان تظلم حتى من الذين ليس لهم مصلحة في ان يظلموها لانها كانت خافية في حقيقتها على الكثيرين، فطرحت حركتنا قضية الوحدة طرحا ثوريا لقي الكثير من المقاومة والمغالطة وسوء الفهم، ولكنه تجاوب مع حالات الشعب، وحس الشعب، ووعي الشعب اخيراً، وكتب له ان يظفر. قلت لكم في البدء بأن مسألة الوحدة كانت تتطلب اول ما تتطلب تجرداً في النفس لانها تشترط كثيراً من الاغفال للنتائج العاجلة، تشترط العمل للمستقبل البعيد نسبياً وتشترط في نفس الوقت تفكيراً ثورياً اصيلاً، وليس كل ما يسمى بالتفكير الثوري هو فعلا هكذا. الاستعمار عدو اجنبي غريب محتل مستغل وقح، ودعوة الشعب لمقاومته ليست صعبة ولا غامضة. الإقطاع والرأسمال والنفعية والاستغلال بأشكاله وألوانه أقل وضوحاً من الاستعمار، ولكن رغم ذلك فيه بعض الوضوح، ولكن التجزئة التي مرت عليها قرون احيانا وعشرات السنين في احسن الاحوال والاحتمالات ولم يقتصر الامر على ان المستعمر خلقها بل اصبحت هي تخلق نفسها بنفسها فيما بعد، تخلق قوى ومصالح وزعامات وعقلية معينة وعواطف معينة تنفخ الروح وتبث الدم والحياة في هذه التجزئة المخزية المصطنعة. وأصبح من السهل ومن غير المستنكر (وهذا الشيء لا يمكن بسهولة ان يكشف تناقضه) ان يقوم الزعماء وتقوم الاحزاب وتنادي بالوحدة العربية وتسجل الوحدة في رأس برامجها، وان تعمل وتوجه وتتصرف وتدبر يومياً كل ما هو نقيض الوحدة تارة بقصد وتصميم وتارة دون قصد أو وعي. والخلاصة ايها الاخوان ان معركة الوحدة التي لا تنفصل حسب عقيدتنا ونظريتنا ونضالنا عن معركة الحرية والتحرر وعن معركة الاشتراكية، ولا يجوز فصلها بحال من الاحوال، ولكن يجوزكما اعتقد ان نصفها على حقيقتها فنقول انها هي بصورة خاصة المعيار لثورية الافراد والجماعات ولثورية امتنا في هذه المرحلة التاريخية . عندما نتغلب على التجزئة نكون قد اطمأننا فعلاً على اننا سنؤدي رسالتنا التاريخية لان معركة الوحدة اصعب معركة يواجهها الشعب العربي منذ زمن طويل. وعندما اثمرت معركة الوحدة هذه الثمرة الاولى الطيبة الضخمة في نتائجها كما سنرى يوماً بعد يوم، فوجئ العالم مفاجأة تاريخية لا تحدث كل يوم ولا كل سنة وقد لا تحدث الا في مئات السنين، فوجئ حتى القسم المتحرر من العالم الذي تغلب على الاوضاع الرجعية الفاسدة، وتجاوب مع مصلحة الجماهير وتسلح بنظرية علمية، وبينه وبيننا وبين جميع الشعوب المناضلة من اجل حريتها وتقدمها تعاطف طبيعي. رغم ذلك لم يكن احد يصدق بأن هذه الوحدة ممكنة، وهذه كلها دلائل ثمينة جداً تنبئ عن العمق والنضج الذي وصلت اليه حركة القومية العربية وتنبئ عن غنى مستقبلها ايضاً. ان ما تحقق للعرب في هذا الظرف هو نتيجة ثورة وبداية ثورة، هو لا شك ثمرة لهذا النضال الطويل الذي بدأ قبل حركتنا بزمن، ولكن حركتنا بدأت مستوى جديداً في الفكر والعمل، هذا النضال هو مستوى ثوري يختلف عما سبقه. هذه الوحدة التي هي ثمرة لنضال الماضي ستكون بذورها بذرة قوية ومحركاً قوياً لثورات متعاقبة، أو قد يختلف نوعها او مظهرها عن السابق حسب درجة النمو الذي بلغته الحركة العربية الثورية. فعلينا ان نقدر هذه الخطوة حق قدرها، وان نعرف السهل والصعب فيها، وأن نأخذ مكاناً في قلب المعركة لان المعركة لم تنته بعد. ان اهمية هذه الخطوة بالدرجة الاولى هي انها قضت على نوع من التفكير، نوع من العقلية، نوع من النفسية المتخاذلة او في احسن الاحتمالات النفسية التي لم تبلغ حد الامتلاء ، وبالتالي لم تصل الى حد الايمان بأن الوحدة ممكنة. فتحقيق هذه الخطوة سيبدل النفسية العربية في كل مكان وحتى في اشد الامكنة والاوساط انكاراً وجحوداً، وسيكون لها آثار ونتائج سياسية واجتماعية ضخمة عاجلة وآجلة. ولكن المهم ان نعرف بأن البداية هي دوما صعبة، ودوما محفوفة بالاخطار، وان علينا واجباً مقدساً بأن نحمي هذه الخطوة التاريخية وان نغذيها بكل طاقاتنا، وان لا نرى فيها مبرراً للراحة والانسحاب من العمل او المطالبة بثمن الاتعاب الماضية. فهذه الخطوة ما تزال معرضة لأخطار كثيرة، والاخطار المكشوفة هي اخف هذه الاخطار لانها مكشوفة، والاخطار المخفية هي التي لا تظهر كثيرا بوضوح تام، وأهمها ان يستمر شيء من عقلية التجزئة ومصالح التجزئة وان تنسج الوحدة بخيوط التجزئة فتتناقض وتفشل . ايها الاخوان، تبين من حديثي ان حزبنا كان له مساهمة لم اتورع عن ان اسميها تاريخية في نضال امتنا في هذه الحقبة وخاصة في نضال الوحدة الذي اوصلنا الى هذا الانتصار. ولكن هذا لا يعني اننا وحدنا في الساحة وان غيرنا لم يعمل. ألححت على ذكر الحزب ومميزات فكرته في هذه المناسبة، ولكن تعرفون كما اعرف بأن الشعب العربي في كل مكان عمل وناضل من اجل هذه الوحدة بصورة غير مباشرة، وتعرفون على الأخص ان للثورة المصرية شاناً تاريخياً في هذه المرحلة وهو قد قلب وجه التاريخ العربي، او كان مناسبة لكي تتجلى قيمة النضال العربي في اقطار المشرق الذي انتشر فيه الحزب، ولا يمكن ان نفسر شيئا مما حدث من التحولات الضخمة العميقة في حياة العرب في هذه السنوات الاخيرة اذا لم تعط ثورة مصر حقها من الاهمية، حتى انها اثرت في حياة العصر والعالم كله، ويمكن القول بان تأميم قناة السويس هو بداية لعصر جديد في العالم في كثير من النواحي، وان مولد الجمهورية العربية المتحدة هو ايضاً بداية تاريخ جديد بالنسبة للعرب والعالم. صحيح ايها الاخوان ان ثورة مصر لم تتبع نفس الطريق الذي اتبعناه، فهي ثورة عسكرية لم تبدأ من الشعب، ولم تبدأ بفكرة او نظرية، ولكن هذا لا يغير شيئا من حقيقتها وقيمتها، فهي ثورة اصيلة صادقة، لذلك اعطت مثل هذه النتائج، ولم يمض وقت طويل عليها حتى استقرت واتضحت معالمها وخط سيرها، وبدأ الاتصال والتفاعل بينها وبين حركتنا، تفاعلاً مباشراً وغير مباشر. المباشر بالاتصال بالحزب وقادة الحزب وفكرة الحزب وغير المباشر بتأثرها بنضال الشعب العربي في الاقطار التي يقود النضال فيها حزبنا وتجاوبها مع نضال هذه الاقطار ومع شعارات هذا النضال . . 23 شباط 1958 منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
في سبيل البعث - الجزء الأول( الباب السادس) الوحدة ثورة تاريخية(50)